عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 24 ربيع الأول 1432هـ/27-02-2011م, 03:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي ما قاله المعربون والمفسرون في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

ما قاله المعربون والمفسرون في آيات الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب

1- {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [2: 45].
في [البحر:1/185] «استثناء مفرغ، لأن المعنى: وإنها لكبيرة على كل أحد إلا على الخاشعين».
وفي [المغني:2/189] «وقع الاستثناء المفرغ في الإيجاب في نحو: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}و {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [9: 32] لما كان المعنى: وإنها لا تسهل إلا على الخاشعين، ولا يريد الله إلا أن يتم نوره».وانظر [البرهان:4/240].
2- {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [2: 143].
في [البحر:1/425] «هذا استثناء من المستثنى منه المحذوف، إذ التقدير، وإنها لكبيرة على الناس إلا على الذين هدى الله، ولا يقال في هذا: إنه استثناء مفرغ، لأنه لم يسبقه نفي أو شبهه، إنما سبقه إيجاب» وانظر [النهر:ص425].
وفي [الجمل:1/117]: «الكلام، وإن كان موجبا لفظا فإنه في معنى النفي، إذا المعنى: إنها لا تخف ولا تسهل إلا على الذين، وهذا التأويل بعينه قد ذكروه في قوله تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}».
3- {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} [2: 237].
في [القرطبي:2/1013-1014]: «استثناء منقطع، لأن عفوهن عن النصف ليس من جنس أخذهن».
وفي [البحر:2/235]: «بل استثناء متصل، لكنه من الأحوال، لأن قوله: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} معناه: عليكم نصف ما فرضتم في كل حال إلا في حال عفوهن عنكم، فلا يجب.. وكونه استثناء من الأحوال ظاهر، ونظيره: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ}، إلا أن سيبويه منع أن تقع (أن) وصلتها حالا، فعلى قول سيبويه يكون {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} استثناء منقطعا».
وفي [أبي السعود:1/178]: «استثناء مفرغ من أعم الأحوال».
4- {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} [4: 92].
في [الكشاف:1/290]: «فإن قلت: بم تعلق {أَنْ يَصَّدَّقُوا} وما محله؟ قلت: تعلق بعليه، أو بمسلمة، كأنه قيل: وتجب عليه الدية، أو يسلمها إلا حين يتصدقون عليه، ومحلها النصب على الظرف، بتقدير حذف الزمان، كقولهم: اجلس ما دام زيد جالسا».
ويجوز أن يكون حالا من (أَهْلِهِ)، بمعنى إلا متصدقين».
وفي [العكبري:1/107]: «قيل: هو استثناء منقطع، وقيل: هو متصل، والمعنى فعليه دية في كل حال إلا في حال التصدق عليه بها».
وفي [البحر:3/323-324] خطأ الزمخشري ثم قال: فعلى هذا الذي قررناه يكون استثناء منقطعا هو الصواب».
5- {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} [8: 16].
وفي [الكشاف:2/119]: «انتصب {مُتَحَرِّفًا} على الحال (إلا) لغو، أو على الاستثناء من المولين، أي ومن يولهم إلا رجلا منهم متحرفا أو متحيزا».
وفي [العكبري:2/3] «حالان من ضمير الفاعل في {يولهم}».
وفي [البحر:4/475]: «انتصب {مُتَحَرِّفًا} و {مُتَحَيِّزًا} على الحال من الضمير المستكن في {يُوَلِّهِمْ} العائد على (من)..»
وفي الحقيقة هو استثناء من حال محذوف، والتقدير، ومن يولهم ملتبسا بأية حالة إلا في حال كذا، وإن لم يقدر حال غاية محذوفة لم يصح دخول (إلا)، لأن الشرط عندهم واجب، وحكم الواجب لا تدخل (إلا) فيه، لا في المفعول ولا في غيره من الفضلات، لأنه يكون استثناء مفرغا، والاستثناء المفرغ لا يكون في الواجب، لو قلت: ضربت إلا زيدا، وقمت إلا ضاحكا لم يصح، والاستثناء المفرغ لا يكون إلا مع النفي، أو النهي أو المؤول بهما، فإن جاء ما ظاهره خلاف ذلك قدر عموم قبل (إلا) حتى يصح الاستثناء من ذلك العموم، فلا يكون استثناء مفرغا».
وفي [حاشية الصبان:2/26] «شرط في معنى النهي، أي لا تولوا الأدبار إلا متحرفين».
6- {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [8: 72]. لم يعرض أحد للحديث عن الاستثناء هنا من المعربين والمفسرين.
7- {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} [9: 32].
أول الفعل {يَأْبَى} بفعل منفي الزمخشري، [الكشاف:2/149]، و[العكبري:2/8]، والفراء في [معاني القرآن:1/433-434]، وقدر أبو حيان المستثنى منه محذوفا، [البحر:5/33].
8- {فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} [25: 50].
9- {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا} [17: 99].
10- {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [9: 110].
لم يتكلم الزمخشري، والقرطبي، والأنباري، والعكبري، وأبو حيان عن الاستثناء هنا.
وفي تفسير [أبي السعود:2/297] «استثناء من أعم الأوقات، أو من أعم الأحوال، ومحله النصب على الظرفية أو على الحالية، أي لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت من الأوقات، أو في كل حال من الأحوال إلا وقت تقطع قلوبهم أو حال تقطع قلوبهم» وانظر [الجمل:2/315].
رد أبو حيان على الزمخشري إعرابه المصدر المؤول ظرفا أو حالا، [البحر:3/323-324].
الاستثناء هنا مفرغ فكيف وقع بعد {لَا يَزَالُ} التي تفيد الإثبات والتي نص النحويون على أنه لا يقع الاستثناء المفرغ بعد (ما زال) وأخواتها، هذا ما لم يعرض له أحد من المعربين والمفسرين، وقد قال ابن الحاجب والرضي: إن وقوع (إلا) بعد (ما زال) وأخواتها محال.
11- {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [12: 53].
في [الكشاف:2/262]: «ويجوز أن يكون {مَا رَحِمَ رَبِّي} في معنى الزمان، أي إلا وقت رحمة ربي، يعني أنها أمارة بالسوء في كل وقت وأوان إلا وقت العصمة، ويجوز أن يكون استثناء منقطعا، أي ولكن رحمة ربي هي التي تصرف الإساءة».
وفي [البحر:5/318]: «ويجوز أن يكون مستثنى من مفعول {أَمَّارَةٌ} المحذوف؛ إذ التقدير لأمارة بالسوء صاحبها إلا الذي رحمه ربي فلا تأمره بالسوء، وجوزوا أن يكون مستثنى من ظرف الزمان المفهوم عمومه مما قبل الاستثناء و (ما) ظرفية».
12- {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} [12: 66].
في [الكشاف:2/266]: «إن قلت: أخبرني عن حقيقة هذا الاستثناء فيه إشكال! قلت: {أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ} مفعول له، والكلام المثبت الذي هو قوله: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ} في تأويل النفي، معناه: لا تمتنعون من الإتيان به إلا للإحاطة بكم، أن لا تمتنعون لعلة من العلل إلا لعلة واحدة، وهي أن يحاط بكم، فهو استثناء من أعم العلل في المفعول له، والاستثناء من أعم العلل لا يكون إلا في النفي وحده؛ فلابد من تأويله بالنفي، ونظيره من الإثبات المتأول بمعنى النفي قولهم: أقسمت بالله لما فعلت، وإلا فعلت، تريد: ما أطلب منك إلا الفعل».
وفي [العكبري:2/29]: «هو استثناء من غير الجنس، ويجوز أن يكون من الجنس، ويكون التقدير: لتأتنني به على كل حال إلا حال الإحاطة بكم».
وفي [القرطبي:4/3454]: «قال الزجاج وهو في موضع نصب».
وانظر [تفسير الطبري:5/247]، [البحر:5/314-325]، و[أبي السعود:3/81]، [الجمل:2/46].
13- {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [22: 65].
في [البحر:6/377]: «{إِلَّا بِإِذْنِهِ} متعلق بأن تقع، أي إلا بإذنه تقع».
وفي [الجمل:3/179]: «الظاهر أنه استثناء مفرغ من أعم الأحوال، وهو لا يقع في الكلام الموجب، إلا أن قوله: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} في قوة النفي، أي لا يتركها تقع في حالة من الأحوال إلا في حالة كونها ملتبسة بمشيئة الله، فالباء للملابسة».
14- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [23: 5-6].
في [الكشاف:3/43] «في موضع الحال.. والمعنى: أنهم لفروجهم حافظون في كافة الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم، أو تعلق (على) بمحذوف يدل عليه {غَيْرُ مَلُومِينَ}، كأنه قيل : يلامون إلا على أزواجهم ... أو نجعله صلة {الحافظين} من قولك: أحفظ على عنان فرسي، على تضمينه معنى النفي؛ كما ضمن قولهم: ناشدتك بالله إلا فعلت معنى، ما طلبت منك إلا فعلك».
وفي [البحر:6/396] «والأولى أن يكون من باب التضمين، ضمن {حَافِظُونَ} معنى (ممسكون) أو قاصرون، وكلاهما يتعدى بعلى».
ثم ذكر الزمخشري وعقب عليه بقوله: وهذه التي ذكرها وجوه متكلفة ظاهر فيها العجمة»، وانظر [العكبري:2/77]، [الجمل:3/185].
15- {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ} [70: 29-30].
16- {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا} [33: 6].
في [الكشاف:3/228] «فإن قلت: مم استثنى {أَنْ تَفْعَلُوا}؟».
قلت: من أعم العام في معنى النفع والإحسان؛ كما تقول، القريب أولى من الأجنبي إلا في الوصية».
وفي [العكبري:2/99] «استثناء من غير الجنس».
وفي [البحر:7/213] «هذا الاستثناء في قوله {إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا} هو مما يفهم من الكلام، أي وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في النفع بميراث وغيره».
وفي [الجمل:3/422] «في السمين، هذا استثناء من غير الجنس، وهو مستثنى من معنى الكلام وفحواه، إذ التقدير، وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في الإرث وغيره، لكن إذا فعلتم من غيرهم من أوليائكم خيرا كان لكم ذلك».
وانظر [أبو السعود:4، 203].
17- {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} [3: 112].
في [الكشاف:1، 210]، «{إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} في محل النصب على الحال بتقدير: إلا معتصمين، أو متمسكين، أو متلبسين بحبل من الله، وهو استثناء من أعم عام الأحوال، والمعنى: ضربت عليهم الذلة في عامة الأحوال إلا في حال اعتصامهم بحبل من الله وحبل من الناس».
وفي [العكبري:1/82] «في موضع النصب على الحال».
وفي [معاني القرآن للفراء:1/230]: «إلا أن يعتصموا فأضمر ذلك».
وفي [القرطبي:2/1416] «استثناء منقطع ليس من الأول، أي لكنهم يعتصمون بحبل من الله». وانظر [البحر:3/31-32]، [الجمل:1/305].
18- {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} [12: 79].
في [معاني القرآن للفراء:1/434] «والعرب تقول: أعوذ بالله إلا منك ومن مثلك؛ لأن الاستعاذة كقولك، اللهم لا تفعل ذا بي».
ونجد كذلك الاستثناء المفرغ بعد الإيجاب جاء في نثر العرب وشعرهم:
1- جعل أبو دجانة يتبختر بين الصفين فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين رآه: «إنها لمشية يبغضها الله ورسوله إلا في هذا الموطن» [نهاية الأرب:17/87].
2- تثـاقلت إلا عن يـد أستفيـدها ..... وخـلة ذي ود أشـد به أزري
[الحماسة:3/164]
3- تـمت عبيدة إلا من مـحاسنها . .... والملح منها مكان الشمس والقمر
[الحماسة:4/463].
4- ألا قـد أرى إلا بثيـنة ها هنـا ..... لنا بعد ذا المصطـاف والمتـربع
جميل، [ديوانه:39]. بيروت سنة 1934.
ألا قـد أرى إلا بثيـنة للقـلـب ... .. بوادي بدي لا بجسمي ولا شغب
جميل، [ديوانه:143].
5- فلو كانت العنقاء منك تطيـر بي .... لخـلتك إلا أن تصـد تـرانـي
النميري [مهذب الأغاني:4/151].
6- أنا ابن عقفان معروفا له نسـبي .. ... إلا بـما شاركت أم على ولـد
أرطاة بن سهية [المهذب:4/89].
7- كبـرى وفارقـني الأقربـون ..... وأيقـنـت النفـس إلا خلـودا
عمرو بن قميئة. [حماسه البحتري:ص153].
8- صحا القلب إلا من ظعائن فاتني..... بـهن أميـر مستـبد فأصـعدا
الأخطل. [ديوانه:85].
9- لا بارك الله فيمن كان يحسبكم . .... إلا على العهد حتى كان ما كانا
قيس بن ذريح [المهذب:6/60]، وهو في [ديوان جرير] أيضا.
10- والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة .. ... من قال غير الذي قد قلته كذبا
أبو أذينة [نهاية الأرب:15/320].
11- فلما أن فقـدت بني سعـيد .. ... فقـدت الـود إلا باللـسـان
[الأمالي:1/23].


[دراسات عضيمة: ق1، ج1،ص273]


رد مع اقتباس