عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 01:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أولو

أولو
جميع آيات (أولو) وعددها سبع كانت (لو) فيها استقصائية بمعنى (إن) والواو عاطفة على حال محذوفة.
الآيات
1- {قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون} [2: 170].
في [معاني القرآن :1/ 98]: «تنصب هذه الواو لأنها واو عطف أدخلت عليها ألف الاستفهام وليست بأو التي واوها ساكنة لأن الألف من أو لا يجوز إسقاطها وألف الاستفهام تسقط».
وفي [الكشاف: 1/ 107]: «الواو للحال والهمزة بمعنى الرد والتعجب معناه: أيتبعونهم ولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا من الدين ولا يهتدون للصواب».
وفي [العكبري: 1/ 42]: «الواو للعطف والهمزة للاستفهام بمعنى التوبيخ وجواب (لو) محذوف تقديره: أفكانوا يتبعونهم».
وفي [البحر: 1/ 480-481]: «الهمزة للاستفهام المصحوب بالتوبيخ والإنكار والتعجب من حالهم.
وأما الواو بعد الهمزة فقال الزمخشري: الواو للحال... وقال ابن عطية: الواو لعطف جملة كلام على جملة... وظاهر قول الزمخشري إن الواو للحال مخالف لقول ابن عطية إنها للعطف لأن واو الحال ليست للعطف.
والجمع بينهما: أن هذه الجملة المصحوبة بلو في مثل هذا السياق هي جملة شرطية فإذا قال: اضرب زيدا ولو أحسن إليك.
المعنى: وإن أحسن إليك أعطوا السائل ولو جاء على فرس، ردوا السائل ولو بشق تمرة.
المعنى فيها: وإن. وتجيء (لو) هنا تنبيها على أن ما بعدها لم يكن يناسب ما قبلها لكنها جاءت لاستقصاء الأحوال التي يقع فيها الفعل ولتدل على أن المراد بذلك وجود الفعل في كل حال.
حتى في هذه الحال التي لا تناسب الفعل. ولذلك لا يجوز: أضرب زيدا ولو أساء ولا أعطوا السائل ولو كان محتاجا ولا ردوا السائل ولو بمائة دينار.
فإذا تقرر هذا فالواو في المثل التي ذكرناها عاطفة على حال مقدرة والجملة المعطوفة على الحال حال، وصح أن يقال فيها إنها للعطف من حيث ذلك العطف.
والمعنى – والله أعلم -: إنكار اتباع آبائهم في كل حال حتى في الحالة التي لا تناسب أن يتبعوا فيها. وهي تلبسهم بعدم العقل وعدم الهداية.
ولذلك لا يجوز حذف هذه الواو الداخلة على (لو) إذا كانت تنبيها على أن ما بعدها لم يكن يناسب ما قبلها.
وإن كانت الجملة الواقعة حالاً فيها ضمير يعود على ذي الحال، لأن مجيئها عارية من الواو يؤذن بتقييد الجملة السابقة بهذه الحال. فهو ينافي استغراق الأحوال حتى في هذه الحال فهما معنيان مختلفان والفرق ظاهر بين: أكرم زيدا لو جفاك، أي إن جفاك وبين: أكرم زيدا ولو جفاك».
2- {قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون} [5: 104].
3- {لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قالوا أولو كنا كارهين} [7: 88].
في [العكبري: 1/ 156]: «و(لو) هنا بمعنى (إن) لأنه المستقبل ويجوز أن تكون على أصلها ويكون المعنى: إن كنا كارهين في هذه الحالة».
وفي [البحر: 4/ 342-343]: «أي يقع منكم أحد هذين الأمرين على كل حال حتى في حال كراهيتنا لذلك.
والاستفهام للتوقيف على شنعة المعصية بما أقسموا عليه من الإخراج عن مواطنهم ظلما. أو الإقرار بالعودة في ملتهم.
قال الزمخشري: الهمزة للاستفهام والواو واو الحال تقديره: أتعيدوننا في ملتكم في حال كراهتنا أو مع كوننا كارهين.
فجعل الاستفهام خاصا بالعودة في ملتهم وليس كذلك بل الاستفهام هو عن أحد الأمرين: الإخراج أو العود... وليست الواو للحال... بل هي واو العطف عطفت على حال محذوفة كقوله: ردوا السائل ولو بظلف محرق».
4- {قال لئن اتخذت غلها غيري لأجعلنك من المسجونين قال أولو جئتك بشيء مبين} [26: 29-30].
في [البحر: 7/ 14] قال الزمخشري: «(أو لو جئتك) واو الحال دخلت عليها همزة الاستفهام... وتقدم لنا الكلام على هذه الواو الداخلة على (لو) في مثل هذا السياق». [الكشاف: 3/ 112].
5- {قالوا بل نتبع ما وجدنا عليها آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير} [31: 21].
في [البحر: 7/ 190]: «تقديره: أيتبعونهم في أحوالهم وفي هذه الحال التي ينبغي ألا يتبع فيها الآباء لأنها حال تلف وعذاب تقدم لنا أن مثل هذا التركيب الذي فيه (أولو) إنما يكون في الشيء الذي كان ينبغي ألا يكون نحو: أعطوا السائل ولو جاء على فرس».
6- {أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون} [39: 43].
7- {إلا قال مترفوها إنا وحدنا آباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم} [43: 23-24].
[البحر: 8/ 11].


رد مع اقتباس