عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 05:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزمر
[ من الآية (36) إلى الآية (38) ]

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}


قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أليس اللّه بكافٍ عبده (36)
قرأ حمزة والكسائي (بكافٍ عباده) بألف قبل الدال.
وقرأ سائر القراء (بكافٍ عبده).
قال أبو منصور: من قرأ (عباده) فهو جمع: عبدٍ، ومن قرأ (بكافٍ عبده) فكأنه أراد: النبي - صلى الله عليه وسلم -.
والدليل عليه قوله: (ويخوّفونك بالّذين من دونه) وذلك أن قريشًا قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - أما تخاف أن تخبّلك آلهتنا بسبّك إياها؟.
فأنزل الله: أليس الله بكاف عبده محمدًا صلى اللّه عليه؟
ومن قرأ (عباده) دخل فيهم كل من عبد اللّه.
[معاني القراءات وعللها: 2/338]
وقال الفراء: من قرأ (عباده) قالوا قد همت أمم الأنبياء بهم وأوعدوهم مثل هذا، فقالوا لشعيب النبي صلى الله عليه: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فقال الله: (أليس اللّه بكافٍ عباده) أي: محمد والأنبياء قبله. وكلٌّ صواب). [معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: بكاف عباده [الزمر/ 36] جماعا.
وقرأ الباقون بكاف عبده واحد.
[الحجة للقراء السبعة: 6/95]
حجّة من قال عبده فأفرد قوله: ويخوفونك بالذين من دونه [الزمر/ 36]، فكأنّ المعنى: أليس الله بكافيك وهم يخوّفونك، ويقوّي الإفراد قوله: إنا كفيناك المستهزئين [الحجر/ 95]. ومن قال:
بكاف عباده فالمعنى: أليس بكاف عباده الأنبياء قبل، كما كفى إبراهيم النّار، ونوحا الغرق، ويونس ما دفع إليه، وهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرسل قبلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/96]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه}
قرأ حمزة والكسائيّ (أليس الله بكاف عباده) بالألف وقرأ الباقون {عبده} ذهبوا إلى الخطاب للنّبي صلى الله عليه وحجتهم قوله {ويخوفونك بالذين من دونه} أي ويخوفونك يا محمّد فكأن المعنى أليس الله بكافيك وهم يخوفونك من دونه يعني الأصنام وذلك أن قريشًا قالوا للنّبي صلى الله عليه أما تخاف أن يخبلك آلهتنا لعيبك إيّاها فأنزل الله {أليس الله بكاف عبده} فأخبر ثمّ خاطبه والمخبر والمخاطب واحد والعرب تخبر ثمّ ترجع إلى الخطاب
[حجة القراءات: 622]
ومن قرأ {عباده} فالمعنى أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبل كما كفى إبراهيم النّار ونوحا الغرق ويونس ما دفع إليه فهو سبحانه كافيك كما كفى هؤلاء الرّسل قبلك قال الفراء قد همت أمم الأنبياء بهم ووعدوهم مثل هذا فقالوا لهود {إن نقول إلّا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} فقال الله (أليس الله بكاف عباده) أي محمّدًا والأنبياء قبله). [حجة القراءات: 623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {بكافٍ عبده} قرأ حمزة والكسائي بالجمع، وقرأ الباقون بالتوحيد.
وحجة من وحّد أنه حمله على أن المراد به النبي وحده صلى الله عليه وسلم ودل على ذلك قوله بعده: {ويخوفونك}، فالتقدير: أليس الله بكافيك يا محمد وهم يخوفونك، وهو الاختيار، لأن المعنى عليه والأكثر عليه ويقوي ذلك قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} «الحجر 95».
9- وحجة من جمع أنه حمله على أن المراد به الأنبياء عليهم السلام، ثم رجع إلى مخاطبة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو داخل في الكفاية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {بِكَافٍ عَبْدَهُ} [آية/ 36] بالألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن المعنى على الجمع؛ لأنه أراد: أليس الله بكاف عباده الأنبياء قبلك، كما كفى نوحًا الغرق وإبراهيم النار ويونس ما ابتلى به؟ فهو تعالى كافيك أيضًا، كما كفى الأنبياء قبلك.
وقرأ الباقون {بِكَافٍ عَبْدَهُ} بغير ألف على الإفراد.
والوجه أن معناه على الوحدة؛ لأنه أراد: أليس الله بكافيك؟ يدل على ذلك قوله {وَيُخَوِّفُونَكَ}.
ويجوز أن يكون واحدًا يراد به الجمع، فيكون المعنى كمعنى القراءة الأولى). [الموضح: 1113]

قوله تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ (37)}
قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هل هنّ كاشفاتٌ ضرّه (38)
قرأ يعقوب وأبو عمرو والكسائي عن أبي بكر عن عاصم (كاشفاتٌ ضرّه)
و (ممسكاتٌ رحمته) بالتنوين والنصب وقرأ الباقون (كاشفات ضرّه) بالخفض.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين، فمن نصب (ضرّه) نصبه بالكشف، ومن كسره فللإضافة إليه). [معاني القراءات وعللها: 2/339]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو وحده: كاشفات ضرة [الزمر/ 38] وممسكات رحمته [الزمر/ 38] منوّنا. وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم مثل أبي عمرو.
والباقون: كاشفات ضره وممسكات رحمته مضاف وجه النصب أنّه ممّا لم يقع، وما لم يقع من أسماء الفاعلين أو كان في الحال، فالوجه فيه النصب قال:
يا عين بكي حنيفا رأس حيّهم الكاسرين القنا في عورة الدّبر ووجه الجرّ أنّه لما حذف التنوين، وإن كان المعنى على إثباته عاقبت الإضافة التنوين، والمعنى على التنوين، وعلى هذا قوله عزّ وجلّ: غير محلي الصيد [المائدة/ 1] وقوله: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم [الأحقاف/ 24] وقوله: عارض ممطرنا [الأحقاف/ 24] فأمّا قوله: وكلبهم باسط ذراعيه [الكهف/ 18]
[الحجة للقراء السبعة: 6/96]
فأعمل ونصب به وإن كان ذلك فيما مضى، وأنت لا تقول: هذا ضارب زيدا أمس، فلأن المعنى على حكاية الحال الماضية، كما أنّ قوله: وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة [النحل/ 124] على تقرير حكاية الحال الآتية). [الحجة للقراء السبعة: 6/97]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته} 38
قرأ أبو عمر {هل هن كاشفات} بالتّنوين {ضره} بالنّصب وكذلك {ممسكات رحمته} وقرأ الباقون بالإضافة
حجّة أبي عمرو أن الفعل منتظر وأنه ممّا لم يقع وما لم يقع من أسماء الفاعلين إذا كان في الحال فالوجه فيه النصب المعنى هل هن يكشفن ضره أو يمسكن رحمته وحجّة الإضافة أن الإضافة قد استعملتها العرب في الماضي والمنتظر وأن التّنوين لم يستعمل إلّا في المنتظر خاصّة فلمّا كانا مستعملين وقد نزل بهما القرآن فقال جلّ وعز {كل نفس ذائقة الموت} أخذ بأكثر الوجهين أصلا وحجّة أخرى وهو أنه يراد فيهما التّنوين ثمّ يحذف التّنوين للتّخفيف كما قال سبحانه {إلّا آتي الرّحمن عبدا} هذا لم يقع وتقديره آتٍ الرّحمن). [حجة القراءات: 623]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {كاشفات ضره} و {ممسكات رحمته} قرأ أبو عمرو بتنوين «كاشفات وممسكات» ونصب «الرحمة والضر» بما قبل كل واحد على الأصل، لأنه أمر منتظر، فالتنوين أصله، وإذا نونت نصبت بما بعده به؛ لأن اسم الفاعل إذا كان بمعنى الاستقبال والحال يعمل عمل الفعل، وقرأ الباقون بترك التنوين والإضافة استخفافًا، وهي اللغة الفاشية المستعملة والتنوين منوي مراد، ولذلك لا يتعرف اسم الفاعل وإن أضيف إلى معرفة، ويُراد به الحال أو الاستقبال؛ لأن التنوين والانفصال منوي فيه مقدر، وقد تقدم ذكر «يضل، ومكانتكم، وتقطنوا» فأغنى ذلك عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/239]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {كَاشِفَاتُ} بالتنوين، {ضُرِّهِ} بالنصب [آية/ 38]، وكذلك {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [آية/ 38 أيضًا]:-
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن كل واحدة من الكلمتين أعني {كَاشِفَاتُ} و{مُمْسِكَاتُ} اسم فاعل عمل عمل الفعل، ويراد به الزمان المستقبل.
فالوجه فيه التنوين، ونصب ما بعده بأنه مفعول به، فلذلك انتصب {ضُرِّهِ} و{رَحْمَتِهِ} فإنهما مفعول بهما، والعامل: {كَاشِفَاتُ} و{مُمْسِكَاتُ}.
وقرأ الباقون {كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ} بالإضافة من غير تنوين، وكذلك {مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ}.
والوجه أنه أضيف اسم الفاعل إلى المفعول به، فسقطت التنوين للإضافة، والإضافة ههنا مجازية فهي على نية التنوين، فإن التنوين أسقطت لفظًا وهي مرادة، وفائدة هذه الإضافة تخفيف اللفظ بحذف التنوين، واسم الفاعل في القراءتين عامل عمل الفعل، والتقدير: يكشفن ضره ويمسكن رحمته). [الموضح: 1114]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس