عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21 ذو القعدة 1439هـ/2-08-2018م, 06:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل أفلا تذكرون قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون سيقولون لله قل فأنى تسحرون}
[المحرر الوجيز: 6/315]
أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتوقيفهم على هذه الأشياء التي لا يمكنهم إلا الإقرار بها، ويلزم من الإقرار بها أن يؤمنوا ببارئها ويذعنوا لشرعه ورسالة رسوله). [المحرر الوجيز: 6/316]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ الجميع في الأول: "لله" بلا خلاف، واختلف في الثاني والثالث، فقرأ أبو عمرو: "لله" جوابا على اللفظ، وقرأ باقي السبعة: "لله" جوابا على المعنى، كأنه قال في السؤال: لمن ملك السماوات السبع؟ إذ قولك: لمن هذه الدار؟ وقولك: من مالك هذه الدار؟ واحد في المعنى). [المحرر الوجيز: 6/316]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم جعل التوبيخ مدرجا بحسب وضوح الحجة شيئا شيئا، فوقف على الأرض ومن فيها وجعل بإزاء ذلك التذكر). [المحرر الوجيز: 6/316]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن محيصن: "العظيم" برفع الميم، و"ملكوت" مصدر في بناء مبالغة). [المحرر الوجيز: 6/316]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقف على السماوات السبع والعرش وجعل بإزاء ذلك التقية وهي أبلغ من التذكر، وهذا بحسب وضوح الحجة). [المحرر الوجيز: 6/316]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله: {أفلا تتقون} وعيد). [المحرر الوجيز: 6/316]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وقف على ملكوت كل شيء، وفي الإقرار بهذا التزام كل ما تقع به الغلبة في الاحتجاج، فوقع التوبيخ بعد في غاية البلاغة بقوله: {فأنى تسحرون} ). [المحرر الوجيز: 6/316]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الإجارة": المنع من الإنسان، والمعنى أن الله تبارك وتعالى إذا منع أحدا فلا يقدر عليه، وإذا أراد أحدا فلا مانع له، وكذلك في سائر قدرته وما نفذ من قضائه، لا يعارض ذلك شيء ولا يحيله عن مجراه). [المحرر الوجيز: 6/316]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ومعنى "أنى": كيف؟ ومن أين؟، وفي هذا تقرير سحرهم، وهو سؤال عن الهيئة التي سحروا بها، والسحر هنا مستعار لهم، وهو تشبيه لما وقع منهم من التخليط ووضع الأفعال والأقوال غير مواضعها بما يقع من المسحور، عبر عنهم بذلك. وقالت فرقة: "تسحرون" معناه: تمنعون، وحكى بعضهم ذلك لغة). [المحرر الوجيز: 6/316]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون}
المعنى: ليس الأمر كما يقولون من نسبتهم إلى الله تعالى ما لا يليق به، بل أتيناهم. وقرأ ابن أبي إسحاق: "آتيناهم" على الخطاب لمحمد صلى الله عليه وسلم، و"لكاذبون" يراد به: فيما ذكروا الله تعالى به من الصاحبة والولد والشريك). [المحرر الوجيز: 6/317]

تفسير قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وفي قوله تعالى: {وما كان معه من إله} دليل التمانع، وهذا هو الفساد الذي تضمنه قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}، والجزء المخترع محال أن يتعلق به قدرتان فصاعدا، ولو اختلف إلهان في إرادة فمحال نفوذهما ومحال عجزهما، فإذا انفردت إرادة الواحد فهو العالي والآخر ليس بإله، فإن قيل: نقدرهما لا يختلفان في إرادة قيل: ذلك يعرض فإذا جوزه الكفار قامت الحجة عليهم فإن ما التزم جوازه جار في الحجة مجرى ما التزم وقوعه.
وقوله تعالى: "إذا" جواب لمحذوف تقديره: لو كان معه إله إذا لذهب كل إله). [المحرر الوجيز: 6/317]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ ابن كثير: وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص عن عاصم: "عالم الغيب" بكسر الميم اتباعا للمكتوبة في قوله: "سبحان الله"، وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: "عالم الغيب" بالرفع، والمعنى: هو عالم، قال الأخفش: الجر أجود ليكون الكلام من وجه واحد، قال أبو علي: ووجه الرفع أن الكلام قد انقطع.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والابتداء عندي أبرع.
[المحرر الوجيز: 6/317]
والفاء في قوله تعالى: "فتعالى" عاطفة بالمعنى، كأنه قال: "عالم الغيب والشهادة فتعالى"، وهذا كما تقول: زيد شجاع فعظمت منزلته، أي: شجع فعظمت، ويحتمل أن يكون المعنى: فأقول تعالى عما يشركون على إخبار مؤتنف، و"الغيب": ما غاب عن الناس، و"الشهادة": ما شهدوه). [المحرر الوجيز: 6/318]

رد مع اقتباس