عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 08:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (79) إلى الآية (84) ]
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)}


قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)}
قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)}
قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لخسف بنا (82)
قرأ حفص ويعقوب (لخسف بنا) بفتح الخاء والسين، وروي ذلك عن عاصم.
وقرأ الباقون (لخسف بنا) بضم الخاء وكسر السين.
قال أبو منصور: من قرأ (لخسف بنا) فالمعنى: لخسف الله بنا.
ومن قرأ (لخسف بنا) فلأنه جاء على ما لم يسم فاعله.
وروى أبو عبيد عن أبي زيد والأصمعي: خسف المكان يخسف، وقد خسفه الله.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: الخسف: إلحاق الأرض الأولى بالثانية. وخسفت الشّمس، وكسفت: بمعنىً واحد.
وخسف بفلان، إذا أخذته الأرض فدخل فيها). [معاني القراءات وعللها: 2/255]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {لخسف بنا ويكأنه} [82].
قرأ عاصم في رواية حفص: {لخسف بنا} كأنه أضمر الفاعل لخسف الله بهم.
وقرأ الباقون: {لخسف} على ما لم يسم فاعله وحجتهم ما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد، قال: في حرف عبد الله {لا نخسف بنا} والخسف في اللغة: أن تنقلب الأرض عليه، أو تبتلعه الأرض. من ذلك قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} [81].
هذه الهاء كناية عن قارون. وكان ابن عم موسى، وعالما بالتوراة فحسد موسى وبغي عليه لكثرة مالة لأنه أوتي من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أي: لتثقل العصبة، والعصبة الأربعون. وكذلك بلغ من بغيه أن امرأة كانت فيذلك الزمان وكانت بغيا فاجرة بذل لها مالاً ورغبها وقال لها: صيري إلى موسى في يوم مجلسه، وقولي أن موسى راودني عن نفسي فبلغ ذلك موسى عليه السلام، وأمر الله الأرض أن تطيع موسى ، فلما صارت إلى المجلس وجدت قارون في المجلس، فأدركتها العصمة وهابت موسى ، وقالت في نفسها ليس لي يوم توبة أشرف من هذا فقالت: إن قارون حملني على أن أدعى على موسى ذيت وذيت فقال موسى للأرض: خذيه، فأخذته إلى ساقه، فقال يا موسى سألتك بالله والرحم، فقال للأرض: خذيه، فابتلعته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. فذلك قوله: {فخسفنا به وبداره الأرض} وقرأ شيبة: {فخسفنا به} بضم الهاء. وقد أنبات بعلة ذلك فيما سلف من الكتاب.
فأما قوله: {ويكأنه} [82]، ففيه قولان؛ يكون متصلا، ومنفصلاً،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/179]
فاختار أهل البصرة أن تقف على «وي» ثم تبتدء: كأنه، و«وي» كلمة حزن عندهم. قال الشاعر:
سألتاني الطلاق أن رأتاني = قل مالي قد جئتماني بنكر
وي كأن من يكن له نشب يحـ = ـبب ومن يفتقريعش عيش ضر
واختار الكوفيون أن يجعلوا «ويكأنه» كلمة واحدة؛ لأنهم وجدوه كذلك في المصحف مكتوبًا، ومعنى «ويكأنه»: ألم ترأنه.
وقال آخرون: «ويكأنه» معناه: ويلك إنه فحذف اللام تخفيفًا.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/180]
حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: سألت امرأة من الأعراب زوجها عن ابنه فقال: ويأنه وراء الحائط، ومعناه: ألا ترينه، وألم ترى أنه وراء الحائط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/181]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم في رواية حفص: (لخسف بنا) نصبا [القصص/ 82] وكذلك روى علي بن نصر عن أبان عن عاصم مثله، وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم (لخسف بنا) بضم الخاء.
قال أبو علي [من قال]: لخسف بفتح الخاء فلتقدم [ذكر الله تعالى]: لولا أن من الله علينا لخسف بنا [القصص/ 82]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/424]
ومن قال: (لخسف بنا) فبنى الفعل للمفعول، فإنّه يول إلى الخسف في المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 5/425]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يعقوب: "وَيْكَ"، يقف عليها، ثم يبتدئ فيقول: "أنه"، وكذلك الحرف الآخر مثله.
قال أبو الفتح: في {وَيْكأَنَّهُ} ثلاثة أقوال:
منهم من جعلها كلمة واحدة، فقال: {وَيْكَأَنَّهُ}، فلم يقف على "وَيْ".
ومنهم من يقف على "وَيْ".
ويعقوب. على ما مضى -يقول: ""وَيْكَ""، وهو مذهب أبي الحسن.
والوجه فيه عندنا الخليل وسيبويه، وهو أن "وَيْ" على قياس مذهبهما اسم سمي به الفعل في الخبر، فكأنه اسم أعجب، ثم ابتدأ فقال: {كَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُون}، و {وَيْ كَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}. فـ"كأن" هنا إخبارٌ عارٍ من معنى التشبيه، ومعناه: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. و"وَيْ" منفصلة من "كَأَنَّ" وعليه بيت الكتاب:
وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحـ ... ـبَبْ ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ
ومما جاءت فيه "كأن" عارية من معنى التشبيه ما أنشدَناه أبو علي:
كَأَنني حينَ أُمْسِي لا تُكَلِّمُنِي ... مُتَيَّمٌ يَشْتَهِي ما لَيْسَ مَوْجُودَا
أي: أنا حين أمسي "متيم" من حالي كذا وكذا.
ومن قال: إنها "وَيْكَ" فكأنه قال أعجب لأنه لا يفلح الكافرون، وأعجب لأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وهو قول أبي الحسن. وينبغي أن تكون الكاف هنا حرف
[المحتسب: 2/155]
خطاب لا اسما، بل هي بمنزلة الكاف في ذلك وأولئك؛ وذلك أن "وي" ليست مما يضاف ومن وقف على "ويك"، ثم استأنف فينبغي أن يكون أراد أن يعلم أن الكاف من جملة "وي"، وليست بالتي في صدر "كأن"، فوقف شيئا لبيان هذا المعنى. ويشهد لهذا المذهب قول عنترة:
وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا ... قِيلُ الفَوَارْسُ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
وقال الكسائي -فيما أظن: أراد: ويلك، ثم حذف اللام، وهذا يحتاج إلى خبر نبي ليقبل.
وقول من قال: إن {وَيْكَأنَّه} كلمة واحدة إنما يريد به أنه لا يفصل بعضه عن بعض). [المحتسب: 2/156]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وشيبة ومجاهد وعاصم في رواية أبان والحجاج بن أرطاة والحسن وأبي رجاء وسلام ويعقوب وحسن بن حيّ وعطية بن سعد وعبد الله بن يزيد {لَخَسَفَ بِنَا}.
[المحتسب: 2/156]
قال أبو الفتح: الفاعل اسم الله، والمفعول محذوف، أي: لخسف الله بنا الأرض، وقد كررنا ذِكر حُسن حذف المفعول به.
وقرأ: [لانْخُسِف بنا] الأعمش وطلحة، وكذلك في قراءة ابن مسعود.
قال أبو الفتح: "بنا" من هذه القراءة مرفوعة الموضع؛ لإقامتها مقام الفاعل، فهو كقولك: انْقُطِع بالرجل، وانْجُذِب إلى ما يريد، وانْقِيد له إلى هواه. وانفعل -وإن لم يتعد إلى مفعول به- فإنه يتعدى إلى حرف الجر، فيقام حرف الجر مقام الفاعل، كقولهم: سِيرَ بزيد.
وإن شئت أضمرت المصدر، لدلالة فعله عليه، فكأنه قال: لَانْخُسِف الانْخِسَافُ بنا، "فَبِنَا" على هذا منصوبة الموضع؛ لقيام غيرها وهو المصدر مقام الفاعل ولا يكون للفعل الواحد فاعلان قائمان مقامه إلا على وجه الإشراك). [المحتسب: 2/157]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لولا أن من الله علينا لخسف بنا}
قرأ حفص {لخسف بنا} بفتح الخاء والسّين أي لخسف الله بنا
وقرأ الباقون {لخسف بنا} بضم الخاء على ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 549]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {لخسف بنا} قرأه حفص بفتح الخاء والسين، بناه للفاعل، لتقدم ذكره في قوله: {لولا أن منَّ الله علينا لخسف بنا}،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر السين، على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، والاختيار في الوقف على {ويكأن} بالوصل غير مقطوعة اتباعًا للمصحف، وقد روي عن أبي عمرو أنه يقف «ويك» على معنى «أعلمك» فتعمل «أعلمك» في «أنه» وتبتدئ «أنه» وروي عن الكسائي أنه يقف «وي» على معنى التنبيه، على التعجب مما عاينوا من خسف الله لقارون، ويبتدئ «كأنه» والمشهور عنهما مثل الجماعة، ومعنى «ويكأن»: أما ترى، ألم تعلم وقيل معناها: ويلك، قال الفراء: هي كلمة استعملت للتقرير غير مفصولة، بمعنى «أما ترى» وقال أبو عمرو معناها أعلمك، وقال الأخفش: معناها «أولا ترى، ألم تر» وأصلها عند الخليل «وي» منفصلة من «كأن» كأنهم كانوا في غفلة فانتبهوا، فقالوا: ويك أن الله، قال قطرب: العرب تقول: وي ما أعقله، والصواب فيها اتباع الخط، وأن لا يُفصل بعضها من بعض). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/176]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {لَخَسَفَ بِنَا} [آية/ 82] بفتح الخاء والسين:
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه فعل سُمي فاعله، وفاعله هو الله تعالى، وتقدم ذكر الله في قوله {لَوْلَا أَنْ مَنَّ الله عَلَيْنَا}، فإسناده إلى فاعله الذي تقدم ذكره أولى. وخسف متعدٍ يقال: خسف الله الأرض، وهي مخسوفة.
وقرأ الباقون {لَخُسِفَ} بضم الخاء وكسر السين.
والوجه أنه على بناء الفعل لما لم يسمّ فاعله، والمعنى في القراءتين واحد؛ لأنه معلوم أن فاعل الخسف هو الله تعالى، والخسف على هذا أيضًا متعدٍ.
وعن أبي زيد الأصمعي خسف المكان يخسف، لازم، وخسفه الله، متعدٍ، فعلى هذا تحمل الأولى على اللزوم، والثانية على التعدي). [الموضح: 988]

قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}
قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس