عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 28 ربيع الأول 1432هـ/3-03-2011م, 06:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي وقوع (أن) المصدرية الناصبة للمضارع بعد (إلا)

وقوع (أن) المصدرية الناصبة للمضارع بعد (إلا)

جاءت (أن) الناصبة للمضارع بعد (إلا) في آيات كثيرة؛ بعضها لا خفاء في إعراب المصدر المؤول، فلا اختلاف فيه، فالمصدر المؤول مفعول به في قوله تعالى:
1- {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [9: 32].
2- {إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ} [28: 19].
3- {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [2: 210].
4- {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَ} [6: 158، 16: 33].

والمصدر المؤول خبر المبتدأ في قوله تعالى:
{مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ} [12: 25].

المصدر المؤول فاعل في قوله تعالى:
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [18: 55].

وكذلك المصدر المؤول من (أن) والفعل الماضي فاعل في قوله تعالى:
1- {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} [17: 59].
2- {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} [17: 94].
في غير هذه الآيات كان إعراب المصدر المؤول من (أن) والفعل المضارع لا يخرج عن هذه الأعاريب:
1- ظرف زمان.
2- منصوب على الحال.
3- منصوب على حذف لام العلة.
4- استثناء منقطع مبتدأ
ولأبي حيان موقف يشوبه الاضطراب: رد على الزمخشري إعرابه للمصدر المؤول ظرف زمان في قوله تعالى:
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [76: 30].
قال في [البحر:8/401-402]: «وقال الزمخشري: فإن قلت: ما محل {أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}؟ قلت: النصب على الظرف، وأصله: إلا وقت مشيئة الله، وكذلك قرأ ابن مسعود {إِلَّا مَا يَشَاءُ اللَّهُ}؛ لأن (ما) مع الفعل كأن معه ونصوا على أنه لا يقوم مقام الظرف إلا المصدر المصرح به؛ كقولك: أجيئك صياح الديك، ولا يجزون: أجيئك أن يصيح الديك ولا: ما يصيح الديك فعلى هذا لا يجوز ما قاله الزمخشري». نقد أبو حيان كلام الزمخشري هنا ثم سكت، فلم يذكر وجها آخر غير م ذكره الزمخشري.
ورد على الزمخشري إعرابه المصدر المؤول في قوله تعالى:
{وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} [4: 92].
ظرف زمان أو حالا: [الكشاف:1/190] قال في [البحر:3/323-324]: «وكلا التخريجين خطأ: أما جعل (أن) وما بعدها ظرفا لا يجوز نص على ذلك النحويون، وأنه مما انفردت به (ما) المصدرية، ومنعوا أن تقول: أجيئك أن يصيح الديك تريد: وقت صياح الديك وأما أن ينسيك منها مصدر فيكون في موضع الحال فنصوا أيضا على أن ذلك لا يجوز... فعلى الذي قررناه يكون كونه استثناء منقطعا هو الصواب».
كذلك اعترض على الزمخشري إعرابه المصدر المؤول من (أن) والمضارع ظرف زمان في قوله تعالى:
{لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} [33: 53].
[الكشاف:3/244]، وخرج أبو حيان المصدر المؤول على حذف باء الجر التي للسبيبة، أو للحال أي مصحوبين بالإذن، [البحر:7/246].
ونجد أبا حيان يذكر إعراب المصدر المؤول ظرف زمان ويقول: إن ذلك رأي ابن جني، فعلى ما أجازه ابن جني يجوز أن تخرج الآية، وهي قوله تعالى: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [12: 66]. [البحر:5/325].
كذلك أجاز أن يكون المصدر المؤول منصوبا على الظرفية في قوله تعالى: {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [4: 19]. قال في [البحر:3/203]: «هذا استثناء متصل، ولا حاجة إلى دعوى الانقطاع كما ذهب إليه بعضهم «وهو استثناء من ظرف زمان عام، أو من علة كأنه قيل: ولا تعضلوهن في وقت من الأوقات إلا وقت أن يأتين، أو لعلة من العلل إلا أن يأتين».


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص294]


رد مع اقتباس