عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:53 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأمر اللّه نبيّه أن يقول لهم: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون {84} سيقولون للّه} [المؤمنون: 84-85] أي: فإذا قالوا ذلك فـ {قل أفلا تذكّرون} [المؤمنون: 85] فتؤمنوا وأنتم تقرّون أنّ الأرض ومن فيها للّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {قل لّمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون...}

{سيقولون للّه...}
هذه لا مسألة فيها؛ لأنه قد استفهم بلام فرجعت في خبر المستفهم. وأمّا الأخريان فإنّ أهل المدينة وعامّة أهل الكوفة يقرءونها (لله)، (لله) وهما في قرءة أبيّ كذلك (لله) (لله) (لله) ثلاثهنّ. وأهل البصرة يقرءون الأخريين (الله)، (الله) وهو في العربيّة أبين؛ لأنه مردود مرفوع؛ ألا ترى [أن] قوله: {قل من ربّ السّموات} مرفوع لا خفض فيه، فجرى جوابه على مبتدأ به. وكذلك هي في قراءة عبد الله (لله) (الله). والعلّة في إدخال اللام في الأخريين في قول أبيّ وأصحابه أنك لو قلت لرجل: من مولاك؟ فقال: أنا لفلانٍ، كفاك من أن يقول: مولاي فلان. فلمّا كان المعنيان واحداً أجرى ذلك في كلامهم. أنشدني بعض بني عامر:
وأعلم أنني سأكون رمساً =إذا سار النواجع لا يسير
(يعني الرمس)
فقال السّائلون لمن حفرتم =فقال المخبرون لهم: وزير
فرفع أراد: الميت وزير). [معاني القرآن: 2/241-240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله}
هذه الآية لا اختلاف فيها واللتان بعدها يقرؤهما أبو عمرو سيقولون الله
وأكثر القراء يقرءون سيقولون لله
فمن قرأ (سيقولون الله) جاء بالجواب على اللفظ
ومن قرأ {سيقولون لله} جاء به على المعنى كما يقال لمن هذه الدار فيقول لزيد على اللفظ وصاحبها زيد على المعنى
ومن صاحب هذه الدار فيقول زيد على اللفظ ولزيد فيجزئك عن ذلك
ويجوز في الأولى {سيقولون الله} في العربية). [معاني القرآن: 4/482-481]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأمر اللّه نبيّه أن يقول لهم: {قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون {84} سيقولون للّه} [المؤمنون: 84-85] أي: فإذا قالوا ذلك فـ {قل أفلا تذكّرون} [المؤمنون: 85] فتؤمنوا وأنتم تقرّون أنّ الأرض ومن فيها للّه). [تفسير القرآن العظيم: 1/413] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
( (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون * سيقولون للّه قل أفلا تذكّرون}

هذه (للّه) لا اختلاف بين القرّاء فيها، ولو قرئت اللّه لكان جيدا.
فأما اللّتان بعدها فالقراءة فيهما سيقولون (اللّه) و (للّه).
فمن قرأ (سيقولون اللّه) فهو على جواب السؤال، إذا قال: (من رب السّماوات السبع)، فالجواب اللّه، وهي قراءة أهل البصرة، ومن قرأ (للّه) فجيد أيضا، لو قيل من صاحب هذه الدار فأجيب زيد لكان هذا جوابا على لفظ السؤال.
ولو قلت في جواب من صاحب هذه الدار: لزيد، جاز.
لأن معنى " من صاحب هذه الدار " - لمن هذه الدار). [معاني القرآن: 4/20]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86)}

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل من ربّ السّموات السّبع وربّ العرش العظيم {86} سيقولون للّه} [المؤمنون: 86-87] فإذا قالوا ذلك فـ {قل أفلا تتّقون} [المؤمنون: 87] وأنتم تقرّون أنّ اللّه خالق هذه الأشياء وربّها.
وقد كان مشركو العرب يقرّون بهذا). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قل من بيده ملكوت كلّ شيءٍ} [المؤمنون: 88] أي ملك كلّ شيءٍ.
قال ابن مجاهدٍ عن أبيه: خزائن كلّ شيءٍ.
{وهو يجير} [المؤمنون: 88] من يشاء فيمنعه فلا يوصل إليه.
{ولا يجار عليه} [المؤمنون: 88] أي من أراد أن يعذّبه لم يستطع أحدٌ منعه). [تفسير القرآن العظيم: 1/413]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {قل من بيده ملكوت كلّ شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون}

أي هو يجير من عذابه ولا يجير عليه أحد من عذابه.
وكذلك هو يجير من خلقه ولا يجير عليه أحد). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وهو يجير ولا يجار عليه} أي وهو يجير من عذابه ومن خلقه ولا يجير عليه أحد من خلقه).
[معاني القرآن: 4/482]

تفسير قوله تعالى: {سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إن كنتم تعلمون {88} سيقولون للّه} [المؤمنون: 88-89] فإذا قالوا ذلك فـ {قل فأنّى
[تفسير القرآن العظيم: 1/413]
تسحرون} [المؤمنون: 89] عقولكم.
فشبّههم بقومٍ مسحورين، ذاهبةً عقولهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأنّى تسحرون...}:

تصرفون. ومثله تؤفكون. أفك وسحر وصرف سواء). [معاني القرآن: 2/241]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قل فأنّى تسحرون}أي فكيف تعمون عن هذا وتصدون عنه وتراه من قوله: سحرت أعيينا عنه فلم ينصره). [مجاز القرآن: 2/61]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأنّى تسحرون} أي تخدعون وتصرفون عن هذا). [تفسير غريب القرآن: 299]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سيقولون للّه قل فأنّى تسحرون}
معنى تسحرون، وتؤفكون: تصرفون عن القصد والحق). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل فأنى تسحرون} معنى فأنى تسحرون فأنى تصرفون عن الحق). [معاني القرآن: 4/482]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَأَنَّى تُسْحَرُونَ}: أي تخدعون وتصرفون عن الحق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 165]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {بل أتيناهم بالحقّ} [المؤمنون: 90] : القرآن.
أنزله اللّه على النّبيّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: {بل أتيناهم} يا محمّد {بالحقّ}: بالقرآن). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]

تفسير قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وإنّهم لكاذبون {90} ما اتّخذ اللّه من ولدٍ} [المؤمنون: 90-91] وذلك لقول المشركين: إنّ الملائكة بنات اللّه.
{وما كان معه من إلهٍ} [المؤمنون: 91] وذلك لما عبدوا من الأوثان، اتّخذوا مع اللّه آلهةً.
قال: {إذًا لذهب كلّ إلهٍ بما خلق} [المؤمنون: 91] يقول: لو كان معه آلهةٌ: {إذًا لذهب كلّ إلهٍ بما خلق} [المؤمنون: 91] {ولعلا بعضهم على بعضٍ} [المؤمنون: 91] لطلب بعضهم ملك بعضٍ حتّى يعلو عليه، كما يفعل ملوك الدّنيا.
{سبحان اللّه عمّا يصفون} [المؤمنون: 91] ينزّه نفسه عمّا يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {وما كان معه من إلهٍ إذاً لّذهب كلّ اله...}

إذاً جواب لكلام مضمر. أي لو كانت معه آلهة {إذاً لّذهب كلّ اله بما خلق} يقول: لاعتزل كلّ إله بخلقه، {ولعلا بعضهم} يقول: لبغي بعضهم على بعض ولغلب بعضهم بعضاً).
[معاني القرآن: 2/241]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :(وقوله تعالى:(ما اتّخذ اللّه من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان اللّه عمّا يصفون}
{إذا لذهب كلّ إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} أي طلب بعضهم مغالبة بعض.
{سبحان اللّه} معناه تنزيه اللّه وتبرئته من السوء، ومن أن يكون إله غيره تعالى عن ذلك علوا كبيرا). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من أله إذا لذهب كل إله بما خلق}
في الكلام حذف أي لو كانت معه آلهة لانفرد كل إله بخلقه.
{ولعلا بعضهم على بعض} أي لغالب بعضهم بعضا). [معاني القرآن: 4/483-482]

تفسير قوله تعالى: {عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {عالم الغيب} [المؤمنون: 92] الغيب هاهنا في تفسير الحسن: ما لم يجئ من غيب الآخرة.
{والشّهادة} [المؤمنون: 92] : ما أعلم العباد.
{فتعالى} [المؤمنون: 92] ارتفع اللّه.
{عمّا يشركون} [المؤمنون: 92] يرفع نفسه عمّا قالوا). [تفسير القرآن العظيم: 1/414]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {عالم الغيب والشّهادة...}

وجه الكلام الرفع على الاستئناف. الدليل على ذلك دخول الفاء في قوله: {فتعالى} ولو خفضت لكان وجه الكلام أن يكون (وتعالى) بالواو؛ لأنه إذا خفض إنما أراد: سبحان الله عالم الغيب والشهادة وتعالى. فدلّ دخول الفاء أنه أراد: هو عالم الغيب والشهادة فتعالى؛ ألا ترى أنك تقول: مررت بعبد الله المحسن وأحسنت إليه. ولو رفعت (المحسن) لم يكن بالواو؛ لانك تريد: هو المحسن فأحسنت إليه. وقد يكون الخفض في (عالم) تتبعه ما قبله وإن كان بالفاء؛ لأنّ العرب قد تستأنف بالفاء كما يستأنفون بالواو). [معاني القرآن: 2/241]

رد مع اقتباس