عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 03:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (130) إلى الآية (134) ]

{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)}


قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)}

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)}

قوله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ووصّى بها إبراهيم... (132).
قرأ نافع وابن عامرٍ: (وأوصى بها) بالألف.
وقرأ الباقون بغير ألف.
[معاني القراءات وعللها: 1/179]
قال أبو منصور: هما لغتان: أوصي، ووصى، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 1/180]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في زيادة الألف ونقصانها من قوله تعالى: ووصّى بها [البقرة/ 132].
فقرأ نافع وابن عامر وأوصى بها على أفعل.
وقرأ الباقون: ووصّى بغير ألف على فعّل.
قال أبو عليّ: حجة من قرأ: وصّى بغير ألف قوله عز وجل: فلا يستطيعون توصيةً [يس/ 50] فتوصية مصدر وصّى، مثل: قطّع تقطعة، ولا يكون فيه تفعيل نحو: التقطيع، لأنك لو جئت به على تفعيل للزم في حيّيت، ونحوه، إذا
[الحجة للقراء السبعة: 2/227]
أتيت به على فعّل، أن يكون المصدر على تفعيل أيضاً، فتجتمع ثلاث ياءات، وإذا كانوا قد رفضوا في نحو: عطاء، التحقير على الإتمام، لأنه كان يجتمع ثلاث ياءات، الوسطى منهنّ متحركة بالكسر، فكذلك رفض هذا في تفعيل، لأنه على تلك العدّة وفيهن الكسرة، وإن كانت الكسرة في تفعيل أوّلا، وفي عطاء إذا حقّرت ثانية.
وحجة من قرأ: وأوصى قوله تعالى: يوصيكم اللّه في أولادكم [النساء/ 11] ومن بعد وصيّةٍ توصون بها [النساء/ 11]. وقد قالوا: وصى النّبت: إذا اتصل بعضه ببعض. فالوصيّة كأنّ الموصي بالوصيّة وصل جلّ أمره إلى الموصى إليه). [الحجة للقراء السبعة: 2/228]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب}
قرأ نافع وابن عامر (وأوصى بها) بالألف وحجتهما أن أوصى يكون للقليل والكثير ووصى لا يكون إلّا للكثير
وقرأ الباقون {ووصى} التّشديد وحجتهم أن وصّى أبلغ من أوصى لأن أوصى جائز أن يكون مرّة ووصى لا يكون إلّا مرّات كثيرة وقال الكسائي هما لغتان معروفتان تقول وصيتك وأوصيتك كما تقول كرمتك وأكرمتك والقرآن ينطق بالوجهين قال الله {ولقد وصينا الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم} {ما وصّى به نوحًا} {ذلكم وصّاكم به} وقال {يوصيكم الله} و{من بعد وصيّة توصون} والتّشديد أكثر). [حجة القراءات: 115]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (73- قوله: {ووصى} قرأه نافع وابن عامر بهمزة مخففًا، وشدد الباقون من غير همز، وهما لغتان: وصى وأوصى بمعنى واحد، وقوله: {توصية} «يس 50» يدلى على «وصى» مشددًا، وكذلك قوله: {وصاكم} «الأنعام 144» وقوله: {يوصيكم} «النساء 11» و{يوصي بها} «النساء 11» و{توصون} «النساء 12» يدل على «أوصى» مخففًا، فالقراءتان متوافقتان، غير أن التشديد، فيه معنى تكرير الفعل، فكأنه أبلغ في المعنى، وهو الاختيار، لإجماع أكثر القراء عليه، ولزيادة الفائدة التي فيه، وبالتشديد قرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة وشبل، وفي حرف ابن مسعود «فوصى»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/265]
بالفاء مشددًا، والتشديد اختيار أبي حاتم، والمصاحف تختلف فيه، فمصاحف أهل المدينة والشام فيها ألف بين الواوين، وسائر مصاحف الأمصار لا ألف فيها بين الواوين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/266]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (48- {وَأَوْصَى} [آية/ 132]:-
بالألف، قرأها نافع وابن عامر.
وذلك لأن أوصى ووصى لغتان، وقال الله تعالى {يُوصِيكُمُ الله} و{مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ} و{تُوصُونَ}، فهذا من أوصى.
وقرأ الباقون {وَوَصّى} بالتشديد، فقد جاء في قول الله تعالى أيضًا
[الموضح: 302]
نحو: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً}، فهذا من وصى، لأن التفعلة إنما تجيء مصدرًا لفعل بالتشديد، كالتفعيل، إلا أنه يأتي من هذا الضرب أعني معتل اللام التفعلة دون التفعيل، لئلا يجتمع في باب حييت ثلاث ياءات). [الموضح: 303]

قوله تعالى: {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس والحسن ويحيى بن يعمر وعاصم الجحدري وأبي رجاء بخلاف: [وإلَه أَبِيكَ] بالتوحيد.
قال أبو الفتح: قول ابن مجاهد بالتوحيد لا وجه له؛ وذلك أن أكثر القراءة: {وَإِلَهَ آبَائِكَ} جمعًا كما ترى، فإذا كان أبيك واحدًا كان مخالفًا لقراءة الجماعة؛ فتحتاج حينئذ إلى أن يكون أبيك هنا واحدًا في معنى الجماعة، فإذا أمكن أن يكون جمعًا كان كقراءة الجماعة، ولم يحتج فيه إلى التأول لوقوع الواحد موقع الجماعة، وطريق ذلك أن يكون "أبيك" جمع أب على الصحة، على قولك للجماعة: هولاء أبون أحرار؛ أي: آباء أحرار، وقد اتسع ذلك عنهم. ومن أبيات الكتاب:
فلما تبين أصواتنا ... بكين وفدَّيْنَنَا بالأبينا
وقال أبو طالب:
ألم ترَ أني بعد همٍّ هممته ... لفرقة حرمن أبين كرام
وقال الآخر:
فهو يُفَدَّى بالأبين والخالْ
[المحتسب: 1/112]
وقد أشبعنا هذا الموضع في شرح ديوان المتنبي.
ويؤكد أن المراد به الجماعة ما جاء بعده من قوله: {إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ} فأبدل الجماعة من أبيك، فهو جماعة لا محالة؛ لاستحالة إبدال الأكثر من الأقل؛ فيصير قوله تعالى: [وإله أبيك] كقوله: وإله ذويك، هذا هو الوجه، وعليه فليكن العمل). [المحتسب: 1/113]

قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس