عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 03:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واضرب لهم مثلًا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون (13) إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما فعزّزنا بثالثٍ فقالوا إنّا إليكم مرسلون (14) قالوا ما أنتم إلّا بشرٌ مثلنا وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلّا تكذبون (15) قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون (16) وما علينا إلّا البلاغ المبين (17) }
يقول تعالى: واضرب -يا محمّد- لقومك الّذين كذّبوك {مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}.
قال ابن إسحاق -فيما بلغه عن ابن عبّاسٍ، وكعب الأحبار، ووهب بن منبّهٍ-: إنّها مدينة أنطاكية، وكان بها ملكٌ يقال له: أنطيخس بن أنطيخس بن أنطيخس، وكان يعبد الأصنام، فبعث اللّه إليه ثلاثةً من الرّسل، وهم: صادقٌ وصدوقٌ وشلوم، فكذبهم.
وهكذا روي عن بريدة بن الحصيب، وعكرمة، وقتادة، والزّهريّ: أنّها أنطاكية.
وقد استشكل بعض الأئمّة كونها أنطاكية، بما سنذكره بعد تمام القصّة، إن شاء اللّه تعالى). [تفسير ابن كثير: 6/ 568-569]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذّبوهما} أي: بادروهما بالتّكذيب، {فعزّزنا بثالثٍ} أي: قوّيناهما وشددنا أزرهما برسولٍ ثالثٍ.
قال ابن جريج، عن وهب بن سليمان، عن شعيبٍ الجبّائيّ قال: كان اسم الرّسولين الأوّلين شمعون ويوحنّا، واسم الثّالث بولص، والقرية أنطاكية.
{فقالوا} أي: لأهل تلك القرية: {إنّا إليكم مرسلون} أي: من ربّكم الّذي خلقكم، نأمركم بعبادته وحده لا شريك له. قاله أبو العالية.
وزعم قتادة بن دعامة: أنّهم كانوا رسل المسيح، عليه السّلام، إلى أهل أنطاكية). [تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا} أي: فكيف أوحي إليكم وأنتم بشرٌ ونحن بشرٌ، فلم لا أوحي إلينا مثلكم؟ ولو كنتم رسلًا لكنتم ملائكةً. وهذه شبه كثيرٍ من الأمم المكذّبة، كما أخبر اللّه تعالى عنهم في قوله: {ذلك بأنّه كانت تأتيهم رسلهم بالبيّنات فقالوا أبشرٌ يهدوننا} [التّغابن: 6]، فاستعجبوا من ذلك وأنكروه. وقوله: {قالوا إن أنتم إلا بشرٌ مثلنا تريدون أن تصدّونا عمّا كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطانٍ مبينٍ} [إبراهيم: 10]. وقوله حكايةٌ عنهم في قوله: {ولئن أطعتم بشرًا مثلكم إنّكم إذًا لخاسرون} [المؤمنون: 34]، {وما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث اللّه بشرًا رسولا}؟ [الإسراء: 94]. ولهذا قال هؤلاء: {ما أنتم إلا بشرٌ مثلنا وما أنزل الرّحمن من شيءٍ إن أنتم إلا تكذبون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا ربّنا يعلم إنّا إليكم لمرسلون} أي: أجابتهم رسلهم الثّلاثة قائلين: اللّه يعلم أنّا رسله إليكم، ولو كنّا كذبة عليه لانتقم منّا أشدّ الانتقام، ولكنّه سيعزّنا وينصرنا عليكم، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدّار، كقوله تعالى: {قل كفى باللّه بيني وبينكم شهيدًا يعلم ما في السّموات والأرض والّذين آمنوا بالباطل وكفروا باللّه أولئك هم الخاسرون} [العنكبوت: 52]). [تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما علينا إلا البلاغ المبين} يقولون إنّما علينا أن نبلّغكم ما أرسلنا به إليكم، فإذا أطعتم كانت لكم السّعادة في الدّنيا والآخرة، وإن لم تجيبوا فستعلمون غبّ ذلك، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 569]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا إنّا تطيّرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ (18) قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مسرفون (19) }
فعند ذلك قال لهم أهل القرية: {إنّا تطيّرنا بكم} أي: لم نر على وجوهكم خيرًا في عيشنا.
وقال قتادة: يقولون إن أصابنا شرٌّ فإنّما هو من أجلكم.
وقال مجاهدٌ: يقولون: لم يدخل مثلكم إلى قريةٍ إلّا عذّب أهلها.
{لئن لم تنتهوا لنرجمنّكم}: قال قتادة: بالحجارة. وقال مجاهد: بالشتم.
{وليمسّنّكم منّا عذابٌ أليمٌ} أي: عقوبةٌ شديدةٌ).[تفسير ابن كثير: 6/ 569-570]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فقالت لهم رسلهم: {طائركم معكم} أي: مردودٌ عليكم، كقوله تعالى في قوم فرعون: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيّئةٌ يطّيّروا بموسى ومن معه ألا إنّما طائرهم عند اللّه} [الأعراف: 131]، وقال قوم صالحٍ: {اطّيّرنا بك وبمن معك قال طائركم عند اللّه} [النّمل: 47]. وقال قتادة، ووهب بن منبّهٍ: أي أعمالكم معكم. وقال تعالى: {وإن تصبهم حسنةٌ يقولوا هذه من عند اللّه وإن تصبهم سيّئةٌ يقولوا هذه من عندك قل كلٌّ من عند اللّه فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا} [النّساء: 78].
وقوله: {أئن ذكّرتم بل أنتم قومٌ مسرفون} أي: من أجل أنّا ذكّرناكم وأمرناكم بتوحيد اللّه وإخلاص العبادة له، قابلتمونا بهذا الكلام، وتوعّدتمونا وتهدّدتمونا؟ بل أنتم قومٌ مسرفون.
وقال قتادة: أي إن ذكّرناكم باللّه تطيّرتم بنا، بل أنتم قومٌ مسرفون). [تفسير ابن كثير: 6/ 570]

رد مع اقتباس