الموضوع: العلي - الأعلى
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 12:13 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح أبي القاسم الزجاجي (ت:337هـ)

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ):
(العلي

العلي: فعيل من العلو والعلاء، والعلاء: الرفعة والسناء والجلال تقول العرب: «فلان علي ذو علاء»: إذا كان جليلاً عظيم الشأن والقدر. قال الحارث بن حلزة:
أو منعتم ما تسألون فمن حد = ثتموه له علينا العلاء
يقول: أو منعتم ما تسألون من النصفة فيما بيننا وبينكم فيمن حدثتموه له علينا العلاء في سافل الدهر يعني الرفعة والاعتلاء.
ويقال: «قد علا أمر فلان»: إذا جل شأنه وعظم قدره. ومنه يقال للرئيس في الدعاء له: «أعلى الله أمرك، وزاد الله أمرك علوًا». كل ذلك يراد به نفوذ أمره وعلوه على غيره.
وقال الخليل بن أحمد: «الله عز وجل هو العلي الأعلى المتعالي ذو العلاء والعلو، فأما العلاء: فالرفعة، والعلو: العظمة والتجبر. وتقول «علا الشيء علاء». ويقال: علوت وعليت جميعًا، وكذلك علي علاء في الرفعة والشرف والارتفاع»، هذا قول الخليل.
وغيره يقول: لا يقال عليت إلا في المكارم والشرف. ويقال في الشيء المرتفع: علا يعلو علوًا، وهما عند الخليل جميعًا يستعملان في العلاء أيضًا، وينشد:
لما علا كعبك لي عليت =
والعلي والعالي أيضًا: القاهر الغالب للأشياء. تقول العرب: علا فلان فلانًا: أي غلبه وقهره، كما قال الشاعر:
فلما علونا واستوينا عليهم = تركناهم صرعى لنسر وكاسر
يعني غلبناهم وقهرناهم واستولينا عليهم.
وكذلك قيل في قوله عز وجل: {إن فرعون علا في الأرض} قالوا: معناه: قهر أ÷لها وغلبهم واستولى عليهم، وكذلك قوله عز وجل: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذًا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض} أي لغلب بعضهم بعضا وقهره، فالله عز وجل العلي العالي ذو العلاء والجلال والرفعة والسناء، الغالب القاهر للأشياء كلتها، والله عز وجل العلي العالي جل وتقدست أسماؤه.
والعلو: ارتفاع البناء وغيره، والعالية: القناة المستقيمة، وجمعها عوال، والعالية من محل العرب: من الحجاز وما يليه، والنسبة إليها علوي على غير قياس.
وعلو كل شيء أعلاه. يقال: علو، وعلو كما يقال: سفل وسفل.
وتقول العرب في الصيد: «كنا علاوة الريح»: أي فوق الصيد من ناحية مهب الريح.
وتقول: «علوت بالرجل وأعليت به»: أي أتيت به مكانًا عاليصا. «وفلان من علية الناس»: أي من أهل الشرف والنبل، «وهؤلاء علية قومهم»، واحدهم علي مثل صبي وصبية.
ويقال للمرأة إذا طهرت من نفاسها قد تعلت، والعلاوة رأس الرجل وعنقه، وعلاوة كل شيء أعلاه. والعلاوة أيضًا: ما يحمل على البعير أو غيره بعد تمام حمله.
والمعلى من قداح الميسر التي كانت تستعمل في الجاهلية السابع، وكان أفضلها عندهم وأكثرها حطًا لأن له سبعة أنصاب، وليس لغيره منها إلا أقل من سبعة لأن ذوات الحظوظ منها سبعة وهي: ألفذ، والتوأم، والرقيب والحلس، والنافس، والمسبل، والمعلى. فللفذ نصيب، وللتوأم نصيبان، وللرقيب ثلاثة، كذلك نصيب كل واحد منها على موقعه من العدد حتى يبلغ إلى المعلى فيصير حظه سبعة أسهم لأنه السابع. ويقال: استعلى الفرس على الغاية في الرهان: إذا استولى عليها.
وقال النحويون: تقدير «علي» من الفعل فعيل، أصله «عليو» لأنه من العلو، فلامه واو فاجتمعت الواو والياء وسبقت الياء ساكنة فقلبت الواو ياء وأدغمت الأولى في الثانية وذلك من حكم الواو والياء في كلامهم إذا اجتمعتا وسبقت إحداهما بسكون أن تقلب الواو أبدًا ياء تقدمت أو تأخرت، وتدغم الياء الأولى في الثانية صارت الياء هاهنا أغلب على الواو لأنها أخف منها.
والعرب تقول في النسب إلى «علي» من أسماء الناس علوي، وقياس ذلك أن ياء النسب ياءان لأنها مثقلة، وفي آخر «علي» ياءان فلم يمكن الجمع بين أربع ياءات لاستثقالها فحذفت من «علي» الياء الأولى وهي ساكنة، وبقيت الثانية متحركة وقبلها كسرة فبقي «علي» على وزن شج وعم بتقدير «فعل» فذهب «بفعل» إلى «فعل» استثقالاً للكسرة مع ياء النسب فصار «علا» فنسب إليه فقيل: علوي فقلبت الألف واوًا كما تقلب في عصا قفًا، ورحى فيقال: قفوي، ورحوي وذلك حكم كل مقصور على ثلاثة أحرف من أي قبيل كان من ذوات الياء أو من ذوات الواو، ونظير صرفهم «فعل» في هذا إلى «فعل» في النسب قولهم في عم: عموي، وفي شج: شجوي، وفي رد: ردوي، ذهبوا به إلى «فعل» تخفيفًا. ونظيره من السالم قولهم في النمر: نمري، وفي شقرة: شقري). [اشتقاق أسماء الله: 108-111]


رد مع اقتباس