عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون (30) ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31) وإن كلٌّ لـمّا جميعٌ لدينا محضرون (32)}
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: {يا حسرةً على العباد} أي: يا ويل العباد.
وقال قتادة: {يا حسرةً على العباد}: أي يا حسرة العباد على أنفسها، على ما ضيّعت من أمر اللّه، فرّطت في جنب اللّه. قال: وفي بعض القراءة: "يا حسرة العباد على أنفسها".
ومعنى هذا: يا حسرتهم وندامتهم يوم القيامة إذا عاينوا العذاب، كيف كذّبوا رسل اللّه، وخالفوا أمر اللّه، فإنّهم كانوا في الدّار الدّنيا المكذّبون منهم.
{ما يأتيهم من رسولٍ إلا كانوا به يستهزئون} أي: يكذّبونه ويستهزئون به، ويجحدون ما أرسل به من الحقّ). [تفسير ابن كثير: 6/ 574]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون} أي: ألم يتّعظوا بمن أهلك اللّه قبلهم من المكذّبين للرّسل، كيف لم تكن لهم إلى هذه الدّنيا كرّةٌ ولا رجعةٌ، ولم يكن الأمر كما زعم كثيرٌ من جهلتهم وفجرتهم من قولهم: {إن هي إلا حياتنا الدّنيا نموت ونحيا} [المؤمنون: 37]، وهم القائلون بالدّور من الدّهريّة، وهم الّذين يعتقدون جهلًا منهم أنّهم يعودون إلى الدّنيا كما كانوا فيها، فردّ اللّه تعالى عليهم باطلهم، فقال: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 574]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإن كلٌّ لـمّا جميعٌ لدينا محضرون} أي: وإنّ جميع الأمم الماضية والآتية ستحضر للحساب يوم القيام بين يدي اللّه، عزّ وجلّ، فيجازيهم بأعمالهم كلّها خيرها وشرّها، ومعنى هذه كقوله تعالى: {وإنّ كلا لـمّا ليوفّينّهم ربّك أعمالهم} [هودٍ: 111].
وقد اختلف القرّاء في أداء هذا الحرف؛ فمنهم من قرأ: "وإن كلٌّ لما" بالتّخفيف، فعنده أنّ "إن" للإثبات، ومنهم من شدّد "لـمّا"، وجعل "إنّ" نافيةً، و "لـمّا" بمعنى "إلّا" تقديره: وما كلٌّ إلّا جميعٌ لدينا محضرون، ومعنى القراءتين واحدٌ، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 574-575]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وآيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون (33) وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون (34) ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون (35) سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون (36)}.
يقول تعالى: {وآيةٌ لهم} أي: دلالةٌ لهم على وجود الصّانع وقدرته التّامّة وإحيائه الموتى {الأرض الميتة} أي: إذا كانت ميّتةً هامدةً لا شيء فيها من النّبات، فإذا أنزل اللّه عليها الماء اهتزّت وربت، وأنبتت من كلّ زوج بهيجٍ؛ ولهذا قال: {أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون} أي: جعلناه رزقًا لهم ولأنعامهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 575]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون} أي: جعلنا فيها أنهارًا سارحةً في أمكنةٍ، يحتاجون إليها ليأكلوا من ثمره. لـمّا امتنّ على خلقه بإيجاد الزّروع لهم عطف بذكر الثّمار وتنوّعها وأصنافها.
وقوله: {وما عملته أيديهم} أي: وما ذاك كلّه إلّا من رحمة اللّه بهم، لا بسعيهم ولا كدّهم، ولا بحولهم وقوّتهم. قاله ابن عبّاسٍ وقتادة؛ ولهذا قال: {أفلا يشكرون}؟ أي: فهلا يشكرونه على ما أنعم به عليهم من هذه النّعم الّتي لا تعدّ ولا تحصى؟ واختار ابن جريرٍ -بل جزم به، ولم يحك غيره إلّا احتمالًا-أنّ "ما" في قوله: {وما عملته أيديهم} بمعنى: "الّذي"، تقديره: ليأكلوا من ثمره وممّا عملته أيديهم، أي: غرسوه ونصبوه، قال: وهي كذلك في قراءة ابن مسعودٍ {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 575]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض} أي: من زروعٍ وثمارٍ ونباتٍ. {ومن أنفسهم} فجعلهم ذكرًا وأنثى، {وممّا لا يعلمون} أي: من مخلوقاتٍ شتّى لا يعرفونها، كما قال تعالى: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون} [الذّاريات: 49]). [تفسير ابن كثير: 6/ 575]

رد مع اقتباس