عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 03:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ ذكر تعالى نعمته على عباده في أن جعل لهم السّمع والأبصار والأفئدة، وهي العقول والفهوم، الّتي يدركون بها الأشياء، ويعتبرون بما في الكون من الآيات الدّالّة على وحدانيّة اللّه تعالى، وأنّه الفاعل المختار لما يشاء.
وقوله: {قليلا ما تشكرون} أي: وما أقلّ شكركم للّه على ما أنعم به عليكم، كقوله: {وما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين} [يوسف: 103]. [تفسير ابن كثير: 5/ 487-488]

تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (80)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن قدرته العظيمة وسلطانه القاهر، في برئة الخليقة وذرئه لهم في سائر أقطار الأرض، على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وصفاتهم، ثمّ يوم القيامة يجمع الأوّلين منهم والآخرين لميقات يومٍ معلومٍ، فلا يترك منهم صغيرًا ولا كبيرًا، ولا ذكرًا ولا أنثى، ولا جليلًا ولا حقيرًا، إلّا أعاده كما بدأه؛ ولهذا قال: {وهو الّذي يحيي ويميت} أي: يحيي الرّمم ويميت الأمم، {وله اختلاف اللّيل والنّهار} أي: وعن أمره تسخير اللّيل والنّهار، كلٌّ منهما يطلب الآخر طلبًا حثيثًا، يتعاقبان لا يفتران، ولا يفترقان بزمان غيرهما، كقوله تعالى: {لا الشّمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} [يس: 40].
وقوله: {أفلا تعقلون} أي: أفليس لكم عقولٌ تدلّكم على العزيز العليم، الّذي قد قهر كلّ شيءٍ، وعزّ كلّ شيءٍ، وخضع له كلّ شيءٍ). [تفسير ابن كثير: 5/ 488]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ (81) قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (82) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآَبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (83)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مخبرًا عن منكري البعث، الّذين أشبهوا من قبلهم من المكذّبين: {بل قالوا مثل ما قال الأوّلون. قالوا أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون} يعني يستبعدون وقوع ذلك بعد صيرورتهم إلى البلى، {لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأوّلين} يعنون: [أنّ] الإعادة محالٌ، إنّما يخبر بها من تلقّاها عن كتب الأوّلين واختلاقهم. وهذا الإنكار والتّكذيب منهم كقوله تعالى إخبارًا عنهم: {أئذا كنّا عظامًا نخرةً. قالوا تلك إذًا كرّةٌ خاسرةٌ. فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ. فإذا هم بالسّاهرة} [النّازعات: 11-14]، وقال تعالى: {أولم ير الإنسان أنّا خلقناه من نطفةٍ فإذا هو خصيمٌ مبينٌ. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميمٌ قل يحييها الّذي أنشأها أوّل مرّةٍ وهو بكلّ خلقٍ عليمٌ} [يس: 77-79]). [تفسير ابن كثير: 5/ 488]

رد مع اقتباس