عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 06:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (168) إلى الآية (173) ]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (57 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {خطوَات} 168 فِي ضم الطَّاء وإسكانها
فَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ وَحَفْص عَن عَاصِم {خطوَات} مثقلة
وروى ابْن فليح عَن أَصْحَابه عَن ابْن كثير {خطوَات} خَفِيفَة
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر وَحَمْزَة {خطوَات} سَاكِنة خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 173 - 174]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({خطوات} بتخفيف مكي إلا الخزاعي وأبو عمرو غير عباس- ونافع وأبو بكر- غير البرجمي- وحمزة وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 190]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({خطوات} [168، 208]، حيث جاء: خفيف: نافع، وأبو عمرو غير عباس، وأيوب، وحمصي وحمزة، وخلف، وأبو بكر إلا البرجمي، وقنبل طريق الهاشمي والربعي،
[المنتهى: 2/589]
والبزي طريق أبي ربيعة إلا ابن زياد. بالهمز سلام).[المنتهى: 2/590]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ قنبل وحفص والكسائي وابن عامر (خطوات) بضم الطاء، وقرأ الباقون بالإسكان وذلك حيث وقع). [التبصرة: 163]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قُنبل، وحفص، وابن عامر، والكسائي: {خطوات} (168): بضم الطاء، حيث وقع.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 235]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قنبل وحفص وابن عامر والكسائيّ وأبو جعفر ويعقوب (خطوات) بضم الطّاء
[تحبير التيسير: 298]
حيث وقع والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 299]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خُطُوَاتِ) خفيف نافع، وحمصي، وحَمْزَة غير العنبسي، والْأَعْمَش، وطَلْحَة، والهمداني وأبو حنيفة، وأحمد، والحسن في رواية عباد بن راشد، والْمُعَلَّى، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، وأيوب وأَبُو عَمْرٍو غير عبد الوارث، وعباس، وبشير، ومسعود بن عبد اللَّه، وأبو بكر غير البرجمي، وقُنْبُل طريق الهاشمي، والربعي، والبزي طريق أبي ربيعة غير ابن زياد، وابن مُحَيْصِن رواية ابن علي، الباقون مثقل وهو الاختيار؛ لأنه في العربية أكثر والأثر معه موجود، وحَمْزَة، وسلام روى أبو السَّمَّال (خُطَوَاتِ) بضم الخاء وفتح الطاء والواو). [الكامل في القراءات العشر: 495]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([168]- {خُطُوَاتِ} بضم الطاء حيث وقع: قنبل وحفص وابن عامر والكسائي.
[الإقناع: 2/605]
واختُلف عن أبي ربيعة عن البزي). [الإقناع: 2/606]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (494 - وَحَيْثُ أَتي خُطُوَاتٌ الطَّاءُ سَاكِنٌ = وَقُلْ ضَمُّهُ عَنْ زَاهِدً كَيْفَ رَتَّلاَ). [الشاطبية: 40]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([494] وحيث أتى خطواتٌ الطاء ساكنٌ = وقل ضمه (عـ)ن (ز)اهدٍ (كـ)يف (ر)تلا
الخطوة بفتح الحاء، مصدر: خطا خطوةً.
والخطوة بضمها الاسم، وهو لما بين القدمين؛ أي لا تتبعوا طريقه ولا تسلكوا مسالكه.
وجمع خطوة: خطواتٌ بضم الطاء، كـ: غرفة وغرفات.
والتخفيف لغة تميم وطائفة من قيس: يسكنون تخفيفًا.
فإن قلت: فهلا قلتم: إن هذا الإسكان، الذي في الواحد؛ فيكون قد جمع على الأصل؟
قلت: بل هو للتخفيف بعد تقديم الضم فيه.
وأما في المفتوح الفاء، فهو الإسكان الأصلي، ولا يكون إلا في الضرورة كقوله:
أبت ذكر عودن أحشاء قلبه = خفوقًا ورفضات الهوى في المفلصل
وذلك أن التحريك التزم في الأسماء دون الصفات للفرق، وكانت الأسماء أولى بذلك لخفتها وثقل الصفات، فحرك في المفتوح الفاء بالفتح كـ: جمرات، لأن الفتح أخف من غيره وأسكن في الصفة كـ: سهلات وصعبات. ولم يسكن ذلك في الأسماء إلا في ضرورة الشعر، لأن الفتح خفيفٌ،
[فتح الوصيد: 2/687]
فلا يكون إسكائه للتخفيف، فحرك في المكسور الفاء بالكسر على الإتباع، وأسكن طلبًا للخفة.
وفتح أيضًا لذلك، وذلك نحو: سدرات، وأسكن في الصفة لا غير للفرق نحو: رخوات.
وكذلك في المضموم: ضم للإتباع كـ: حجرات وظلمات.
وأسكن إتباعًا، وفرارًا من الثقل.
وفتح أيضًا، لأن الفتح أخف، وأسكن في الصفة لا غير، نحو: خلوات.
فالإسكان في المفتوح الفاء، للضرورة. وفي الضربين بعده على السعة في لغة بني تميم وبعض قيس.
وقوله: (كيف رتلا)، أي كيف رتل القراءة، فإنه يضم.
وقال: (عن زاهد)، إشارة إلى عدالة نقلته؛ لأن مكيا وغيره اختار الإسكان وقال: «لخفته، ولأن عليه أكثر القراء» ). [فتح الوصيد: 2/688]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [494] وحيث أتى خطواتٌ الطاء ساكنٌ = وقل: ضمه عن زاهدٍ كيف رتلا
ح: (الطاء ساكنٌ): مبتدأ وخبر، (حيث): ظرف (ساكنٌ)، (خطواتٌ): فاعل (أتى)، ضمير (ضمه): للطاء، و (ضمه): مبتدأ، (عن زاهد): خبر، (كيف رتلا): ظرف الضم، أي: يضم (خطوات) كيف رتل القراءة.
ص: أي: طاء: {خطوات} حيث أتى في جميع القرآن ساكن لغير المذكورين بعد موافقة للفظ المفرد، لأنه جمع (الخطوة) اسمًا لما بين القدمين من (خطا يخطو).
وأما حفص وقنبل وابن عامر والكسائي فإنهم يضمون الطاء إتباعًا للخاء، وهما لغتان، ومدح الرواة بقوله: (عن زاهد) ). [كنز المعاني: 2/46]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (492- وَحَيْثُ اتي خُطُوَاتٌ الطَّاءُ سَاكِنٌ،.. وَقُلْ ضَمُّهُ "عَـ"ـنْ "زَ"اهِدً "كَـ"ـيْفَ "رَ"تَّلا
أي كيفما رتل القرآن فإنه يضم الطاء وضمها وإسكانها لغتان: فالإسكان موافق للفظ المفرد؛ لأنه جمع خطوة وهو اسم ما بين القدمين: من خطا يخطو والمصدر بفتح الخاء فمعنى قوله تعالى: {ولا تَتَّبِعُوا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/338]
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}؛ أي: لا تسلكوا مسالكه ولا تفعلوا فعله، وضم الطاء في الجمع؛ للاتباع، ويجوز الفتح في اللغة أيضا، وقوله: عن زاهد؛ أي: الضم محكي مروي عن قارئ زاهد إشارة إلى عدالة نقلته والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/339]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (494 - وحيث أتى خطوات الطّاء ساكن ... وقل ضمّه عن زاهد كيف رتّلا
المعنى: أن لفظ خطوات حيث وقع في القرآن الطاء فيه ساكن للجميع ما عدا حفصا وقنبلا وابن عامر والكسائي؛ فإنهم يضمونها، وذكر الناظم القراءتين؛ لأن إحداهما لا تؤخذ من الضد إذ ضد السكون الفتح، وضد الضم الفتح). [الوافي في شرح الشاطبية: 213]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (75- .... .... .... أُكْلُهَا الرُّعُبْ = وَخُطْوَاتِ سُحْتٍ شُغْلِ رُحْمًا حَوَى الْعُلَا
76 - وَنُذْرًا وَنُكْرًا رُسْلُنَا خُشْبُ سُبْلَنَا = حِمًا عُذْرًا اَوْ يَا قُرْبَةٌ سَكَّنَ الْمَلَا). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف وقال: أكلها الرعب وخطوات إلخ أي قرأ مرموز (حا) حوی و(ألف) العلا وهما يعقوب وأبو جعفر في الألفاظ الستة بضم العين وأطلق فاندرج فيه نظيره وأطلق (الرعب) أي كيف وقع وكذلك (خطوات) حيث وقع وكذلك سحت وهو معرف وعلم من الوفاق
[شرح الدرة المضيئة: 98]
لخلف الإسكان في الأربع كلمات وهي «الرعب وخطوات والسحت ورحما» وتعين له الضم في «أكلها والأكل وأكله وأكل» و{في شغلٍ} [55] في سورة يس.
ثم فصل فقال: ونذرًا ونكرًا رسلنا إلخ أي قرأ مرموز (حا) حمى وهو يعقوب بضم العين في الألفاظ الخمسة واحترز بنذر المنصوب المنون عن المرفوع نحو {فما تغن النذر} [القمر: 5] فإنه متفق عليه بالتحريك واحترز بنكرا المنصوب وهو موضعان بالكهف[74، 87] وموضع بالطلاق[8] عن المجرور وهو {إلى شيء نكر} [6] في القمر فإنه على أصله فيه بالتحريك واندرج في رسلنا رسلهم ورسلكم حيث وقع ثم قال عذرًا أو أي قرأ مرموز (الباء) من قوله أو با وهو روح عذرًا بالتحريك وقوله أو قيد من قوله با في ذال (عذرًا).
ثم قال: قربة سكن الملا أي قرأ المرموز إليه (بألف) الملا وهو أبو جعفر {قربة لهم} [99] في التوبة بإسكان الراء فذكر باعتبار مخالفته). [شرح الدرة المضيئة: 99] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة: 170] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "خطوات" [الآية: 168] بإسكان الطاء حيث جاء نافع والبزي من طريق أبي ربيعة وأبو عمرو وأبو بكر وحمزة وخلف، والباقون بالضم وعن الحسن فتح الخاء وسكون الطاء). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({خطوات} [168] قرأ نافع والبزي وبصري وشعبة وحمزة بإسكان الطاء، والباقون بضمها، لغتان، الأولى تميمية والثانية حجازية). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حللا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (168)}
{خطوات}
- قرأ ابن عامر والكسائي وقنبل وحفص وعاصم وابن كثير وأبو عمرو والبرجمي وأبو بكر وأبو جعفر والنبال والبزي وطلحة اليامي وشيبان أبو معاوية وطلحة الرازي، والمفضل والحسن
[معجم القراءات: 1/229]
البصري وقتادة ويعقوب وعمرو بن ميمون بن مهران "خطوات" بضم الخاء والطاء.
- وقرأ نافع وأبو عمر وأبو بكر عن عاصم وحمزة والبزي وأبو ربيعة وخلف والحسن وابن فليح وابن كثير أيضًا والأعمش وعيسى الهمداني وابن إدريس وأبو مجلز ومبشر بن عبيد وشيبة "خطوات" بضم فسكون.
قال الأصبهاني: "واختلف عن ابن كثير، والذي أعتمد مما قرأته "خطوات" ساكنة الطاء في رواية القواس والبزي جميعًا.
وقرأت في رواية ابن فليح والخزاعي عن البزي "خطوات" بضم الطاء
- وقرأ أبو السمال: "خطوات" بضم الخاء وفتح الطاء وبالواو.
- قال أبو حيان: "هذه لغى ثلاث في جمع خطوة".
- ونقل ابن عطية والسجاوندي أن أبا السمال قرأ "خطوات" بفتح الخاء والطاء والواو، وهي قراءة عبيد بن عمير وأبي حرام الأعرابي.
[معجم القراءات: 1/230]
- وقرأ علي وقتادة والأعمش وسلام والأعرج وعمرو بن ميمون وعمرو بن عبيد وعيسى بن عمرو وأبو عمران الجوني. "خطوات" بضم الخاء والطاء والهمز، وقالوا فيها: ضعيفة، ومرفوضة، وغلط.
وقالوا: هي جمع خطيئة.
قلت: كيف ترد مع هذا العدد من القرأة؟!
- وقرأ الحسن البصري وأبو الجوزاء "خطوات" بفتح الخاء وسكون الطاء). [معجم القراءات: 1/231]

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة: 170] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يأمركم" [الآية: 169] بإسكان الراء أبو عمرو من أكثر طرقه وله الاختلاس وروى الإشمام للدوري عنه كما تقدم، وسبق إبدال همزها لأبي عمرو بخلفه وورش وأبي جعفر، وكذا إشمام "قيل" وإدغامها). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يأمركم} [169] لا يخفى {قيل} [170] كذلك). [غيث النفع: 413]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (169)}
{يأمركم}
- قرأ أبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش وأبو جعفر والأصبهاني "يامركم" بإبدال الهمزة ألفًا.
وتقدم مثل هذا في الآية/67 من هذا السورة.
- وقرأ أبو عمرو "يأمركم" بإسكان الراء.
- وروي عنه أنه قرأ باختلاس الحركة في الراء، وكذا ابن محيصن.
[معجم القراءات: 1/231]
- وقرأ بالإشمام أبو عمرو والدوري.
- وقراءة الجماعة بضم الراء "يأمركم"، وروي هذا الوجه عن الدوري أيضًا.
{بالسوء}
- فيه لحمزة وهشام بخلاف عنه وقفًا أربعة أوجه هي:
النقل مع السكون، والروم، والإدغام مع السكون المحض، والروم). [معجم القراءات: 1/232]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (170)}
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم خطوت [البقرة: 168] ويأمركم [البقرة: 169] وبل نتّبع [البقرة: 170] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/192] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "بل نتبع" [الآية: 170] بإدغام اللام في النون الكسائي وحده والباقون بالإظهار، وما وقع في الأصل هنا من ذكر الخلاف فيها لهشام وتصويب الإدغام عنه لعله سبق قلم). [إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وسبق مد "شيئا" للأزرق، وكذا حمزة وصلا، وأما وقفا فبالنقل وبالإدغام ويوقف له على دعاء ونداء ونحوهما، مما وقعت فيه الهمزة متوسطة بالتنوين
[إتحاف فضلاء البشر: 1/426]
بعد ألف بالتسهيل بين بين مع المد والقصر، هذا ما عليه الجمهور واقتصر عليه في الطيبة، وحكي آخران: أحدهما إسقاط الهمزة انفرد به صاحب المبهج، والثاني إبدالها ألفا ثم تحذف إجراء للمنصوب مجرى المرفوع، والمجرور وليس من هذه الطرق، وإن أطال في النشر الكلام عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/427]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآءنا} [170] {وندآء} تسهيل همزهما مع المد والقصر لحمزة إن وقف كذلك). [غيث النفع: 413] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآؤهم لا يعقلون شيئًا} [170] هذا مما اجتمع فيه باب {ءامنوا} مع باب {شيء} والمتساهلون يقرءونه بستة أوجه، من ضرب ثلاثة في اثنين، أو
[غيث النفع: 413]
عكسه، والصحيح منها أربعة، فعلى القصر في {ءابآؤهم} التوسط في {شيئا} وعلى الطويل فيه التوسط والطويل في {شيئا} وهكذا كل ما ماثله.
وكذا عكسه وهو إذا تقدم ذو اللين على باب {ءامنوا} نحو {لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة} [آل عمران: 176] فالتوسط في حرف اللين عليه الثلاثة في باب {ءامنوا} والطويل عليه الطويل فقط، وقد نظمت ذلك فقلت:
إذا جا كشيء مع كآت فأربع = توسط شيء مع ثلاث به أجز
وتطويل شيء مع طويل به فقط = كذا عكسه فاعمل بتحريرهم تفز). [غيث النفع: 414]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنول الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون (170)}
{قيل لهم}
- إدغام اللام في اللام والإظهار عن أبي عمرو ويعقوب.
{بل نتبع}
- قرأ الكسائي بإدغام اللام في النون، ووافقه ابن محيصن وهشام.
ولابد من الغنة في حال الإدغام.
- وقرأ الباقون بالإظهار.
{نتبع}
- ويقرأ بسكون التاء وفتح الباء من غير تشديد "نتبع".
{آبآءنا}
- قراءة حمزة بإبدال الهمزة ألفًا ثم حذفها.
{شيئًا}
- تقدم في الآية/123 من هذه السورة المد للأزرق وورش، والنقل والإدغام لحمزة، وكذا السكت). [معجم القراءات: 1/232]

قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ءابآءنا} [170] {وندآء} تسهيل همزهما مع المد والقصر لحمزة إن وقف كذلك). [غيث النفع: 413] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمى فهم لا يعقلون (171)}
{ينعق}
- قراءة الجماعة "ينعق" بكسر العين.
- وقرأ بعضهم: "ينعق" بضم العين.
- وعن زيد بن علي "ينعق" بفتح العين مثل قرأ يقرأ.
- وقرأ الخليل "ينعق" من أنعق، وهو لغة في "نعق".
{دعاء ونداء}
- قرأ حمزة بإبدال الهمزة ألفًا "دعاا ونداا"، ثم حذفت الألف
- وقرأ بعضهم بإسقاط الهمزة "دعًا وندًا"، ووضع التنوين على الألف قبل الهمزة.
- وقرأ حمزة بالتسهيل بين بين مع اللمد والقصر في حال الوقف
- وقف الجماعة بالمد والهمز.
قال الأنباري: "قرأ علي بن محصين وإبراهيم السمسار وغيرهما عن أبي حفص عن أبي عمر حفص بن سليمان عن عاصم "دعا وندا" بترك الهمز في اللفظ في الوقف مع الإشارة إليه، مثل الذي روينا عن حمزة، والاختيار عندنا الوقف عليه بالهمز...."). [معجم القراءات: 1/233]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (58 - وَاخْتلفُوا فِي ضم النُّون فِي قَوْله {فَمن اضْطر} 173 وَأَخَوَاتهَا
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَالْكسَائِيّ {فَمن اضْطر} و{أَن اقْتُلُوا} (أَو اخْرُجُوا) النِّسَاء 66 {وَلَقَد استهزئ} الْأَنْعَام 10 والرعد 32 والأنبياء 41 {وَقَالَت اخْرُج} يُوسُف 31 وَ(قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن) الْإِسْرَاء 110 وَمَا كَانَ مثله بِضَم ذَلِك كُله غير ابْن عَامر فَإِنَّهُ خالفهم فِي التَّنْوِين فِي أحرف فَقَرَأَ {فتيلا انْظُر} النِّسَاء 49 50 و{مُبين اقْتُلُوا} يُوسُف 8 9 و{مسحورا انْظُر} الْفرْقَان 8 9 و{مَحْظُورًا انْظُر} الْإِسْرَاء 20 21 بِكَسْر التَّنْوِين من رِوَايَة ابْن ذكْوَان وَكَانَ يضم {كشجرة خبيثة اجتثت} إِبْرَاهِيم 26 بِضَم التَّنْوِين وَكَذَلِكَ {برحمة ادخُلُوا الْجنَّة} الْأَعْرَاف 49
بِكَسْر النُّون للساكن الَّذِي لقيها فِي تِلْكَ الأحرف الَّتِي ذكرتها
وبضم مَا سميت أَنه يضمه
وَكَانَ عَاصِم وَحَمْزَة يكسران ذَلِك كُله لالتقاء الساكنين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو بِضَم الْوَاو من قَوْله {أَو اخْرُجُوا} وَاللَّام وَالْوَاو من قَوْله {قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن} وَالْوَاو من قَوْله {أَو انقص} المزمل 3 وَاللَّام من {قل انْظُرُوا} يُونُس 101
وَاخْتلف عَنهُ فِي التَّاء من {وَقَالَت اخْرُج} فروى نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن هرون عَن أبي عَمْرو بِالضَّمِّ
وَكَذَلِكَ النُّون من {فَمن اضْطر} حَدثنَا عبيد الله بن عَليّ عَن نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن هرون عَن أبي عَمْرو {فَمن اضْطر} بِضَم النُّون وروى اليزيدي وَغَيره بِالْكَسْرِ
وَيكسر مَا عدا ذَلِك
وَكلهمْ ضم الطَّاء من {اضْطر} لَا خلاف بَينهم فِي ذَلِك). [السبعة في القراءات: 174 - 175]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({الميتة} مشدد كل القرآن يزيد، {الحي من الميت} و{بلد ميت} مشدد مدني كوفي غير أبي بكر- زاد نافع {أو من كان ميتا}.
[الغاية في القراءات العشر: 190]
{ولحم أخيه ميتاً}، {والميتة أحييناها} وشدد يعقوب وسهل {الحي من الميت} {أو من كان ميتاً} ). [الغاية في القراءات العشر: 191]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({فمن اضطر} وأشباهه بالكسر عاصم وحمزة وسهل، أبو عمرو كمثل إلا اللام والواو، وعباس ويعقوب إلا الواو، وعباس ويعقوب إلا الواو، وابن ذكوان في التنوين، ويزيد بكسر الطاء). [الغاية في القراءات العشر: 191]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({الميتة} [173]: بالتشديد حيث وقع يزيد. وافق أبو بشر في النحل [115].
{فمن اضطر} [173]، وأشباهه
[المنتهى: 2/590]
بكسر الطاء يزيد. بكسر النون، والدال، والتاء، واللام، والواو حمص، وعاصم، وحمزة، وسهل، وافق أبو عمرو، ويعقوب، إلا عند الواو، وزاد أبو عمرو غير عباس عند اللام. بكسر النون فقط سلام).[المنتهى: 2/591]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وأبو عمرو، وحمزة: يكسرون النون من: {فمن
[التيسير في القراءات السبع: 235]
اضطر} (173)، و: {أن اعبدوا الله} (النحل: 36)، و: {أن احكم} (المائدة: 49)، و: {لكن انظر} (الأعراف: 143)، و: {أن اغدوا}، (القلم: 22)، وشبهه.
والدال من: {ولقد استهزئ} (الأنعام: 10).
والتاء من قوله: {وقالت اخرج} (يوسف: 31).
والتنوين في نحو قوله: {فتيلاً انظر} (النساء: 49-50)، و: {مبين اقتلوا} (يوسف: 8-9)، وشبهه، إذا كان بعد الساكن الثاني ضمة لازمة، وابتدأت الألف بالضم.
وعاصم، وحمزة: يكسران اللام من: {قل}، والواو من: {أو}، في نحو قوله: {قل ادعوا الله} (الإسراء: 110)، و: {أو انقص} (المزمل: 3)، وشبهه.
والباقون: يضمون ذلك كله.
واستثنى ابن ذكوان من ذلك التنوين خاصة، فكسره، حاشا حرفين: {برحمة ادخلوا} (الأعراف: 49)، و: {خبيثة اجتثت} (إبراهيم: 26): هذه رواية محمد بن الأخرم، عن الأخفش، عنه. وروى عنه النقاش، ,غيره: بكسر ذلك حيث وقع). [التيسير في القراءات السبع: 236]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قلت: أبو جعفر (الميتة) بالتّشديد حيث وقع والباقون بالتّخفيف والله الموفق). [تحبير التيسير: 299]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وأبو عمرو وحمزة ويعقوب يكسرون النّون من (فمن اضطر وأن اعبدوا وأن احكم ولكن انظر وأن اغدوا) وشبهه، والدّال من (ولقد استهزئ)، والتّاء من قوله (وقالت اخرج) والتنوين في نحو قوله (فتيلا انظر ومبين اقتلوا) وشبهه إذ كان بعد السّاكن الثّاني ضمة لازمة وابتدئت الألف بالضّمّ، وعاصم وحمزة يكسران اللّام من: (قل) والواو من (أو) في نحو قوله تعالى (قل ادعوا اللّه، أو انقص) وشبهه.
قلت: وافقهما يعقوب في (قل) والله الموفق، والباقون يضمون ذلك
[تحبير التيسير: 299]
كله واستثنى ابن ذكوان من ذلك التّنوين خاصّة [فكسره حاشي] حرفين: (برحمة ادخلوا، وخبيثة اجتثت) [هذه] رواية محمّد بن الأخرم عن الأخفش عنه وروى عنه النقاش وغيره بكسر ذلك حيث وقع.
قلت: أبو جعفر: (اضطر) حيث ورد بكسر الطّاء والباقون بضمها والله الموفق). [تحبير التيسير: 300]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) روى عبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، والأصمعي عن نافع رفع التاء مع فتح الحاء.
وروى محبوب عن أَبِي عَمْرٍو، (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ) على ما لم يسم فاعله (الْمَيِّتَةَ) مثقل أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ، وافق أبو بشر في النحل، الباقون خفيف، وهو الاختيار لموافقة الأكثر، وقوله: (الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) في آل عمران، والأنعام، ويونس، والروم، والأعراف وفاطر مشدد مدني، وابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أبي بكر، والمفضل في قول الرَّازِيّ، وأبان، وافق أبو بشر في يونس، والروم، وفاطر، زاد مدني (الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ)، و(لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا)، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا)، وافق بصري غير أبي عمرو، وأيوب، وقَتَادَة، والْمُعَلَّى في (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا) وفيما ليس معه بلد، زاد أبو جعفر، وشيبة، وابْن مِقْسَمٍ (وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً)، زاد مدني، وابْن مِقْسَمٍ " الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ " (أَخِيهِ مَيْتًا)، الباقون بالتخفيف، وهو الاختيار لموافقة أَبُو عَمْرٍو ومن تباعه ولأنه أخف وأدرج في اللفظ، وقرأ ابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد " إنك مأيت وإنهم مأيتون " " وما هو بمأيت " " وما نحن بمأيتين "، وروى عن البزي إنك مأيت " وحده.
[الكامل في القراءات العشر: 495]
قال ابن حباب: ثم رجع عنه، قال أبو الحسين (لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) يَعْقُوب كمدني، وهو غلط؛ لأن الجماعة والمفرد بخلافه). [الكامل في القراءات العشر: 496]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمَنِ اضْطُرَّ)، (وَقَالَتِ اخْرُجْ)، (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ)، و(قُلِ ادْعُوا)، (أَوِ ادْعُوا)، (أَوِ انْقُصْ) الخمسة كسرهن في الوصل حمصي، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم، وسهل، وابْن مِقْسَمٍ، والزَّعْفَرَانِيّ، وابن صبيح، وافق أَبُو عَمْرٍو، وغير عباس إلا في اللام والواو، وافق عباس ويَعْقُوب والحسن وقَتَادَة إلا في الواو والنون سلام في النون وحدها مغيث عن خارجة عن أَبِي عَمْرٍو كنافع.
أما التنوين نحو: (فَتِيلًا انْظُرْ)، و(خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ)، والزَّيَّات، والْعَبْسِيّ، وعَاصِم، وبصري وحمصي، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ، وابن صبيح يكسرون التنوين وافق الدَّاجُونِيّ عن ابْن ذَكْوَانَ في (مُبِينٍ اقْتُلُوا)، (مَحْظُورًا انْظُرْ)، (وَعَذَابٍ ارْكُضْ)، و(مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا)، وافق ابن عتبة في (مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا)، و(مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا)، (وَعَذَابٍ ارْكُضْ)، وضم الْأَخْفَش طريق ابن الجليل (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ) وكسر ابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل في المكسور نحو: (مُنِيبٍ ادْخُلُوهَا) ضم الْبَلْخِيّ، وابن الأخزم في قول أبي الحسين (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا)، وقال المخرمي عن ابن موسى كابْن شَنَبُوذَ عن قُنْبُل الوليد عن يَعْقُوب كأَبِي عَمْرٍو في اللام والواو.
قال الرَّازِيّ: هو كنافع في جميع الباب وهو غلط؛ لأن المفرد بخلافه، الباقون بالضم وهو الاختيار لموافقة أهل الحرمين إلا من شذ منهم ولإشباع الضمة الضمة، كسر أبو جعفر الطاء في وقوله: (فَمَنِ اضْطُرَّ)، زاد الْعُمَرِيّ (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ)، الباقون بالضم، وهو الاختيار لاتباع الضمة الضمة أدغم بن مُحَيْصِن الضاد في الطاء وكذلك (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ)، الباقون بالإظهار وهو الاختيار؛ لأنهما مختلف المخرج). [الكامل في القراءات العشر: 496]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([173]- {فَمَنِ اضْطُرَّ}، و{فَتِيلًا، انْظُرْ} [النساء: 49، 50]، و{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} [الأنعام: 10]، و{وَقَالَتِ اخْرُجْ} [يوسف: 31]، و{قُلِ ادْعُوا} [الإسراء: 110]، و{أَوِ انْقُصْ} [المزمل: 23] بكسر النون والتنوين والدال والتاء واللام والواو حيث وقع، يجمع ذلك هجاء "لو دنت": عاصم وحمزة.
تابعهما أبو عمرو على كسر هجاء "دنت".
تابع ابن ذكوان على التنوين حاشا حرفين {بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا} [الأعراف: 49]، و{خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} [إبراهيم: 26] هذه رواية ابن الأخرم وابن شنبوذ وجماعة عن الأخفش.
واستثنى آخرون عن الأخفش {خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ} فقط. وقال النقاش وغيره عنه بالكسر من غير استثناء شيء.
الباقون بالضم في الباب كله). [الإقناع: 2/606]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (71- .... .... .... الْمَيْتَةَ اشْدُدَن = وَمَيْتَهْ وَمَيْتًا أُْد وَالانْعَامُ حُلِّلَا
72 - وَفِي حُجُرَاتٍ طُلْ وَفِي الْمَيْتِ حُزْ ... = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 23]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (72- .... .... .... ..... وَأَوْ = وَلَ السَّاكِنَيْنِ اضْمُمْ فَتىً وَبِقُلْ حَلَا
[الدرة المضية: 23]
73 - بِكَسْرٍ وَطَاءَ اضْطُرَّ فَاكْسِرْهُ آمِنًا = .... .... .... .... ....). [الدرة المضية: 24] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم استأنف وقال: الميته اشددن إلخ أي قرأ مرموز (ألف) إد وهو أبو جعفر {الميتة} حيث وقع بتشديد الياء أطلقه فاندرج فيه المواضع الأربع من تلك اللفظة وهو هنا[173] وفي المائدة[3] والنحل[115] ويس [33] فوافقأصله في يس وخالفه في غيرها وكذا شدد ميتة وميتًا حيث وقع وذلك في الأنعام [122، 139، 145] والفرقان[49] والزخرف[11] والحجرات[12] وق[11] ووافقه يعقوب في {ميتًا} في الأنعام [122] وهو المعنى بقوله: والأنعامحللا ولا يتوهم التخصيص لأنه داخل في عموم أبي جعفر إلا أن قوله: والأنعام حللا مطلق فيندرج فيه ميتة الأنعام أيضًا فينبغي أن يؤخذ التخصيص من العطف على القريب وهو ميتًا، وقوله: وفي حجرات طل أي وافقهما رويس دون روح في {ميتًا} بالحجرات ويريد بقوله: وفي الميت حز أنه قرأ يعقوب في لفظ (الميت) بالتشديد المفهوم من السياق وأطلقه فاندرج فيه {الحي من الميت} و{الميت من الحي} حيث وقعا فوافق المذكورتين في التشديد وخالف أصله وأما (ميت) العاري من اللام فهو على أصولهم.
توضيح:
تلخص من ذلك أنهم اختلفوا في {الميتة} هنا وفي المائدة والنحل ويس فقرأ أبو جعفر فيها بالتشديد والآخران بالتخفيف علم من الوفاق واختلفوا في {ميتًا} في الأنعام والفرقان والزخرف وق أما في الأنعام فشدد أبو جعفر ويعقوب وعلم من الوفاق أنه خفف خلف، وأما في
[شرح الدرة المضيئة: 96]
الحجرات فشدد أبو جعفر ورويس وخفف روح وخلف، وأما في ق فشدد أبو جعفر وخفف الآخران، واختلفوا في (الميت) حيث وقع وكذلك في {ميت} نحو {بلد ميت} فشدد في الجميع أبو جعفر وخلف ووافقهما يعقوب في المعرف فخالف أصله وخفف في المنكر على أصله واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو {وما هو بميت} [إبراهيم: 17] و{إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30] لأنه متحقق فيه صفة الموت). [شرح الدرة المضيئة: 97]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم فصل فقال: وأول الساكنين اضمم فتى إلخ لم يذكر الناظم المسألة اعتمادًا على الشهرة وتحقيقه أنه قرأ مرموز (فا) فتى وهو خلف بضم الحرف الساكن أول الساكنين إذا كان بعد الساكن ضمة لازمة وابتداء الكلمة التي فيها الساكن الثاني بهمزة وصل مضمومة سواء كان الساكن الأول تنوينًا أو أحد حروف أوائل السور وقوله: وبقل حلا بكسر أي قرأ المشار إليه (بحا) حلا وهو يعقوب بكسر الجميع سوى (أو) فإنه قرأ بالضم والآخران بضم الجميع.
ثم فصل فقال: وطا اضطر فاكسره آمنا أي قرأ مرموز (ألف) آمنًاوهو أبو جعفر {فمن اضطر} بكسر الطا حيث وقع). [شرح الدرة المضيئة: 97] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: الْمَيْتَةَ هُنَا وَالْمَائِدَةِ وَالنَّحْلِ وَيس وَمَيْتَةً فِي مَوْضِعَيِ الْأَنْعَامِ وَمَيْتًا فِي الْأَنْعَامِ، وَالْفَرْقَانِ، وَالزُّخْرُفِ، وَالْحُجُرَاتِ، وَق وَلِبَلَدٍ مَيِّتٍ، وَإِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ، لِبَلَدٍ مَيِّتٍ، وَالْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَالْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ، وَوَافَقَهُ نَافِعٌ فِي يس الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ، وَفِي الْأَنْعَامِ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا، وَفِي الْحُجُرَاتِ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا وَبَلَدٍ مَيِّتٍ وَالْمَيِّتِ وَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي الْأَنْعَامِ، وَوَافَقَهُمَا رُوَيْسٌ فِي الْحُجُرَاتِ إِلَّا أَنَّ الْكَارَزِينِيَّ انْفَرَدَ بِتَخْفِيفِهِ عَنِ النَّخَّاسِ وَطَاهِرِ بْنِ غَلْبُونَ مِنْ طَرِيقِ الْجَوْهَرِيِّ كِلَاهُمَا عَنِ التَّمَّارِ عَنْهُ فَخَالَفَا سَائِرَ الرُّوَاةِ عَنِ التَّمَّارِ، وَخَالَفَ سَائِرَ النَّاسِ عَنْ
[النشر في القراءات العشر: 2/224]
رُوَيْسٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَوَافَقَهُمَا أَيْضًا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ فِي مَيِّتٍ وَالْمَيِّتِ، وَوَافَقَهُمْ يَعْقُوبُ فِي (الْمَيِّتِ) ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى تَشْدِيدِ مَا لَمْ يَمُتْ نَحْوَ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ، وَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَحَقَّقْ فِيهِ صِفَةُ الْمَوْتِ بَعْدُ بِخِلَافِ غَيْرِهِ). [النشر في القراءات العشر: 2/225]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: كَسْرِ النُّونِ وَضَمِّهَا مِنْ (فَمَنِ اضْطُرَّ، وَأَنِ احْكُمْ، وَأَنِ اشْكُرْ) وَنَحْوَهُ الدَّالُ مِنْ (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ) وَالتَّاءُ مِنْ (وَقَالَتِ اخْرُجْ) وَالتَّنْوِينُ مِنْ (فَتِيلًا انْظُرْ، وَمُتَشَابِهٍ انْظُرُوا، وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا) وَشِبْهِهُ وَاللَّامُ مِنْ نَحْوِ (قُلِ ادْعُوا، قُلِ انْظُرُوا) وَالْوَاوُ مِنْ (أَوِ اخْرُجُوا، أَوِ ادْعُوا، أَوِ انْقُصْ) مِمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ سَاكِنَانِ يُبْتَدَأُ ثَانِيهُمَا بِهَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ فَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ بِكَسْرِ السَّاكِنِ الْأَوَّلِ وَافَقَهُمَا يَعْقُوبُ فِي غَيْرِ الْوَاوِ، وَوَافَقَهُ أَبُو عَمْرٍو فِي غَيْرِ اللَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ، وَاخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَقُنْبُلٍ فِي التَّنْوِينِ، فَرَوَى النَّقَّاشُ عَنِ الْأَخْفَشِ كَسْرَهُ مُطْلَقًا حَيْثُ أَتَى، وَكَذَلِكَ نَصَّ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْعِرَاقِيُّونَ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ عَنِ الْأَخْفَشِ وَاسْتَثْنَى كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ (بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ) فِي الْأَعْرَافِ (وَخَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ) فِي إِبْرَاهِيمَ فَضَمَّ التَّنْوِينَ فِيهِمَا، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو مِنْ طَرِيقِهِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرِ الْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ شُرَيْحٍ غَيْرَهُ، وَرَوَى الصُّورِيُّ مِنْ طَرِيقَيْهِ الضَّمَّ مُطْلَقًا، وَلَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا " قُلْتُ "، وَالْوَجْهَانِ صَحِيحَانِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ مِنْ طَرِيقَيْهِ رَوَاهُمَا عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.
وَرَوَى ابْنُ شَنَبُوذَ عَنْ قُنْبُلٍ كَسْرَ التَّنْوِينِ إِذَا كَانَ عَنْ جَرٍّ نَحْوَ (خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ، مُنِيبٌ ادْخُلُوهَا) وَضَمُّهُ فِي غَيْرِهِ. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الدَّانِيُّ وَسِبْطُ الْخَيَّاطِ فِي الْمُبْهِجِ، وَابْنُ سَوَّارٍ، وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ رِوَايَةُ الْخُزَاعِيِّ وَابْنِ فُلَيْحٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ فَارِسٍ فِي الْجَامِعِ. لَا السِّبْطُ فِي كِفَايَتِهِ السِّتِّ وَالصَّوَابُ ذِكْرُهُ.
وَضَمَّ ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ جَمْعَ التَّنْوِينِ. وَلَمْ يَسْتَثْنِ شَيْئًا، وَكَذَلِكَ صَاحَبُ الْجَامِعِ وَالْكِفَايَةِ عَنِ ابْنِ شَنَبُوذَ). [النشر في القراءات العشر: 2/225]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي:
[النشر في القراءات العشر: 2/225]
(اضْطُرَّ) فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ بِكَسْرِ الطَّاءِ حَيْثُ وَقَعَ، وَكَذَلِكَ كَسَرَهَا النَّهْرَوَانِيُّ، وَغَيْرُهُ عَنِ الْفَضْلِ عَنْ عِيسَى مِنْ (إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ) ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالضَّمِّ). [النشر في القراءات العشر: 2/226]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {الميتة} هنا [173]، وفي المائدة [3]، والنحل [115]، ويس [33]، و{ميتةً} في موضعي الأنعام [139، 145]، و{ميتًا} في الأنعام [122]، والفرقان [49]، والزخرف [11]، والحجرات [12]، وق [11]، و{لبلدٍ
[تقريب النشر في القراءات العشر: 464]
ميتٍ} [الأعراف: 57]، و{إلى بلدٍ ميتٍ} [فاطر: 9]، و{الحي من الميت} [آل عمران: 27]، و{الميت من الحي} [آل عمران: 27] بتشديد الياء في ذلك كله، وافقه نافع في {الميتة} في يس [33]، و{ميتًا} في الأنعام [122]، والحجرات [12]، و{بلدٍ ميتٍ} [فاطر: 9]، و{الميت} [آل عمران: 27]، وافقهما يعقوب في الأنعام [122] ووافقهما رويس في الحجرات [12]، وانفرد الكارزيني عنه بتخفيفه، ووافقهما أيضًا حمزة والكسائي وخلف وحفص في {بلدٍ ميتٍ} [فاطر: 9]، و{الميت} [آل عمران: 27]، ووافقهم يعقوب في {الميت} [آل عمران: 27]، والباقون بالتخفيف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 465]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم وحمزة {فمن اضطر} [173]، {وأن احكم} [المائدة: 49]، و{أن اشكر} [لقمان: 12]، ونحوه بكسر النون، وكذلك الدال من {ولقد استهزئ} [الأنعام: 10]، والتاء من {وقالت اخرج} [يوسف: 31]، والتنوين من {فتيلًا * انظر} [النساء: 49- 50]، و{عيون * ادخلوها} [الحجر: 45- 46] ونحوه، واللام من {قل ادعوا} [الإسراء: 110] ونحوه، والواو من نحو {أو ادعوا} [الإسراء: 110] مما اجتمع فيه ساكنان، يبدأ الفعل الذي يليه بالضم ويكون الثالث أيضًا
[تقريب النشر في القراءات العشر: 465]
مضمومًا، وافقهما يعقوب في غير الواو، ووافقهما أبو عمرو في غير الواو، {وقل}، واختلف عن ابن ذكوان في التنوين، فكسره الأخفش وضمه الصوري، واستثنى بعضهم عن ابن الأخرم {برحمةٍ ادخلوا} في الأعراف [49]، و{خبيثةٍ اجتثت} في إبراهيم [26]، واختلف أيضًا عن قنبل في التنوين المكسور نحو {منيبٍ * ادخلوها} [ق: 33 34] فكسره ابن شنبوذ عنه، وضمه ابن مجاهد، وبذلك قرأ الباقون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 466]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر {اضطر} حيث وقع بكسر الطاء، واختلف عن عيسى بن وردان في {اضطررتم} [الأنعام: 119]، والباقون بالضم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 466]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (483- .... .... .... .... وميّتة = والميتة اشدد ثب والارض الميّتة
484 - مدًا وميتًا ثق والانعام ثوى = إذ حجراتٍ غث مدًا وثب أوى
485 - صحبٍ بميت بلدٍ والميت هم = والحضرمي .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (485- .... .... .... .... .... = .... والسّاكن الأوّل ضم
486 - لضمّ همز الوصل واكسره نما = فز غير قل حلا وغير أو حما
487 - والخلف في التّنوين مز وإن يجر = زن خلفه .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (487- .... .... .... .... .... = .... .... واضطرّ ثق ضمًّا كسر
488 - وما اضطرر خلفٌ خلا .... = .... .... .... .... ....). [طيبة النشر: 65]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: وميتة الخ: أي وقرأ أبو جعفر ميتة في موضعي الأنعام والميتة هنا والمائدة والنحل بتشديد الياء والباقون بتخفيفها وهما لغتان وسنذكر وجههما قوله: (والأرض الميتة) أي التي في يس؛ ولذلك قيدها بالأرض وذلك وارد على الشاطبي، شددها نافع وأبو جعفر كما ذكرهما في أول البيت قوله: (ثب) من الوثب: أي انهض.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 189]
(مدا) وميتا (ث) ق والأنعام (ثوى) = (إ) ذ حجرات (غ) ث (مدا) و (ث) ب (أ) وى
أي وشدد «ميّتا» وهو في الفرقان والزخرف وق أبو جعفر قوله: (والأنعام) يعني قوله تعالى: فيها أو من كان ميّتا شدده أبو جعفر ويعقوب ونافع قوله: (حجرات) يعني يريد قوله تعالى: لحم أخيه ميتا شدده رويس ونافع وأبو جعفر قوله: (وثب) أي وشدد «إلى بلد ميّت، ولبلد ميّت» أبو جعفر ونافع وحمزة والكسائي وخلف وحفص كما سيأتي في أول البيت بعده قوله: (أوى) الأوى مصدر: أوى إلى منزله كأنه يقول: ارجع إلى مأوى أصحاب.
(صحب) بميت بلد والميت هم = والحضرمي والسّاكن الأوّل ضم
قوله تعالى: لبلد ميت في الأعراف و «إلى بلد ميت» في فاطر ووجه من شدد الميتة والميت في الباب كله مجيئه على الأصل؛ وقد اختلف في أصله، فعند سيبويه الأصل ميوتة وميوت انقلبت الواو ياء مثل هين ولين، ووجه من خفف إرادة التخفيف على وزن فيعلة وفيعل سبقت الياء بالسكون فقلبت. وقال غيره ميوتة ومويت فصارت ياء مشددة التخفيف أو الفرق بين ما مات وما لم يمت، ووجه من شدد بعضا وخفف بعضا ملاحظة الحالين بحسب المعنى فألحق بعضها ببعض وفرق بحسب المعنى والله أعلم قوله: (بميت بلد) احترازا من نحو «إنك ميّت» فإنه لا خلاف في تشديدها قوله: (والميت) أي وشدد الميت حيث وقع نحو يخرج الحي من الميّت ويخرج الميّت من الحي هؤلاء المذكورون قوله: (والحضرمي) أي ويعقوب معهم على تشديد الميت قوله: (والساكن) يعني إذا اجتمع ساكنان والثاني منهما في فعل ثالثه مضموم مما يبتدأ بالضم نحو «فمن اضطر، وأن احكم، ولقد استهزئ، وقالت اخرج، وفتيلا انظر، وقل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» فإن أول الساكنين مضموم لأجل ثالث الفعل بعده، ويكسر من ذكره في البيت الآتي قوله: (ضم) هو فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله، فيكون قوله: والساكن الأول مرفوعا على الابتداء، ويحتمل أن يكون فعل أمر، فيكون قوله: والساكن الأول منصوبا.
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 190]
لضمّ همز الوصل واكسره (ن) ما = (فز) غير قل (ح) لا وغير أو (حما)
أي لأجل ضم ثالث الفعل، وفيه إشارة إلى وجه الضم لأن الخروج من الكسر إلى الضم ثقيل، وقيل في وجهه إرادة التنبيه على أن الهمزة المحذوفة من الكلمة الثانية مضمومة قوله: (واكسره) أي وقرأ بالكسر حيث وقع عاصم وحمزة على ما هو الأصل في التقاء الساكنين، ووافقهما أبو عمرو ويعقوب في غير أو نحو «أو ادعوا، أو انقص» فضماه مع من ضم وأبو عمرو في غير قل نحو «قل ادعوا، قل انظروا» قوله: (غير قل) أي ويكسر أول الساكنين في غير قل أبو عمرو من أجل ضم القاف فاستثقل الانتقال منه إلى كسر ثم إلى ضم قوله: (وغير أو) يعني وفي غير أو أبو عمرو ويعقوب من أجل الواو، لأن الضم فيها أخف ولأن أصلها الضم قوله: (نما) أي زاد وكثر وربا قوله: (حلا) من الحلاوة أو الحلية.
والخلف في التّنوين (م) ز وإن يجر = (ز) ن خلفه واضطرّ (ث) ق ضمّا كسر
أي واختلف عن ابن ذكوان في ضم التنوين وكسره نحو «فتيلا انظر، وخبيثة اجتثت» وكأنه نظر إلى أن التنوين زائد ففرق بينه وبين الأصل، وأيضا ليس له استقرار غيره من الحروف فإنه يحذف ويبدل قوله: (وإن يجر) يعني وإن كان التنوين مجرورا نحو «عيون ادخلوها، ومتشابه انظروا» فعن قنبل فيه خلاف طلبا للخفة لئلا ينتقل من كسر إلى ضم قوله: (واضطر) أي وكسر الضم من اضطر وهو الطاء، يريد قوله تعالى: فمن اضطر حيث وقع أبو جعفر، وفهم من العموم ذكر اضطر معه والباقون بالضم على الأصل لأن الأصل اضطرر على وزن افتعل، وأبو جعفر نقل الكسرة التي في الراء إلى الطاء ليبقى منها أثرا كما قرئ ولورود كسر الراء قوله: (مز) أي كن واثقا بهذه القراءة وإن كانت غريبة فإنها صحيحة.
وما اضطرر خلف (خ) لا والبرّ أن = بنصب رفع (ف) ي (ع) لا موص (ظ) عن
يعني وكسر ضم الطاء من «اضطررتم» عيسى بخلاف عنه وهو قوله
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 191]
تعالى: إلا ما اضطررتم إليه في الأنعام، ووجهه الإتباع واستثقال الانتقال من الضم إلى الكسر). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 192]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر (ميتة)، و(الميتة) حيث وقع بالتشديد، فوقع الميّتة هنا [البقرة: 173]، والنحل [الآية: 115]، والمائدة [الآية: 3]، ويس [الآية: 33].
ووقع ميتة المؤنث في موضعي الأنعام [الآية: 139]، ووافقه بعض على تشديد بعض فشرع فيه [فقال]:
ص:
(مدا) وميتا (ث) ق والانعام (ثوى) = (إ) ذ حجرات (غ) ث (مدا) و(ث) بـ (أ) وى
ش: أي: اتفق مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر على تشديد وآية لهم الأرض الميّتة بيس [الآية: 33] وشدد ذو ثاء (ثق) أبو جعفر ميّتا المنكر المنصوب حيث وقع، وهو في الأنعام [الآية: 122]، والفرقان [الآية: 49]، والزخرف [الآية: 11]، والحجرات [الآية: 49]، وق [الآية: 11].
وشدد مدلول (ثوى) أبو جعفر ويعقوب وذو ألف (إذ) نافع ميّتا بالأنعام [الآية: 122] خاصة، وشدد ذو غين (غث) رويس ومدلول (مدا) المدنيان ميّتا في الحجرات [الآية: 12] والباقون بالتخفيف في كل ما ذكر.
ثم كمل فقال:
ص:
(صحب) بميت بلد والميت هم = والحضرمي والسّاكن الأوّل ضم
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثب) أبو جعفر وألف «إذ» نافع و[مدلول] (صحب) حمزة
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/192]
والكسائي وحفص وخلف (ميّت) المنكر المجرور، وهو سقنه لبلد مّيّت بالأعراف [الآية: 57] وإلى بلد مّيّت [الآية: 9] بفاطر بالتشديد، [وعمهما] بإضافته لبلد.
وقرأ هؤلاء ويعقوب الحضرمي الميت المحلى باللام المنصوب، وهو ثلاثة، والمجرور وهو خمسة وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ بآل عمران [الآية: 27]، والنّوى يخرج الحيّ من الميّت ومخرج الميّت من الحيّ بالأنعام [الآية: 95] وو من يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ بيونس [الآية: 31]، وو حين تظهرون يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ بالروم [الآية: 18، 19]- بتشديد الياء، والباقون بإسكان الياء، في الجميع [وكسرها].
واتفقوا على تشديد ما لم يمت وهو وما هو بميّت [إبراهيم: 17]، [و] بعد ذلك لميّتون [المؤمنون: 15]، [و] أفما نحن بميّتين [الصافات: 58]، وإنّك ميّت وإنّهم ميّتون [الزمر: 30].
تنبيه:
قيد (الميت) بـ (بلد) العاري من الهاء، فخرج المتصل بها نحو: بلدة مّيتا [الفرقان: 49].
وقيد الميتة بالأرض؛ ليخرج الميتة بالنحل [الآية: 115]، والمائدة [الآية: 3].
والميت صفة الحيوان الزاهق الروح، و(الميتة): المؤنثة حقيقة ويوصف [به ما لا] تحله حياة من الجماد مجازا.
وقال البصريون: أصله «ميوت» ك «سيود» بوزن «فيعل»، وقلبت الواو ياء؛ لاجتماعهما وسبق أحدهما بالسكون، [وأدغمت [في] الأولى] للتماثل، وهو بالسكون، وتخفيف المشدد لغة فصيحة لا سيما في القليل المكسور، وعليها قوله صلّى الله عليه وسلّم: «المؤمنون هينون لينون»، وجمعهما قول الشاعر:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/193]
ليس من مات فاستراح بميت = إنّما الميت ميّت الأحياء
وقال المبرد: لغة التخفيف شاملة من مات ومن لم يمت، وعليه دل البيت.
وقال أبو عمرو: ما مات خفيف، وعكسه عكسه.
وقال الفراء: الميت مخفف ومثقل إذا كان ميتا والغالب على المحرمة والبقاع التخفيف.
وجه تخفيف المختلف كله، وتشديده لغتاهما.
ووجه تخفيف بعض الحقيقي، والمجازي، وتشديد بعضهما: التنبيه على [جواز] كل فيهما.
ووجه اتفاق تشديد ما لم يمت: بشبهة منع تخفيفه، وليجمع [معهم] تخفيف المختلفة، ويتبع معهم تشديده.
ثم كمل الساكن الأول فقال:
ص:
لضمّ همز الوصل واكسره (ن) ما = (ف) ز غير قل (ح) لا وغير أو (حما)
والخلف في التّنوين (م) ز وإن يجرّ = (ز) ن خلفه واضطرّ (ث) ق ضمّا كسر
ش: أي: ضم الحرف الساكن الأول من [أول] الساكنين المنفصلين إن كان صحيحا [أو] لينا وهو من أحد حروف «لتنود».
وسواء كان الثاني مظهرا أو مخفيا إن تلاه مضموم ضمة لازمة متصل؛ المكون عنهم على تخصيص يأتي عن بعضهم، وكسره ذو نون (نما) عاصم وفاء (فز) حمزة، ومدلول (حما) أبو عمرو ويعقوب، إلا أنه استثنى [(قل).
واستثنى هو ويعقوب (أو).
وكسر أبو عمرو] سوى (أو) وضمه ذو ميم (من) ابن ذكوان إن كان أحد الخمسة، واختلف عنه في التنوين:
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/194]
فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا حيث [أتى].
وكذلك ذكره أبو العلاء عن الرملي عن الصوري.
ورواه العراقيون عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم برحمة ادخلوا الجنة في الأعراف [الآية: 49] وخبيثة اجتثت في إبراهيم [الآية: 26] فضم التنوين فيهما.
وكذلك قرأ الداني من طريقه، ولم يذكر المهدوي وابن شريح غيره.
وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا لم يستثن شيئا، وهما صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، رواهما غير واحد، وضمه أيضا ذو زاي (زن) قنبل في الخمسة.
واختلف عنه في التنوين إذا كان عن جر نحو: خبيثة اجتثّت [إبراهيم: 26].
فروى ابن شنبوذ عنه الكسر فيه وضمه في غيره.
هذا هو الصحيح من طريق ابن شنبوذ كما نص عليه الداني وسبط الخياط في «المبهج» وابن سوار وغيرهم، وضم ابن مجاهد عن قنبل جميع التنوين.
فاللام قل انظروا [بيونس [الآية: 101] وقل ادعوا الله بسبحان [الإسراء: 110].
والتاء قالت اخرج [يوسف: 31].
والنون فمن اضطر [البقرة: 173، المائدة: 3]، ولكن انظر إلى الجبل [الأعراف: 143] وأن اغدوا على حرثكم [القلم: 22].
والواو أو اخرجوا من دياركم [النساء: 66]، وأو ادعوا الرحمن [الإسراء: 110]، وأو انقص منه [المزمل: 3] فقط في الثلاث.
والدال نحو: ولقد استهزئ بالأنعام [الآية: 10]، والأنبياء [الآية: 41].
والتنوين اثنا عشر: فتيلا انظر [النساء: 49، 50]، وو غير متشابه انظروا [الأنعام: 99]، وبرحمة ادخلوا الجنة [الأعراف: 49]، ومبين اقتلوا يوسف [يوسف: 8، 9] وكشجرة خبيثة اجتثت [إبراهيم: 26]، وو عيون ادخلوها [الحجر: 45، 46]، وكان محظورا انظر [الإسراء: 20، 21]، ورجلا مسحورا انظر [الفرقان: 8، 9]، وعذاب اركض [ص: 41، 42]، ومنيب ادخلوها [ق: 33، 34].
وفي الضابط قيود: فالمنفصلان خرج به المتصلان من كلمة. وبالصحيح واللين خرج به
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/195]
المدى نحو: ءامنوا انظرونا [الحديد: 13] للواصل؛ فإن حكمه الحذف، ولا يرد هذا على الناظم؛ لأن الكلام في حكم أول الساكنين الباقيين؛ لأن وجود الحركة فرع وجود الحرف.
ومن حروف «لتنود» بيان للواقع، وإلا فالحكم عام، وأيضا هو معلوم منها.
ومظهرا كان الثاني أو مخفيا تنويع.
وبأن تلاه حرف مضموم- عبر عنه الناظم بضم همز الوصل- خرج نحو: ولمن انتصر [الشورى: 41] وأن اضرب بعصاك [الأعراف: 160] بضمة لازمة.
والمراد بها: ما استحقه الحرف باعتبار ذاته وصيغته أو مثلها ليست إعرابا.
ولا تابعة، خرج به العارضة نحو: أن امشوا [ص: 6] فالضمة منقولة إليها.
أو مجتلبة بغلم اسمه [مريم: 7] وعزيز ابن [التوبة: 30] للمنون؛ لأنها حركة إعراب [و] إن امرؤا [النساء: 176]؛ لأنها تابعة لحركة الإعراب.
ومنه: أن اتّقوا [النساء: 131]؛ لأن أصله «اتقيوا».
وإنما قلنا باعتبار صيغته؛ لئلا يرد ذهاب ضمة اخرج في الماضي و«استهزأ» في بنائه للفاعل.
لأن مفهوم اللزوم [ما لا ينفك والمراد لا ينفك] عن هذه الصيغة لا الكلمة.
وقلنا: أو مثلها، أي: يستحق مثل الضمة الحاصلة عليه؛ لئلا يرد أن اغدوا [القلم: 22] على أحد المذهبين؛ لأن أصله «اغدووا»، ولا حاجة إليه على المذهب الآخر.
وخرج بمتصل وهو أن يكون الثالث من كلمة الساكن الثاني قل الرّوح [الإسراء: 85]، وغلبت الرّوم [الروم: 2]، وإن الحكم [يوسف: 40].
توجيه: إذا اجتمع ساكنان على غير حدهما، فلا بد من تحريك أو حذف، وأصل الحركة الكسرة، والأصل تغيير الأول؛ لأنه غالبا في محل التغيير، وهو الطرف، وقد يلتزم الأصل، ويترك، ويتساوى، ويرجح عليه.
وجه الكسر: الأصل، وفارقت الهمزة بالاتصال.
ووجه الضم: إما اتباع لضمة العين؛ استثقالا لصورة فعل عند ضعف الحاجز
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/196]
بالسكون، وهو الأكثر، وإما لوقوعها موقع المضموم.
ووجه اشتراط اللزوم والاتصال: تقوية السبب على نسخ الأصل.
ووجه تخصيص الضم بالواو واللام: زيادة ثقل فعل الذي هو وزن: قل ادعوا [الإسراء: 110]، وقوة سبب الإتباع، وزيادة [ثقل] كسر الواو على ضمها.
[ووجه] تخصيص الواو: زيادة ثقل كسرتها على ضمتها.
ووجه تخصيص التنوين بالكسر: عدم قراره على حالة؛ فقوى بلزوم الأصل.
ووجه خلف البزي في المجرور: الجرى على أصله، والتنبيه على الجواز.
وقوله: (واضطر ثق).
أي: (كسر) ذو ثاء (ثق) أبو جعفر طاء فمن اضطر حيث وقع.
واختلف عنه في إلّا ما اضطررتم إليه [الأنعام: 119].
فروى النهرواني وغيره عن الفضل عن عيسى كسره.
وروى غيره [عنه] الضم كالباقين.
ووجه الكسر بعد الضم: قصد الخفة؛ لأنه أخف من توالى ضمتين). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/197]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف "في الميتة" هنا [الآية: 173] و[في المائدة الآية: 3] و[النحل الآية: 115] و[يس الآية: 33] و"ميتة" موضعي [الأنعام الآية: 139، 145] و"ميتا" فيها [الآية: 122] و[الفرقان الآية: 49] و[الزخرف الآية: 11] و[الحجرات الآية: 12] و[ق الآية: 11] و"إِلَى بَلَدٍ مَيِّت" [بفاطر الآية: 9] و"لِبَلَدٍ مَيِّت" [بالأعراف الآية: 57] و"الميت" المحلى بأل المنصوب وهو ثلاثة والمجرور وهو خمسة فنافع بتشديد الياء مكسورة في الميتة [بيس الآية: 33] وميتا [بالأنعام الآية: 122] و[الحجرات الآية: 12] ولبلد ميت وإلى بلد ميت، والميت المنصوب والمجرور وقرأ حفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالتشديد كذلك في: لبلد ميت وإلى بلد ميت المنكر والميت المعرف حيث وقع وافقهم الأعمش، وقرأ كذلك يعقوب ميتا بالأنعام والميت المعرف وافقه الحسن في الأنعام، وقرأ رويس بالتشديد في الحجرات، وافقه ابن محيصن وقرأ أبو جعفر بالتشديد في جميع ذلك والباقون بالسكون مخففا في ذلك كله، وعلى القراءتين قوله:
ليس من مات فاستراح بميت... إنما الميت ميت الأحياء.
واتفقوا على تشديد ما لم يمت نحو: "وما هو بميت، إنك ميت وإنهم ميتون" [الآية: 30] ). [إتحاف فضلاء البشر: 1/428]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَمَنِ اضْطُر" [الآية: 173] وبابه مما التقى فيه ساكنان من كلمتين ثالث ثانيهما مضموم ضمة لازمة، ويبدأ الفعل الذي يلي الساكن الأول بالضم، وأول الساكنين أحد حروف "لتنود" والتنوين فاللام نحو: "قل أدعوا" والتاء نحو: "قالت أخرج" والنون نحو: فمن اضطر أن أغدوا والواو "أو ادعوا" والدال "ولقد استهزئ" والتنوين "فتيلا انظر" فأبو عمرو بكسر النون والتاء والدال والتنوين على أصل التقاء للساكنين لا في واو أو أخرجوا أو ادعوا أو انقص ولام قل نحو: "قل أدعوا قل انظروا" فبالضم فيهما الثقل الكسرة على الواو لضم القاف، وافقه اليزيدي في الواو واللام، وقرأ عاصم وحمزة بالكسر في الستة على الأصل وافقهما المطوعي والحسن، وقرأ يعقوب بالكسر أيضا فيها كلها إلا في الواو فقط، فضم وقرأ الباقون بالضم في الستة اتباعا لضم الثالث، إلا أنه اختلف عن قنبل في التنوين إذا كان عن جر نحو: "خبيثة اجتثت، عيون أدخلوها" فكسره ابن شنبوذ وضمه ابن مجاهد كباقي أقسام التنوين، واختلف أيضا عن ابن ذكوان في التنوين فروى النقاش عن الأخفش كسره مطلقا، وكذا نص أبو العلاء عن الرملي عن الصوري، وكذا روى عن ابن الأخرم عن الأخفش، واستثنى كثير عن ابن الأخرم "برحمة ادخلوا الجنة" بالأعراف "وخبيثة اجتثت" بإبراهيم، وروى الصوري من طريقيه الضم مطلقا والوجهان صحيحان عن ابن ذكوان من طريقيه، كما في النشر، وخرج بقيد الكلمتين ما فصل بينهما بأخرى نحو:
[إتحاف فضلاء البشر: 1/428]
إن الحكم، قل الروح، غلبت الروم، فإنه وإن صدق عليه أن الثالث مضموم ضما لازما لكن ال المعرفة فصلت بينهما، وبقيد الضمة اللازمة نحو: أن امشوا إذ أصله امشيوا، وإن امرؤ؛ لأن الضمة منقولة أي: تابعة لحركة الإعراب، ومن أن اتقوا إذ أصله اتقيوا وغلام اسمه؛ لأنها حركة إعراب.
وقرأ أبو جعفر "اضطر" بكسر طائها حيث وقعت؛ لأن الأصل اضطررا بكسر الراء الأولى فلما أدغمت الراء انتقلت حركتها إلى الطاء بعد سلبها حركتها واختلف عن ابن وردان في إلا ما اضطررتم إليه والباقون بضمها على الأصل). [إتحاف فضلاء البشر: 1/429]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الميتة} [173] اتفق السبعة على قراءته هنا بإسكان الياء). [غيث النفع: 414]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فمن اضطر} قرأ عاصم والبصري وحمزة بكسر النون، على أصل التقاء الساكنين، والباقون بضمها، طلبًا للخفة، لأن الانتقال من كسر إلى ضم ثقيل، والحائل بينهما غير معتد به لضعفه بالسكون، وهذا حكمه في الوصل، فإن ابتدئ فلا خلاف بينهم في ضم همزة الوصل، قاله الداني وغيره). [غيث النفع: 414]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم (173)}
{إنما}
- وجدت هذا النص عند الطبري.
قال: "ولو كانت "إنما" حرفين [أي: إن، ما] وكانت منفصلة من "إن" لكانت الميتة مرفوعة وما بعدها، وكان تأويل الكلام حينئذ؛ إن الذي حرم الله عليكم من المطاعم الميتة والدم ولحم الخنزير لا غير، وقد ذكرت عن بعض القراء أنه قرأ ذلك كذلك على هذا التأويل، ولست للقراءة به مستجيزًا- وإن كان له في التأويل وجه مفهوم؛ لاتفاق الحجة من القراء على خلافه، فغير جائز لأحد الاعتراض عليهم فيما نقلوه مجمعين عليه"
النص واضح لا يحتاج إلى تعليق، وصورة القراءة: "إن ما حرو.."، وسيأتي أنها قراءة ابن أبي عبلة وغيره.
{حرم}
- قراءة الجمهور "حرم" مسندًا إلى اسم الله تعالى، وما بعده على النصب.
- وقرأ أبو جعفر وابن أبي الزناد والسلمي ومحبوب عن أبي عمرو "حرم" مشددًا مبنيًا للمفعول.
- وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي "حرم" بفتح الحاء وضم الراء مخففة، فهو فعل لازم، والميتة وما بعدها على الرفع.
[معجم القراءات: 1/334]
{الميتة والدم ولحم الخنزير}
- قراءة بالنصب "الميتة..." في الكلمات الثلاث، على أن الأولى مفعول به للفعل حرم، وما بعدها عطف عليها.
- وقرأ ابن أبي عبلة وأبو جعفر وأبو عبد الرحمن السلمي وابن أبي الزناد وأبو رجاء العطاردي "الميتة...." بالرفع، وكذلك مع ما بعده، وتخريج هذه القراءة كما يلي:
1- الرفع على أنه فاعل على قراءة أبي عبد الرحمن السلمي "حرم"
2- الرفع على أنه نائب عن الفاعل على قراءة أبي جعفر ومن معه "حرم"
3- الرفع على أنه خبر "إن" مفصولة من "ما"، وذلك على ما ذكره الطبري من أمر هذه القراءة.
{الميتة}
- وقرأ أبو جعفر وخلاد عن عاصم "الميتة" بتشديد الياء وهو في جميع المواضع لأبي جعفر.
- وقراءة الجماعة بالتخفيف "الميتة"، والتضعيف أصل للتخفيف، وهما لغتان جيدتان.
{وما أهل به لغير الله}
- وجدت نصًا في المذكر والمؤنث، وفي معاني الفراء. وهو:
[معجم القراءات: 1/235]
"وما أهل للطواغي" قال: في إحدى القراءتين يريد جمع الطاغوت.
وهي قراءة -إن ثبتت- فهي محمولة على التفسير، هذا ما يغلب على ظني.
{فمن اضطر}
- قرأ عاصم وحمزة وأبو عمرو والمطوعي والحسن ويعقوب والزهري وطلحة اليامي وابن أبي ليلى القاضي وأبو عثمان عمرو، وعمرو بن ميمون بن مهران، وطلحة بن سليمان الرازي وسلام: "فمن اضطر" بكسر النون، وذلك لالتقاء الساكنين.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير والكسائي وعبد الرحمن الأعرج وأبو جعفر وشيبة ويحيى بن وثاب والأعمش وخلف بن هشام وعيسى بن عمر الثقفي وأيوب بن المتوكل وابن محيصن السهمي: "فمن اضطر" بضم النون.
قال أبو حيان: "وتوجيه الضم أنه إتباع [أي إتباع حركة النون لحركة الطاء] ولم يعتدوا بالساكن لأنه حاجز غير حصين، أو ليدلوا على أن حركة الهمزة المحذوفة كانت ضمة".
[معجم القراءات: 1/236]
{اضطر}
- وقرأ أبو جعفر وأبو السمال "اضطر" بكسر الطاء، وأصله اضطرر، فلما أدغم الراء في الراء نقل حركة الراء الأولى إلى الطاء، وهي لغة ربيعة حكاها أبو عمرو عنهم.
- وقرأ ابن محيصن "فمن أطر" بإدغام الضاد في الطاء حيث وقع.
{فلا إثم عليه}
- قرأ سالم وأبو جعفر المنصور بالوصل "فلثم عليه"، بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على اللام). [معجم القراءات: 1/237]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس