عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة إن في بعض الحروف يا حسرة على العباد يقول على العباد حسرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/141]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن خصيفٍ عن مجاهدٍ في قوله: {يا حسرة على العباد} قال: يا حسرة لهم [الآية: 30]). [تفسير الثوري: 249]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يا حسرةً على العباد} [يس: 30] : «كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل»). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يا حسرةً على العباد وكان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل وصله الفريابيّ كذلك وقد أخرج سعيد بن منصورٍ عن سفيان عن عمرو بن دينارٍ عن بن عبّاسٍ أنّه قرأ يا حسرة العباد بالإضافة). [فتح الباري: 8/541]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {فعززنا} شددنا {يا حسرة على العباد} كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل {أن تدرك القمر} لا يستر ضوء أحدهما ضوء الآخر ولا ينبغي لهما ذلك {سابق النّهار} يتطالبان حثيثين {نسلخ} نخرج أحدهما من الآخر ونجري كل واحد منهما من مثله من الأنعام {فاكهون} معجبون {جند محضرون} عند الحساب ويذكر عن عكرمة {المشحون} الموقر وقال ابن عبّاس {طائركم} مصابكم {ينسلون} يخرجون {مرقدنا} مخرجنا {أحصيناه} حفظناه {مكانتكم} ومكانكم واحد
أما قول مجاهد فتقدم بعضها في بدء الخلق
وقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 14 يس {فعززنا بثالث} قال شددنا
وبه في قوله 30 يس {يا حسرة على العباد} قال كانت حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل). [تغليق التعليق: 4/290-291] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يا حسرةً على العباد كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل
أشار به إلى قوله تعالى: {يا حسرة على العباد يأتيهم رسول إلاّ كانوا به يستهزئون} (يس: 30) وفسّر الحسرة بقوله: (استهزآؤهم بالرسل) في الدّنيا، وقال أبو العالية لما عاينوا العذاب، قالوا: يا حسرة على العباد، يعني: الرّسل الثّلاثة حين لم يؤمنوا بهم وآمنوا حين لم ينفعهم الإيمان). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يا حسرة على العباد}) [يس: 30] و (كان حسرة عليهم) أي في الآخرة (استهزاؤهم بالرسل) أي في الدنيا واستهزاؤهم رفع اسم كان وحسرة خبرها، وهذا أخرجه الفريابي عن مجاهد أيضًا والمعنى هم أحقّاء بأن يتحسر عليهم المتحسّرون أو يتلهف عليهم المتلهفون أو متحسّر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين وأن يكون من قول الله تعالى على سبيل الاستعارة تعظيمًا للأمر وتهويلًا له فيكون كالوارد في حق الله تعالى من الضحك والسخرية ونصب يا حسرة على المصدر والمنادى محذوف أي يا هؤلاء تحسروا حسرة). [إرشاد الساري: 7/311-312]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا حسرةً على العباد ما يأتيهم من رسولٍ إلاّ كانوا به يستهزئون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: يا حسرةً من العباد على أنفسها وتندّمًا وتلهّفًا في استهزائهم برسل اللّه {ما يأتيهم من رسولٍ} من اللّه {إلاّ كانوا به يستهزئون} وذكر أنّ ذلك في بعض القراءة: (يا حسرة العباد على أنفسها).
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يا حسرةً على العباد} أي يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيّعت من أمر اللّه، وفرّطت في جنب اللّه قال: وفي بعض القراءة: (يا حسرة العباد على أنفسها).
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يا حسرةً على العباد} قال: كان حسرةً عليهم استهزاؤهم بالرّسل.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {يا حسرةً على العباد} يقول: يا ويلاً للعباد.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: معنى ذلك: يا لها حسرةً على العباد). [جامع البيان: 19/428-429]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يا حسرة على العباد قال كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل). [تفسير مجاهد: 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 30
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يا حسرة على العباد} يقول: يا ويلا للعباد). [الدر المنثور: 12/343]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قال {يا حسرة على العباد} ). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد {يا حسرة على العباد} قال: كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يا حسرة على العباد} يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله تعالى قال: وفي بعض القراءة يا حسرة العباد على أنفسها ما يأتيهم من رسول). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يا حسرة على العباد} قال: الندامة على العباد الذين {وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون} يقول: الندامة عليهم إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {يا حسرة على العباد} قال: يا حسرة لهم). [الدر المنثور: 12/344]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن هارون قال: في حرف أبي بن كعب يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن). [الدر المنثور: 12/345]

تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون (31) وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ألم ير هؤلاء المشركون باللّه من قومك يا محمّد كم أهلكنا قبلهم بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بآياتنا من القرون الخالية {أنّهم إليهم لا يرجعون} يقول: ألم يروا أنّهم إليهم لا يرجعون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنّهم إليهم لا يرجعون} قال: عادٌ وثمودٌ، وقرونٌ بين ذلك كثيرٌ.
و(كم) من قوله: {كم أهلكنا} في موضع نصبٍ إن شئت بوقوع يروا عليها وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (ألم يروا من أهلكنا) وإن شئت بوقوع (أهلكنا) عليها؛ وأمّا (أنّهم) فإنّ الألف منها فتحت بوقوع يروا عليها. وذكر عن بعضهم أنّه كسر الألف منها على وجه الاستئناف بها، وترك إعمال (يروا) فيها). [جامع البيان: 19/430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 31 - 34.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} قال: عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هارون عن الأعرج وأبي عمرو في قوله {أنهم إليهم لا يرجعون} قالا: ليس في مدة اختلاف هذا من رجوع الدنيا). [الدر المنثور: 12/345]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي إسحاق قال: قيل لابن عباس إن ناسا يزعمون أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة، فسكت ساعة ثم قال: بئس القوم نحن إن كنا أنكحنا نساءه واقتسمنا ميراثه أما تقرأون {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} ). [الدر المنثور: 12/345]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون} يقول تعالى ذكره: وإنّ كلّ هذه القرون الّتي أهلكناها والّذين لم نهلكهم وغيرهم عندنا يوم القيامة جميعهم {محضرون}.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإن كلٌّ لمّا جميعٌ لدينا محضرون} أي هم يوم القيامة.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: (وإن كلٌّ لما) بالتّخفيف توجيهًا منهم إلى أنّ ذلك ما أدخلت عليها اللاّم الّتي تدخل جوابًا لإن وأنّ معنى الكلام: وإن كلٌّ لجميعٌ لدينا محضرون وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: {لمّا} بتشديد الميم ولتشديدهم ذلك عندنا وجهان: أحدهما: أن يكون الكلام عندهم كان مرادًا به: وإن كلٌّ لممّا جميعٌ، ثمّ حذفت إحدى الميمات لمّا كثرت، كما قال الشّاعر:
غداة طفت علماء بكر بن وائلٍ = وعجنا صدور الخيل نحو تميم
والآخر: أن يكونوا أرادوا أن تكون {لمّا} بمعنى إلاّ، مع (إن) خاصّةً فتكون نظيرة (إنّما) إذا وضعت موضع (إلاّ) وقد كان بعض نحويّي الكوفة يقول: كأنّها لم ضمّت إليها (ما)، فصارتا جميعًا استثناءً، وخرجتا من حدّ الجحد وكان بعض أهل العربيّة يقول: لا أعرف وجه (لمّا) بالتّشديد.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مشهورتان متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 19/431]
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون} قال: عادا وثمودا وقرونا بين ذلك كثيرا {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} قال: يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/345] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآيةٌ لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبًّا فمنه يأكلون (33) وجعلنا فيها جنّاتٍ من نخيلٍ وأعنابٍ وفجّرنا فيها من العيون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: ودلالةٌ لهؤلاء المشركين على قدرة اللّه على ما يشاء، وعلى إحيائه من مات من خلقه وإعادته بعد فنائه، كهيئته قبل مماته إحياؤه الأرض الميتة، الّتي لا نبت فيها ولا زرع بالغيث الّذي ينزله من السّماء حتّى يخرج زرعها، ثمّ إخراجه منها الحبّ الّذي هو قوتٌ لهم وغذاءٌ، فمنه يأكلون). [جامع البيان: 19/432]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجعلنا فيها جنّاتٌ من نخيلٍ وأعنابٍ} يقول تعالى ذكره: وجعلنا في هذه الأرض الّتي أحييناها بعد موتها بساتين من نخيلٍ وأعنابٍ {وفجّرنا فيها من العيون} يقول: وأنبعنا فيها من عيون الماء). [جامع البيان: 19/432]

تفسير قوله تعالى: (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: أنشأنا هذه الجنّات في هذه الأرض ليأكل عبادي من ثمره، (وما عملت أيديهم) يقول: ليأكلوا من ثمر الجنّات الّتي أنشأنا لهم، وما عملت أيديهم ممّا غرسوا هم وزرعوا.
و(ما) الّتي في قوله: (وما عملت أيديهم) في موضع خفضٍ عطفًا على الثّمر، بمعنى: ومن الّذي عملت أيديهم؛ وهي في قراءة عبد اللّه فيما ذكر: (وممّا عملته) بالهاء على هذا المعنى؛ فالهاء في قراءتنا مضمرةً، لأنّ العرب تضمرها أحيانًا، وتظهرها في صلات: (من)، و(ما)، و(الّذي) ولو قيل: ما بمعنى المصدر كان مذهبًا، فيكون معنى الكلام: ومن عمل أيديهم. ولو قيل: إنّها بمعنى الجحد ولا موضع لها كان أيضًا مذهبًا، فيكون معنى الكلام: ليأكلوا من ثمره ولم تعمله أيديهم.
وقوله: {أفلا يشكرون} يقول: أفلا يشكر هؤلاء القوم الّذين رزقناهم هذا الرّزق من هذه الأرض الميتة الّتي أحييناها لهم من رزقهم ذلك وأنعم عليهم به؟). [جامع البيان: 19/432-433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 35.
أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس أنه قرأ {وما عملته أيديهم} ). [الدر المنثور: 12/345-346]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس: (وما عملته أيديهم) قال: وجدوه معمولا لم تعمله أيديهم، يعني الفرات ودجلة ونهر بلخ وأشباهها {أفلا يشكرون} لهذا، والله أعلم). [الدر المنثور: 12/346]

تفسير قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره تنزيهًا وتبرئةً للّذي خلق الألوان المختلفة كلّها من نبات الأرض، {ومن أنفسهم} يقول: وخلق من أولادهم ذكورًا وإناثًا، {وممّا لا يعلمون} أيضًا من الأشياء الّتي لم يطلعهم عليها، خلق كذلك أزواجًا ممّا يضيف إليه هؤلاء المشركون، ويصفونه به من الشّركاء وغير ذلك). [جامع البيان: 19/433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 36.
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} قال: الأصناف كلها، الملائكة زوج والأنس زوج والجن زوج وما تنبت الأرض زوج وكل صنف من الطير زوج ثم فسر فقال {مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} الروح لا يعلمه الملائكة ولا خلق الله ولم يطلع على الروح أحد وقوله {ومما لا يعلمون} لا يعلم الملائكة ولا غيرها). [الدر المنثور: 12/346]


رد مع اقتباس