عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 04:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة النور

[ من الآية (21) إلى الآية (22) ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۚ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ما زكى) مشدد يعقوب). [الغاية في القراءات العشر: ٣٣8]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما زكى) [21]: ممال: قتيبة، والأبزاري. بتشديدها زيد، وروح طريق الضرير). [المنتهى: 2/859]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قنبل، وحفص، وابن عامر، والكسائي: {خطوات الشيطان} (21): بضم الطاء.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 382]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (خطوات قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 480]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَا زَكَى) مشدد ابْن مِقْسَمٍ، وَرَوْحٌ وزيد طريق الضَّرِير، والقورسي عن أبي جعفر، الباقون خفيف، وهو الاختيار، يعني: ما ظهر وهو لازم، واللزوم أولى). [الكامل في القراءات العشر: 608]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى مَا زَكَا مِنْكُمْ بِفَتْحِ الزَّايِ وَتَخْفِيفِ الْكَافِ إِلَّا مَا رَوَاهُ ابْنُ مِهْرَانَ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْ رَوْحٍ مِنْ ضَمِّ الزَّايِ وَكَسْرِ الْكَافِ مُشَدَّدَةً انْفَرَدَ بِذَلِكَ، وَهِيَ رِوَايَةُ زَيْدٍ عَنْ يَعْقُوبَ مِنْ طَرِيقِ الضَّرِيرِ، وَهِيَ اخْتِيَارُ ابْنِ مِقْسَمٍ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْهُذَلِيُّ عَنْ رَوْحٍ سِوَاهَا فَقَلَّدَ ابْنَ مِهْرَانَ، وَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ وَوَهِمَ). [النشر في القراءات العشر: 2/331]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ رَءُوفٌ فِي الْبَقَرَةِ، وَتَقَدَّمَ خُطُوَاتِ فِيهَا أَيْضًا عِنْدَ هُزُوًا). [النشر في القراءات العشر: 2/331] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد ابن مهران عن روح {ما زكى} [21] بتشديد الكاف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 615]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رءوفٌ} [20]، و{خطوات} [21] ذكرا في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 615] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تنبيه:
انفرد ابن مهران عن هبة الله عن روح بضم الزاي وكسر الكاف مشددة في ما زكّى منكم [النور: 21]، وهي رواية زيد عن يعقوب من طريق الفدير، واختيار ابن مقسم، ولم يذكر الهذلي عن روح سواها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/474]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "خَطَوات" [الآية: 21] بضم الطاء البزي من غير طريق أبي ربيعة وقنبل وابن
[إتحاف فضلاء البشر: 2/294]
عامر وحفص والكسائي ويعقوب وأبو جعفر، وسكنه الباقون وعن الحسن فتح الخاء مع سكون الطاء.
وعنه "ما زكى" بتشديد الكاف، وأما ضم الزاي مع تشديد الكاف مكسورة فانفرادة لابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح كما في النشر، لا يقرأ بها، ولذا تركها في الطيبة، واتفقوا على عدم إمالتها كما مر تنبيها على أصلها؛ لأنها من ذوات الواو، وما في البحر من إمالتها لحمزة والكسائي فليس من طرقنا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/295]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يا أيها الذين ءامنوا لا تتبعوا...}
{خطوات} [21] معًا قرأ نافع والبزي وشعبة وحمزة بإسكان الطاء، والباقون بالضم). [غيث النفع: 908]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)}
{خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
- قرأ (خطوات) بضم الطاء والخاء البزي وقنبل وابن عامر وحفص عن عاصم والكسائي ويعقوب وأبو جعفر.
- وقرأ (خطوات) بضم فسكون نافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وحمزة وخلف والبزي بخلف عنه وعاصم والأعمش.
- وقرئ (خطوات) بضم ففتح.
- وقرأ علي والأعرج وعمرو بن عبيد وسلام (خطؤات) بالهمز، ورد هذه القراءة الأزهري، فقال: (ما علمت أحدًا من قراء الأمصار قرأ بالهمز، ولا معنى له).
- وقرأ أبو السمال (خطوات) بفتحتين.
- وقرأ الحسن (خطوات) بفتح فسكون.
وإذا أردت تفصيلًا أوفى من هذا وأنفع فارجع إلى الآية/168 من سورة البقرة، والآية/142 من سورة الأنعام.
[معجم القراءات: 6/243]
{زَكَى}
- قراءة الجمهور (زكى) بتخفيف الكاف، وكتبت ألفه ياءً، وهو شاذ لأنه من ذوات الواو، وإنما حمل على لغة من أمال، أو على كتابة المشدد.
- وقرأه بالإمالة (زكى) حمزة والكسائي وأبو جعفر ورويت عن عاصم وشيبة والأعمش وروح وقتيبة، وعيسى الهمداني وعيسى الثقفي.
قال في الإتحاف: (واتفقوا على عدم إمالتها كما مر تنبيهًا على أصلها؛ لأنها من ذوات الواو، وما في البحر من إمالتها لحمزة والكسائي فليس من طرقنا).
وقال العكبري: (يمال حملًا على تصرف الفعل، ومن لم يمل قال: الألف من الواو).
- وقرأ أبو حيوة والحسن والأعمش وأبو جعفر في رواية وزيد وروح عن يعقوب وابن محيصن ومجاهد وقتادة وخلاد عن سليم عن حمزة والطوسي عن قتيبة عن الكسائي (زكى) بتشديد الكاف.
- وقرأ المشدد بالإمالة الأعمش والحسن (زكى).
[معجم القراءات: 6/244]
- وفي النشر قراءة (ما زكي) بضم الزاء وكسر الكاف مشددة.
قال ابن الجزري: (بفتح الزاي وتخفيف الكاف إلا ما رواه ابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح من ضم الزاي وكسر الكاف مشددة، انفرد بذلك، وهي رواية زيد عن يعقوب من طريق الضرير وهي اختيار ابن مقسم، ولم يذكر الهذلي عن روح سواها، فلقد ابن مهران، وخالف سائر الناس، وهو وهم).
ونقل مختصر هذا صاحب الإتحاف). [معجم القراءات: 6/245]

قوله تعالى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ولا يتأل) يزيد). [الغاية في القراءات العشر: ٣٣8]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ولا يائتل) [22]: بوزن «يتفعل»، التاء قبل الألف وهي همزة مفتوحة واللام مفتوحة مشددة: يزيد، ولين همزه عمري، وكتابتها في المصحف العتيق (يتل) بلا ألف.
(والسعة أن تؤتوا) [22]: بالتاء حمصي). [المنتهى: 2/859]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (170 - وَلاَ يَتَأَلَّ اعْلَمْ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 34]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال:
ص ولا يتأل (ا)علم وكبره ضم (حـ)ـط = وغير انصب (ا)د درى اضمم مثقلا
(حـ)ـمًى (فـ)ـد توقد اضمم بكسر (أ)د = ويحسب خاطب (فـ)ـق و(حـ)ـق ليبدلا
ش - أي قرأ المرموز له (بألف) اعلم وهو أبو جعفر {ولا يتأل أولوا الفضل منكم} [22] بتاء مثناة فوق مفتوحة بعد ياء المضارعة وهمزة مفتوحة بينها وبين اللام المشددة المفتوحة كما نطق به من الخلف أي ولا يتكلف الحلف أو ولا يحلف أولوا الفضل منكم وعلم من انفراده للآخرين {ولايأتل} كالجماعة من ائتلى إذا حلف). [شرح الدرة المضيئة: 186]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَلَا يَأْتَلِ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ (يَتَأَلَّ) بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَيْنَ التَّاءِ وَاللَّامِ مَعَ تَشْدِيدِ اللَّامِ مَفْتُوحَةً، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ مَوْلَاهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَهِيَ مِنَ الْأَلِيَّةِ عَلَى وَزْنِ فَعِيلَةٍ مِنَ الْأَلْوَةِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا، وَهُوَ الْحَلِفُ، أَيْ: وَلَا يَتَكَلَّفُ الْحَلِفَ، أَوْ: لَا يَحْلِفُ أُولُو الْفَضْلِ أَنْ لَا يُؤْتُوا. وَدَلَّ عَلَى حَذْفِ " لَا " خُلُوُّ الْفِعْلِ مِنَ النُّونِ الثَّقِيلَةِ فَإِنَّهَا تَلْزَمُ فِي الْإِيجَابِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِهَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ بَيْنَ الْيَاءِ وَالتَّاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ خَفِيفَةً، إِمَّا مِنْ أَلَوْتُ، أَيْ: قَصُرْتُ، أَيْ: وَلَا تَقْصُرْ، أَوْ مِنْ آلَيْتُ أَيْ حَلَفْتُ يُقَالُ: آلَى وَأَتْلَى وَتَأَلَّى بِمَعْنًى، فَتَكُونُ الْقِرَاءَتَانِ بِمَعْنًى، وَذَكَرَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ أَبُو مُحَمَّدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَرَّابُ فِي كِتَابِهِ عِلَلِ الْقِرَاءَاتِ أَنَّهُ كُتِبَ فِي الْمَصَاحِفِ " يَتْلِ " قَالَ: فَلِذَلِكَ سَاغَ الِاخْتِلَافُ فِيهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ، انْتَهَى. وَهُمْ فِي تَخْفِيفِ الْهَمْزَةِ عَلَى أُصُولِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/331]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {ولا يأتل} [22] بهمزة مفتوحة بين التاء واللام وتشديد اللام مفتوحة، والباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام مخففة، وهم على أصلهم في إبدال الهمزة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 615]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (812- .... .... .... .... .... = .... .... ويتألّ خاف ذم). [طيبة النشر: 88]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ويتأل الخ) يريد قوله تعالى: ولا يأتل أولوا الفضل قرأه أبو جعفر بهمزة مفتوحة بين التاء واللام وتشديد اللام مفتوحة، والباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام مخففة، وهم على أصولهم في إبدال الهمز). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 285]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو خاء (خاف) وذال (ذم) راويا أبي جعفر: ولا يتألّ [22] بياء مثناة تحت ثم مثناة فوق ثم همزة مفتوحة ثم لام مشددة، وهي قراءة [ابن] أبي ربيعة وزيد بن أسلم من «الألوة» - بتثليث الهمزة-: الحلف: أي: لا يتكلف الحلف أو لا يحلف أولو الفضل [على أن لا يؤتوا]، ودل على حذف «لا» خلو الفعل من النون الثقيلة؛ فإنها تلزم فى
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/474]
الإيجاب.
وقرأ الباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام حقيقة إما من [ألوت: قصرت، [أو] أليت: حلفت، يقال: ألى وائتلى] وتألى: بمعنى؛ فتكون القراءتان بمعنى، [وكتبت في المصاحف قبل؛ فلذلك ساغ الاختلاف فيها. قاله الإمام محمد القراب] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/475]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو جعفر: (ولا يتأل)، بتقديم التّاء وفتح الهمزة بعدها وبتشديد اللّام مفتوحة، والباقون بتقديم الهمزة ساكنة وتخفيف اللّام مكسورة والله الموفق). [تحبير التيسير: 480]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَلا يَأْتَل" [الآية: 22] فأبو جعفر "يَتَأَلَّ" بهمزة مفتوحة بين التاء واللام وتشديد اللام وفتحها على وزن يتفعل مضارع تألى بمعنى خلف، وافقه الحسن وهي قراءة ابن عياش بن ربيعة بن زيد بن أسلم، والباقون بهمزة ساكنة بين الياء والتاء وكسر اللام مخففة من ألوت قصرت أو مضارع ائتلى افتعل من الألية، وهي الحلف، فالقراءتان حينئذ بمعنى أبدل همزته الساكنة ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه على قاعدتهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/295]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "وليعفوا، وليصفحوا" "بكسر اللام فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/295]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (22)}
{وَلَا يَأْتَلِ}
- قراءة الجمهور (ولا يأتل).
- وقرأ عبد الله بن عياش بن ربيعة وأبو جعفر وأبو رجاء وأبو مجلز وزيد بن أسلم والحسن وعباس بن عياش بن أبي ربيعة وابن أبي عبلة وأبو العالية (ولا يتأل) مضارع (تألى) بمعنى حلف.
وهذه القراءة مخالفة لرسم المصحف، ولذلك رد الطبري هذه القراءة، ورأى اتباع المصحف مع قراءة الجماعة من القراء وصحة المقروء به أولى من خلاف ذلك.
[معجم القراءات: 6/245]
وأما ابن حجر فقد قال في فتح الباري: (قرأ أهل المدينة (ولا يتأل) بتأخير الهمزة وتشديد اللام، وهي خلاف رسم المصحف، وما نسبه إلى أهل المدينة غير معروف، وإنما نسبت هذه القراءة للحسن البصري، وقد روى ابن حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (ولا يأتل) يقول: (لا يقسم) وهو يؤيد القراءة المذكورة).
- وذهب أبو جعفر النحاس إلى أن معنى القراءتين واحد، تقول: فلان يتكسب ويكتسب.
- وقرأ (لا ياتل) بإبدال الهمزة الساكنة ألفًا في الحالين ورش وأبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والسوسي والأزرق والأصبهاني.
- وكذا قرأ حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (ولا يأتل).
{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ}
- كذا قراءة الجماعة (... أولو الفضل...).
- وقرأ (ولا يتأل أولو العقل منكم) أبو جعفر والحسن وعبد الله بن عباس عن أبي ربيعة.
ذكر هذا ابن خالويه، ولم يذكره غيره، وعلق المحقق على القراءة بقوله: (العقل: ولعل الصواب: الفضل كالقراءة المشهورة) قلت: لا يبعد ذلك، والتحريف ممكن لتقارب أشكال الحروف في اللفظين، وقد يكون حديث ابن خالويه منصبًا على (يتأل)، وقد
[معجم القراءات: 6/246]
تقدمت قبل قليل على أنها قراءة لهؤلاء الذين ذكرهم هنا، فتأمل هذا يرحمك الله!
وإن اهتدينا إلى هذه القراءة في مرجع آخر قوي خبر ابن خالويه فيها، وإلا فلا، وعلى ذلك فإني أتركها معلقة لعل أحد القراء يقطع فيها بقول فصلٍ بعلمٍ فضله الله به على غيره من خلق الله.
{أَنْ يُؤْتُوا}
- قرأ أبو حيوة وابن قطيب وأبو البرهسم وأبو بحرية (أن تؤتوا) بالتاء على الالتفات.
- وقراءة الجماعة بالياء (أن يؤتوا) على سياق الآية.
{أُولِي الْقُرْبَى}
- قراءة الإمالة في (القربى) عن حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
- وقراءة الجماعة بالفتح.
{وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا}
- قراءة القراء بالوجهين: بسكون اللام وكسرها، والإسكان فيها أكثر في كلام العرب.
وذكر صاحب الإتحاف قراءة الكسر عن الحسن.
- وذكر ابن خالويه أن الحسن قرأ (فليعفوا وليصفحوا) كذا بالفاء في الأول، وبكسر اللام فيهما على أنها لام كي.
[معجم القراءات: 6/247]
- وقراءة الجماعة بالياء على الغيبة في الفعلين (وليعفوا وليصفحوا) جريًا على سياق الحديث في الآية، وذكر ابن جني أنها الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وقرأ عبد الله والحسن وسفيان بن الحسين وأسماء بنت يزيد وعلي (ولتعفوا ولتصفحوا) بالتاء أمر خطاب للحاضرين، وهو التفات من الغيبة.
وذكروا أنها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أنها ثبتت بنص الحديث المروي عنه.
- وقال الأصبهاني في المبسوط: (روى البخاري ليعقوب.. بالتاء، وكذلك قرأت من طرقه، ولم يصح ذلك في هذه الروايات التي قرأتها من طريق غيره، والله أعلم).
وذهب النحويون إلى أن أمر الخطاب باللام قليل في لغة العرب، وأن الأصل إذا كان مرفوع فعل الطلب فاعلًا مخاطبًا أن يستغنى عن اللام بصيغة (افعل) نحو: قم واقعد.
قلت: لو جمعوا القراءات التي ورد الأمر للمخاطب فيها باللام لرأوا زعمهم هذا باطلًا، ولوجدوا لهذا شواهد كثيرة تبطل ما قرروه.
{أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ}
- القراءة بترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 6/248]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس