عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 10:05 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188) }

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أيّان مرساها...}؛ المرسى في موضع رفع.
{ثقلت في السّماوات والأرض}؛ ثقل على أهل الأرض والسماء أن يعلموه.
وقوله: {كأنّك حفيٌّ}؛ كأنك حفيّ عنها مقدّم ومؤخر؛ ومعناه يسألونك عنها كأنك حفي بها. ويقال في التفسير كأنك حفي أي كأنك عالم بها). [معاني القرآن: 1/ 399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أيّان مرساها}؛ أي متى، وقال:
أيّان تقضى حاجتي أيّانا ....... أما ترى لنجحها إبّانا
أي متى خروجها.
{لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو}؛ مجازها: لا يظهرها ولا يخرجها إلاّ هو يقال جلّى لي الخبر وقال بعضهم: جله لي الخبر، والجلاء جلاء الرأس إذا ذهب الشعر قال طرفة:
سأحلب عيساً صحن سمٍّ فأبتغى ....... به جيرتي إن لم يجلّوا لي الخبر
أي يوضحون لي الأمر وهذا يهجوهم، يقال: عاسها يعيسها، والعيس ماء الفحل {ثقلت في السّموات والأرض} مجازها: خفيت، وإذا خفى عليك شئ ثقل {كأنّك حفيٌّ عنها}؛ أي حفّي بها، ومنه قولهم: تحفيت به في المسألة). [مجاز القرآن: 1/ 234-235]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {كأنك حفى عنها} فقالوا: حفي به حفاوة: همه وعني به؛ {حفى عنها} سؤول عنها؛ إذا كثر السؤال عن الشيء حتى يشق على صاحبه.
وقال الشاعر:
سؤال حفي عن أخيه يخصه = بذكرته وسنان أو متوانس
وقالوا أيضًا: حفيت به حفاوة وحفاوة؛ أي فرحت؛ وقالوا أيضًا في المشي: حفي حفية وحفاية وحفاية، وحفى مقصور، واحتفاءً أيضًا - في المشي بغير نعل - حفوة وحفاوة). [معاني القرآن لقطرب: 602]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : (187- {أيان مرساها}: متى وقوعها. ويقال أرساها الله وأرساها القوم إذا حبسوها ورست فهي ترسو.
187- {لا يجليها}: لا يظهرها ومن ذلك جلية الخبر.
187- {كأنك حفي عنها}: عالم بها. والمعنى يسألونك عنها كأنك حفي. وجاء عن ابن عباس أنه قال: كأنك حفي بهم حين يسألونك، ويقال للقاضي والحاكم الحافي وقد تحافينا إلى فلان إ تحاكمنا).[غريب القرآن وتفسيره: 154-155]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (187 - {أيّان مرساها}؛ أي متى ثبوتها. يقال: رسا في الأرض: إذا ثبت، ورسا في الماء: إذا رسب. ومنه قيل للجبال: رواس.
{لا يجلّيها لوقتها إلّا هو}؛ أي لا يظهرها. يقال: جلّى لي الخبر: أي كشفه وأوضحه.
{ثقلت في السّماوات والأرض}؛ أي خفي علمها على أهل السموات والأرض وإذا خفي الشيء ثقل.
{حفيٌّ عنها}؛ أي معنيّ بطلب علمها. ومنه يقال: تحفّى فلان بالقوم). [تفسير غريب القرآن: 175]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يسألونك عن السّاعة أيّان مرساها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلّا هو ثقلت في السّماوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة يسألونك كأنّك حفيّ عنها قل إنّما علمها عند اللّه ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون (187)}
والساعة ههنا التي يموت فيها الخلق.
ومعنى مرساها مثبّتها، يقال - رسا الشيء يرسو إذا ثبت فهو راس وكذلك جبال راسيات، أي ثابتات. وأرسيته إذا أثبتّه.
فالمعنى يسألونك عن الساعة متى وقوعها.
وقوله: {لا يجلّيها لوقتها إلّا هو}؛ أي لا يظهرها في وقتها إلا هو.
ومعنى: {ثقلت في السّماوات والأرض}؛
قيل فيه قولان، قال قوم: (ثقلت في السّماوات والأرض) ثقل وقوعها على أهل السماوات والأرض.
ثم أعلم جلّ ثناؤه كيف وقوعها فقال جلّ وعزّ: {لا تأتيكم إلّا بغتة}؛
أي إلا فجأة.
وقوله: {يسألونك كأنّك حفيّ عنها}؛
المعنى - واللّه أعلم - يسألونك عنها كأنك فرح بسؤالهم، يقال تحفيت بفلان
في المسألة إذا سألت سؤالا أظهرت فيه المحببّة والبربه، وأحفى فلان بفلان في المسألة، وإنما تأويله الكثرة ويقال حفت الدّابّة تحفى حفى، مقصور إذا كثر المشي حتى يؤلمها والحفاء ممدود أن يمشي الرجل بغير نعل.
وقيل: {كأنّك حفي عنها}؛ كأنك أكثرت المسألة عنها.
وقوله: {قل إنّما علمها عند اللّه}؛
معنى (إنّما علمها عند اللّه): لا يعلمها إلا هو). [معاني القرآن: 2/ 393-394]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (169 - وقوله جل وعز: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها}
قال قتادة: أي متى قيامها؟
وقال غيره: يقال رسى الشيء يرسو رسوا إذا ثبت وأرسيته أثبته
170 - ثم قال جل وعز: {قل إنما علمها عند ربي}؛
أي لا يعلم متى قيامها إلا الله
171 - ثم قال جل وعز: {لا يجليها لوقتها إلا هو}؛
يقال جلى لي فلان الخبر إذا أظهره وأوضحه
172 - ثم قال جل وعز: {ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة}؛
أي خفي علمها وإذا خفي الشيء ثقل.
وقيل أي ثقلت المسالة عنها أي عظمت.
173 - ثم قال جل وعز: {لا تأتيكم إلا بغتة}؛ أي فجأة
174 - وقوله جل وعز: {يسألونك كأنك خفي عنها}؛
قال قتادة قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم نحن أقرباؤك فأسر إلينا متى الساعة فأنزل الله جل وعز: {يسألونك كأنك حفي عنها} أي حفي بهم.
والمعنى على هذا التقديم والتأخير أي: يسألونك عنها.
كأنك حفي لهم: أي فرح لسؤالهم .
وهو معنى قول سعيد بن جبير أبي يسألونك كأنك حفي لهم). [معاني القرآن: 3/ 110-112]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (187- {أَيَّانَ مُرْسَاهَا}؛ أي متى ثبوتها.
{لا يُجَلِّيهَا}؛ أي لا يظهرها.
{ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ}؛ أي خفي علمها عن أهل السموات والأرض.
{كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا}؛ أي كأنك معني بطلب علمها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 88]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (187- {أَيَّانَ}: متى.
187- {مُرْسَاهَا}: وقوعها
187- {يُجَلِّيهَا}: يظهرها
187- {حَفِيٌّ عَنْهَا}: عالم بها). [العمدة في غريب القرآن: 140]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير...}؛
يقول: لو كنت أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من السنة المخصبة، ولعرفت الغلاء فاستعددت له في الرخص. هذا قول محمد صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 1/ 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الضَرّ: بفتح الضاد- ضد النفع، قال الله عز وجل: {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} [الشعراء: 72، 73] وقال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا}؛ أي: لا أملك جرّ نفع ولا دفع ضرّ؟.
والضُّرّ: الشدة والبلاء، كقوله: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ}[الأنعام: 17]، {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} [البقرة: 177]). [تأويل مشكل القرآن: 483] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرّا إلّا ما شاء اللّه ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسّني السّوء إن أنا إلّا نذير وبشير لقوم يؤمنون (188)}
{ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير}؛ أي لادّخرت زمن الخصب لزمن الجدب.
وقيل: {لو كنت أعلم الغيب}؛ أي لو كنت أعلم ما أسأل عنه من الغيب في الساعة وغيرها.
وقوله: {وما مسّني السّوء}؛ أي لم يلحقني تكذيب.
وقيل أيضا: {وما مسّني السّوء}؛ أي ما بي من جنون، لأنهم نسبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الجنون، فقال:
{وما مسّني السّوء إن أنا إلّا نذير وبشير لقوم يؤمنون}.
ثم بيّن لهم ما دلّهم على توحيد الله عزّ وجلّ فقال:
{هو الّذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلمّا تغشّاها حملت حملا خفيفا فمرّت به فلمّا أثقلت دعوا اللّه ربّهما لئن آتيتنا صالحا لنكوننّ من الشّاكرين (189)}). [معاني القرآن: 2/ 394]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (175 - وقوله جل وعز: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير}؛
روي عن ابن عباس أنه قال: لو أني أعلم سنة القحط والجدب لهيأت لها ما يكفيني.
وقيل لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العبادة فيكون الخير ها ههنا هن العبادة.
وقيل إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يسال عما في قلوب الناس وما يسرونه. فقال:
«لو كنت أعلم الغيب أي ما يسرونه وما يقع بكم حتى تحذروا مكروهه لكان أحرى أن تجيبوني إلى ما أدعوكم».
{لاستكثرت من الخير}؛ أي من إجابتكم إلى ما أدعوكم وما مسني السوء منكم بتكذيب أو عداوة إذ كنت عندكم كذلك.
ودل على هذا الجواب إن أنا إلا نذير أي لست أعلم من الغيب إلا ما علمني الله.
وقيل ولو كنت أعلم الغيب أي: كتب الله.
وقال الحسن لاستكثرت من الخير من الوحي). [معاني القرآن: 3/ 112-113]


رد مع اقتباس