عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 15 جمادى الآخرة 1435هـ/15-04-2014م, 09:35 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولولا فضل اللّه عليك ورحمته لهمّت طائفةٌ منهم أن يضلّوك وما يضلّون إلا أنفسهم وما يضرّونك من شيءٍ} قال الإمام ابن أبي حاتمٍ: أنبأنا هاشم بن القاسم الحرّانيّ فيما كتب إليّ، حدّثنا محمد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق. عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاريّ عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان -وذكر قصّة بني أبيرقٍ، فأنزل اللّه: {لهمّت طائفةٌ منهم أن يضلّوك وما يضلّون إلا أنفسهم وما يضرّونك من شيءٍ} يعني: أسير بن عروة وأصحابه. يعني بذلك لمّا أثنوا على بني أبيرقٍ ولاموا قتادة بن النّعمان في كونه اتّهمهم، وهم صلحاء برآء، ولم يكن الأمر كما أنهوه إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؛ ولهذا أنزل اللّه فصل القضيّة وجلاءها لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم.
ثمّ امتنّ عليه بتأييده إيّاه في جميع الأحوال، وعصمته له، وما أنزل عليه من الكتاب، وهو القرآن، والحكمة، وهي السّنّة: {وعلّمك ما لم تكن تعلم} أي: [من] قبل نزول ذلك عليك، كقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب [ولا الإيمان ولكن جعلناه نورًا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ. صراط اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض ألا إلى اللّه تصير الأمور]} [الشّورى: 52، 53] وقال تعالى: {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمةً من ربّك} [القصص: 86]؛ ولهذا قال تعالى: {وكان فضل اللّه عليك عظيمًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/410]

رد مع اقتباس