عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 07:14 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ} [المؤمنون: 12] قال: والسّلالة النّطفة تنسلّ من الرّجل، وكان بدء ذلك من طينٍ.
خلق اللّه آدم من طينٍ، ثمّ جعل نسله بعد من سلالةٍ من ماءٍ مهينٍ، ضعيفٍ يعني النّطفة). [تفسير القرآن العظيم: 1/394]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {من سلالةٍ...}

والسّلالة التي تسلّ من كلّ تربة). [معاني القرآن: 2/231]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ " مجازها الولد والنطفة قالت بنت النعمان بن بشير الأنصارية:

وهل كنت إلاّ مهرةً عربيّة=سلالة أفراسٍ تجلّلها بغل
فإن نتجت مهراً كريماً فبالحرى=وإن يك إقرافٌ فمن قبل الفحل
تقول لزوجها روح بن زنباع الجذامي.
ويقال: سليلة وقال:
يقذفن في اسلائها بالسلايل
وقال حسان:
فجاءت به عضب الأديم غضنفراً=سلالة فرج كان غير حصين
ويقال لبن غضنفر أي خائر غليظ والأسد سمي غضنفر لكثافته وعظم هامته وأذنيه، والغضنفر الغليظ من اللبن ومن كل شيء). [مجاز القرآن: 2/56-55]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {من سلالة من ماء مهين}: (السلالة) صفوة الماء (الماء المهين) النطفة). [غريب القرآن وتفسيره: 264]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {من سلالةٍ} قال قتادة: استلّ آدم من طين، وخلقت ذريته من ماء مهين.
ويقال للولد: سلالة أبيه، وللنّطفة: سلالة، وللخمر: سلالة.
ويقال: إنما جعل آدم من سلالة، لأنه سلّ من كل تربة). [تفسير غريب القرآن: 296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين}
سلالة: فعالة. فخلق اللّه آدم - عليه السلام - من طين). [معاني القرآن: 4/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين}
قال قتادة استل آدم صلى الله عليه وسلم من طين وقال غيره إنما قيل لآدم سلالة لأنه سل من كل تربة
ويقال للولد سلالة أبيه
وهو فعالة من أنسل وفعالة تأتي للقليل من الشيء نحو القلامة والنخالة
وقد قيل إن السلالة إنما هي نطفة آدم صلى الله عليه وسلم كذا قال مجاهد
وهو أصح ما قيل فيه ولقد خلقنا ابن آدم من سلالة آدم وآدم هو الطين لأنه خلق منه). [معاني القرآن: 4/447-446]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُلَالَةٍ}: أي استل آدم من الطين، وخلقت ذريته من ماءِ مهين. يقال للولد (سلالة أبيه) ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 163]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُلاَلَـةٍ}: صفو الماء). [العمدة في غريب القرآن: 215]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ جعلناه نطفةً في قرارٍ مكينٍ} [المؤمنون: 13] الرّحم). [تفسير القرآن العظيم: 1/394]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ جعلناه نطفة في قرار مكين}

على هذا القول يعني ولد آدم.
وقيل من سلالة من طين، من منيّ آدم - صلى الله عليه وسلم - وسلالة: القليل فيما ينسل. وكل مبنى على فعالة، يراد به القليل.
فمن ذلك الفضالة والنّخالة والقلامة. فعلى هذا قياسه). [معاني القرآن: 4/8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ويدل على ذلك قوله عز وجل: {ثم جعلناه نطفة في قرار مكين}
ولم يصر في قرار مكين إلا بعد خلقه في صلب الفحل
وقوله تعالى: {ثم جعلناه نطفة في قرار مكين} يراد ولده ثم خلقنا النطفة علقة وهي واحدة العلق وهو الدم قبل أن ييبس
فخلقنا العلقة مضغة، المضغة القطعة الصغيرة من اللحم مقدار ما يمضغ كما يقال غرفة لمقدار ما يغرف وحسوة لمقدار ما يحسى). [معاني القرآن: 4/447]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (النُّطْفَةُ): الماء المهين). [العمدة في غريب القرآن: 215]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ خلقنا النّطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً} [المؤمنون: 14] يكون في بطن أمّه نطفةً أربعين ليلةً، ثمّ علقةً أربعين ليلةً، ثمّ يكون مضغةً أربعين ليلةً.
قال: فخلقنا المضغة عظمًا يعني جماعة العظام في قراءة من قرأها: عظمًا.
وهي تقرأ: عظامًا يعني جماعة العظام عظمًا عظمًا.
{فكسونا العظام} [المؤمنون: 14] وبعضهم يقرأها العظم.
{لحمًا} [المؤمنون: 14] وهي مثل الأولى.
قال: {ثمّ أنشأناه خلقًا آخر} [المؤمنون: 14] أبو سهلٍ، عن أبي هلالٍ الرّاسبيّ، عن قتادة قال: أنبت عليه الشّعر.
[تفسير القرآن العظيم: 1/394]
سعيدٌ عن قتادة: قال أنبت به الشّعر.
قال قتادة: وقال الحسن: الرّوح.
وفي تفسير عمرٍو عن الحسن: ذكرًا وأنثى.
وقال الكلبيّ: الرّوح وهو في بطن أمّه.
وقال ابن مجاهدٍ عن أبيه: حين استوى به الشّباب.
قال: {فتبارك اللّه} [المؤمنون: 14] وهو من باب البركة كقوله: {فتعالى اللّه} [المؤمنون: 116] قوله: {أحسن الخالقين} [المؤمنون: 14] إنّ العباد قد يخلقون، يشبّهون بخلق اللّه، ولا يستطيعون أن ينفخوا فيه الرّوح.
- الرّبيع بن صبيحٍ، عن الحسن قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " المصوّرون يعذّبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم ".
- أبو أميّة بن يعلى الثّقفيّ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " قال اللّه: من أظلم ممّن يخلق كخلقي، فليخلقوا ذبّانًا أو ذرّةً، أو بعوضةً ".
- حمّادٌ، عن عبد الرّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ أشدّ النّاس عذابًا يوم القيامة الّذين يضاهون بخلق اللّه».
- حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أنس بن مالكٍ أنّ عمر بن الخطّاب قال: " وافقني ربّي، أو وافقت ربّي في أربعٍ، قال لمّا نزلت: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طينٍ} [المؤمنون: 12] إلى آخر الآية قلت: تبارك اللّه أحسن الخالقين.
فقال رسول اللّه: يا عمر لقد ختمها اللّه بما قلت.
وقلت: يا رسول اللّه، لو اتّخذنا من مقام إبراهيم مصلًّى.
فأنزل اللّه: {واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى} [البقرة: 125] قلت: يا رسول اللّه، لو حجبت النّساء فإنّه يدخل عليهنّ الصّالح وغيره، فأنزل اللّه آية الحجاب.
وكان بين
[تفسير القرآن العظيم: 1/395]
نبيّ اللّه وبين نسائه شيءٌ فقلت: لتنتهنّ أو ليبدّلنّه اللّه أزواجًا خيرًا منكنّ، فأنزل اللّه: {عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ} [التحريم: 5). [تفسير القرآن العظيم: 1/396]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فكسونا العظام لحماً...}

و (العظم) وهي في قراءة عبد الله {ثم جعلنا النطفة عظماً وعصباً فكسوناه لحماً} فهذه حجّة لمن قال: عظماً وقد قرأها بعضهم (عظما).
وقوله: {ثمّ أنشأناه خلقاً آخر} يذهب إلى الإنسان وإن شئت: إلى العظم والنطفة والعصب، تجعله كالشيء الواحد). [معاني القرآن: 2/232]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ثمّ خلقنا النّطفة علقةً فخلقنا العلقة مضغةً فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثمّ أنشأناه خلقاً آخر فتبارك اللّه أحسن الخالقين}
وقال: {أحسن الخالقين} لأن الخالقين هم الصانعون.
وقال الشاعر:

* وأراك تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري *). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {علقةً} واحدة العلق، وهو الدم.
و(المضغة) اللّحمة الصغيرة. سميت بذلك لأنها بقدر ما يمضغ، كما قيل غرفة، بقدر ما يغرف.
{ثمّ أنشأناه خلقاً آخر} أي خلقناه بنفخ الروح فيه خلقا آخر). [تفسير غريب القرآن: 296]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ خلقنا النّطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثمّ أنشأناه خلقا آخر فتبارك اللّه أحسن الخالقين}
{فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما} وتقرأ على أربعة أوجه:
أحدها ما ذكرنا. وتقرأ: (فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظم لحما)
ويقرأ: (فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظم لحما)
ويقرأ: (فخلقنا المضغة عظما فكسونا العظام لحما).
والتوحيد والجمع ههنا جائزان، لأنه يعلم أن الإنسان ذو عظام، فإذا ذكر على التوحيد فلأنه يدلّ على الجمع، ولأنّه معه اللحم، ولفظه لفظ الواحد، فقد علم أن العظم يراد به العظام.
وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليل على الجمع ما هو أشدّ من هذا قال الشاعر:
في حلقكم عظم وقد شجينا
يريد في حلوقكم عظام.
وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ أنشأناه خلقا آخر}.
فيه ثلاثة أقوال:
قيل جعل ذكرا أو أنثى، وقيل نفخ فيه الروح، وقيل أنبت عليه الشعر.
ويروى أن عمر كان عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين نزلت هذه الآية، فقال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين، فقال - صلى الله عليه وسلم - لعمر إن الله قد ختم بها الآية). [معاني القرآن: 4/9-8]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فخلقنا المضغة عظاما}
ويقرأ عظما وهو واحد يدل على جمع لأنه قد علم أن للإنسان عظاما فكسونا العظام لحما ويجوز العظم على ذلك
وقوله جل وعز: {ثم أنشأناه خلقا آخر} روى عطاء عن ابن عباس والربيع بن أنس، عن أبي العالية وسعيد عن قتادة، عن الحسن وعلي بن الحكم،
عن الضحاك في قوله: {ثم أنشأناه خلقا آخر} قالوا نفخ فيه الروح
وروى هشيم عن منصور عن الحسن {ثم أنشأناه خلقا آخر} قال ذكرا وأنثى
وروي عن الضحاك قال الأسنان وخروج الشعر
قال أبو جعفر وأولى ما قيل فيه أنه نفخ الروح فيه لأنه يتحول عن تلك المعاني إلى أن يصير إنسانا
والهاء في أنشأناه تعود على الإنسان أو على ذكر العظام والمضغة والنطفة أي أنشأنا ذلك وقوله: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون}
ونقول في هذا المعنى لمائتون). [معاني القرآن: 4/449-448]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ إنّكم بعد ذلك} [المؤمنون: 15] بعدما ينفخ فيه الرّوح.
{لميّتون} [المؤمنون: 15] إذا جاء أجله). [تفسير القرآن العظيم: 1/396]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بعد ذلك لميّتون...}
تقرأ (لميتون) و(لمائتون) وميّتون أكثر، والعرب تقول لمن لم يمت: إنك ميّت عن قليلٍ ومائت. ولا يقولون للميت الذي قد مات، هذا مائت؛ إنما يقال في الاستقبال،
ولا يجاوز به الاستقبال. وكذلك يقال: هذا سيّد قومه اليوم، فإذا أخبرت أنه يكون سيّدهم عن قليل قلت: هذا سائد قومه عن قليلٍ وسيّد. وكذلك الطمع،
تقول: هو طامع فيما قبلك غداً. فإذا وصفته بالطمع قلت: هوطمع. وكذلك الشريف، تقول: إنه لشريف قومه، وهو شارف عن قليل.
وهذا الباب كلّه في العربية على ما وصفت لك). [معاني القرآن: 2/232]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ إنّكم بعد ذلك لميّتون}
ويجوز لمائتون، ويجوز لميتون.
وأجودها (لميّتون)، وعليها القراءة.
وجاءت مائتون لأنها لما يستقبل). [معاني القرآن: 4/9]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)}

رد مع اقتباس