عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (49) إلى الآية (52) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50) تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من عدّةٍ تعتدّونها (49)
روى أبو حبيب البزي عن ابن أبي بزّة بإسناده عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة، وروى غيره عن ابن كثير مثل قراءة جميع القراء (تعتدّونها) بتشديد الدال.
قال أبو منصور: القراءة بالتشديد لا غير، من: اعتّدت المرأة، فهي معتدّة. والتخفيف: وهمٌ، واللّه أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {من قبل أن تمسوهن} [49].
قرأ حمزة والكسائي: {تمسوهن} بألف.
والباقون بغير ألف. وقد ذكرت علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {تعتدونها} [49].
روي ابن أبي بزة عن ابن كثير {تعتدونها} خفيفًا.
قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وقرأ الباقون بالتشديد، وهو الصواب؛ لأن وزنه تفتعلونها فأدغمت التاء في الدال، فالتشيدد من جلل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: (تماسوهن) [الأحزاب/ 49] بألف، وقرأ الباقون تمسوهن بغير ألف والتاء مفتوحة.
[قال أبو علي]: وجه من قال: تمسوهن [بغير ألف] ولم يمسسني بشر [مريم/ 20] وقال: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن/ 74] (وما كان) من هذا النحو جاء على فعل دون فاعل، وقد حكى أبو عبيدة أن اللّماس: الجماع، فيمكن أن يكون ذلك مصدر فاعل وإذا جاء ذلك في اللّمس أمكن أن يكون المسّ مثله، وقد تقدّم القول في ذلك فيما سلف من الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن أبي بزّة عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة الدال وروى القواس عنه تعتدونها مشددة. وقال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في (تعتدونها) فكان يخفّفها فقال لي القواس: صر إلى أبي الحسن فقل له ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها فصرت إليه فقال: قد رجعت عنها. قال قد كان غلط أيضا في ثلاثة مواضع هذا
[الحجة للقراء السبعة: 5/477]
أحدها، وهو قوله: (وما هو بميت) [إبراهيم/ 17] خفيفة (وإذا العشار عطلت) [التكوير/ 4].
تعتدّونها: تفتعلون من العدّة ولا وجه للتخفيف في نحو تشتدّونها ترتدّونها من الشّدّ والرّدّ، وليس كلّ المضاعف يبدل من حروف التضعيف فيه، وإنّما يبدل فيما سمع، وإن شئت قلت: قد جاء في التنزيل في هذا النحو الأمران قال سبحانه: فليملل وليه [البقرة/ 282] وقال: فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [الفرقان/ 5].
وأنشد أبو زيد:
ولا أملاه حتّى يفارقا وإن شئت جعلته افتعل من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي: ما لكم عليهنّ من وقت عدّة تلزمكم أن تجاوزوا عدده، فلا تنكحوا أختها ولا أربعا سواها حتى تنقضي العدّة). [الحجة للقراء السبعة: 5/478]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَنْ تُمَاسُّوهُنَّ} [آية/ 49] بالألف وضم التاء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {تَمَسُّوهُنَّ} بفتح التاء من غير ألفٍ.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة البقرة). [الموضح: 1036]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {تَعْتَدُونَهَا} [آية/ 49] بتخفيف الدال:
رواها أبو بزة عن ابن كثير.
والوجه أنه يجوز أن يكون أصله: تعتدونها بالتشديد من العدة، كقراءة الجماعة، إلا أن إحدى الدالين وهي الثانية قد أُبدل منها الياءُ، فقيل في اعتد بالتشديد اعتدى بالياء، كما قالوا في تقضض تقضي وفي تظنن تظني، قال العجاج:
130- تقضي البازي إذا البازي كسر
وقال الآخر:
[الموضح: 1037]
131- وهذا إذ سمعت تجيب عنه = ولم تمض الحكومة بالتظني
وقال الله تعالى {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ}، وقال أيضًا {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}.
فقوله تعتدون بالتخفيف من ذلك.
ويجوز أن يكون تفتعلون من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي ما لكم عليهن من وقت عدةٍ يلزمكم أن تجاوزوا عددها فلا تنكحوا أختها ولا أربعًا سواها حتى تنقضي العدة ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {تَعْتَدُّونَهَا} بالتشديد.
والوجه أنه تفتعلون من العدة، كما يقالب تشتدون من الشدة، والمعنى تستوفون عددها، وليس يلزم في كل المضاعف أن يبدل من حروف التضعيف فيه حروف العلة، بل يكون ذلك مقصورًا على السماع، فلهذا كانت هذه القراءة أكثر وأشهر، وهي الأصل). [الموضح: 1038]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب والحسن والثقفي وسلام: [أَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: تقديره لأن وهبت نفسها، أي أنها تحل له من أجل أن وهبت نفسها له، إلا أن حل ذلك لذلك عند هبتها نفسها له وإن هي وهبت نفسها له. وليس يعني بذلك امرأة بعينها قد كانت وهبت نفسها له، وإنما محصوله أنها إن وهبت امرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم حلت له من أجل هبتها إياها له عليه السلام، فالحل إذا إنما هو مسبب عن الهبة متى كانت، فلهذا لم يعتزم به واحدة معينة قد كانت وهبت نفسها له، ويؤكد ذلك القراءة بالكسر، فصح به الشرط). [المحتسب: 2/182]

قوله تعالى: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ترجي من تشاء} [51].
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بترك الهمزة. ومعناه: تؤخر.
وقرأ الباقون بالهمز، وهما لغتان: أرجأت، وأرجيت ويجوز لمن ترك الهمز أن يكون أراد الهمز فلين، كما يقال: أقرأت الكتاب، وأقريته، فيحولون الهمزة ياء.
فإن سأل سائل عن قوله تعالى: {وتؤوي إليك من تشاء} فقال أبو عمرو: تلين الهمزة الساكنة نحو: {يؤتون} و{يؤمنون} و{تؤثرون} فهل يجوز ترك الهمزة ها هنا؟
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
فقل: إن أبا عمرو ترك الهمز في {يؤمنون} و{يؤثرون} تخفيفًا، فإذا كان ترك الهمز أثقل من الهمز لم يدع الهمزة ألا ترى أنك لو لينت {وتؤوي} لالتقي واوان قبلهما ضمة، فثقلت. فترك الهمز فيه خطأ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وفي رواية أبي بكر (ترجئ) [الأحزاب/ 51] مهموزا، وقرأ عاصم في رواية حفص ونافع وحمزة والكسائي بغير همز.
[قال أبو علي]: قد جاء في هذا الحرف الهمز وغيره،
[الحجة للقراء السبعة: 5/478]
وكذلك (أرجئه) [الأعراف/ 11، الشعراء/ 36] وأرجه (وآخرون مرجئون) [التوبة/ 106] ومرجون.
فإذا جاء فيه الهمز وغير الهمز كانت القراءة بكلّ واحد من الأمرين حسنة). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي إياس جوية بن عائذ: [بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلَّهُنَّ]، بنصب اللام.
[المحتسب: 2/182]
قال أبو الفتح: نصبه على أنه توكيد لـ"هن" من قوله: {آتَيْتَهُنَّ}، وهو راجع إلى معنى قراءة العامة: {كُلُّهُنَّ}، بضم اللام؛ وذلك أن رضاهن كلهن بما أوتين كلهن على انفرادهن واجتماعهن، فالمعنيان إذًا واحد، إلا أن الرفع أقوى معنى وذلك أن فيه إصراحا من اللفظ با، يرضين كلهن، والإصراح في القراءة الشاذة -أعني النصب- إنما هو بإيتائهن كلهن، وإن كان محصول الحال فيهما مع التأويل واحدا). [المحتسب: 2/183]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ترجي من تشاء منهنّ وتؤوي إليك من تشاء}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر (ترجيء من تشاء) بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان أرجأت وأرجيت
[حجة القراءات: 578]
قرأ نافع في رواية ورش (تووي) بترك الهمزة وقرأ الباقون بالهمز فإن سأل سائل فقال أبو عمرو ترك الهمزة الساكنة نحو (يومنون) فهلا ترك الهمزة في (تووي) فقل إن أبا عمرو ترك الهمزة في (يومنون) تخفيفًا فإذا كان ترك الهمزة أثقل من الهمزة لم يدع الهمزة ألا ترى أنّك لو لينت تووي لالتقى واوان قبلهما ضمة فثقلت). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} [آية/ 51] بالتاء، غير مهموز:
قرأها نافع وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
[الموضح: 1036]
وقرأ الباقون {تُرْجِئ} مهموزًا.
والوجه فيهما قد تقدم، وذكرنا أن أرجيت بالياء وأرجأت بالهمز لغتان، وكلتاهما فاشيةٌ في كلام العرب). [الموضح: 1037]

قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يحلّ لك النّساء من بعد (52)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (لا تحلّ) بالتاء.
وقرأ الباقون (لا يحلّ لك النّساء) بالياء.
قال الفراء: من قرأ (لا يحلّ) فالمعنى: لا يحل لك شيء من النساء،
[معاني القراءات وعللها: 2/284]
ولذلك اختير تذكير الفعل، قال: ولو كان المعنى للنساء جميعًا لكان التأنيث أجود في العربية.
قال: والتاء جائزة لظهور النساء.
وقال الزجاج:: من قرأ بالياء فلأن المعنى جمع النساء.
ومن قرأ بالتاء أراد: جماعة النساء). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد} [52].
قرأ أبو عمرو وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن ذكره قال: شاهده: {وقال نسوة} ولم يقل: وقالت ومن أنث قال: النسوة جمع قليل والعرب تقول: قام الجواري إّ كن قليلات، وقامت؛ إذا كن كثيرات. وهذا مذهب الكوفيين، فقيل لتلعلب: لم ذكر إذا كان قيلاً؟
فقال: لأن القليل قبل الكثير، كما أن المذكر قبل المؤنث فجعلوه الأول للأول. وهذا لطيف حسن، قال الشاعر:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
........................ = ........................ و(فداء)
وقال البصريون: النساء، والنسوة، والرجال في الجمع سواء، والتذكير والتأنيث سواء. فتقول العرب: قام الرجال وقامت الرجال، وقال النساء وقالت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
النساء، إنما يريد قامت جماعة الرجال، وجماعة النساء، وتأنيث الجماعة غير حقيقي فتؤنث على اللفظ تارة، وتذكر على المعنى أخرى.
فيه جواب رابع: قال بعض المشيخة: الاختيار الياء في: {لا يحل لك النساء} لأنه أراد: لا يحل لك شيء من النساء كما قال: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} وإنما التقدير: لم ينال الله شيئًا من لحومها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولا أن تبدل بهن} [52].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية البزي.
والباقون بالتخفيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: لا يحل لك النساء [الأحزاب/ 52] بالياء، غير أبي عمرو فإنّه قرأ: (تحلّ) بالتاء. وروى القطعيّ عن محبوب عن أبي عمرو: لا يحل بالياء.
[قال أبو علي]: التاء والياء جميعا حسنان، لأنّ النساء تأنيثه ليس بحقيقي، إنّما هو تأنيث الجمع، نحو الجمال والجذوع فالتذكير حسن، والتأنيث حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يحل لك النّساء من بعد}
قرأ أبو عمرو (لا تحل لك النّساء) بالتّاء أي جماعة النّساء
وقرأ الباقون {لا يحل} بالياء أي جمع النّساء والنّساء تدل على التّأنيث فيستغنى عن تأنيث {يحل} ). [حجة القراءات: 579]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {لا يحل لك النساء} قرأه أبو عمرو بالتاء، لتأنيث الجماعة، ولتأنيث معنى النساء، وقرأ الباقون بالياء لتذكير الجمع، وللتفريق بين الجمع وفعله، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، وقد ذكرنا {تمسوهن} «البقرة 236» وإمالة {إناه} وغير ذلك، فأغنى عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {لَا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ} [آية/ 52] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن الفاعل مؤنثٌ، فلذلك أُنث فعله.
[الموضح: 1038]
وقرأ الباقون {لَا يَحِلُّ} بالياء.
والوجه أن الفاعل وإن كان مؤنثًا، فإنه جمعٌ، وتأنيث الجمع تأنيثٌ غير حقيقيٍ، وكونه جمعًا لامرأةٍ لا يؤثر في تحقيق التأنيث؛ لأن الحكم لتأنيث الجمع، فإنه مقدم من جهة أنه لفظيٌ، فالحكم له، فلذلك ذُكّر فعله، وزاد في حسن التذكير أنه فصل بين الفعل وفاعله بالجار والمجرور). [الموضح: 1039]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس