عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 02:06 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فإذا نفخ في الصّور} [المؤمنون: 101] والصّور: قرنٌ.
وقد فسّرنا ذلك قبل هذا الموضع.
{فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]
- سعيدٌ، عن قتادة، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ثلاثة مواطن لا يسأل فيها أحدٌ أحدًا: إذا وضعت الموازين حتّى يعلم أيثقل ميزانه أم يخفّ، وإذا تطايرت الكتب حتّى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله، وعند الصّراط حتّى يعلم أيجوز الصّراط أم لا يجوز ".
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن أنّ أنسابهم يومئذٍ قائمةٌ معروفةٌ قال: {يوم يفرّ المرء من أخيه {34} وأمّه وأبيه {35}} [عبس: 34-35] قال يحيى: وسمعت بعض الكوفيّين يقول: {يبصّرونهم} [المعارج: 11] أي يرونهم.
يقول: يعرفونهم في مواطن، ولا يعرفونهم في مواطن.
وقال الحسن: {فلا أنساب بينهم} [المؤمنون: 101] يتعاطفون عليها كما كانوا يتعاطفون عليها في الدّنيا، {ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101] عليها أن يحمل بعضهم عن بعضٍ كما كانوا يتساءلون في الدّنيا بأنسابهم.
كقول الرّجل أسألك باللّه وبالرّحم). [تفسير القرآن العظيم: 1/416]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله تعالى: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (101)}

قيل: هذا في النفخة الأولى ويجوز أن يكون بعد النفخة الثانية والصور، جاء في التفسير أنه قرن ينفخ فيه فيبعث الناس في النفخة الثانية،
قال عز وجلّ (ثمّ نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون).
وقال أهل اللغة كثير منهم: الصور جمع صورة، والذي جاء في اللغة جمع صورة صور، وكذلك جاء في القرآن: {وصوّركم فأحسن صوركم}، ولم يقرأ أحد فأحسن صوركم،
ولو كان أيضا جمع صورة لقال أيضا: ثم نفخ فيها أخرى، لأنك تقول: هذه صور، ولا تقول هذا صور إلا على ضعف فهو على ما جاء في التفسير.
فأما قوله: {ولا يتساءلون}.
وقال في موضع - آخر: {وقفوهم إنّهم مسئولون}
وقال في موضع آخر {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}
فيقول القائل: كيف جاء " ولا يتساءلون "
وجاء {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون}.
فإن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، ففيه أزمنة وأحوال.
وإنما قيل يومئذ كما تقول: نحن اليوم بفعل كذا وكذا، وليس تريد به في يومك إنما تريد نحن في هذا الزمان، " فيوم " تقع للقطعة من الزمان.
وأمّا {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جانّ} فلا يسأل عن ذنبه ليستفهم، قد علم اللّه عزّ وجلّ ما سلف منهم.
وأما قوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون} فيسألون سؤال توبيخ لا سؤال استفهام كما قال: (وإذا الموءودة سئلت * بأيّ ذنب قتلت}.
وإنما تسأل لتوبيخ من قتلها.
وكذلك قوله: {أأنت قلت للنّاس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون اللّه}.
فما يسأل عنه يوم القيامة تقرير وتوبيخ، واللّه - عزّ وجلّ - قد علم ما كان، وأحصى كبير ذلك وصغيره). [معاني القرآن: 4/23-22]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} [المؤمنون: 102] : السّعداء، وهم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/416]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ومن خفّت موازينه فأولئك الّذين خسروا أنفسهم} [المؤمنون: 103] أن يغنموها فصاروا
[تفسير القرآن العظيم: 1/416]
في النّار.
قال: {في جهنّم خالدون} [المؤمنون: 103] لا يخرجون منها ولا يموتون). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]

تفسير قوله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون} [المؤمنون: 104] قال يحيى: وبلغني عن ابن مسعودٍ قال: مثل الرّأس المشيط.
- قال: وأخبرني صاحبٌ لي، عن يحيى بن عبد اللّه المدنيّ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه: «شفته السّفلى ساقطةٌ على صدره، والعليا قالصةٌ قد غطّت وجهه».
- حاجب بن عمر، عن عمّه الحكم بن الأعرج، عن أبي هريرة قال: يعظّم الكافر في النّار مسيرة سبع ليالٍ، ضرسه مثل أحدٍ، شفاههم عند صدرهم، سودٌ، زرقٌ، حبنٌ، مفتوحون، يتهافتون في النّار، ويقول: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيدٍ؟ حتّى يضع الرّحمن قدمه فيها فتقول: ربّ قط قط). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {تلفح وجوههم النّار وهم فيها كالحون}

يلفح وينفح في معنى واحد، إلا أن اللفح أعظم تأثيرا.
{وهم فيها كالحون} والكالح الذي قد تشمّرت شفته عن أسنانه، نحو ما ترى من رؤوس الغنم إذا مسّتها النار فبرزت الأسنان وتشمرت الشفاه). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون}
روى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال الكالح الذي قد بدت أسنانه وتقلصت شفته كالرأس المشيط بالنار). [معاني القرآن: 4/488-487]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وهم فيها كالحون} أي: قد كشروا عن الأسنان، حتى تبنت من الشدة). [ياقوتة الصراط: 375-374]

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذّبون} [المؤمنون: 105] يقول لهم ذلك في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا} [المؤمنون: 106] تفسير ابن مجاهدٍ عن أبيه: الّتي كتبت علينا.
{وكنّا قومًا ضالّين} [المؤمنون: 106]
- فطرٌ عن أبي الطّفيل قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ يقول: الشّقيّ من شقي في بطن أمّه، والسّعيد من وعظ بغيره.
قال يحيى: وقد ذكرنا الحديث عن النّبيّ عليه السّلام أنّه يكتب في بطن أمّه شقيًّا أو سعيدًا في غير هذه السّورة). [تفسير القرآن العظيم: 1/417]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا...}

... حدثني شريك عن أبي إسحاق (وقيس) عن أبي إسحاق، وزهير ابن معاوية أبو خيثمة الجعفيّ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (شقاوتنا) بألف وفتح الشين. قيل للفراء أأخبرك زهير؟ فقال:
يا هؤلاء إني لم أسمع من زهير شيئاً. وقرأ أهل المدينة وعاصم (شقوتنا) وهي كثيرة.
أنشدني أبو ثروان:
كلّف من عنائه وشقوته=بنت ثماني عشرةٍ من حجّته
... لولا عبد الله ما قرأتها إلا (شقوتنا) ). [معاني القرآن: 2/242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا ربّنا غلبت علينا شقوتنا وكنّا قوما ضالّين}
وتقرأ شقاوتنا، والمعنى واحد.
(وكنّا قوما ضالّين) أقرّوا بذلك). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا}
قال مجاهد أي التي كتبت علينا). [معاني القرآن: 4/488]

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون} [المؤمنون: 107]
- سعيدٌ، عن قتادة، عن أبي أيّوب، عن عبد اللّه بن عمرٍو أنّ أهل جهنّم يدعون مالكًا فلا يجيبهم أربعين عامًا، ثمّ يردّ عليهم: {إنّكم ماكثون} [الزخرف: 77] ثمّ ينادون
[تفسير القرآن العظيم: 1/417]
ربّهم: {ربّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون} [المؤمنون: 107]، فيسكت عنهم قدر عمر الدّنيا مرّتين، ثمّ يردّ عليهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] فواللّه ما نبس القوم بعدها بكلمةٍ وما هو
إلا الزّفير والشّهيق.
فشبّه أصواتهم بأصوات الحمير: أوّلها زفيرٌ، وآخرها شهيقٌ.
أبو أميّة، عن سليمان التّيميّ أنّ أهل النّار يدعون خزنة أهل النّار أربعين سنةً، ثمّ يكون جوابهم إيّاهم: ألم تأتكم رسلكم بالبيّنات؟ {قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ} [غافر: 50] ثمّ ينادون مالكًا فلا يجيبهم مقدار ثمانين سنةً.
ثمّ يكون جواب مالكٍ إيّاهم: {إنّكم ماكثون} [الزخرف: 77].
ثمّ يدعون ربّهم: {ربّنا أخرجنا منها} [المؤمنون: 107]، فلا يجيبهم مقدار الدّنيا مرّتين، ثمّ يكون جوابه إيّاهم: {اخسئوا فيها ولا تكلّمون} [المؤمنون: 108] ثمّ إنّما هو الزّفير والشّهيق). [تفسير القرآن العظيم: 1/418]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {اخسئوا فيها} [المؤمنون: 108] تفسير الحسن والسّدّيّ: اصغروا فيها، الخاسئ عندهما الصّاغر.
وتفسير قتادة: الخاسئ: الّذي لا يتكلّم، ليس إلا الزّفير والشّهيق). [تفسير القرآن العظيم: 1/418]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون}

وقال: {اخسئوا فيها} لأنّها من "خسأ" "يخسأ" تقول: "خسأته" فـ"خسأ"). [معاني القرآن: 3/13]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال اخسئوا فيها ولا تكلّمون}
معنى {اخسئوا} تباعدوا تباعد سخط.
يقال خسأت الكلب أخسؤه إذا زجرته ليتباعد). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون}
يقال خسأته إذا باعدته بانتهار). [معاني القرآن: 4/488]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّه كان فريقٌ من عبادي} [المؤمنون: 109] يعني المؤمنين.
{يقولون ربّنا آمنّا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الرّاحمين} [المؤمنون: 109] أفضل من رحم.
وقد جعل اللّه الرّحمة في قلب من يشاء، وذلك من رحمة اللّه وهو أرحم من خلقه.
- الصّلت بن دينارٍ، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: إنّ اللّه خلق يوم خلق السّموات والأرض مائة رحمةٍ، كلّ رحمةٍ منها طباقها السّموات والأرض، فأنزل منها رحمةً واحدةً فيها تتراحم الخليقة، حتّى ترحم البهيمة بهيمتها، والوالدة ولدها، حتّى إذا كان يوم القيامة جاء بتلك التّسع والتّسعين الرّحمة، ونزع تلك الرّحمة من قلوب الخليقة فكمّلها
مائة رحمةٍ، ثمّ نصبها بينه وبين خلقه.
فالخائب من خيب من تلك المائة الرّحمة). [تفسير القرآن العظيم: 1/418]

تفسير قوله تعالى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فاتّخذتموهم سخريًّا} [المؤمنون: 110] يقوله لأهل النّار.
{حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون} [المؤمنون: 110] كانوا يسخرون بأصحاب الأنبياء، يضحكون منهم.
وقوله: {حتّى أنسوكم ذكري} [المؤمنون: 110] ليس يعني أنّ أصحاب الأنبياء أنسوهم ذكر اللّه فأمروهم ألا يذكروه، ولكنّ جحودهم، واستهزاءهم، وضحكهم منهم هو الّذي أنساهم ذكر اللّه، كقول الرّجل: أنساني فلانٌ كلّ شيءٍ، وفلانٌ غائبٌ عنه، بلغه عنه أمرٌ فشغل ذلك قلبه.
وهي كلمةٌ عربيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {سخريّاً...}

و{سخريّا}. قد قرأ بهما جميعاً. والضمّ أجود. قال الذين كسروا ماكان من السخرة فهو مرفوع، وما كان من الهزؤ فهو مكسور.
وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: بحر لجّي ولجّي، ودريّ ودريّ منسوب إلى الدّرّ، والكرسي والكرسي. وهو كثير. وهو في مذهبه بمنزلة قولهم العصي والعصيّ والأسوة والإسوة).
[معاني القرآن: 2/243]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فاتّخذتموهم سخريّاً} مكسورة الأولى لأنه من قولهم: يسخر منه، وبعضهم يضم أوله، لأنه يجعله من السخرة والتسخر بهم).
[مجاز القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سخريا}: من السخرية و{سخريا}: من السخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فاتّخذتموهم سخريًّا} - بكسر السين - أي تسخرون منهم وسخريا - بضمها - تسخّرونهم، من السّخرة
{حتّى أنسوكم ذكري} أي شغلكم أمرهم عن ذكري). [تفسير غريب القرآن: 300]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فاتّخذتموهم سخريّا حتّى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون}
الأجود إدغام الدال في التاء لقرب المخرجين، وإن شئت أظهرت.
لأن الدال من كلمة والتاء من كلمة، والدال بينها وبين التاء في المخرج شيء من التباعد، وليست الذال من التاء بمنزلة الدال من التاء.
والتاء والطاء من مكان واحد، وهي من أصول الثنايا العلا وطرف اللسان. والذال من أطراف الثنايا العلا ودوين طرف اللسان.
وقوله: (سخريّا). يقرأ بالضم والكسر، وكلاهما جيّد، إلا أنهم قالوا إن بعض أهل اللغة قال: ما كان من الاستهزاء فهو بالكسر، وما كان من جهة التسخير فهو بالضم،
وكلاهما عند سيبويه والخليل واحد، والكسر لإتباع الكسر أحسن). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري}
قال الحسن وقتادة وأبو عمرو بن العلاء وهذا معنى ما قالوا السخري بالضم ما كان من جهة السخرة والسخري بالكسر ما كان من الهزؤ). [معاني القرآن: 4/489-488]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُخْرِيًّا}: من ضم السين فهو من السخرة وهي الاستخدام، ومن كسر السين جعله من السخرية وهي الهزء، وهما لغتان من الاستخدام، فعلى القول الأول لا يجوز أن تقرأ الذي في الزخرف إلا بالضم، بمعنى الاستخدام جميعاً، وجماعة القراء فيه على الضم بمعنى الاستخدام). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سخْرِيّـاً}: من السخرة). [العمدة في غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا} [المؤمنون: 111] في الدّنيا.
{أنّهم هم الفائزون} [المؤمنون: 111] ذلك جزاؤهم {أنّهم} [المؤمنون: 111] أي بأنّهم {هم الفائزون} [المؤمنون: 111].
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: إنّي جزيتهم اليوم الجنّة بما صبروا في الدّنيا.
ثمّ قال: {أنّهم هم الفائزون} [المؤمنون: 111] وقوله: {الفائزون} [المؤمنون: 111] النّاجون من النّار، فازوا من النّار إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/419]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {أنّهم هم الفائزون...}

كسرها الأعمش على الاستئناف، ونصبها من سواه على: إني جزيتهم الفوز بالجنّة، فأنّ في موضع نصب. ولوجعلتها نصباً من إضمار الخفض جزيتهم لأنهم هم الفائزون بأعمالهم في السّابق). [معاني القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنّهم هم الفائزون}
الكسر أجود لأن الكسر على معنى إني جزيتهم بما صبروا، ثم أخبر فقال: إنهم هم الفائزون: والفتح جيّد بالغ، على معنى: (إني جزيتهم لأنهم هم الفائزون،
وفيه وجه آخر: يكون المعنى جزيتهم الفوز، لأن معنى (أنّهم هم الفائزون). فوزهم، فيكون المعنى جزيتهم فوزهم). [معاني القرآن: 4/24]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} أي لأنهم ويجوز أن يكون المعنى إني جزيتهم الفوز).
[معاني القرآن: 4/489]

رد مع اقتباس