الموضوع: كأنَّ
عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 11:48 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

(فصل) "كان" بالتخفيف، و"كأن" بفتح "الهمزة" وتشديد "النون"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (وأما "كأن" "بالهمز" والتشديد: فإنه حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وهو مركب من "أن" و"الكاف" الجارة التي معناها التشبيه، والأصل في قولك: "كأن" زيدًا أسد، إن زيدًا كالأسد، بكسر "الهمزة" من "إن" ثم قدمت "الكاف" اهتمامًا بالتشبيه ففتحت "همزة" "إن" لدخول حرف الجر عليها، وقد تخفف، قال الله عز وجل: {كأن لم يدعنا إلى ضر مسه}، ومنه قول الخنساء:
كأن لم يكونوا حمى يتقى .... إذ الناس إذ ذاك من عزبزا
أرادت: "كأنهم" لم يكونوا.
ولها أربعة معان:
أحدها: وهو الغالب عليها التشبيه وأطلقه الجمهور، وقيده جماعة منهم ابن السيد بكون خبرها اسمًا جامدًا نحو: "كأن" زيدًا أسد، بخلاف "كأن" زيدًا قائم، و"كأن" زيدًا في الدار، و"كأن" زيدًا عندك، و"كأن" زيدًا قام، فإنها في ذلك كله للظن الذي هو المعنى الثاني.
ثالثها: التحقيق، ذكره الكوفيون والزجاجي وأنشدوا:
فأصبح بطن مكة مقشرعًا .... كأن الأرض ليس بها هشام
أي: لأن الأرض، والتعليل حصل مع التحقيق من جهة أن الكلام في المعنى جواب لسؤال عن العلة، وأجيب بأن المراد كون هشام في باطن الأرض لا على ظهرها، فشبه كونها مقشعرة بكونها ليس فيها هشام، ولكنه فيها فما كان ينبغي أن يقشعر بطن مكة مع دفن هشام فيه، ففيه إنكار عليها.
رابعًا: التقريب قاله الكوفيون وحملوا عليه قولهم: "كأنك" بالشتاء مقبل، و"كأنك" بالفرج آت، و"كأنك" بالدنيا لم تكن، و"كأنك" بالآخر لم تزل). [مصابيح المغاني: 354 - 355]


رد مع اقتباس