عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ لعلّهم يتذكّرون (27) قرآنًا عربيًّا غير ذي عوجٍ لعلّهم يتّقون (28) ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلمًا لرجلٍ هل يستويان مثلا الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون (29) إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون (30) ثمّ إنّكم يوم القيامة عند ربّكم تختصمون (31)}.
يقول تعالى: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ} أي: بيّنّا للنّاس فيه بضرب الأمثال، {لعلّهم يتذكّرون}، فإنّ المثل يقرّب المعنى إلى الأذهان، كما قال تعالى: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم} [الرّوم:28] أي: تعلمونه من أنفسكم، وقال: {وتلك الأمثال نضربها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون} [العنكبوت:43]). [تفسير ابن كثير: 7/ 96]

تفسير قوله تعالى: {قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قرءانًا عربيًّا غير ذي عوجٍ} أي: هو قرآنٌ بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ، لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس، بل هو بيانٌ ووضوحٌ وبرهانٌ، وإنّما جعله اللّه [عزّ وجلّ] كذلك، وأنزله بذلك {لعلّهم يتّقون} أي: يحذرون ما فيه من الوعيد، ويعملون بما فيه من الوعد). [تفسير ابن كثير: 7/ 96]

تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون} أي: يتنازعون في ذلك العبد المشترك بينهم، {ورجلا سلمًا لرجلٍ} أي: خالصًا لرجلٍ، لا يملكه أحدٌ غيره، {هل يستويان مثلا} أي: لا يستوي هذا وهذا. كذلك لا يستوي المشرك الّذي يعبد آلهةً مع اللّه، والمؤمن المخلص الّذي لا يعبد إلّا اللّه وحده لا شريك له. فأين هذا من هذا؟
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: هذه الآية ضربت مثلًا للمشرك والمخلص، ولمّا كان هذا المثل ظاهرًا بيّنا جليًّا، قال: {الحمد للّه} أي: على إقامة الحجّة عليهم، {بل أكثرهم لا يعلمون} أي: فلهذا يشركون باللّه). [تفسير ابن كثير: 7/ 96]

رد مع اقتباس