عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة يس
[ من الآية (51) إلى الآية (54) ]

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}

قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَنسُلُونَ) بضم السين عبد الرحمن بن حبيب عن الكسائي، وأبو السَّمَّال، الباقون بكسرها، وهو الاختيار، لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 625]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)}
{الصُّورِ}
- قراءة الجماعة (الصور) بإسكان الواو، وهو القرن الذي ينفح فيه إسرافيل، أو هو جمع صورة.
- وقرأ الأعرج وأبو هريرة وقتادة (الصور) بفتح الواو، أي الأرواح، أو صور بني آدم.
قال النحاس: (فأما الصور بإسكان الواو فالصحيح أنه القرن، جاء بذلك الحديث والتوقيف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك معروف في كلام العرب).
وقال مكي: (وأصل الواو الحركة، فأسكت تخفيفًا فأصله الصور، أي صور بني آدم، وقيل هو القرن الذي ينفخ فيه الملك، فهو واحد، وهذا القول أشهر).
وذهب الزجاج إلى أنه لم يقرأ أحد بفتح الواو من وجه يثبت.
قلت: سبقت قراءة فتح الواو في الآية/99 من سورة الكهف، ونسبت إلى الحسن.
وتقدمت في الآية/101 من سورة المؤمنين، ونسبت إلى ابن عباس والحسن وابن عياض، وانظر الآية/73 من سورة الأنعام.
[معجم القراءات: 7/498]
{مِنَ الْأَجْدَاثِ}
- قراءة الجمهور (... الأجداث) بالثاء جمع جدث، وهو القبر، وهي اللغة الفصيحة.
- وقرئ (... الأجداف) بالفاء، جمع جدف، وهو القبر أيضًا.
وأنكر بعضهم جمع (أجداف)، وذكروا أنه لم ينقل عن العرب، وذهب آخرون إلى أن الفاء والثاء تتعاقبان على الموضع الواحد، وذهب السهيلي إلى أنه بالفاء أصل.
{يَنْسِلُونَ}
- قراءة الجماعة (ينسلون) بكسر السين.
- وقرأ ابن أبي إسحاق وأبو عمرو بخلاف عنه (ينسلون) بضم السين). [معجم القراءات: 7/499]

قوله تعالى: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من مرقدنا) [52]: بسكتة خفيفة حفص). [المنتهى: 2/926]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: يسكت على قوله: {من مرقدنا} (52)، ثم يقول: {هذا ما وعد}. وقد ذكر في الكهف). [التيسير في القراءات السبع: 429]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (من مرقدنا) قد ذكر في أول سورة الكهف). [تحبير التيسير: 524]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم حملنا ذرّيّتهم [يس: 41] بالأعراف، وسكت مرقدنا [يس: 52] لحفص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/522] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مرقدنا} [52] ذكر لحفص). [تقريب النشر في القراءات العشر: 655]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مِنْ مَرْقِدَنَا" بالسكت على ألفه حفص بخلف عنه من طريقيه ويبتدئ هذا لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/402]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {مرقدنا} [52] قرأ حفص بالسكت على ألف {مرقدنا} من غير قطع نفس، لأن كلام الكفار انقضى بـــ {مرقدنا} وهذا مبتدأ وما بعده خبر، و{ما} مصدرية أو موصولة محذوفة العائد، كلام الملائكة أو المؤمنين للكفار، لو وصل لتوهم أن الكلام كله من كلامهم، والأمر ليس كذلك، كما هو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ومقاتل وغيرهما من المفسرين، والباقون بالإدراج.
فائدة: الوقف على {مرقدنا} تام، وهو الذي عليه جمهور العلماء من القراء والنحويين، بل كان بعضهم كأبي عبد الرحمن السلمي وعاصم، يستحبون الوقف
[غيث النفع: 1036]
عليه.
وقال بعضهم كابن الأنباري والزجاج: والوقف على {هذا} لأنه صفة للمرقد، و{ما وعد} خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي: ما وعد الرحمن حق). [غيث النفع: 1037]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)}
{يَا وَيْلَنَا}
- قراءة الجماعة (يا ويلنا).
- وقرأ ابن أبي ليلى (يا ويلتنا) بتاء التأنيث، على تأنيث الويل.
[معجم القراءات: 7/499]
- وقرأ علي بن أبي طالب وابن أبي ليلى أيضًا (يا ويلتى) بالتاء، بعدها ألف بدل من ياء الإضافة؛ إذ الأصل فيه: يا ويلتي، بالياء.
{مَنْ بَعَثَنَا}
- وقرأ الجمهور (من بعثنا).
من: استفهام، بعثنا: فعل ماضٍ.
- وقرأ علي وابن عباس والضحاك ومجاهد وأبو نهيك وأبو رزين وعاصم الجحدري (من بعثنا).
من: حرف جر، بعثنا: اسم مجرورو به.
- وذكر ابن خالويه أن ابن مسعود قرأ (من أبعثنا) كذا بالهمز، وهو غريب!
- وقرأ أبي بن كعب (من هبنا)، وهي في معنى قراءة الجماعة، ونسبها أبو حاتم إلى ابن مسعود.
- وذكر أبو حاتم عن ابن مسعود أنه قرأ (من أهبنا) بالهمز، وذكرها الشوكاني قراءة لأبي.
[معجم القراءات: 7/500]
- وذكر الأنباري هذه القراءة ثم قال: (فهذا دليل على صحة مذهب العامة).
- وقرئ: (من هبنا) من حرف جر، هبنا: اسم مجرور به، وهو مصدر وهذا كقراءة (من بعثنا) التي تقدمت.
{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا}
- قرأ حفص بالسكت على (مرقدنا) سكتة خفيفة من غير تنفس مقدار حركتين، ثم يقرأ (هذا...).
وكذلك روى الوقف الأشناني عنه، وكذلك جمهور المغاربة عنه.
قال في الإتحاف: (وقرأ (مرقدنا) بالسكت على ألف حفص بخلف عنه من طريقيه، ويبتدئ (هذا) لئلا يوهم أنه صفة لمرقدنا.
وقال الأنباري: (... من مرقدنا: وقف حسن، ثم تبتدئ: هذا ما وعد الرحمن).
- وقراءة الباقين من غير سكت.
- وذكر الماوردي أن في (هذا) وجهين: (أحدهما أنه أشار إلى المرقد تمامًا، وعليه يجب أن يكون الوقف، والثاني أنه ابتداء فيكون إشارة إلى الوعد، ويكون الوقف قبله والابتداء منه) ). [معجم القراءات: 7/501]

قوله تعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (189- .... .... .... .... وَصَيْحَةً = وَوَاحِدَةً كَانَتْ مَعًا فَارْفَعِ الْعُلَا). [الدرة المضية: 37] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ويريد بقوله: صيحة وواحدة كانت معًا في الموضعين الواقعين قبل {فإذا هم جميعًا} [53] أي قرأ أبو
[شرح الدرة المضيئة: 207]
جعفر برفع اللفظين على جعل كانت تامة وصيحة فاعل وواحدة صفة وعلم من انفراده للآخرين بنصب الكلمتين على جعلها ناقصة واحترز بقيد كانت عن المتفق على نصبه وهو {ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم} [49] هنا و{صيحة واحدة ما لها} [15] في ص و{صيحة واحدة فكانوا} [31] في القمر). [شرح الدرة المضيئة: 208] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالرَّفْعِ فِيهِنَّ عَلَى أَنَّ " كَانَ " تَامَّةٌ وَ " صَيْحَةٌ " فَاعِلٌ، أَيْ: مَا وَقَعَتْ إِلَّا صَيْحَةٌ وَاحِدَةٌ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنَصْبِهِنَّ عَلَى أَنَّ " كَانَ " نَاقِصَةٌ، أَيْ: مَا كَانَتْ هِيَ أَيِ الْأَخْذَةُ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى نَصْبِ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً إِذْ هُوَ مَفْعُولُ يَنْظُرُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/353] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {إن كانت إلا صيحةً واحدةً} برفعهما في الموضعين [29، 53]، والباقون بنصبهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 654] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (874 - أولى وأخرى صيحةٌ واحدة = ثب .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 92] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أولى وأخرى صيحة واحدة = (ث) ب عملته يحذف الها (صحبة)
أي «إن كانت إلا صيحة واحدة» الأولى، والثانية قرأها أبو جعفر بالرفع، والباقون بالنصب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 301] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
أولى وأخرى صيحة واحدة = (ث) بـ عملته يحذف الها (صحبة)
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر: إن كانت إلا صيحة واحدة في الموضعين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/521]
[يس: 29، 53] برفعهما [على أنه فاعل] «كان» التامة، والباقون بنصبهما، خبر «كان» الناقصة، أي: ما كانت إلا صيحة واحدة، واتفقوا على نصب الوسطى: [ما ينظرون إلّا صيحة [يس: 49]؛ لأنها مفعول ينظرون). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/522] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53)}
{إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً}
- تقدم في الآية/29 من هذه السورة ثلاث قراءات فيها:
1- ... صيحةً، بالنصب.
2- ... صيحة، بالرفع.
3- ... زقيةً، بالزاي.
فانظر بيان هذا وتخريجه حيث هو مما سبق). [معجم القراءات: 7/502]

قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)}
{لَا تُظْلَمُ}
- تغليظ اللام عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 7/502]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس