الموضوع: لكن
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 10:30 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("لكنْ"
"لكن" -ساكنة "النّون"-:
ضربان:
مخفّفة من الثّقيلة: وهي حرف ابتداء لا يعمل، خلافًا للأخفش ويونس، لدخولها بعد التّخفيف على الجملتين.
وخفيفة بأصل الوضع: فإن وليها كلام فهي حرف ابتداء لمجرّد إفادة الاستدراك، وليست عاطفة، ويجوز أن تستعمل "بالواو"، نحو: {ولكن كانوا هم الظّالمين} وبدونها، نحو قول زهير:
إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره ... لكن وقائعه في الحرب تنتظر
وزعم ابن أبي الرّبيع أنّها حين اقترانها "بالواو" عاطفة جملة على جملة، وأنه ظاهر قول سيبويه، وإن وليها مفرد فهي عاطفة بشرطين:
أحدهما: أن يتقدمها نفي أو نهي، نحو: ما قام زيد "لكن" عمرو، ولا يقم زيد "لكن" عمرو، فإن قلت: قام زيد ثمّ جئت "بلكن" جعلتها حرف ابتداء، فجئت بالجملة فقلت: "لكن" عمرو لم يقم، وأجاز الكوفيّون "لكن" عمرو على العطف، وليس بمسموع.
الشّرط الثّاني: ألا تقترن "بالواو"، قاله الفارسي وأكثر النّحويين، وقال قوم: لا تستعمل مع المفرد إلّا "بالواو".
واختلف في نحو: ما قام زيد و"لكن" عمرو على أربعة أقوال:
أحدها: ليونس، إن "لكن" غير عاطفة، و"الواو" عاطفة مفرده على مفرد.
الثّاني: لابن مالك، إن "لكن" غير عاطفة، و"الواو" عاطفة لجملة حذف بعضها على جملة صرح بجميعها، قال فالتقدير في نحو: ما قام زيد و"لكن" عمرو، و"لكن" قام عمرو، وفي: {ولكن رسول الله}، و"لكن" كان رسول الله، وعلة ذلك أن "الواو" لا تعطف مفردا على مفرد مخالف له في الإيجاب والسّلب، بخلاف الجملتين المتعاطفتين، فيجوز تخالفهما فيه، نحو: قام زيد "ولم" يقم عمرو.
والثّالث: لابن عصفور، إن "لكن" عاطفة، و"الواو" زائدة لازمة.
والرّابع: لابن كيسان، إن "لكن" عاطفة، و"الواو" زائدة غير لازمة، وسمع ما مررت برجل صالح "لكن" طالح، بالخفض، فقيل على العطف، وقيل بجار مقدّر، أي: "لكن" مررت بطالح، وجاز إبقاء عمل الجار بعد حذفه لقوّة الدّلالة عليه بتقدم ذكره). [مغني اللبيب: 3 / 548 - 552]


رد مع اقتباس