عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 02:38 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة البقرة
[من الآية (89) إلى الآية (91) ]


{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}

قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وكذا رويس وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ولما جاءهم كتب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنه الله على الكفرين (89)}
{جاءهم}
تقدمت الإمالة فيه قبل قليل في الآية/87
[معجم القراءات: 1/149]
{مصدق}
قراءة الجماعة على الرفع (مصدق) صفة لـ (كتاب).
- وفي مصحف أبي: (مصدقا) بالنصب، وبه قرأ ابن أبي عبلة وابن مسعود
والنصب هنا على الحال من (كتاب) وإن كان نكرة، وقد أجاز سيبويه ذلك بلا شرط، وقد تخصصت بالصفة، فقريت من المعرفة.
{الكافرين}
قراءة بالإمالة أبو عمرو وابن ذكوان والصوري والدوري والكسائي ورويس والأزرق وورش بالتقليل.
وتقدم مثل هذا مع الآيتين: 19، 34). [معجم القراءات: 1/150]

قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (35 - وَاخْتلفُوا فِي قَوْله {أَن ينزل الله من فَضله} 90 فِي تَشْدِيد الزَّاي من {ينزل} وتخفيفها
فَقَرَأَ نَافِع {ينزل} مُشَدّدَة الزَّاي فِي كل الْقُرْآن
إِذا كَانَ فعلا فِي أَوله يَاء أَو تَاء أَو نون
وَإِذا كَانَ فِي أول الْفِعْل مِيم لم يسْتَمر فِيهِ على وَجه وَاحِد
وَكَانَ يشدد حرفا وَاحِدًا فِي الْمَائِدَة قَوْله تَعَالَى {إِنِّي منزلهَا عَلَيْكُم} 115 ويخفف مَا سواهُ فَإِذا كَانَ مَاضِيا لَيْسَ فِي أَوله ألف وَكَانَ فعل ذكر خفف الزَّاي مثل قَوْله تَعَالَى {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} الشُّعَرَاء 193 وَمثل قَوْله {وَمَا نزل من الْحق} الْحَدِيد 16 ويشدد سَائِر مَا فِي الْقُرْآن
وَكَانَ ابْن كثير يُخَفف الْفِعْل الَّذِي فِي أَوله يَاء أَو تَاء أَو نون فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فِي الْحجر {وَمَا ننزله إِلَّا بِقدر} 21 وَفِي بني إِسْرَائِيل {وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء} الْإِسْرَاء 82 وفيهَا أَيْضا {حَتَّى تنزل علينا} 93
وَلَا يُخَفف {وَمَا نزل من الْحق} الْحَدِيد 16
ويخفف {منزلهَا} الْمَائِدَة 115 و{منزل} الْأَنْعَام 114 و{منزلين} آل عمرَان 124
ويخفف {نزل بِهِ الرّوح}
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {ينزل} و{ننزل} و{منزل} وَمَا أشبه ذَلِك بِالتَّخْفِيفِ فِي جَمِيع الْقُرْآن إِلَّا حرفين فِي سُورَة الْأَنْعَام {قل إِن الله قَادر على أَن ينزل آيَة} الْأَنْعَام 37 وَفِي الْحجر {وَمَا ننزله إِلَّا بِقدر} ويخفف {منزل} و{منزلين} و{منزلهَا}
ويشدد {نزل} فِي كل الْقُرْآن إِلَّا فِي قَوْله {نزل بِهِ الرّوح الْأمين} فَإِنَّهُ يخففه
وَكَانَ عَاصِم فِي رِوَايَة أبي بكر يشدد {ينزل} و{تنزل} و{ننزل} فِي جَمِيع الْقُرْآن و{منزلهَا} فِي الْمَائِدَة و{وَمَا نزل من الْحق} و{نزل بِهِ الرّوح الْأمين} فِي كل الْقُرْآن
وَقَالَ حَفْص عَن عَاصِم {نزل بِهِ الرّوح} خَفِيفَة {وَمَا نزل من الْحق} خَفِيفَة
وَقَالَ أَبُو بكر عَن عَاصِم هما مشددان
وروى حَفْص عَن عَاصِم أَنه شدد {أَنه منزل من رَبك} فِي سُورَة الْأَنْعَام 114 و{منزلهَا} فِي الْمَائِدَة 115
وَقَرَأَ ابْن عَامر بتَشْديد ذَلِك كُله وَمَا أشبهه فِي كل الْقُرْآن
وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ننزل} و{ينزل} و{نزل بِهِ الرّوح الْأمين} {وَمَا نزل من الْحق} مشددا كل ذَلِك إِلَّا حرفين فِي سُورَة لُقْمَان {وَينزل الْغَيْث} لُقْمَان 34 وَفِي حم عسق {وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث} الشورى 28
ويخففان {منزلهَا} و{منزلون} و{منزلين} حَيْثُ وَقع). [السبعة في القراءات: 164 - 165]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({أن ينزل الله} خفيف مكي بصري إلا في سبحان موضعين شددهما مكي وسهل. وفي الأنعام {على أن ينزل آية} مشددة البصريون، وزاد يعقوب وسهل في
[الغاية في القراءات العشر: 181]
النحل {بما ينزل} وسهل في {عسق} {ولكن ينزل بقدر} وخفف حمزة والكسائي وخلف {ينزل الغيث} في لقمان وفي عسق.
ولم يختلفوا في الحجر {وما ننزله إلا بقدر معلوم} مشدد). [الغاية في القراءات العشر: 182]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({وباءو} [61، 90، آل عمران: 112]: بالكسر حيث جاء ورش طريق ابن الصلت، بين اللفظين سالم.
وقال ابن الصلت وحماد الكوفي عن الشموني {عصوا وكانوا} [61]، ونحوه: لا يشدد الواو الثانية. زاد ابن الصلت تخفيفًا عن سالم).[المنتهى: 2/572] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ({أن ينزل} [90]، وبابه: بالتخفيف إلا في سبحان {وننزل} [82]،
[المنتهى: 2/577]
و{حتى تنزل} [93] مكي.
كلها خفيف إلا في الأنعام {أن ينزل آيةً} [37]: بصري غير أيوب. زاد سلام ويعقوب وسهل {بما ينزل} في النحل [101]. وخفف «هما»، وخلف {وينزل الغيث} [لقمان: 34]، الشورى: 28] فيهما.
واتفق من ذكرت على تشديد {وما ننزله} في الحجر [21]).[المنتهى: 2/578] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عرو (وتنزل وننزل وينزل) إذا كن مستقبلا مضموم الأول بالتخفيف حيث وقع، وخالف ابن كثير أصله في موضعين في سبحان فشددهما: قوله عز وجل: (وننزل من القرآن) و(حتى تنزل علينا).
وخالف أبو عمرو أيضًا أصله في موضع قوله تعالى في الأنعام: (قادر على
[التبصرة: 157]
أن ينزل آية) فشدده، وقرأ الباقون بالتشديد في جميع القرآن غير أن حمزة والكسائي خففا موضعين، أحدهما في لقمان قوله عز وجل (وينزل الغيث ويعلم) والثاني في الشورى قوله تعالى: (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا)، وكلهم شددوا قوله تعالى: (وما ننزله إلا بقدر معلوم) ). [التبصرة: 158]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {ينزل} (90)، و: {تنزل} (النساء: 153)، و: {ننزل} (الحجر: 8)، إذا كان فعلاً مستقبلاً مضموم الأول: بالتخفيف، حيث وقع.
واستثنى ابن كثير: {وننزل من القرآن}، و{حتى تنزل علينا} في سبحان (الإسراء: 82، 93).
[التيسير في القراءات السبع: 229]
واستثنى أبو عمرو: {على أن ينزل آية} في الأنعام: (37).
والذي في الحجر (21): مجمعٌ عليه بالتشديد.
والباقون: بالتشديد بلا خلاف.
واستثنى حمزة، والكسائي من ذلك حرفين: في لقمان (34): {وينزل الغيث}، وفي: حم عسق (الشورى: 28): {وهو الذي ينزل الغيث} فخففاهما). [التيسير في القراءات السبع: 230]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب ينزل وننزل وتنزل إذا كان [فعلا] مستقبلا مضموم الأول بالتّخفيف حيث وقع واستثنى ابن كثير (وننزل من القرآن ما هو) و(حتّى تنزل علينا) في سبحان، واستثنى أبو عمرو ويعقوب (على أن ينزل آية) في الأنعام.
[تحبير التيسير: 291]
قلت: واستثنى يعقوب (والله أعلم بما ينزل) في النّحل والله الموفق، و[التّشديد] الّذي في الحجر مجمع عليه والباقون بالتّشديد واستثنى حمزة والكسائيّ وخلف من ذلك حرفين في لقمان (وينزل الغيث) وفي عسق (الّذي ينزل الغيث) فخففوهما). [تحبير التيسير: 292]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يُنَزِّل)، و(يُنَزِل)، وبابه خفيف في جميع القرآن إلا قوله: (وَمَا نُنَزِّلُهُ) في الحجر مكي وبصري غير أيوب استثنى بصري في الأنعام (عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ) فشدده استثنى يَعْقُوب وسهل وسلام في النحل (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ) فشددوا استثنى سهل ولكن في سبحان موضعين (وَنُنَزِّلُ)، (حَتَّى تُنَزِّلَ) فثقلا استثنى سهل في عسق (وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ)، الباقون مشدد غير أن حَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ والكسائي غير قاسم حففَا في لقمان وعسق مع (اَلغَيثَ)، واستثنى طَلْحَة (يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ) في النحل و(إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ) في الشعراء (وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ) في الروم فشدده، زاد الزَّعْفَرَانِيّ في الحجر (وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ) فخفف (مُنزِلِينَ) في آل عمران مشدد الوليد بن حسان، ودمشقي، وابن مقسم، والهمداني (مُنَزِّلُهَا) في المائدة مشددة مدني شامي، وعَاصِم، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن، الباقون خفيف (مُنَزَّلٌ) في الأنعام مشدد شامي، وحفص، وابْن مِقْسَمٍ، ويزيد عن إسماعيل عن نافع، وأبو ربيع عن يزيد عن أبي بكر، والحسن، والْأَعْمَش، و(إِنَّا مُنْزِلُونَ) مشدد في العنكبوت شامي غير ابن حيوة وابْن مِقْسَمٍ، وأبو الحسن، والجعفي، والْمُعَلَّى عن أبي بكر، وعبد الوارث عن أَبِي عَمْرٍو، (وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) خفيف في الحديد نافع غير اختيار، ورش، والْمُسَيَّبِيّ، وحفص، والمفضل والزَّعْفَرَانِيّ، وضم نونها عبد الوارث، وعباس، وهارون، ويونس، ومحبوب بن الحسن عن زبان، والحسن، والْجَحْدَرِيّ، وقَتَادَة، والْأَعْمَش، والباقون وفي (يُنَزِّل) مثقل، وفي (مُنزلُهَا) وأخواتها خفيف، وفي (نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) ثقيل وهذا هو الاختيار للتكثير ولأن قراءته أكثر). [الكامل في القراءات العشر: 489]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([90]- {يُنَزِّلَ} والمضارع كله، بالتخفيف: ابن كثير وأبو عمرو.
واستثنى ابن كثير {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [82] {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا} [93] في سبحان. واستثنى أبو عمرو {عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ} في [الأنعام: 37].
الباقون بالتشديد.
واستثنى حمزة الكسائي {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} في [لقمان: 34]، وفي [الشورى: 28].
واتفق القراء على تشديد {وَمَا نُنَزِّلُهُ} في [الحجر: 21]). [الإقناع: 2/600]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (468 - وَيُنْزِلُ خَفِّفْهُ وَتُنْزِلُ مِثْلُهُ = وَتُنْزِلُ حَقٌّوَهْوَ في الْحِجْرِ ثُقِّلاَ
469 - وَخُفِّفَ لِلْبَصْرِي بِسُبْحَانَ وَالَّذِي = في اْلأَنْعَامِ لِلْمَكِّي عَلَى أَنْ يُنَزِّلاَ
470 - وَمُنْزِلُهَا التَّخْفِيفُ حَقٌّ شِفَاؤُهُ = وَخُفِّفَ عَنْهُمْ يُنْزِلُ الْغَيْثَ مُسْجَلاَ). [الشاطبية: 38]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([468] وينزل خففه وتنزل مثله = وتنزل (حقٌ) وهو في الحجر ثقلا
نزَّل وأنزل: قد يكونان بمعنى واحد، وهو التعدية؛ نحو: نزَّلت القوم منازلهم، وكذلك أنزلتهم، وأخبرتك بكذا وخبرتك؛ وقد يكون نزَّل للتكرير والتكثير. ولذلك أجمعوا على تشديد {وما ننزله إلا بقدرٍ معلوم} في الحجر، لظهور معنى التكرير والتكثير فيه.
وإنما قال (حق)؛ لأن أنزل في القرآن أكثر من نزَّل.
وبذلك احتج أبو عمرو بن العلاء.
فهذه القراءة محمولة على الأكثر المجتمع عليه نحو: {الذي أنزل على عبده الكتب}، {وأنزلنا من السماء}، {وبالحق أنزلنه}، و{بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك}.
[فتح الوصيد: 2/649]
[469] وخفف لـ (لبصري) بسبحان والذي = في الأنعام لـ (لمكي) على أن يُنزلا
في سبحان موضعان: {وننزل من القرآن}، و(حتى تنزل علينا كتبًا نقرؤه).
وإنما قال: (وخفف البصري)، ولم يقل وثقل للمكي، لأن المكي هو الذي خالف أصله.
ولأنه لو قال ذلك، لظن أنه لم يثقل سوى المكي.
وطلب بذلك الإيجاز أيضًا، ليبني عليه مذهب ابن كثير في الأنعام، فيأتي بجميع ذلك في بيت واحد.
فأبو عمرو منفرد بتخفيف الذي بسبحان، جاريًا في ذلك على أصله.
وإنما شدد ابن كثير في سبحان وكان من أصله أن يخفف، ليجمع بين اللغتين؛ ولأن (ولو نزلنا عليك كتبًا في قرطاس) مشدد، وهو جواب (حتى تنزل علينا كتبا نقرؤه)؛ ولأن {وننزل من القرءان}، قراءة دالة على الحالة التي نزل عليها من التكرير والتنجيم شيئًا بعد شيء.
وإنما ثقل أبو عمرو {قل إن الله قادر على أن ينزل اية}، لأنه جاء في جواب: {وقالوا لولا نزل عليه}، فقرأه على لفظه.
هذا مع ثبوت جميع ذلك نقلًا. وليس للأئمة فيه إلا الاختيار.
[فتح الوصيد: 2/650]
[470] ومنزلها التخفيف (حق) (شـ)فاؤه = وخفف عنهم ينزل الغيث مسجلا
قوله: (حق شفاؤه)، ثناء على قراءة التخفيف، لأن قبله: {ربنا أنزل}.
فأما {وينزل الغيث} في لقمان، وقوله في الشورى: {ينزل الغيث من بعد ما قنطوا}، فإن حمزة والكسائي خالفا أصلهما في تخفيفه، وجرى فيه ابن كثير وأبو عمرو على أصلهما.
وإنما خففه حمزة والكسائي، لقوله: {أنزل من السماء ماء}، فلما جاء أنزل في المطر، كان المستقبل فيه مثله). [فتح الوصيد: 2/651]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [468] وينزل خففه وتنزل مثله = وننزل حق وهو في الحجر ثُقلا
ح: (وينزل) و (تنزل) و (وننزل): مبتدءات، ما بعدها: أخبارها، و(هو): راجع إلى (ننزل)، وكذلك: ضمير (ثقلا.
ص: أي: خفف ابن كثير وأبو عمرو {ينزل} [90] في جميع القرآن إذا كان في أوله ياء أو تاء أو نون، من الإنزال، والباقون على التثقيل من التنزيل، وهما لغتان.
وقيل: التثقيل يدل على التكرير، ويرده قوله تعالى: {لولا نُزل عليه القرآن جملة واحدةً} [البقرة: 32].
و(هو في الحجر): أي: الذي في الحجر، وهو: {وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} [21] شدد لكل القراء، بخلاف: {ما ننزل الملائكة} [الحجر: 8] إذ تثقيله لحمزة والكسائي وحفص.
والعلة: أن ما تكرر وقوعه شيئًا بعد شيء يجيء مثقلًا غالبًا، ولما كان هذا الموضع بعد قوله تعالى: {وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه} [الحجر:
[كنز المعاني: 2/25]
[21]، وكان ينزل ذلك شيئًا فشيئًا حسن التثقيل.
[469] وخفف للبصري بسبحان والذي = في الأنعام للمكي على أن ينزلا
ح: فاعل: (خفف): ضمير (ينزل): (بسبحان): ظرفه، و(الذي في الأنعام): الموصول مع الصلة: مبتدأ، (للمكي): خبر، (على أن ينزلا): عطف بيان.
ص: أي: خفف أبو عمرو البصري فقط موضعي سبحان، وهما: {وننزل من القرآن ما}، {حتى تنزل علينا} [الإسراء: 82، 93]، فخالف ابن كثير أصله فشددهما.
وخفف المكي ابن كثير فقط: {إن الله قادرٌ على أن ينزل آية} في الأنعام [37]، فخالف أبو عمرو أصله، فشدد جمعًا بين اللغتين.
[470] ومنزلها التخفيف حق شفاؤه = وخفف عنهم ينزل الغيث مسجلا
ح: (منزلها): مبتدأ، (التخفيف): مبتدأ ثانٍ، (شفاؤه): ثالث، (حق): خبره، والجملة: خبر الثاني، والمجموع: خبر الأول، و(ينزل): فاعل (خفف)، (عنهم): متعلق به، (مسجلا): نعت مصدر محذوف، أي: تخفيفًا مطلقًا.
ص: أي: وافق حمزة والكسائي أبا عمرو وابن كثير في تخفيف {قال الله إني منزلها} [المائدة: 115]، ليطابق ما قبله: {ربنا آتنا علينا}
[كنز المعاني: 2/26]
[المائدة: 114]، وكذلك في تخفيف: {وينزل الغيث} في لقمان [34] والشورى [28] ليطابق: {وأنزل من السماء} [البقرة: 22]، {وأنزلنا من السماء ماءً} [المؤمنون: 18] في غير موضع). [كنز المعاني: 2/27]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (466- وَيُنْزِلُ خَفِّفْهُ وَتُنْزِلُ مِثْلُهُ،.. وَتُنْزِلُ "حَقٌّ" وَهْوَ في الحِجْرِ ثُقِّلا
التخفيف في هذا والتشديد لغتان، وقيل في التشديد دلالة على التكثير والتكرير، وبناء فعل يكون كذلك غالبا وأنزل ونزل واحد في التعدية، وأنزل أكثر استعمالا في القرآن، ويدل على أن نزل المشدد في معنى أنزل إجماعهم على قوله تعالى: {لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً}، وإنما كرر الناظم هذه الألفاظ الثلاثة؛ لأن مواضع الخلاف في القراءتين لا يخرج عنها من جهة أن أوائل الأفعال لا تخلو من ياء أو تاء أو نون، وقوله وهو عائد على آخر الألفاظ الثلاثة المذكورة وهو ننزل؛ لأن الذي في الحجر موضعان أحدهما لحمزة والكسائي وحفص:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/308]
{مَا نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ}، والآخر لجميع القراء وهو قوله: {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ}.
وفي هذا البيت نقص في موضعين: أحدهما أن الألفاظ التي ذكرها لا تحصر مواضع الخلاف من جهة أن مواضع الخلاف منقسمة إلى فعل مسند للفاعل كالأمثلة التي ذكرها وإلى أمثلة مسندة للمفعول ولم يذكر منها شيئا نحو: {أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} {مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}؛ فضابط مواضع الخلاف أن يقال كل مضارع من هذا اللفظ ضم أوله سواء كان مبنيا للفاعل أو للمفعول وقوله ضم أوله احترازا من مثل قوله: {وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}، وبذلك ضبطه صاحب التيسير فقال: إذا كان مستقبلا مضموم الأول وكذا قال مكي وغيره: الموضع الثاني الذي في الحجر لم يبين من ثقله، وليس في لفظه ما يدل على أن تثقيله لجميع القراء؛ إذ من الجائز أن يكون المراد به مثقل لحق دون غيرهما خالفا أصلهما فيه كما خالف كل واحد منهما أصله فيما يأتي في للبيت الآتي، وصوابه لو قال:
وينزل حق خفه كيفما أتى،.. ولكنه في الحجر للكل ثقلا
وهذا اللفظ يشمل الموضعين في الحجر؛ لأن الأول وإن اختلفت القراءات فيه مشدد للجميع، على ما يأتي بيانه في سورته أو يقول:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/309]
ننزله في الحجر للكل ثقلا فينص على ما يوهم أنه مختلف فيه ولا حاجة إلى التنبيه على الموضع الآخر؛ لأن ذلك سيفهم من ذكره في سورته، وقلت أيضا في نظم بدل هذا البيت وما بعده في هذه المسألة ثلاثة أبيات ستأتي إن شاء الله.
467- وَخُفِّفَ لِلْبَصْرِي بِسُبْحَانَ وَالَّذِي،.. في الَانْعَامِ لِلْمَكِّي عَلَى أَنْ يُنَزِّلا
خالف أبو عمرو أصله في الأنعام فثقل لأنه جواب قوله: {وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ}،
وخالف ابن كثير أصله بسبحان وفيها موضعان وهما: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ}، {حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا}.
فثقل فيهما جمعا بين اللغتين وبين الذي في الأنعام بقوله: على أن ينزل فهو عطف بيان، ولو عكس فقال: وثقل للمكي بسبحان والذي في الأنعام للبصري لأوهم انفراد كل واحد منهما بذلك وليس الأمر كذلك.
468- وَمُنْزِلُهَا التَّخْفِيفُ "حَقٌّ" شِفَاؤُهُ،.. وَخُفِّفَ عَنْهُمْ يُنْزِلُ الغَيْثَ مُسْجَلا
وافق حمزة والكسائي على تخفيف: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} في المائدة، كقوله تعالى قبله: {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً}، وعلى تخفيف {يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} في لقمان والشورى؛ لقوله في غير موضع: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}.
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/310]
ومسجلا: أي مطلقا، وهو نعت مصدر محذوف أي تخفيفا مطلقا ليعم الموضعين، وقلت أنا ثلاثة أبيات بدل هذه الثلاثة:
وينزل مضموم المضارع خفه،.. لحق على أي الحروف تنقلا
وخفف للبصري بسبحان والذي،.. في الَانعام للمكي وفي الحجر ثقلا
لكل وحق شاء منزلها وينـ،.. ـزل الغيث تخفيفا بحرفين أسجلا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 2/311]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (468 - وينزل خفّفه وتنزل مثله ... وننزل حقّ وهو في الحجر ثقّلا
469 - وخفّف للبصري بسبحان والذي ... في الانعام للمكّي على أن ينزّلا
470 - ومنزلها التّخفيف حقّ شفاؤه ... وخفّف عنهم ينزل الغيث مسجلا
قرأ المكي والبصري كل فعل مضارع من لفظ يُنَزِّلَ* مضموم الأول بتخفيف الزاي ويلزمه سكون النون سواء كان مبدوءا بياء الغيب مثل: أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ، أم بتاء الخطاب نحو: يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ. أم بنون العظمة نحو إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً. وسواء كان مبنيّا للمعلوم كهذه الأمثلة، أو مبنيّا للمجهول نحو: أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ، ونحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ. وقولنا: مضموم الأول؛ خرج به، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها*، فلا خلاف بين القراء في تخفيف زائه. وقرأ الباقون بتشديد الزاي منه فتح النون وقوله: (وهو في الحجر ثقلا) معناه: أن كل ما في الحجر ثقّل لجميع القراء كما يفيده الإطلاق.
[الوافي في شرح الشاطبية: 206]
وفي الحجر موضعان: أولهما ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ، والثاني:
وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ، ولا خلاف بين القراء السبعة في تشديدهما، وخفف أبو عمرو ما* في سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى وإطلاقه يتناول موضعيها وهما وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ، حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً. وشددهما ابن كثير مع باقي القراء فخالف فيهما مذهبه، وخفف ابن كثير موضع الأنعام عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وشدده البصري مع الباقين فخالف فيه مذهبه، وخفف ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي الزاي في هذه المواضع: إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ في المائدة، وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا في الشورى، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ في لقمان.
وشدد الباقون في هذه المواضع). [الوافي في شرح الشاطبية: 207]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُنَزِّلَ وَبَابِهِ إِذَا كَانَ فِعْلًا مُضَارِعًا، أَوَّلُهُ تَاءٌ، أَوْ يَاءٌ، أَوْ نُونٌ مَضْمُومَةٌ فَقَرَأَهُ ابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ بِالتَّخْفِيفِ حَيْثُ وَقَعَ إِلَّا قَوْلَهُ فِي الْحِجْرِ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ فَلَا خِلَافَ فِي تَشْدِيدِهِ لِأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ الْمَرَّةَ بَعْدَ الْمَرَّةِ، وَافَقَهُمْ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ عَلَى يُنَزِّلُ الْغَيْثَ فِي لُقْمَانَ وَالشُّورَى، وَخَالَفَ الْبَصْرِيَّانِ أَصْلَهُمَا فِي الْأَنْعَامِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً فَشَدَّدَاهُ، وَلَمْ يُخَفِّفْهُ سِوَى ابْنِ كَثِيرٍ، وَخَالَفَ ابْنُ كَثِيرٍ أَصْلَهُ فِي مَوْضِعَيِ الْإِسْرَاءِ، وَهُمَا وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ، وَحَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ.
[النشر في القراءات العشر: 2/218]
فَشَدَّدَهُمَا، وَلَمْ يُخَفِّفِ الزَّايَ فِيهِمَا سِوَى الْبَصْرِيِّينَ، وَخَالَفَ يَعْقُوبُ أَصْلَهُ فِي الْمَوْضِعِ الْأَخِيرِ مِنَ النَّحْلِ، وَهُوَ قَوْلُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ فَشَدَّدَهُ، وَلَمْ يُخَفِّفْهُ سِوَى ابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو، وَأَمَّا الْأَوَّلُ، وَهُوَ قَوْلُهُ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ فَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ. وَالْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ حَيْثُ وَقَعَ). [النشر في القراءات العشر: 2/219]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير والبصريان {ينزل}، و{تنزل} و{ننزل} كيف جاء مضارعًا أوله غير همزة بالتخفيف، إلا قوله في الحجر {وما ننزله إلا بقدرٍ معلومٍ} [الحجر: 21]، وافقهم حمزة والكسائي وخلف في {وينزل الغيث} في لقمان [34] والشورى [28]، وخفف ابن كثير وحده {أن ينزل آية} في الأنعام [37]، وخفف البصريان وحدهما {وننزل من القرآن} [الإسراء: 82]، و{حتى تنزل علينا} في سبحان [93] وخفف ابن كثير وأبو عمرو وحدهما {والله أعلم بما ينزل} في النحل [101]، والباقون بالتشديد حيث وقع). [تقريب النشر في القراءات العشر: 459]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (461- .... .... ينزل كلاًّ خفّ حق = لا الحجر والأنعام أن ينزل دق
462 - لاسرى حمًا والنّحل الاخرى حز دفا = والغيث مع منزلها حقٌّ شفا). [طيبة النشر: 63]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ن) ال (مدا) ينزل كلّا خفّ (حق) = لا الحجر والإنعام أن ينزل (د) ق
أي كل ما ورد من لفظ ينزل الذي هو على هذه الصورة، وهو أن يكون أوله ياء أو تاء أو نونا مضمومة نحو «أن ينزّل الله، وأن تنزّل عليهم، وننزّل من القرآن» قرأه بالتخفيف ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب إلا مواضع يذكرها، والتخفيف والتشديد في ذلك كله لغتان، وقيل في التشديد دلالة على التكثير والتكرير، فإن بناء فعل يكون غالبا كذلك قوله: (لا الحجر) أي غير الحرف الذي في الحجر يريد قوله تعالى «وما ننزله إلا بقدر معلوم» فإنه لا خلاف في تشديده، لأن الآية تدل على تنزيل شيء بعد شيء من قوله «وإن مّن شيء» وهو حرف تبعيض، وقوله «إلا عندنا خزائنه» دليل على التكثير، وقوله تعالى «إلا بقدر
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 179]
معلوم» وهو أيضا يدل على نزول الشيء بعد الشيء قوله: (والأنعام) أي والحرف الذي في الأنعام وهو قوله تعالى (أن ينزل آية» خففه ابن كثير وحده، وإنما خالف أبو عمرو ويعقوب أصلهما فيه لأنه جواب قوله «لولا نزّل عليه آية من ربه»، قوله: (في آخر البيت دق) أي لطف، لأنه جاء مناسبا لما قبله.
الاسرى (حما) والنّحل الاخرى (ح) ز (د) فا = والغيث مع منزلها (حقّ) (شفا)
يعني والحرفين اللذين في الإسراء وهما «وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا كتابا» خففهما أبو عمرو ويعقوب، وخالف ابن كثير أصله فيهما لقوله «ونزّلناه تنزيلا»، قوله: (والنحل الأخرى) يعني الذي وقع آخرا في النحل وهو «والله أعلم بما ينزل» خففه ابن كثير وأبو عمرو، وإنما خالف يعقوب أصله لمجاورة قوله تعالى «قل نزّله روح القدس» قوله: (والغيث مع منزلها) أي وخفف ينزل الذي بعده الغيث، يريد قوله تعالى «وينزل الغيث» في لقمان والشورى، و «منزلها» في آخر المائدة ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي وخلف، وإنما خالف حمزة والكسائي وخلف فيه أصلهم لقوله تعالى في غير موضع «أنزل من السماء، وأنزلنا من السماء»
ولقوله في منزلها «ربنا أنزلنا علينا مائدة» قوله:
(دفا) هو من السخونة: أي تلفف، كنى به عن الفطنة: وهي الذكاء والفهم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 180]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
نال (مدا) ينزل كلّا خفّ (حقّ) = لا الحجر والأنعام أن ينزل (د) ق
ش: أي: خفف [مدلول] (حق) ابن كثير وأبو عمرو، ويعقوب زاي ننزل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/170]
بعد إسكان النون، المضارع بغير الهمزة المضموم الأول المبني للفاعل، أو للمفعول حيث حل [إلا] ما خص مفصلا، نحو: أن ينزل الله [البقرة: 90] أو أن تنزل عليهم سورة [التوبة: 64]، وننزل عليهم من السماء آية [الشعراء: 4].
فخرج بالمضارع الماضي نحو: مّا نزّل [الأعراف: 71]، وبغير الهمزة نحو:
[سأنزل] [الأنعام: 93] واندرجت الثلاثة وبالمضموم الأول، نحو: وما ينزل من السّمآء [سبأ: 2، والحديد: 4].
وأجمعوا على التشديد في قوله تعالى: وما ننزّله إلّا بقدر مّعلوم في الحجر [21]، وانفرد ذو دال (دق) ابن كثير بتخفيف الزاي من قل إن الله قادر على أن ينزل آية [الأنعام: 37]، وخالف البصريان أصلهما فيه.
ثم كمل المخصص فقال:
ص:
لأسرى (حما) والنّحل الأخرى (ح) ز (د) فا = والغيث مع منزلها (حقّ) (شفا)
ش: أي: وانفرد البصريان بتخفيف وننزل من القرآن وحتى تنزل علينا كتابا كلاهما بالإسراء [الآيتان: 82، 93].
وخالف ابن كثير أصله فشددهما.
وانفرد ابن كثير وأبو عمرو بتخفيف والله أعلم بما ينزل وهو آخر النحل [الآية: 101].
وأما الأول، وهو: ينزّل الملئكة [النحل: 2] فهم فيه على أصولهم.
واتفق مدلول (حق) البصريان، وابن كثير، و[مدلول] «كفا» الكوفيون على تخفيف وهو الذي ينزل الغيث في الشورى [الآية: 28]، ومنزلها عليكم بالمائدة [الآية: 115].
تنبيه:
علم المعلوم من قوله: «كلا»، وعلم إسكان النون من لفظه، وفتحها مع التشديد من
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/171]
المجمع عليه.
وأطلق الآراء ليفهم موضعيها، وقيد الأنعام بـ «أن» فخرج ما لم ينزّل به عليكم [الأنعام: 81].
وشمل قوله: «كلا» المجهول، وخرج المفتوح الأول لعدم شموله.
تنبيه: نزّل به الرّوح [الشعراء: 193]، وو ما نزل من الحقّ [الحديد: 16]، ومنزلين [يس: 28]، ومنزّل من [الأنعام: 114]، ومنزلون [العنكبوت: 34] تأتي [في] مواضعها.
وجه التخفيف: أنه مضارع المعدى بالهمزة.
ووجه التشديد: أنه مضارع [نزل] المعدى بالتضعيف، وليس التضعيف هنا للتكثير؛ بدليل: وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرءان جملة وحدة [الفرقان: 32]، والقراءتان على حد نزّل عليك الكتب [آل عمران: 3]، وو أنزل التّورية [آل عمران: 3].
ووجه مخالفة البصريين أصلهما في الأنعام المناسبة؛ لأنه جواب قوله تعالى: ويقولون لولا أنزل عليه ءاية من رّبّه [يونس: 20].
وجه مخالفة ابن كثير أصله في (الإسراء): أن تشديد الأول دال على الحالة التي نزل عليها القرآن، وهو التفخيم تخيلا، وتشديد الثاني مناسبة جوابه في قوله تعالى: ولو نزّلنا عليك كتبا في قرطاس [الأنعام: 7].
ووجه تخفيف منزلها [المائدة: 115] استمرار الأصل على أصله [في إلحاق الفرع بالأصل].
ومناسبة الموافقة ربّنآ أنزل [المائدة: 114]، وحمل وينزل الغيث [لقمان: 34] على معناه نحو: أنزل من السّمآء مآء [الرعد: 17].
[ووجه] اتفاقهم على وما ننزّله [الحجر: 21]: الجمع، وصورة التكرير؛ لظهور معنى التكثير فيه.
ووجه تشديد ما ننزّل الملائكة [الحجر: 8] عند المخفف: عدم شرطه، وهو ضم أوله، وعند المثقل: طردا لأصله. [والله أعلم] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/172]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأبدل همزة "بِئْسَمَا اشْتَرَوْا" [الآية: 90] ياء ورش من طريقيه وأبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة عليه وهي موصولة بلا خلاف). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف: في "ينزل" [الآية: 90] وبابه إذا كان فعلا مضارعا بغير همزة مضموم الأول مبنيا للفاعل أو المفعول حيث أتى، فابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بسكون النون وتخفيف الزاي من أنزل إلا ما وقع الإجماع على تشديده، وهو {وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ} [بالحجر الآية: 21] وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالتخفيف كذلك في: ينزل الغيت بلقمان والشورى كابن كثير ومن معه، وافقهم الأعمش، وقد خالف أبو عمرو وكذا يعقوب أصلهما في قوله تعالى: "عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَة" [بالأنعام الآية: 37] ولم يخففه سوى ابن كثير وافقه ابن محيصن وخالف ابن كثير أصله في موضعي الإسراء وهما: "وننزل من القرآن، وحتى تنزل علينا" [الآية: 82، 93] فشددهما ولم يخففهما إلا أبو عمرو ويعقوب وافقهما اليزيدي وخالف يعقوب أصله في الموضع الأخير من النحل وهو: "والله أعلم بما ينزل" فشدده ولم يخففه سوى ابن كثير وأبي عمرو وافقهما ابن محيصن واليزيدي، والباقون بتشديد الزاي مع فتح النون مضارع نزل المتعدي بالتضعيف، وخرج بقيد المضارع الماضي نحو: "وما أنزل الله" وبغير همزة "سأنزل"
[إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
وبالمضموم الأول "وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء" وأما "منزلها" بالمائدة فيأتي في محله، وكذا "ينزل الملائكة" بأول النحل إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم حكم إسقاط غنة النون عند الياء من نحو: "أن ينزل الله" و"من يشاء"). [إتحاف فضلاء البشر: 1/407]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأما الخلف في "ينزل" فسبق قريبا وكذا إخفاء النون عند الخاء لأبي جعفر في "مِنْ خَلاق" [الآية: 102] و"من خير" وترقيق الأزرق راء: "خير لو" بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 1/410] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ):
( {بئسما} [90] هذه متصلة، وأبدل الهمزة ياء ورش والسوسي، والباقون بالهمزة، ولم يبدل ورش همزة وقعت عينًا إلا في {بئس} [هود: 99] و(البئر) و{الذئب} [يوسف: 13] وحقق ما سوى ذلك). [غيث النفع: 390]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزل} [90] قرأ المكي والبصري بتخفيف الزاي وإسكان النون، والباقون بالتشديد وفتح النون). [غيث النفع: 390]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بمآ أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباء وبغضب علي غضب وللكفرين عذاب مهين (90)}
{بئسما}
قراءة نافع وورش وأبو عمرو وأبو جعفر والسوسي بإبدال الهمزة ياء (بيسما)
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- وقراءة الجماعة بتحقيق الهمز (بئسما).
[معجم القراءات: 1/150]
{أن يُنَزِلَ الله}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وابن محيصن ويعقوب واليزيدي "أن يُنَزِلَ الله" مخفَّفاً من "أنزل".
- وقراءة الباقين بالتشديد "أن يُنَزِّل." من الماضي: "نزَّلَ".
{وللكافرين}
انظر الإمالة فيه في الآية السابقة). [معجم القراءات: 1/151]

قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (91)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع: {النبيئين} (61)، و: {الأنبئاء} (91)، و: {النبوءة} (آل عمران: 79)، و: {النبيء} (الأعراف: 157)، حيث وقع: بالهمز.
وترك قالون الهمز في قوله في الأحزاب: {للنبي إن أراد} (50، 53)، و: {بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} في الموضعين في الوصل خاصة، على أصله في الهمزتين المكسورتين.
والباقون: بغير همز.
[التيسير في القراءات السبع: 227]
وإنما ترك قالون همز هذه المواضع لاجتماع همزتين مكسورتين من جنس واحد. هذا قول المسيبي وقالون.
وأما ورش فكان يهمز الأولى من المتفقتين، ويسهل الثانية في جميع القرآن). [التيسير في القراءات السبع: 228] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع: (النّبيين) (والأنبياء) (والنبوة) (والنّبيّ) حيث وقع [بالهمز] وترك قالون الهمز في قوله تعالى في الأحزاب (للنّبي إن أراد، وبيوت النّبي إلّا أن) في الموضعين في الوصل خاصّة، [وورش] على أصله في الهمزتين المكسورتين والباقون بغير همز). [تحبير التيسير: 288] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم إشمام "قيل" لهشام وللكسائي وكذا رويس قريبا.
وكذا إدغام لامها في لام "لهم" لأبي عمرو بخلفه كذا يعقوب من المصباح.
وكذا: وقف البزي وكذا يعقوب بزيادة هاء السكت على "فلم" بخلف عنهما وكذا همز "أنبياء" لنافع). [إتحاف فضلاء البشر: 1/408]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [91] قرأ هشام وعلي بالإشمام، والباقون بالكسر.
{وهو} لا يخفى.
{فلم} إن وقف عليه وليس بمحل وقف فالبزي بخلف عنه يزيد هاء سكت بعد الميم، والباقون يقفون على الميم اتباعًا للرسم.
{أنبئآء} قرأ نافع بالهمز قبل الألف، والباقون بالياء بدلاً من الهمزة، ولا إدغام فيه، إذ ليس قبله ياء ساكنة، وهذا بخلاف المفرد وهو {النبيء} [آل عمران: 68] منكرًا ومعرفًا، وجمع السلامة نحو {النبيئن} [61] فلا بد من الإدغام بعد الإبدال كما تقدم، وهم على أصولهم في المد.
{مؤمنين} إبداله لا يخفى، تام وقيل كاف، فاصلة ومنتهى الربع بلا خلاف). [غيث النفع: 390]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وإذا قيل لهم امنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلما تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين (91)}
{قِيلَ}
- تقدّم الإشمام فيه لهشام والكسائي ورويس.
وانظر الآية / 59 من هذه السورة.
{قيل لهم}
- تقدّم إدغام اللام في اللام لأبي عمرو ويعقوب في الآية / 59 من هذه السورة.
{بما أنزل علينا}
- كذا قراءة الجماعة على البناء للمفعول "أُنْزِلَ".
- وقرأ العباس بن الفضل عن أبي عمرو من طريق الأهوازي "بما أَنْزَلَ.." بفتح الألف، والفاعل معروف.
- وفي مصحف أُبَيّ وأنس بن مالك "بما أَنْزَلَ الله علينا"، الفعل مبني للمعلوم، والفاعل مذكور.
- وفي مختصر ابن خالويه "فما أَنْزَلَ" قراءة عن الحسن وقتادة بفتح أوله.
قلتُ: لعلها قراءة العباس السابقة وقوله "فما" تحريف!!.
[معجم القراءات: 1/151]
{وهو}
- تقدّم ضم الهاء وإسكانها في الآية /29 من هذه السورة.
- وكذا قراءة يعقوب بهاء السكت في الوقف.
{فَلِمَ}
- قراءة يعقوب البزي بهاء والسكت في الوقف "فَلِمَهْ".
- وقراءة الباقين بالميم السَّاكنة "فَلِمْ".
{تَقْتُلُونَ}
- قراءة الجماعة بالتخفيف "تَقْتُلون" من "قَتّل" الثلاثي.
- وقرأ الحسن "تقتلون" بضم التاء وفتح القاف وكسر التاء مشددة، من "قَتّل" المضعّف.
{أنبياء}
- قراءة نافع بالهمزة في موضع الياء "أنباء"، وهو المشهور عن نافع في أمثاله.
- والجماعة على الياء "أنبياء" وتقدم الحديث مفصلاً في الآية /61 في "النبيين".
{مؤمنينَ}
- قرأ أبو جعفر وورش والأزرق والأصبهاني والسوسي، وكذا أبو عمرو إذا كان في الصلاة أو أدرج القراءة، "مومنين" بدون همز.
- وكذا قراءة حمزة في الوقف.
- والباقون بالهمز "مؤمنين".
وتقدم مثل هذا في الآيتين: 3 و8). [معجم القراءات: 1/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس