عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم احتج تعالى على قريش بما يظهر في الأمم السالفة من نقمات الله في الكفرة، الذين كانوا أكثر عددا، وأشد قوة أبدان وممالك، وأعظم آثارا في المباني والأفعال من قريش والعرب، فلم يغن عنهم كسبهم ولا حالهم شيئا، حين جاءهم عذاب الله وأخذه. و"ما" في قوله: {فما أغنى} نافية، قال الطبري: وقيل: هي توقيف وتقرير). [المحرر الوجيز: 7/ 459]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون * فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون}
الضمير في [جاءتهم] عائد على الأمم المذكورين، الذين جعلوا مثلا وعبرة، واختلف المفسرون في الضمير في "فرحوا" على من يعود؟ فقال مجاهد وغيره: هو عائد على الأمم المذكورين، أي: بما عندهم من العلم في ظنهم ومعتقدهم من أنهم لا يبعثون، ولا يحاسبون، قال ابن زيد: اغتروا بعلمهم في الدنيا والمعايش، وظنوا أنه لا آخرة ففرحوا، وهذا كقوله تعالى: {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا}، وقالت فرقة: الضمير في فرحوا عائد على الرسل، وفي هذا التأويل حذف وتقديره: كذبوهم، ففرحوا - أي: الرسل - بما عندهم من العلم بالله والثقة به وبأنه سينصرهم.
و"حاق" معناه: نزل وثبت، وهي مستعملة في الشر، و"ما" في قوله تعالى: و"ما" في قوله تعالى: {ما كانوا به} هو العذاب، الذي كانوا يكذبون به ويستهزئون بأمره، والضمير في "بهم" عائد على الكفار بلا خلاف). [المحرر الوجيز: 7/ 459-460]

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى حالة بعضهم ممن آمن بعد تلبس العذاب بهم، فلم ينفعهم ذلك، وفي ذكر هذا حض للعرب على المبادرة، وتخويف من التأني، لئلا يدركهم عذاب لا تنفعهم توبة بعد تلبسه بهم، وأما قصة قوم يونس عليه السلام، فقد رأوا العذاب ولم يكن تلبس بهم، وقد مر تفسيرها مستقصى في سورة يونس عليه السلام. و"سنة" نصب على المصدر، و"خلت" معناه: مضت واستمرت وصارت عادة. وقوله تعالى: "هنالك" إشارة إلى أوقات العذاب، أي ظهر خسرانهم وحضر جزاء كفرهم.
كمل تفسير سورة (غافر) والحمد لله رب العالمين). [المحرر الوجيز: 7/ 460]

رد مع اقتباس