عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 09:42 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله! إن الأنصار قد فضلونا إنهم آوونا وأنهم فعلوا بنا وفعلوا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألستم تعرفون ذلك لهم؟))
قالوا: نعم.
قال: ((فإن ذلك)).
ليس في الحديث غير هذا.
قال: حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن يرفعه.
قوله: فإن ذاك، معناه والله أعلم: فإن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مكافأة منكم لهم.
كحديثه الآخر: ((من أزلت عليه نعمة فليكافئ بها فإن لم يجد فليظهر ثناء حسنا)).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإن ذاك)) يريد هذا المعنى.
وهذا اختصار من كلام العرب يكتفى منه بالضمير لأنه قد
علم معناه وما أراد به القائل، وهو من أفصح كلامهم.
وقد بلغنا عن سفيان الثوري قال:
جاء رجل إلى عمر بن عبد العزيز من قريش يكلمه في حاجة له فجعل يمت بقرابته، فقال له عمر: فإن ذاك، ثم ذكر له حاجته، فقال له: لعل ذاك.
لم يزد على أن قال: فإن ذاك ولعل ذاك.
أي إن ذاك كما قلت، ولعل حاجتك أن تقضى.
وقال ابن قيس الرقيات:


بــكــرت عــلـــي عــواذلـــييـلـحـيـنـنـي وألــــــو مــهــنـــه
ويـقـلـن شـيــب قـــد عـــلاك وقد كبرت فقلت إنه

أي إنه قد كان كما تقلن.
والاختصار في كلام العرب كثير لا يحصى، وهو عندنا أعرب الكلام وأفصحه وأكثر ما وجدناه في القرآن.
من ذلك قوله سبحانه: {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق} إنما معناه والله أعلم فضربه: فانفلق.
ولم يقل: فضربه، لأنه حين قال: {أن اضرب بعصاك}، علم أنه قد ضربه.
ومنه قوله سبحانه: {ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام}.
ولم يقل: «فحلق ففدية من صيام».
اختصر واكتفي منه بقوله: {ولا تحلقوا رءوسكم} وكذلك قوله: {قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا} ولم يخبر عنهم في هذا الموضع أنهم قالوا: إنه سحر،
ولكن لما قال: {أسحر هذا}، علم أنهم قد قالوا: إنه سحر.
وكذلك قوله: {وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار * أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة}.
يقال في التفسير: معناه أهذا أفضل أم من هو قانت فاكتفى بالمعرفة بالمعنى.
وهذا أكثر من أن يحاط به). [غريب الحديث: 2/123-129]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) }

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (باب تسمية ساعات الليل
...
ويقال: مضت قويمة من الليل. ومضى قويم من الليل، ومضى إني من الليل، والجمع: آناء. ومنه قوله تعالى: {أمن هو قانت آناء الليل} ). [الأيام والليالي: 83]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنت شهرا في صلاة الصبح بعد الركوع يدعو على رعل وذكوان.
قال: حدثناه معاذ بن معاذ العنبري عن سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: قنت شهرا هو ههنا القيام قبل الركوع أو بعده في صلاة الفجر يدعو.
وأصل القنوت في أشياء:
فمنها القيام، وبهذا جاءت الأحاديث في قنوت الصلاة، لأنه إنما يدعو قائما.
ومن أبين ذلك الحديث الآخر:
قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل؟ قال: ((طول القنوت)).
يريد طول القيام.
ومنه حديث ابن عمر:
قال: حدثني يحيى بن سعيد عن عبيد الله
ابن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه سئل عن القنوت فقال:
ما أعرف القنوت إلا طول القيام ثم قرأ: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما}.
وقد يكون القنوت في حديث ابن عمر هذا الصلاة كلها، ألا تراه يقول: ساجدا وقائما.
ومما يشهد على هذا الحديث المرفوع:
قال: حدثنيه إسماعيل بن جعفر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل القانت الصائم)).
يريد بالقانت المصلي ولم يرد القيام دون الركوع والسجود. وقد يكون القنوت أن يكون ممسكا عن الكلام في صلاته. ومنه حديث زيد بن أرقم قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال:
كنا نتكلم في الصلاة يكلم أحدنا صاحبه إلى جنبه حتى نزلت هذه الآية: {وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام.
قال: والقنوت أيضا الطاعة لله تعالى
قال: حدثني يحيى بن سعيد عن وائل بن داود عن عكرمة في قوله تعالى: {كل له قانتون}. قال: الطاعة). [غريب الحديث: 2/568-574]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) }