عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 07:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "يا حسرة" نداء لها على معنى: هذا وقت حضورك وظهورك، هذا تقدير نداء مثل هذا عند سيبويه، وهو معنى قويم في نفسه، وهو منادى منكور على هذه القراءة. قال الطبري: المعنى: يا حسرة العباد على أنفسهم، وذكر أنها في بعض القراءات كذلك، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: يا ويلا للعباد، وقرأ ابن عباس، والضحاك، وعلي بن الحسين، ومجاهد، وأبي بن كعب: "يا حسرة العباد"، بالإضافة. وقول ابن عباس حسن مع قراءته، وتأويل الطبري في ذلك القراءة الأولى ليس بالبين، وإنما يتجه أن يكون المعنى تلهفا على العباد كان الحال يقتضيه، وطباع كل بشر توجب عند سماعه حالهم وعذابهم على الكفر وتضييعهم أمر الله تعالى أن يشفق ويتحسر على العباد. وقال أبو العالية: المراد ب العباد الرسل الثلاثة، فكأن هذا التحسر هو من الكفار، حين رأوا عذاب الله تلهفوا على ما فاتهم، وقوله تعالى: {ما يأتيهم من رسول} الآية، يدفع هذا التأويل.
والحسرة: التلهفات التي تترك صاحبها حسيرا، وقرأ الأعرج، ومسلم بن جندب وأبو الزناد: "يا حسره" بالوقف على الهاء، وذلك للحرص على بيان معنى التحسر وتقريره للنفس، والنطق بالهاء في مثل هذا أبلغ في التشفيق وهز النفس، كقولهم: أوه ونحوه. وقوله: {ما يأتيهم من رسول} الآية، تمثيل لفعل قريش.
ثم عناهم بقوله: {ألم يروا كم أهلكنا}، و"كم" هنا خبرية، و"أنهم" بدل منها، و"الرؤية" رؤية البصر، وفي قراءة ابن مسعود: "أولم يروا من أهلكنا"، وقرأ الجمهور "أنهم" بفتح الألف، وكسرها الحسن البصري). [المحرر الوجيز: 7/ 246-247]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "لما" بتخفيف الميم، وذلك على زيادة (ما) للتأكيد، والمعنى، "لجميع"، وشددها الحسن، وابن جبير، وعاصم، قالوا: هي منزلة منزلة (إلا)، وقيل: المراد: (لمما) حذفت إحداهما، وفيه ضعف، وفي حرف أبي: [وإن منهم إلا جميع لدينا محضرون]، قال قتادة: محشورون يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 7/ 247]

تفسير قوله تعالى: {وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون * وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون * سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون}
"آية" معناه: علامة على الحشر وبعث الأجساد، والضمير في "لهم" يراد به كفار قريش، وقرأ نافع، وشيبة، وأبو جعفر: "الميتة" بكسر الياء وشدها، وقرأ أبو عمرو، وعاصم بسكون الياء خفيفة، وإحياؤها بالمطر). [المحرر الوجيز: 7/ 247]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "ثمره" بفتح الثاء والميم، وقرأ طلحة، وابن وثاب، وحمزة، والكسائي بضمهما، وقرأ الأعمش بضم الثاء وسكون الميم، والضمير فيه قالت فرقة: هو عائد على الماء الذي يتضمنه قوله تعالى: {من العيون}؛ لأن التقدير: "ما" وقالت فرقة: هو عائد على جميع ما تقدم مجملا، كأنه قال: "من ثمر ما ذكرنا"، وقال أبو عبيدة: هو من باب أن يذكر الإنسان شيئين أو ثلاثة ثم يعيد الضمير على واحد ويكني عنه، كما قال الأزرق بن طرفة بن العمرد الفراصي الباهلي:
رماني بذنب كنت منه ووالدي ... بريئا، ومن أجل الطوي رماني
وهذا الوجه في الآية ضعيف.
و"ما" في قوله تعالى: {وما عملته أيديهم}، قال الطبري: هي اسم معطوف على "الثمر"، أي: ويقع الأكل من الثمر ومما عملته الأيدي بالغرس والزراعة ونحوه. وقالت فرقة: هي مصدرية، وقيل: هي نافية، والتقدير: إنهم يأكلون من ثمره وهو شيء لم تعمله أيديهم، بل هي نعمة من الله تبارك وتعالى عليهم. وقرأ جمهور القراء: "عملته" بالهاء الضمير، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم - في رواية أبي بكر -، وطلحة، وعيسى: "عملت" بغير ضمير). [المحرر الوجيز: 7/ 247-248]

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم نزه تبارك وتعالى نفسه تنزيها مطلقا في كل ما يلحد به ملحد، أو يشرك مشرك. و"الأزواج": الأنواع من كل شيء، وقوله: {ومما لا يعلمون} نظير قوله: {ويخلق ما لا تعلمون}). [المحرر الوجيز: 7/ 248]

رد مع اقتباس