عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 10:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة يونس
[ من الآية (90) إلى الآية (92) ]

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) }

قوله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل} قرأ حمزة والكسائي {إنه} بالكسر على الاستئناف فيكون الوقف في هذه القراءة على {آمنت} تامًا.
وقرأ الباقون: {آمنت أنه} على تقدير: آمنت بأنه فلما سقط الخافض عمل الفعل فنصب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/273]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله: آمنت أنه [يونس/ 90].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر: أنه بفتح الألف.
وقرأ حمزة والكسائيّ: آمنت إنه بكسر الألف.
قال أبو علي: من قال: آمنت أنّه فلأنّ هذا الفعل يصل بحرف الجر، في نحو يؤمنون بالغيب [البقرة/ 3]، ويؤمنون بالجبت [النساء/ 51]، فلما حذف الحرف وصل الفعل إلى أنّ، فصار في موضع نصب أو خفض على الخلاف في ذلك.
ومن قال: آمنت إنه حمله على القول المضمر، كأنه.
آمنت فقلت: إنه. وإضمار القول في هذا النحو كثير، ولإضمار القول من المزية هنا، أن قلت: إنه لا إله إلا الله في المعنى
[الحجة للقراء السبعة: 4/295]
إيمان، فإذا قال: آمنت فكأنه قد ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 4/296]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال آمنت أنه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل}
قرأ حمزة والكسائيّ {قال آمنت أنه} بكسر الألف وحجتهما أن كلام متناه عند قوله {آمنت} وأن الإيمان وقع على كلام محذوف نظير قوله {ربنا آمنا فاكتبنا} ولم يذكر ما وقع الإيمان عليه وتقديره آمنت بما كنت به قبل اليوم مكذبا ثمّ استأنف {أنه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل}
وقرأ الباقون {آمنت أنه} بالفتح على تقدير آمنت بأنّه فلمّا سقط الخافض عمل الفعل فنصب). [حجة القراءات: 336]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {آمنت أنه} قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، لأنها بعد القول، والقول يحكي ما بعده، والتقدير: آمنت إنه قلت إنه، وقرأ الباقون بالفتح، أعملوا «آمن» في «أنه» ففتحت على تقدير حذف حرف الجر، والتقدير: آمنت بالله و«آمن» يتعدى بحرف جر كما قال: {يؤمنون بالغيب} «البقرة 3» فـ «أن» في موضع خفض، على قول الخليل، أعمل الحرف، وهو محذوف، لكثرة استعمال حذفه مع «أن» خاصة، وغير الخليل يقول: «أن» في موضع نصب لعدم الخافض، إذ لا يعمل وهو محذوف كما لا تعمل الإضافة والمضاف
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/522]
محذوف، ولأن الحرف لما حذف تعدى الفعل إلى ما بعد الجار فنصبه، والفتح هو الاختيار، لأن أكثر القراء عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/523]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {قَالَ آمَنتُ إِنَّهُ} [آية/ 90] بكسر الألف من {إِنَّهُ}:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على إضمار قلت، كأنه قال آمنت وقلت: إنه لا إله إلا الذي
[الموضح: 636]
آمنت به بنو إسرائيل؛ لأن بعد القول ينكسر إن؛ لأنه يكون جملة مستأنفة محكية فهو على الابتداء.
ويجوز أن يكون على انقطاع الكلام الذي قبله، كأنه انقطع الكلام عند قوله {آمَنتُ} ثم استأنف فقال إنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل.
وقرأ الباقون {أَنَّهُ} بفتح الألف.
والوجه أنه على إضمار حرف الجر، كأنه قال آمنت بأنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، فحذف الباء وأوصل الفعل بنفسه، فهو في موضع نصب). [الموضح: 637]

قوله تعالى: {آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {الئن وقد عصيت قبل} [91].
قرأ نافع في رواية ورش {اَلَان} بفتح اللام وإسقاط الهمزة نقل فتحة الهمزة إلى اللام وحرك الهمزة تخفيفًا كما قرأ: {قد افلح} يريد: قد أفلح، وغيره لا ينقل ولكن يهمز بعد اللام.
واختلف النحويون في (الآن) فقال الفراء رحمه الله أصله: أوان فقلبوا الواو ألفًا، قال: ويجوز أن يكون: آن لك أن تفعل كذا أي: حان لك، فيكون فعلاً ماضيًا فلما دخلت الألف واللام عليه تركوه على فتحه كما قالوا:
«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ومنع وهات» وأنشد:
تفقا فوقه القلع السواري = وجن الخازباز به جنونا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/273]
فــ «خازباز» مبني على الكسر، وحكم ما كان مبنيًا إذا أضيف أو دخله ألف ولام أن يزول عنه البناء ويعرب، فهذا الشاعر أدخل الألف واللام وبقى الاسم مبنيًا.
والخازباز: الذباب. والخازباز: صوت الذباب. والخازباز: داء يأخذ في الوجه فيقبحه، قال الشاعر:
* يا خازباز أرسل اللهازما *
بناه على الكسر وفيهما الألف واللام كما قال الآخر:
وإني حبست اليوم والأمس قبله = ببابك حتى كادت الشمس تغرب
ترك أمس مبنيًا على الكسر مع الألف واللام.
قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه رضي الله عنه:
وفيه لغات الخازِبازِ والخازَبازَ والخُزباء والخِزبازَ والخازِباءَ ست
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/274]
لغات وقال سيبويه رحمه الله: الآن: إشارة إلى وقت أنت فيه بمنزلة هذا، والألف واللام تدخل لعهد تقدم، فلما دخلت الألف واللام على الآن لغير عهد ترك مبنيًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/275]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: آلآن وقد عصيت قبل [يونس/ 91]، فروى المسيبيّ وقالون عن نافع أنه قرأ: الآن* مستفهمة: جدّا، وكذلك قال ابن أويس عن نافع بهمزة واحدة، وقال ورش أيضا: إنه كان يقرأ بفتح اللام، ومدّ الهمزة الأولى، ولا يهمز بعد اللام، والباقون يهمزون بعد اللام واللام ساكنة [الآن].
وقال أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدّة.
وقال أبو خليد عن نافع: آلآن ليس بعد اللام همزة.
وأصل قول ورش عن نافع، أنه إذا كانت الهمزة قبلها ساكن، ألقى حركة الهمزة على الساكن، وترك الهمز مثل:
الارض، بفتح اللام، والاسماء، بفتح اللام بحركة الهمزة، وآلآن: لا يهمز بعد اللام، ويفتح اللام بحركة الهمزة.
وقال ابن جبير: عن الكسائيّ عن إسماعيل عن نافع، وعن حجاج بن منهال الأعور، عن ابن أبي الزناد عن نافع:
آلان لا يهمز بعد اللام.
قال أبو علي: إن لام المعرفة إذا دخلت على كلمة أوّلها
[الحجة للقراء السبعة: 4/296]
الهمزة، فخفّفت الهمزة فإن في تخفيفها وجهين: أحدهما: أن تحذف وتلقى حركتها على اللام وتقرّ همزة الوصل فيقال:
الحمر: وقد حكى ذلك سيبويه.
وحكى أبو عثمان عن أبي الحسن أن ناسا يقولون:
لحمر. فيحذفون الهمزة التي للوصل، فالذين أثبتوا الوصل أثبتوها لأن التقدير باللام السكون، وإن كانت في اللفظ متحركة، كما كان التقدير فيها السكون في قولهم في التذكّر، إلى إذا تذكر نحو القليل والقوم فكما لم تحذف الهمزة هنا، كذلك لم تحذف في نحو الحمر، ومثل ذلك في أنّ التقدير لما كان بالحركة السكون، قد جرى مجرى الساكن وإن كان متحرّكا في اللفظ قولهم: أردد الرجل، وآلى التحريك في المثلين لمّا كان الثاني فيهما في تقدير السكون، وإنّما تحرّك بحركة لا تلزم، فكذلك الحمر، وأما اللغة الأخرى فمن الدليل عليها ما أنشدنيه أحمد بن موسى عن الكسائيّ:
فقد كنت تخفي حبّ سمراء حقبة... فبح لان منها بالذي أنت بائح
[الحجة للقراء السبعة: 4/297]
فأسكن الحاء لما كانت اللام متحركة، ولو لم يعتدّ بالحركة، كما لم يعتدّ بها في الوجه الأول، فحرّك الحاء بالكسر، كما تحرّك به إذا قال: بح اليوم، لكن لما أسكن كان بمنزلة: بح بسرّك، وبح بأمرك، فنقول على قياس اللغة الأولى: قال لان [البقرة/ 71] فتحذف واو الضمير، لأن اللام في تقدير السكون، كما تحذفه في بح اليوم، وعلى قياس اللغة الأخرى: قالوا لان فتثبت واو الضمير، لأن اللام لم تنزّل تنزيل السكون، ألا ترى أنه حذف الهمزة التي تجلب لسكون الحرف الذي تدخل عليه، وتقول على قياس اللغة الأولى: ملآن، إذا أردت: من الآن، فحذفت النون لالتقاء الساكنين، كما حذفته من قول الشاعر:
أبلغ أبا دختنوس مألكة... غير الذي قد يقال ملكذب
وتقول على قياس اللغة الأخرى: من لان، فلا تحذف النون، لأنه لم يلتق ساكنان، كما لم تحرّك الحاء من قوله:
«فبح لان» فعلى هذا مجرى هذا الباب.
[الحجة للقراء السبعة: 4/298]
أما ما ذكره من رواية المسيّبي وقالون عن نافع أنه قرأ:
الآن* مستفهمة جدّا، وكذلك قال ابن أبي أويس، عن نافع:
بهمزة واحدة، فقوله: مستفهمة جدّا لا يخلو من أحد أمرين:
إمّا أن يريد أنه كان يمدّ، فإن أراد ذلك كان على لغة من قال:
الحمر، فلمّا ألحق همزة الاستفهام مدّ، ويريد أنه كان يقطع الهمزة، فلا يصلها كما يصل، ولا يقطع إذا لم تكن للاستفهام، فإذا كان كذلك فهو على قول من قال: لحمر، ولا همزة فيه، فتنقلب ألفا مع همزة الاستفهام، ويمدّ، فهو كقوله:
ألكم الذكر وله الأنثى [النجم/ 20] في أنّه لا يجوز أن يمدّ. ويقوي هذا الوجه ما قاله أحمد، وكذلك قال ابن أبي أويس عن نافع بهمزة واحدة. قال: وقال أحمد بن صالح عن قالون همزة واحدة بعدها مدّة، فهذا قد فسّر، ولا يكون هذا إلا على قول من قال: الحمر ءالان.
فأما ما روى ورش عن نافع من قوله: آلآن، إنه كان يقرأ بفتح اللام ومدّ الهمزة الأولى ولا يهمز بعد اللام، فإنّ ذلك على قول من قال: الحمر، كأنه قال: آلآن، فأثبت همزة الوصل مع تحرك اللام، كما أثبتها في قولهم: الحمر، فإذا دخلت همزة الاستفهام قلبت همزة الوصل ألفا، فقلت:
أالان، كما تقول: آلرجل قال ذاك؟ ومن فصل بين الهمزتين إذا التقتا بالألف فقال: أأنت أأنذرتهم لم يفصل هنا بها، لأنّه لا تثبت هنا همزتان، ألا ترى أن الثانية التي للوصل تقلب ألفا؟ فلا يحتاج إذن إلى الألف التي تفصل بين الهمزتين، كما تفصل بينه النونين إذا قلت: اضربنان زيدا، فعلى هذا وجه
[الحجة للقراء السبعة: 4/299]
قراءة نافع هذه التي حكاها ورش، وعلى هذا أيضا ما حكاه أحمد بن صالح عن قالون بهمزة واحدة بعدها مدة). [الحجة للقراء السبعة: 4/300]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {آلآنَ وقَدْ عَصَيْتَ} [آية/ 91]:
قرأ نافع- ش- "آلان" بحذف الهمزة التي بعد اللام الساكنة وإلقاء حركتها
[الموضح: 626]
على اللام، وبمد الهمزة الأولى، فالكلمة على وزن عالان، وكذلك الحرف الآخر.
والوجه أن أصله أألان بهمزة الاستفهام قبل همزة الآن، إلا أن همزة ألان وهي الهمزة التي مع لام التعريف قلبت ألفًا لاجتماع الهمزتين فبقي أالآن، ثم إن الهمزة التي بعد اللام وهي همزة أصل الكلمة نقلت فتحتها إلى الساكن الذي قبلها وهو اللام، فحذفت الهمزة فبقي آلان على زنة عالان، وهذا هو التخفيف القياسي في الهمزة، فإنها إذا تحركت وسكن ما قبلها فتخفيفها أن تنقل حركتها إلى ما قبلها وتحذف الهمزة نحو {يُخْرِجُ الخَب} و{بَيْنَ المَرْ}.
وقرأ الباقون {آلأنَ} بهمزة ممدودة في الأول وإثبات همزة بعد اللام، وكذلك- ن- و- يل- عن نافع.
والوجه أنهم لما قلبوا الهمزة التي بعد همزة الاستفهام ألفًا لم يحذفوا الهمزة التي بعد اللام بل تركوها على أصلها غير مخففة.
وروى زمعة بن صالح عن ابن كثير {ألانَ} على مثال علان بغير مد ولا همز بعد اللام.
والوجه أن الهمزة التي بعد اللام حذفت للتخفيف القياسي وألقيت حركتها
[الموضح: 627]
على اللام، فلما تحركت اللام استغني عن همزة الوصل، وهي الهمزة الثانية التي بعد همزة الاستفهام فبقي: ألان، بهمزة واحدة، وهي الهمزة الأولى التي للاستفهام، ووزنه علان). [الموضح: 628]

قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أُبي بن كعب ومحمد بن السميفع ويزيد البربري: [فاليومَ نُنَحِّيك] بالحاء.
[المحتسب: 1/316]
قال أبو الفتح: هذه نُفَعِّلك من الناحية؛ أي: نجعلك في ناحية من كذا، يقال: نَحوْتُ الشيء أنحوه: إذا قصدته، ونَحَّيت الشيء فتنحى: أي باعدته فتباعد فصار في ناحية.
قال رؤبة وهو في جماعة من أصحابه ممن يأخذ عنه، وقد أقبلت عجوز منصرفة عن السوق، وقد ضاق الطريق بها عليهم:
تَنَحَّ للعجوز عن طريقها ... إذ أقبلت رائحةً من سوقها
دعها فما النحويّ من صديقها
وقال الحطيئة لأمه:
تَنَحَّيْ فاقعدي مِنِّي بعيدا ... أراح الله منك العالمينا
وقد استَعملت العرب مصدر نحوت الشيء نحوًا ظرفًا؛ كقولك: زيد نحوك: أي في شِقِّك وناحيتك. وعليه ما أنشده أبو الحسن:
تَرمِي الأماعيز بِمُجْمَرَات ... بأَرجل رُوحٍ مُحَنِّبَات
يحدو بها كلُّ فتى هيَّات ... وهن نحو البيت عامدات
فنصب عامدات على الحال لتمام الكلام من قبلها. وقد جمعوا نحوًا على نُحُوّ، فأخرجوه على أصله.
ومنه حكاية الكتاب: إنكم لتنظرون في نُحُوّ كثيرة، ومثله من الشاذ بَهو وبُهُو للصدر، وأَب وأُبُوّ، وابن وبُنُوّ. قال القناني يمدح الكسائي:
أَبى الذمَّ أخلاق الكسائي وانتمى ... به المجدَ أخلاقُ الأُبُوّ السوابق). [المحتسب: 1/317]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (28- {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ} [آية/ 92] بسكون النون الثانية، مخففة الجيم:
قرأها يعقوب وحده، وكذلك {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا} و{نُنجِي المُؤْمِنِينَ وفي مريم {نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وفي الزمر {ويُنَجِّي الله الَّذِينَ اتَّقَوْا}.
وقرأ الكسائي {نُنجِي المُؤْمِنِينَ} ههنا وفي مريم، كلاهما بالتخفيف.
وقرأ عاصم- ص- {نُنجِي} ههنا بالتخفيف، والباقي بالتشديد.
وقرأ الباقون بالتشديد في الأحرف الأربعة.
والوجه أن معنى القراءتين واحد؛ لأن التخفيف يكون من أنجى، والتشديد
[الموضح: 637]
يكون من نجى، وكلاهما متعدٍ، من نجا ينجو، وقد وردا جميعًا في التنزيل). [الموضح: 638]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس