عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال تعالى: {قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} الآية.
المعنى: قل لهؤلاء الكفرة على جهة التوبيخ-: هل نخبركم بالذين خسروا عملهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم -مع ذلك- يظنون أنهم يحسنون فيما يصنعونه؟ فإذا طلبوا ذلك، فقل لهم: أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا، وقرأ ابن وثاب: "قل سننبئكم"، وهذه صفة المخاطبين من كفار
[المحرر الوجيز: 5/665]
العرب المكذبين بالبعث، و"حبطت" معناه: بطلت، و"أعمالهم" يريد: يريد ما كان لهم من عمل خير، وقوله تعالى: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} يحتمل أنه لا حسنة لهم توزن في موازين القيامة، ومن لا حسنة له فهو في النار لا محالة، ويحتمل أن يريد المجاز والاستعارة كأنه يقول: لا قدر لهم عندنا يومئذ.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهذا معنى الآية عندي، وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بالأكول الشروب الطويل فلا يزن بعوضة"، ثم قرأ: فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا، وقالت فرقة: إن الاستفهام تم في قوله تعالى: "أعمالا"). [المحرر الوجيز: 5/666]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال: هم {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا}، فقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: هم عباد اليهود والنصارى وأهل الصوامع والديارات، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هم الخوارج.
وهذا إن صح عنه فهو على جهة مثال فيمن ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه محسن. وروي أن ابن الكواء سأله عن "الأخسرين أعمالا" فقال له: أنت وأصحابك، ويضعف هذا كله قوله تبارك وتعالى بعد ذلك: {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه}، وليس من هذه الطوائف من يكفر بلقاء الله تعالى، وإنما هذه صفة مشركي عبدة الأوثان، فاتجه بهذا ما قلناه أولا، وعلي وسعد رضي الله عنهما ذكرا قوما أخذوا بحظهم من صدر الآية. وقوله: "أعمالا" نصب على التمييز). [المحرر الوجيز: 5/666]

تفسير قوله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجمهور: "فحبطت" بكسر الباء، وقرأ ابن عباس، وأبو السمال: "فحبطت" بفتح الباء، وقرأ كعب بن عجرة، والحسن، وأبو عمرو، ونافع، والناس: "فلا نقيم" بنون العظمة،
[المحرر الوجيز: 5/666]
وقرأ مجاهد: "فلا يقيم" بياء الغائب، يريد: فلا يقيم لله عز وجل، وقرأ عبيد بن عمير: "فلا يقوم"، ويلزمه أن يقرأ: "وزن"، وكذلك قرأ مجاهد "فلا يقوم لهم يوم القيامة وزن"). [المحرر الوجيز: 5/667]

تفسير قوله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "ذلك" إشارة إلى ترك إقامة الوزن، و"جزاؤهم" خبر الابتداء في قوله: "ذلك"، وقوله: "جهنم" بدل منه، و"ما" في قوله: بما كفروا مصدرية. و"الهزء": الاستخفاف والسخرية). [المحرر الوجيز: 5/667]

رد مع اقتباس