عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:14 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله اتقوا ما بين أيديكم قال ما بين أيديكم من الوقائع التي قد خلت وما خلفكم من أمر الساعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلّكم ترحمون (45) وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلاّ كانوا عنها معرضين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المشركين باللّه، المكذّبين رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم: احذروا ما مضى بين أيديكم من نقم اللّه ومثلاته بمن حلّ ذلك به من الأمم قبلكم أن يحلّ مثله بكم بشرككم وتكذيبكم رسوله {وما خلفكم} يقول: وما بعد هلاككم ممّا أنتم لا قوّة إن هلكتم على كفركم الّذي أنتم عليه {لعلّكم ترحمون} يقول: ليرحمكم ربّكم إن أنتم حذرتم ذلك، واتّقيتموه بالتّوبة من شرككم والإيمان به، ولزوم طاعته فيما أوجب عليكم من فرائضه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذا قيل: لهم اتّقوا ما بين أيديكم} وقائع اللّه فيمن خلا قبلهم من الأمم وما خلفهم من أمر السّاعة.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ما بين أيديكم} قال: ما مضى من ذنوبهم {وما خلفكم} قال: ذنوبهم.
وهذا القول قريب المعنى من القول الّذي قلنا، لأنّ معناه: اتّقوا عقوبة ما بين أيديكم من ذنوبكم، وما خلفكم ممّا تعملون من الذّنوب ولم تعملوه بعد، فذلك بعد تخويفٍ لهم العقاب على كفرهم). [جامع البيان: 19/447-449]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم يعني من الذنوب). [تفسير مجاهد: 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {فلا صريخ لهم} قال: لا مغيث لهم وفي قوله {ومتاعا إلى حين} قال: إلى الموت، وفي قوله {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم} قال: من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا والأمم {وما خلفكم} قال: من أمر الساعة، وفي قوله {وإذا قيل لهم أنفقوا من ما رزقكم الله}، قال: نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليه وعيرهم). [الدر المنثور: 12/355-356] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم} قال ما مضى وما بقي من الذنوب). [الدر المنثور: 12/356]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم إلاّ كانوا عنها معرضين} يقول تعالى ذكره: وما تجيء هؤلاء المشركين من قريشٍ آيةٌ، يعني حجّةً من حجج اللّه، وعلامةً من علاماته على حقيقة توحيده، وتصديق رسوله، إلاّ كانوا عنها معرضين، لا يتفكّرون فيها، ولا يتدبّرونها، فيعلموا بها ما احتجّ اللّه عليهم بها.
فإن قال قائلٌ: وأين جواب قوله: {وإذا قيل لهم: اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم}؟
قيل: جوابه وجواب قوله {وما تأتيهم من آيةٍ من آيات ربّهم} قوله: {إلاّ كانوا عنها معرضين} لأنّ الإعراض منهم كان عن كلّ آيةٍ للّه، فاكتفى بالجواب عن قوله: {اتّقوا ما بين أيديكم} وعن قوله: {وما تأتيهم من آيةٍ} بالخبر عن إعراضهم عنها لذلك، لأنّ معنى الكلام: وإذا قيل لهم: اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم اعرضوا، وإذا أتتهم آيةٌ اعرضوا). [جامع البيان: 19/449]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الكلبي في قوله وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال نزلت في الزنادقة معمر عن محمد بن زياد مولى بني جمح في قوله تعالى صيحة واحدة تأخذكم وهم يخصمون قال سمعت أبا هريرة يقول إن الساعة لتقوم على الرجلين وهما ينشران الثوب يتبايعانه). [تفسير عبد الرزاق: 2/144]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا قيل لهم أنفقوا ممّا رزقكم اللّه قال الّذين كفروا للّذين آمنوا أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه إن أنتم إلاّ في ضلالٍ مبينٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المشركين باللّه: أنفقوا من رزق اللّه الّذي رزقكم، فأدّوا منه ما فرض اللّه عليكم فيه لأهل حاجتكم ومسكنتكم، قال الّذين أنكروا وحدانيّة اللّه وعبدوا من دونه للّذين آمنوا باللّه ورسوله: أنطعم أموالنا وطعامنا من لو يشاء اللّه أطعمه؟!
وفي قوله: {إن أنتم إلاّ في ضلالٍ مبينٍ} وجهان: أحدهما أن يكون من قيل الكفّار للمؤمنين، فيكون تأويل الكلام حينئذٍ: ما أنتم أيّها القوم في قيلكم لنا: أنفقوا ممّا رزقكم اللّه على مساكينكم، إلاّ في ذهابٍ عن الحقّ، وجورٍ عن الرّشد مبينٍ لمن تأمّله وتدبّره، أنّه في ضلالٍ؛ وهذا أولى وجهيه بتأويله.
والوجه الآخر: أن يكون ذلك من قيل اللّه للمشركين، فيكون تأويله حينئذٍ: ما أنتم أيّها الكافرون في قيلكم للمؤمنين: أنطعم من لو يشاء اللّه أطعمه، إلاّ في ضلالٍ مبينٍ، عن أنّ قيلكم ذلك لهم ضلالٌ). [جامع البيان: 19/449-450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {فلا صريخ لهم} قال: لا مغيث لهم وفي قوله {ومتاعا إلى حين} قال: إلى الموت، وفي قوله {وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم} قال: من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم والعقوبات التي أصابت عادا وثمودا والأمم {وما خلفكم} قال: من أمر الساعة، وفي قوله {وإذا قيل لهم أنفقوا من ما رزقكم الله}، قال: نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا فعاب الله ذلك عليه وعيرهم). [الدر المنثور: 12/355-356] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه} قال: اليهود تقوله). [الدر المنثور: 12/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن إسماعيل عن أبي خالد رضي الله عنه في قوله {أنطعم من لو يشاء الله أطعمه} قال: يهود تقوله). [الدر المنثور: 12/356]

تفسير قوله تعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون المكذّبون وعيد اللّه والبعث بعد الممات يستعجلون ربّهم بالعذاب: {متى هذا الوعد} أي الوعد بقيام السّاعة {إنّ كنتم صادقين} أيّها القوم، وهذا قولهم لأهل الإيمان باللّه ورسوله). [جامع البيان: 19/450]

تفسير قوله تعالى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان [الثوري] كان عبد الله يقرأ (صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون) [الآية: 49]). [تفسير الثوري: 250]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون (49) فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ما ينتظر هؤلاء المشركون الّذين يستعجلون بوعيد اللّه إيّاهم، إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم، وذلك نفخة الفزع عند قيام السّاعة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، وجاءت الآثار.
ذكر من قال ذلك، وما فيه من الأثر:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، ومحمّد بن جعفرٍ، قالا: حدّثنا عوف بن أبي جميلة، عن أبي المغيرة القوّاس، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: لينفخنّ في الصّور، والنّاس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتّى إنّ الثّوب ليكون بين الرّجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتّى ينفخ في الصّور، وحتّى إنّ الرّجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتّى ينفخ في الصّور، وهي الّتي قال اللّه: {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون فلا يستطيعون توصيةً} الآية.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون} ذكر لنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: تهيج السّاعة بالنّاس، والرّجل يسقي ماشيته، والرّجل يصلح حوضه، والرّجل يقيم سلعته في سوقه، والرّجل يخفض ميزانه ويرفعه، وتهيج بهم وهم كذلك، فلا يستطيعون توصيةً ولا إلى أهلهم يرجعون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ما ينظرون إلاّ صيحةً واحدةً} قال: النّفخة نفخةٌ واحدةٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّدٍ المحاربيّ، عن إسماعيل بن رافعٍ، عمّن ذكره، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: وإنّ اللّه لمّا فرغ من خلق السّموات والأرض خلق الصّور، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فيه شاخصا ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر قال أبو هريرة: يا رسول اللّه: وما الصّور؟ قال: قرنٌ، قال: وكيف هو؟ قال: قرنٌ عظيمٌ ينفخ فيه ثلاث نفخاتٍ، الأولى نفخة الفزع، والثّانية نفخة الصّعق، والثّالثة نفخة القيام لربّ العالمين، يأمر اللّه إسرافيل بالنّفخة الأولى فيقول: انفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل السّموات وأهل الأرض إلاّ من شاء اللّه، ويأمره اللّه فيديمها ويطوّلها، فلا يفتر، وهي الّتي يقول اللّه: {ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً ما لها من فواقٍ} ثمّ يأمر اللّه إسرافيل بنفخة الصّعق، فيقول: انفخ نفخة الصّعق، فيصعق أهل السّموات والأرض إلاّ من شاء اللّه، فإذا هم خامدون، ثمّ يميت من بقي، فإذا لم يبق إلاّ اللّه الواحد الصّمد، بدّل الأرض غير الأرض والسّموات فيبسطها ويستطحها ويمدّها مدّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا، ثمّ يزجر اللّه الخلق زجرةً، فإذا هم في هذه المبدّلة في مثل مواضعهم من الأولى ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان على ظهرها كان على ظهرها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {وهم يخصّمون} فقرأ ذلك بعض قرّاء المدينة: (وهم يخصّمون) بسكون الخاء وتشديد الصاد، فجمع بين السّاكنين، بمعنى: يختصمون، ثمّ أدغم التّاء في الصاد فجعلها صادًا مشدّدةً، وترك الخاء على سكونها في الأصل.
وقرأ ذلك بعض المكّيّين والبصريّين: (وهم يخصّمون) بفتح الخاء وتشديد الصاد بمعنى: يختصمون، غير أنّهم نقلوا حركة التّاء وهي الفتحة الّتي في يفتعلون إلى الخاء منها، فحرّكوها بتحريكها، وأدغموا التّاء في الصاد وشدّدوها.
وقرأ ذلك بعض قرّاء الكوفة: {يخصّمون} بكسر الخاء وتشديد الصاد، فكسر الخاء بكسر الصاد وأدغموا التّاء في الصاد وشدّدها.
وقرأ ذلك آخرون منهم: (يخصمون) بسكون الخاء وتخفيف الصاد، بمعنى (يفعلون) من الخصومة، وكأنّ معنى قارئ ذلك كذلك: كأنّهم يتكلّمون، أو يكون معناه عنده: كان وهم عند أنفسهم يخصمون من وعدهم مجيء السّاعة، وقيام القيامة، ويغلبونه بالجدل في ذلك.
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّ هذه قراءاتٌ مشهوراتٌ معروفاتٌ في قرّاء الأمصار، متقاربات المعاني، فبأيّتهنّ قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 19/450-453]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 50.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: تهيج الساعة الناس والرجل يسقي ماشيته والرجل يصلح حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} قال: أعجلوا عن ذلك). [الدر المنثور: 12/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون} قال: هذا مبتدأ يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وهم يخصمون} قال: يتكلمون). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهي التي قال الله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {تأخذهم وهم يخصمون} قال: تذرهم في أسواقهم وطرقهم {فلا يستطيعون توصية} قال: لا يوصي بعضهم إلى بعض، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/358] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فلا يستطيعون توصيةً} يقول تعالى ذكره: فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النّفخ في الصّور أن يوصوا في أموالهم أحدًا {ولا إلى أهلهم يرجعون} يقول: ولا يستطيع من كان منهم خارجًا عن أهله أن يرجع إليهم، لأنّهم لا يمهلون بذلك ولكن يعجلون بالهلاك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلا يستطيعون توصيةً} أي فيما في أيديهم {ولا إلى أهلهم يرجعون} قال: أعجلوا عن ذلك.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ما ينظر هؤلاء إلاّ صيحةً واحدةً} الآية، قال: هذا مبتدأٌ يوم القيامة، وقرأ: {فلا يستطيعون توصيةً} حتّى بلغ {إلى ربّهم ينسلون} ). [جامع البيان: 19/453-454]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 50.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون} قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: تهيج الساعة الناس والرجل يسقي ماشيته والرجل يصلح حوضه والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه فتهيج بهم وهم كذلك {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} قال: أعجلوا عن ذلك). [الدر المنثور: 12/356] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: لينفخن في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به وهي التي قال الله {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/357] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال: تقوم الساعة والناس في أسواقهم يتبايعون ويذرعون الثياب ويحلبون اللقاح وفي حوائجهم {فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب والرجل يحلب الناقة ثم قرأ {فلا يستطيعون توصية} ). [الدر المنثور: 12/357-358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم، وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها). [الدر المنثور: 12/358]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {تأخذهم وهم يخصمون} قال: تذرهم في أسواقهم وطرقهم {فلا يستطيعون توصية} قال: لا يوصي بعضهم إلى بعض، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/358]


رد مع اقتباس