عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النمل

[ من الآية (27) إلى الآية (35) ]
{قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)}


قوله تعالى: {قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27)}
قوله تعالى: {اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فألقه إليهم (28)
[معاني القراءات وعللها: 2/239]
روى عبد الوارث وشجاع عن أبي عمرو (فألقهي) بياء في اللفظ.
وقال عباس: سألت أبا عمرو فقرأ (فألقه) أجزئا، وقال، وإن شئت (فألقهى)، واختار (فألقهي)،
وقال اليزيدي عنه (فألقه) جزمًا ووافق حفصٌ أبا بكر في قوله (فألقه) جزمًا، وقد أمضينا تفسير هذا الجنس فيما تقدم من الكتاب.
ووجه القراءة فيها كما اجتمع عليه النحويون (فألقهي إليهم) بالياء، وإن قرئ (فألقه) بكسر الهاء كان حسنًا، وأما جزم الهاء فليس بجيد عندهم.
ولا أنكر أن يكون لغة، فإن بعض القراء قرأوا بها، ولم يقرأوا بها إلا وقد حفظوها عن العرب، والاختيار ما أعلمتك). [معاني القراءات وعللها: 2/240]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {فألقه إليهم} [28].
أسكن الهاء حمزة وعاصم وأبو عمرو.
وكسر الهاء من غير ياء نافع في رواية قالون.
وقرأ ابن كثير والكسائي وورش عن نافع: {فألقهي إليهم} بياء بعد الكسرة. وقد ذكرت علة ذلك في (آل عمران).
ومعنى {ثم تول عنهم فانظر} أي: اختف عنهم، ثم انظر ماذا يقولون.
وقال آخرون: معناه: التقديم والتأخير أي: فانظر ماذا يرجعون. ثم تول عنهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/150]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في وصل الهاء بياء في قوله جل وعز: (فألقه إليهم) [النمل/ 28] وإسكانها.
فقرأ ابن كثير وابن عامر والكسائي: (فألقهى إليهم) موصولة بياء في رواية الحلواني عن هشام بن عمار عن ابن عامر، وقال: ابن ذكوان بكسر الهاء، واختلف عن نافع فقال ابن جمّاز والمسيّبي والقاضي عن قالون: (فألقه إليهم) مكسورة الهاء من غير ياء.
وقال ورش: في الوصل ياء بعد الهاء، وكذلك قال إسماعيل بن جعفر وكذل قال الحلواني عن قالون.
واختلف عن أبي عمرو، فروى عنه اليزيدي: فألقه ساكنة، وروى عنه عبد الوارث وشجاع، (فألقهي) موصولة بياء في الوصل.
وقال عباس: سألته فقرأ: فألقه جزما وقال: إن شئت: (فألقهي) [وكان اختياره فألقهي مشددة]، وقرأ عاصم في الروايتين جميعا جزما وحمزة مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 5/386]
قال أبو علي: وصل الهاء بياء في (ألقه) ونحوه أقيس وأشبه، وترك وصله بالياء إنّما يجري في الشعر، كقوله:
ما حجّ ربّه في الدّنيا ولا اعتمرا وكذلك رواية من روى عن أبي عمرو: (فألقهي إليهم) موصولة بياء، أقيس من رواية من روى: فألقه بسكون الهاء. وزعم أبو الحسن أن نحو: (ألقه) ونحو قوله:
مشتاقان له أرقان لغة، ولم يحك ذلك سيبويه، وحمل قوله: «له أرقان» على الضرورة ولم يحك اللّغة التي حكاها أبو الحسن في موضع علمت). [الحجة للقراء السبعة: 5/387]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم}
قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة {فألقه إليهم} بإسكان الهاء وقرأ الحلواني بالاختلاس وقرأ الباقون بالإشباع وقد ذكرت الحجّة في آل عمران). [حجة القراءات: 528]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {فألقه إليهم} قرأه أبو عمرو وعاصم وحمزة بإسكان الهاء وقرأ قالون بكسر الهاء، من غير بلوغ ياء، وقرأ الباقون بصلتها بياء في الوصل.
وحجة من قرأ بإسكان الهاء أنه نوى الوقف على الهاء وذلك بعيد لأنه ليس بموضع وقف، وقيل: هي لغة لبعض العرب، وذلك قليل، إنما جاء في الشعر، وقيل: إنه توهم الهاء لام الفعل، فألزمها ما يلزم لام الفعل في هذا من السكون للبناء؛ لأن لام الفعل إذا سكنت في الأمر فسكونها بناء، وهو أيضًا قول ضعيف، وقد تقدم ذكر هذا ونحوه.
14- وحجة من وصلها بياء أنه لما رأى الهاء، وقد تحرك ما قبلها، أثبت الحرف الذي بعدها، إذ لم يجتمع ما يقرب من الساكن، والياء بدل من واو، وهي الأصل في الزيادة لتقوية هاء الكناية، وذلك لكسرة ما قبل الهاء فبنى الكلمة في زيادة الياء على اللفظ، ولم ينظر إلى الأصل، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه.
15- وحجة من وصل الهاء بكسرة، دون ياء، أنه بنى الكلمة على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/159]
الأصل؛ لأن الأصل «ألقيهي» فيحذف الياء التي بعد الهاء، لسكونها وسكون الياء التي قبل الهاء؛ لأن الهاء حرف خفي غير حاجز حصين، فلما دخل الكلمة البناء للأمر، وحذفت الياء التي قبل الهاء للبناء، بقيت الهاء مكسورة، من غير ياء، على ما كانت عليه قبل حذف الياء التي قبل الهاء لأن حذفها عارض وقد مضى شرح هذا كله). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/160]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} [آية/ 28] بسكون الهاء:
قرأها أبو عمرو وعاصم وحمزة.
والوجه أن إسكان مثل هذه الهاء، أعني الهاء التي تكون للضمير، لغة عند أبي الحسن، وأنشد مستشهدًا عليه قول الشاعر:
109- ومطواي مشتاقان له أرقان
وقد مضى ذكره، وقول الآخر:
110- وأشرب الماء ما بي نحوه عطش = إلا لأن عيونه سيل واديها
[الموضح: 956]
وسيبويه أنكر أن يكون ذلك لغة، وحمل ما في البيتين على الضرورة.
وقرأ نافع ن- ويعقوب {فَأَلْقِهِ} مخففة مختلسة الكسرة.
والوجه أن اختلاس الحركة في مثل هذه الهاء في هذه الصورة ليس بالقوي، وقد جاء في الشعر قال:
111- أو معبر الظهر ينبو عن وليته = ما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا
وقد ذكرناه، وقال الآخر:
112- فما له من مجدٍ تليدٍ وماله = من الريح فضل لا الجنوب ولا الصبا
إلا أن الذي حسنه ههنا أن الياء التي هي لام الفعل محذوفة من الكلمة للجزم، ولو كانت الياء مثبتة لكانت حركة الهاء مختلسة لا محالة، نحو هو
[الموضح: 957]
يُلقيه، فأجرة الكلمة وقد حذفت منها الياء مجراها وهي مثبتة؛ لأن الياء المحذوفة للجزم في تقدير الثبات من حيث إن الأصل والوزن يقتضيانه.
وقرأ ابن كثير ونافع ش- و-يل- وابن عامر والكسائي {فَأَلْقِهِي} موصولة بياء.
والوجه أنه هو الأصل، وهو الأقيس والأكثر في كلامهم). [الموضح: 958]

قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّي ألقي إليّ (29) (ليبلوني أأشكر (40)
فتح الياءين نافع وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/245] (م)

قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)}
قوله تعالى: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس في رواية وهب بن منبه: [أنْ لَا تَغْلُوا]، بالغين معجمة.
قال أبو الفتح: غَلَا في قوله غُلُوًّا، وغلا السعرُ يغلُو غَلَاء. فصلوا بينهما في المصدر وإن اتفقا في الماضي، وهذا أحد ما يدل على ما قدمناه أيضا من أن الماضي والمضارع واسم الفاعل والمصدر تجري مجرى المثال الواحد، فإذا خولف فيها بين المصادر قام ذلك الخلاف مقام ما كان يجب من اختلاف الأمثلة لاختلاف ما تحتها من المعاني المقصودة؛ وذلك أن أعدل اللغة اختلاف الألفاظ لاختلاف المعاني، فإن اتفقت الألفاظ اختلفت الأمثلة، فإن اتفقت الألفاظ والأمثلة، ووقع التغيير في بعض المُثُل قام مقام تغييرها كلها. وذلك نحو غلا يغلو في القول والسعر.
فلما اتفق اللفظان والمِثْلان في الماضي والمضارع خالفوا بين مصدريهما؛ ليكون ذلك كالخلاف
[المحتسب: 2/139]
بين مثاليهما أنفسهما، فقالوا: غُلُوًّا، وغَلَاء على ما مضى. وكذلك قولهم في نظائر هذا: وجَدت الشيء وجُودا، ووجَدت في الحزن وَجْدًا، ووجَدت من الغنى وُجْدًا ووَجْدًا ووِجْدًا وجِدَة، ووجدت على الرَّجل مَوْجِدة، وجدت الضَالَة وِجدَانا، فجعلوا اختلاف المصادر فيها عوضًا مما كان يقتضيه أصل وضع اللغة من اختلافها أنفسها، فهذا مَقَاد يُقْتَاس ويُرْجَع في نظائره إليه.
نعم، وخصوا غَلَا في القول بالغُلُوّ؛ لأن لفظ فُعُول أقوى من لفظ فَعَال؛ للواوين والضمتين، وضعفِ الألف والفتحتين. وذلك أن الغُلُوّ في القول أعلى وأعنى عندهم من غلاء السعر، ألا ترى إلى قول الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا، أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}، وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ}؟ وأما غلاء السعر فلا يدخل النار، ولا يحرم الجنة، ثم إنهم قالوا: غلتِ القِدْرُ تَغْلِي غَلَيَانا، فلما صغر هذا المعنى في أنفسهم أخذوه من الياء؛ لأنها تنحط عن الواو والضمة إلى الياء والكسرة.
فإن قلت: فقد قالوا: عَلَوْتُ في المكان أَعْلُوا عُلُوًّا وعلِيتُ في الشرف علاءً؛ فجعلوا الشرف دون ارتفاع النِّصْبَة.
قيل: لم يَجْفُ الشرفُ عندهم، ولا تَبشَّع تبشّع الكفر والغلوّ في القول المعاقَب عليه، والمنهيَّ عنه؛ فلان جانبُه، ونَعُمَ وعَذُبَ في أنفسهم؛ فبنوه على فَعِل لتنقلب الواو ياءً، ومصدره على الفَعَال؛ لعذوبته بالفتحتين والألف. وهذه أماكن إن رَفَقْت بها، وسانَيْتَهَا، وتأنَّيْتَهَا، ولم تَبْءَ عليها وتَخْتَبطَها -أَوْلَئْكَ جانبها، وأركبتك ذِرْوَتها، وقبلَتْكَ لها ضيفا، وَبَسَطَتْكَ يدًا وسيفًا. وإن أَخْلَدْتَ بها إلى ضِدّ هذا أخْلَدَتْ بكَ إلى ضده، فَتَلَاقيا ورفقا، لا مُغَالَاةً ولا خُرْقًا). [المحتسب: 2/140]

قوله تعالى: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)}
قوله تعالى: {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33)}
قوله تعالى: {قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34)}
قوله تعالى: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس