الموضوع: لعلّ
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 10:18 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)


الباب الرابع: الحروف الرباعية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الرابع: الحروف الرباعية، ولما كان بعضها حرفًا محضًا وبعضها مشتركًا بين الأسماء والحروف وبعضها بين الكلم الثلاث كان هذا الباب ثلاثة أنواع أيضًا). [جواهر الأدب: 190]

النوع الأول الحروف المحضة
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الأول الحروف المحضة: وهي اثنا عشر حرفًا: "ألا" و"إلا" و"هلا" و"لولا" و"لما" و"أما" و"إمَّا" و"حتى" و"كان" و"كلا" و"لكن" مخففة و"لعل"، وعقدنا للبحث عنها فصولًا). [جواهر الأدب: 190]

الفصل الرابع: "لعل"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل الرابع: من أنواع الحروف الرباعية المحضة.
"لعل": وهي من الحروف المشبهة "إن"، فعملت كأخواتها، وفي المفصل: "لعل" هي لتوقع مرجو أو مخوف.
قال بعضهم: ما ذكره أولى من قول الأئمة لعل للترجي؛ لأن المخوف لا يرجى.
قلت: قولهم للترجي حملًا على الغالب الكثير، ويؤيده قول ابن الحاجب في شرحه للمفصل: معناها: التوقع لمرجو أو محذوف مع قوله في الكافية: "لعل" للترجي، ولو قال الزمخشري: لتوقع مرجوًا وترقب مخوف لكان أحسن، ولهذا استصعب العلماء "لعل" الواقعة في كلام الله تعالى لاستحالة التوقع منه سبحانه؛ لأنه إنما يكون فيما جهلت عاقبته، وهو تعالى بكل شيء محيط.
فقال قطرب وأبو علي: معناها التعليل، فقوله تعالى: {وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} بمعنى لتفلحوا، وهذا ألا يستقيم في مثل: {وما يدريك لعل الساعة قريب}، وقيل: هي لتحقيق مضمون الجملة الواقعة بعدها، ولا يطرد في قوله تعالى: {لعله يتذكر أو يخشى} إذ لم يحصل من فرعون التذكر والخشيان، وقوله تعالى: {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} إيمان يأس، ولهذا لم يقبل منه، وقال سيبويه: إن الرجاء أو التوقع يتعلق بالمخاطبين، وهذا هو الحق "كأو" فإنها للشك وضعًا، وفي كلامه تعالى للتشكيك والإبهام، وروى الفراء وغيره الجر بها وعزاه أبو زيد إلى عقيل، قال السيرافي: وبعضهم يجر "بلعل"، وأنشد في ذلك:
وداع دعانا من يجيب إلى النهى ..... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
فقلت ادع آخره وارفع الصوت جهرة ..... لعل أبي المغوار منك قريب
قال ابن الحاجب: الجر بها على قصد الحكاية، يعني: أنه وقع مجرورًا في موضع آخر، فالشاعر حكاه مجرورًا على ما كان، أو إنه اشتهر ذلك الرجل بأبي المغوار، "بالياء"، فجيب أن يحكى بها في الأحوال الثلاث.
قال الرضي: وهي مشكلة؛ لأن جرها عمل يختص بالحروف، ورفعها لمشابهة الأفعال، وكون حرف عامل عمل الحروف والأفعال مما لم يثبت، وأيضًا الجار لابد له من متعلق، ولا متعلق هنا لا ظاهرًا ولا مقدرًا، فهي مثل "لولا" الداخلة على المضمر المجرور، وهي عند سيبويه جارة لا متعلق لها، والبيت إن روي بفتح "اللام" الأخيرة يحتمل أن يقال: اسم "لعل" مقدر وهو ضمير الشأن، وأبي المغوار مجرور "بلام" مقدرة حذفت لتوالي "اللامات"، أي: "لعله" لأبي المغوار، ومنك: جواب قريب، ويجوز أن يقال: ثاني "لامي" "لعل" محذوف، "فاللام" المفتوحة جارة للمظهر كما نقل عن الأخفش أنه سمع عن العرب فتح "لام" الجر الداخلة على المظهر، ونقل ذلك أيضًا عن يونس وأبي عبيدة والأحمر، وإن روي بكسر "اللام" فضمير الشأن أيضًا مقدر مع حذف ثاني "لامي" "لعل" لاجتماع الأمثال، ثم أدغمت "اللام" الأولى في "لام" الجر، واختلف في "اللام" الأولى من "لعل"، فالكوفيون على أنها أصلية؛ لأن الأصل عدم التصرف في الحروف بالزيادة؛ إذ مبناها على التخفيف، والبصريون على أنها زائدة نظرًا إلى كثرة التصرف فيها والتقلب بها، وجوز زيادتها "الباء"، فإن سمى بها لم تنصرف مطلقًا للعلمية والتركيب على الثاني، والعلمية شبه العجمة؛ لأنها ليست من أوزان كلامهم على الأول.

تذنيب: "لعل" فيها لغات: "لعل"، و"عل"، و"لعن" بالمهملة، قال الشاعر:
قفا يا صاحبي بنا لعنا .... نرى العرصات أو أثر الخيام
و"لغن" بالمعجمة و"رعن" مخففتين، و"رعن" مشددة، و"عن"، و"أن"، و"لعاء" بالمد، ومنه قوله:
لعاء الله فضلكم علينا ..... بشيء أن أمكم شريم
والأولى أشهر من الثانية، وهي من البواقي، وروي فيها كسر "اللام" وفتحها، فهذه احدى عشرة لغة). [جواهر الأدب: 196 - 198]


رد مع اقتباس