عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 4 ربيع الأول 1440هـ/12-11-2018م, 08:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين (24) إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلامٌ قومٌ منكرون (25) فراغ إلى أهله فجاء بعجلٍ سمينٍ (26) فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون (27) فأوجس منهم خيفةً قالوا لا تخف وبشّروه بغلامٍ عليمٍ (28) فأقبلت امرأته في صرّةٍ فصكّت وجهها وقالت عجوزٌ عقيمٌ (29) قالوا كذلك قال ربّك إنّه هو الحكيم العليم (30) }
هذه القصّة قد تقدّمت في سورة "هودٍ" و "الحجر" أيضًا.
وقوله: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين} أي: الّذين أرصد لهم الكرامة. وقد ذهب الإمام أحمد وطائفةٌ من العلماء إلى وجوب الضّيافة للنّزيل، وقد وردت السّنّة بذلك كما هو ظاهر التّنزيل).[تفسير ابن كثير: 7/ 420]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {قالوا سلامًا قال سلامٌ}: الرّفع أقوى وأثبت من النّصب، فردّه أفضل من التّسليم؛ ولهذا قال تعالى: {وإذا حيّيتم بتحيّةٍ فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها} [النّساء: 86]، فالخليل اختار الأفضل.
وقوله: {قومٌ منكرون}: وذلك أنّ الملائكة وهم: جبريل وإسرافيل وميكائيل قدموا عليه في صور شبّانٍ حسانٍ عليهم مهابةٌ عظيمةٌ؛ ولهذا قال: {قومٌ منكرون}).[تفسير ابن كثير: 7/ 420]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فراغ إلى أهله} أي: انسلّ خفيةً في سرعةٍ، {فجاء بعجلٍ سمينٍ} أي: من خيار ماله. وفي الآية الأخرى: {فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ} [هودٍ: 69] أي: مشويٌّ على الرّضف،
{فقرّبه إليهم} أي: أدناه منهم، {قال ألا تأكلون}: تلطّفٌ في العبارة وعرضٌ حسنٌ.
وهذه الآية انتظمت آداب الضّيافة؛ فإنّه جاء بطعامه من حيث لا يشعرون بسرعةٍ، ولم يمتنّ عليهم أوّلًا فقال: "نأتيكم بطعامٍ؟" بل جاء به بسرعةٍ وخفاءٍ، وأتى بأفضل ما وجد من ماله، وهو عجلٌ فتيٌّ سمينٌ مشويٌّ، فقرّبه إليهم، لم يضعه، وقال: اقتربوا، بل وضعه بين أيديهم، ولم يأمرهم أمرًا يشقّ على سامعه بصيغة الجزم، بل قال: {ألا تأكلون} على سبيل العرض والتّلطّف، كما يقول القائل اليوم: إن رأيت أن تتفضّل وتحسن وتتصدّق، فافعل). [تفسير ابن كثير: 7/ 421]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأوجس منهم خيفةً}: هذا محالٌ على ما تقدّم في القصّة في السّورة الأخرى، وهو قوله: {فلمّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفةً قالوا لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوطٍ وامرأته قائمةٌ فضحكت} [هودٍ: 70، 71] أي: استبشرت بهلاكهم؛ لتمرّدهم وعتوّهم على اللّه، فعند ذلك بشّرتها الملائكة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيخًا إنّ هذا لشيءٌ عجيبٌ قالوا أتعجبين من أمر اللّه رحمة اللّه وبركاته عليكم أهل البيت إنّه حميدٌ مجيدٌ} [هودٍ 72، 73]؛ ولهذا قال هاهنا: {وبشّروه بغلامٍ عليمٍ}، فالبشارة له هي بشارةٌ لها؛ لأنّ الولد منها، فكلٌّ منهما بشّر به). [تفسير ابن كثير: 7/ 421]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأقبلت امرأته في صرّةٍ} أي: في صرخةٍ عظيمةٍ ورنّةٍ، قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وأبو صالحٍ، والضّحّاك، وزيد بن أسلم والثّوريّ والسّدّيّ وهي قولها: {يا ويلتى}.
{فصكّت وجهها} أي: ضربت بيدها على جبينها، قاله مجاهدٌ وابن سابطٍ.
وقال ابن عبّاسٍ: لطمت، أي تعجّبًا كما تتعجّب النّساء من الأمر الغريب، {وقالت عجوزٌ عقيمٌ} أي: كيف ألد وأنا عجوزٌ [عقيمٌ]، وقد كنت في حال الصّبا عقيمًا لا أحبل؟).[تفسير ابن كثير: 7/ 421]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا كذلك قال ربّك إنّه هو الحكيم العليم} أي: عليمٌ بما تستحقّون من الكرامة، حكيمٌ في أقواله وأفعاله). [تفسير ابن كثير: 7/ 421]

رد مع اقتباس