الموضوع: سورة النور
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 ذو الحجة 1433هـ/28-10-2012م, 01:25 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): حدثني محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال تعالى: {يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها}.... إلى قوله تعالى: {لعلكم تذكرون}.
نسخ منها قوله تعالى: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم}. وهي بيوت المتاجرة ومنازل الضيوف، فقال: {والله يعلم ما تبدون وما تكتمون}. ).[الناسخ والمنسوخ للزهري: 32]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): ( الآية الرابعة: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم...} الآية [27 / النور / 24] نسخت بقوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة...} الآية [29 / النور / 24].). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 48]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية الثّانية
قال تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها ذلكم خيرٌ لكم لعلّكم تذكّرون} [النور: 27] للعلماء في هذه الآية قولان :
فمنهم من قال: لمّا قال: {لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها} [النور: 27] كان هذا عامًّا في جميع البيوت ثمّ نسخ من هذا واستثنى فقال تعالى: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم}
[النور: 29]

ومنهم من قال : الآيتان محكمتان فقوله تعالى {لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها} [النور: 27] يعني به البيوت الّتي لها أربابٌ وسكّانٌ، والآية الأخرى في البيوت الّتي ليس لها أربابٌ يعرفون ولا سكّان فالقول الأوّل يروى عن ابن عبّاسٍ، وعكرمة
كما حدّثنا أبو الحسن، عليل بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، قال حدّثنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا} [النور: 27] قال حتّى تستأذنوا {وتسلّموا على أهلها} [النور: 27] قال: " فيه تقديمٌ وتأخيرٌ حتّى تسلّموا على أهلها وتستأنسوا قال ثمّ استثنى البيوت الّتي على طرق النّاس والّتي ينزلها المسافرون فقال تعالى: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ} [النور: 29] يقول ليس لها أهلٌ ولا سكّانٌ بغير تسليمٍ ولا استئذانٍ {فيها متاعٌ لكم قال متاعٌ لكم} قال: منافع من الحرّ والبرد "
وروى يزيد، عن عكرمة، والحسن، {لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها} [النور: 27]، قالا: " ثمّ نسخ من ذلك واستثنى فقال {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] "
والقول الثّاني: أنّهما محكمتان قول أكثر أهل التّأويل
فأمّا ما روي عن ابن عبّاسٍ وبعض النّاس يقول عن سعيد بن جبيرٍ أنّه قال:
أخطأ الكاتب إنّما هو حتّى تستأذنوا فعظيمٌ محظورٌ القول به لأنّ اللّه تعالى قال: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} [فصلت: 42]، ومعنى {حتّى تستأنسوا} [النور: 27] بيّنٌ عند أهل التّأويل وأهل العربيّة
كما قرئ على عبد اللّه بن أحمد بن عبد السّلام، عن أبي الأزهر، قال: حدّثنا روحٌ، عن عثمان بن غياثٍ، عن عكرمة، {حتّى تستأنسوا} [النور: 27] قال: «حتّى تستأذنوا»
وقال مجاهدٌ: «هو التّنحنح والتّنخّم»
قال أبو جعفرٍ وأهل العربيّة يشتقّونه من جهتين: إحداهما {حتّى تستأنسوا} [النور: 27] حتّى تستعلموا قال تعالى {آنس من جانب الطّور نارًا} [القصص: 29] والجهة الأخرى حتّى تأنسوا بأنّ الّذي تريدون الدّخول إليه قد رضي دخولكم
والّذي ذكرناه عن ابن عبّاسٍ من التّقديم والتّأخير حسنٌ أي لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم لها أربابٌ وفيها سكّانٌ حتّى تسلّموا وتستأذنوا فتقولوا السّلام عليكم أأدخل؟ أو ما كان في معنى هذا من التّنحنح والتّنخّم والإذن {ذلكم خيرٌ لكم} [البقرة: 54] من أن تدخلوا بغير إذنٍ فتروا ما لا تحبّون أن تروه وتعصوا اللّه تعالى {لعلّكم تذكّرون} [النور: 27] ما يجب للّه تعالى عليكم من طاعته فتلزمونه فهذه محكمةٌ في حكم غير حكم الثّانية
والثّانية قد تكلّم في معناها العلماء
كما قرئ على أحمد بن محمّد بن الحجّاج، عن يحيى بن سليمان، قال حدّثنا أبو معاوية، قال: حدّثنا الحجّاج بن أرطاة، عن سالمٍ المكّيّ، عن محمّد بن عليّ بن الحنفيّة، في قوله: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] قال: «هي بيوت الخانات وبيوت الأسواق»
فأمّا قول عبد الرّحمن بن زيدٍ هي بيوت التّجّار والحوانيت في القيساريّات والأسواق فقولٌ مرغوبٌ عنه لأنّ الحوانيت الّتي فيها متاع النّاس لا يحلّ دخولها إلّا بإذن صاحبها وإن فتحها وجلس لأنّ النّاس أحقّ
بأملاكهم وأيضًا فنصّ القرآن {فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] وليس متاع التّجّار بمتاعٍ للمخاطبين
وقد قال مجاهدٌ: «هي بيوتٌ كانت في طريق المدينة يضع النّاس فيها أمتعتهم فأذن لهم في دخولها بغير إذنٍ»
قال أبو جعفرٍ: فإذا كانت هذه البيوت إنّما بنيت لهذا فهي مباحاتٌ لا يحتاج فيها إلى إذنٍ
ومن أجمع ما قيل في الآية قول جابر بن زيدٍ
كما حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا إبراهيم بن مرزوقٍ، قال: حدّثنا يعقوب بن إسحاق الحضرميّ، عن حبيب بن أبي حبيبٍ، عن عمرو بن هرمٍ، عن جابر بن زيدٍ، في قوله: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] قال: «ليس يعني بالمتاع الجهاز ولكن ما سواه من الحاجة إمّا منزلٌ ينزله قومٌ من ليلٍ أو نهارٍ أو خربةٌ يدخلها الرّجل لقضاء حاجته أو دارٌ ينظر إليها فهذا متاعٌ وكلّ منافع الدّنيا متاعٌ»
قال أبو جعفرٍ: وهذا شرحٌ حسنٌ من قول إمامٍ من أئمّة المسلمين وهو موافقٌ للّغة، والمتاع في كلام العرب المنفعة ومنه أمتع اللّه بك ومنه {فمتّعوهنّ} [الأحزاب: 49]
فالمعنى على قوله ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ فيها منفعةٌ لكم من قضاء حاجةٍ أو دخول رجلٍ إلى دارٍ يقلّبها لشراءٍ أو إجارةٍ وما تقدّم من قول العلماء سوى ابن زيدٍ داخلٌ في هذا ) [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/551-556]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الرّابعة قوله تعالى {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتّى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها} هذا مقدم ومؤخر ومعناه حتّى تسلموا وتستأنسوا والاستئناس ههنا الإذن بعد السّلام ثمّ نسخت من هذه الآية بيوت مثل الرّبط والحانات والحوانيت فقال تعالى {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم}) [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 133-134]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم} الآية:
روي عن ابن عباس أنها منسوخةٌ نسخها قوله: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتًا غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم} [النور: 29] الآية يعني الخانات التي ينزلها المسافرون.
وقيل: هي الحوانيت.
وقال أكثر المفسرين: الآيتان محكمتان
مرادٌ بأحدهما: البيوت التي لها سكانٌ لا تدخل إلا بإذن.
ومرادٌ بالأخرى: ما ليس فيه ساكن من بيوت الخانات والحوانيت، وشبه ذلك.

وتستأنسوا: (تستعلموا).). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 366]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم} الآية.
ذهب بعض المفسّرين إلى أنّه نسخ من حكم هذا النّهي العامّ حكم البيوت الّتي ليس لها أهلٌ يستأذنون، بقوله تعالى: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ}.
أخبرنا المبارك بن عليٍّ، قال: أبنا أحمد بن الحسين بن قريشٍ، قال: أبنا إبراهيم بن عمر البرمكيّ، قال: أبنا محمّد بن إسماعيل قال: أبنا أبو بكر بن أبي داود، قال: أبنا محمد بن قهزاذ، قال: بنا عليّ بن الحسين بن واقدٍ قال: حدّثني أبي عن يزيد النّحويّ عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما قال: {يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتّى تستأنسوا} الآية ثمّ نسخ واستثني من ذلك: {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ فيها متاعٌ لكم} (وهذا) مرويٌّ عن الحسن، وعكرمة، والضّحّاك، (وليس هذا نسخٌ) إنّما هو تخصيصٌ.
والثّاني: أنّ الآيتين محكمتان (فالاستئذان) شرطٌ في الأولى، إذا كان للدار أهل، و (الثانية) وردت في بيوتٍ لا ساكن لها
(والإذن) لا يتصوّر من غير آذنٍ، فإذا بطل الاستئذان لم يكن البيوت الخالية داخلةٌ في الأولى، وهذا أصحّ). [نواسخ القرآن: 407]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الثانية: {لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم} الآية قال بعض ناقلي التفسير: نسخ من هذا النهي العام حكم البيوت التي لا أهل لها يستأنسون بقوله {ليس عليكم جناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونةٍ} 0 وهذا تخصيص لا نسخ). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ:46]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وقوله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} الآية [النور: 27] ليس بمنسوخ بقوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم} الآية [النور: 29] كما ذكروا؛ لأن الأولى في البيوت المسكونة، يدل على ذلك قوله عز وجل: {وتسلموا على أهلها} الآية [النور: 27] والثانية في البيوت التي ينزلها المسافرون وبيوت الخانات والبيوت التي ليس لها أرباب ولا سكان). [جمال القراء:1/340]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس