عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 02:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة النور

[ من الآية (1) إلى الآية (3) ]

{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)}


قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (وفرضناها).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (وفرّضناها) بتشديد الراء.
وقرأ سائر القراء (وفرضناها) بتخفيف الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (وفرّضناها) بالتشديد فالمعنى: أنزلنا منها فرضا بعد فرض، فلما كثرت شدد الفعل.
ومعنى فرّضنا: بيّنّا وفصلنا ما فيها من أمر ونهي وتوقيف وحدٍّ.
ومن خفف فمعناه: ألزمناكم العمل بما بيّن فيها من الواجبات والحقوق). [معاني القراءات وعللها: 2/201]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {وفرضناها} [1].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا. فمن شدد فمعناه: بيناها وفصلناها وأحكمناها فرايض مختلفة.
وقال الفراء: من شدد فمعناه: فرضناه عليك وعلى من يجيئ بعدك. فالتشديد للتكثير، والدوام. ومن خفف يجعله من الفرض فرضنا؛ لأن الله تعالى ألزم العباد به لزومًا لا يفارقهم حتى الممات، مأخوذ من فرض القوس، وهو الحز الذي فيه الوتر. والفرض في غير هذا: صنف من التمر. قال الشاعر:
إذا أكلت سمكًا وفرضًا = ذهبت طولاً وذهبت عرضًا
والفرض أيضاً: نزول القرآن. قال الله تعالى: {إن الذي فرض عليك القرءان لرآدك إلى معاد} أي: إلى وطنك بمكة، و{سورة أنزلناها}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/98]
يرتفع عند الكوفيين والبصريين بإضمار هذه سورة؛ لأن النكرة لا يبتدأ بها.
وقرأ عيسى بن عمر {سورة أنزلناها} بإضمار فعل [تقديره:] أنزلنا سورة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/99]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التّشديد والتّخفيف من قوله عزّ وجلّ: وفرضناها [1].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (وفرّضناها) مشدّدا.
وقرأها الباقون مخففة.
قال أبو علي: معنى فرضناها، فرضنا فرائضها فحذف المضاف وحسن إضافة الفرائض إلى السورة، وهي لله- سبحانه- لأنّها مذكورة فيها، ومفهومة عنها والتثقيل في (فرّضناها) لكثرة ما فيها من الفرض.
والتخفيف يصلح للقليل والكثير.
ومن حجّة التخفيف قوله: إن الذي فرض عليك القرآن [القصص/ 85] والمعنى: أحكام القرآن، وفرائض القرآن، كما أنّ التي في سورة النور كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/309]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة أم الدرداء وعيسى الثقفي وعيسى الهمداني، ورويت عن عمر بن عبد العزيز: [سُورَةً]، بالنصب.
قال أبو الفتح: هي منصوبة بفعل مضمر، ولك في ذلك طريقان:
أحدهما أن يكون ذلك المضمر من لفظ هذا المظهر، ويكون المظهر تفسيرا له، وتقديره: أنزلنا سورة، فلما أضمره فسره بقوله: {أَنْزَلْنَاهَا}، كما قال:
أصبحْتُ لا أحمِلُ السِّلاحَ وَلَا ... أملِكُ رأسَ البَعِيرِ إنْ نَفَرَا
والذِّئبَ أخْشَاهُ إنْ مَرَرْتُ بِهِ ... وحْدِي وأخْشَى الرِّياحَ والْمَطَرَا
أي: وأخشى الذئب، فلما أضمره فسره بقوله: "أخشاه".
والآخر أن يكون الفعل الناصب لـ[سُورَةً] من غير لفظ الفعل بعدها، لكنه على معنى التحضيض، أي: اقرءوا سورة، أو تأملوا وتدبروا سورةً أنزلناها، كما قال تعالى: {فَقَالَ لَهُم
[المحتسب: 2/99]
رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}، أي: احفظوا ناقة الله. ويؤنس بإضمار ذلك ظهوره في قوله تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. فإذا كان تقديره هذا فقوله: {أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} إلى آخر ذلك منصوب الموضع لكونه صفة لـ"سورة". وإذا جعلت "أنزلناها" تفسيرا للفعل الناصب المضمر فلا موضع له من الإعراب أصلا، كما أنه لا موضع من الإعراب لقوله: أنزلنا سورة؛ لأنه لم يقع موقع المفرد، وهذا واضح.
وأما قراءة الجماعة: {سُورَةٌ}، بالرفع فمرفوعه بالابتداء، أي: فيما يُنزّل إليكم وما يتلى عليكم سورة من أمرها كذا، فالجملة بعدها إذًا في موضع رفع؛ لأنها صفة لسورة). [المحتسب: 2/100]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({سورة أنزلناها وفرضناها}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وفرضناها بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف
معنى فرضناها فرضنا فرائضها فحذف المضاف وحسن ذلك لإضافة الفرائض إلى السّورة وهي لله سبحانه لأنّها مفهومة عنها قال الزّجاج من قرأ بالتّخفيف فمعناه ألزمناكم العمل بما فرض فيها ومن قرأ بالتّشديد فعلى وجهين أحدهما على التكثير على معنى إنّا فرضنا فيها فروضا وعلى معنى بينا ما فيها من الحلال والحرام وحجّة التّخفيف قوله {قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم} ). [حجة القراءات: 494]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {وفرضناها} قرأه ابن كثير وأبو عمرو مشددا على التكثير، وذلك لكثرة ما في هذه السورة من الفرائض، وفي الكلام حذف على القراءة بالتشديد، تقديره: وفرضنا فرائضها، ثم حذفت الفرائض، وقام المضاف إليه مقامها، فاتصل الضمير بـ «فرضنا»، وقيل: معنى التشديد فصلناها بالفرائض، ويجوز أن يكون التشديد على معنى، فرضناها عليكم وعلى من بعدكم، فشدد لكثرة المفروض عليهم، لأنه فعل يتردد على كل من حدث من الخلق إلى يوم القيامة، فوقع التشديد ليدل على ذلك، وقرأ الباقون بالتخفيف؛ لأنه يقع للقليل والكثير، وقد أجمعوا على قوله: {إن الذي فرض عليك القرآن} «القصص 85» وقوله: {قد علمنا ما فرضنا عليهم} «الأحزاب 50»، وقيل: التخفيف على معنى: أوجبنا أحكامها بالفرض عليكم، والاختيار التخفيف؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/133]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَفَرَّضْنَاهَا} [آية/ 1] بتشديد الراء:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن الفعل من التفعيل؛ لأجل الكثرة إعلامًا بكثرة ما في السورة من الفرض.
وقرأ الباقون {وَفَرَضْنَاهَا} بتخفيف الراء.
والوجه أن الفعل المخفف يصلح لتقليل الفعل وكثيره، وقد ذكرنا ذلك في غير موضع، ومثل المخفف قوله تعالى {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ}، وقيل في معناه: أنزل عليك القرآن، وقيل: أوجب عليك العمل به). [الموضح: 906]

قوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا تأخذكم بهما رأفةٌ في دين اللّه)
قرأ ابن كثير وحده (رأفةٌ) مفتوحة الهمزة، وفي الحديد (رأفةٌ) ساكنة وقرأ الباقون رأفةٌ ساكنة الهمزة في السورتين، إلا أن أبا عمرو يطرحها وأمثالها إذا أدرج القراءة في الصلاة على ما روي عنه.
قال أبو منصور: هما لغتان (الرّأفةٌ) و(الرّآفةٌ) بوزن الرّعفة والرّعافة،
ومثله: الكأبة والكآبة، والسأمة والسآمة - وكأنّ الرأفة مرة واحدة، والرآفة مصدر كقولك ضؤل ضآلة). [معاني القراءات وعللها: 2/201]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ولا تأخذكم بهما رأفة} [2].
فيه أربع قراءات:
قرأ أبو عمرو: {رافة} بترك الهمز إذا نزل.
قرأ ابن كثير: {رأفة} بفتح الهمز من غير مد.
وقرأ سائر الناس: {رأفة} بالهمز، والجزم، وهو الأصل، يقال: رؤف الرجل بالأجراء: إذا رحمهم رحمة شديدة، يرؤف رأفة مثل ظرف ظرفًا. ورئف رآفة مثل سقم سقامة، ورؤف رأفًا مثل كرم كرمًا.
فأما ابن كثير فإنه أدخل الهاء أدخل الهاء وبقاه على الفتح. كما قرأ حفص: {سبع سنين دأبًا}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء. قال: تقول العرب:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/99]
السامة والسامة، والرأفة، والرآفة، فالرأفة: المرة الواحدة. والرآفة المصدر المجهول.
وحدثنا الصولي قال حدثنا: الطبري النحوي عن المازني عن أبي زيد قال: سمعت ابن جريح يقرأ {ولا تأخذكم بهما رآفة في دين الله} [2] بالمد مصدر رؤف رآفة.
وقرأ الناس كلهم: {ولا تأخذكم} بالتاء إلا عبد الرحمن السلمي فإنه قرأ {ولا يأخذكم} بالياء. فمن أنث فلتأنيث الرأفة لفظًا. ومن ذكر فلان تأنيثها غير حقيقي.
وسمعت ابن عرفة يقول، الرأفة رقة الرحمة، واعلم أن الرآفة بالمد: لغة لا قراءة، إلا ما ذكرته عن ابن جريج). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/100]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير رأفة [2] هاهنا وفي سورة الحديد (رأفة) [27] ساكنة الهمزة، كذا قرأت على قنبل، وقال لي قنبل: كان ابن
[الحجة للقراء السبعة: 5/309]
أبي بزّة قد أوهم وقرأهما جميعا بالتحريك، فلما أخبرته أنّما هي هذه وحدها رجع.
وقرأ الباقون ساكنة الهمزة فيهما، ولم يختلفوا في الهمز غير أن أبا عمرو كان إذا أدرج القراءة وقرأ في الصلاة غيّر همزتها إلى الألف.
قال أبو زيد: رأفت بالرجل أرؤف به رأفة ورآفة، ورأفت به أرأف به وكلّ من كلام العرب.
ولعل رأفة التي قرأها ابن كثير لغة. ومعنى (لا تأخذكم بهما رأفة): كأنّه نهي عن رحمتهما، لأنّ رحمتهما قد تؤدّي إلى تضييع الحدود، وترك إقامته عليها). [الحجة للقراء السبعة: 5/310]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: [الزَّانِيَةَ وَالزَّانِيَ]، بالنصب.
قال أبو الفتح: هذا منصوب بفعل مضمر أيضا، أي: اجلدوا الزانية والزاني، فلما أضمر الفعل الناصب فسره بقوله: {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} . وجاز دخول الفاء في هذا الوجه لأنه موضع أمر، ولا يجوز: زيدا فضربته؛ لأنه خبر. وساغت الفاء مع الأمر لمضارعته الشرط، ألا تراه دالا على الشرط؟ ولذلك انجزم جوابه في قولك: زرني أزرك، لأن معناه زرني؛ فإنك إن تزرني أزرك. فلما آل معناه إلى الشرط. جاز دخول الفاء في الفعل المفسر للمضمر، فعليه تقول: بزيد فامرر، وعلى جعفر فانزل.
ولا موضع لقوله تعالى: {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} ؛ لأنه تفسير، ولا يكون وصفا لـ[الزانيةَ] [والزانيَ] من حيث كانت المعرفة لا توصف بالنكرة، وكل جملة فهي نكرة. وأيضا فإن الأمر لا يوصف به كما لا يوصف بالنهي ولا بالاستفهام؛ لاستبهام كل واحد من ذلك لعدم الخبر منه. وأيضا فإن الموصوف لا تعرض بينه وبين صفته الفاء، لا تقول: مررت برجل فيضرب زيدا؛ وذلك لأن الصفة تجري مجرى الجزء من الموصوف، وجزء الشيء لا يعطف على ما مضى منه.
[المحتسب: 2/100]
فإن قلت: فقد أقول: مررت برجل قام فضرب زيدا، فكيف جاز العطف هنا؟ قيل: إنما عطفت صفة على صفة، ولم تعطف الصفة على الموصوف من حيث كان الشيء لا يعطف على نفسه لفساده). [المحتسب: 2/101]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله}
[حجة القراءات: 494]
قرأ ابن كثير {ولا تأخذكم بهما رأفة} بفتح الهمزة تقول رؤف رافا كما تقول كرم كرما
وقرأ الباقون {رأفة} ساكنة الهمزة وهو الأصل تقول رؤف يروف رأفة). [حجة القراءات: 495]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {رأفة} قرأ ابن كثير بفتح الهمزة، وقرأ الباقون بالإسكان، وهما لغتان في «فعل وفعلة» إذا كان حرف الحلق عينه أو لامه، والفتح الأصل، وهو مصدر والإسكان فيه أكثر وأشهر، وهو الاختيار، وقد أجمعوا على الإسكان في الحديد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/133]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {رَأَفَةٌ} [آية/ 2] بفتح الهمزة مثل: رَعَفَة:
قرأها ابن كثير وحده.
[الموضح: 906]
والوجه أنه مصدر رأف يرؤف رأفةً بتسكين الهمزة، ورأفةً بتخفيفها، ورآفةً على وزن رعافة، ورأفةً على وزن رعفةٍ، وهذه هي قراءة ابن كثير.
وقرأ الباقون {رَأْفَةٌ} بسكون الهمزة فيهما، غير أبي عمرو فإنه لا يهمزهما إذا أدرج القراءة.
والوجه في الهمزة الساكنة أن الكلمة على وزن فعلة بسكون الهمزة، والهمزة عين الفعل، فأصلها أن تبقى همزة ساكنة.
وأما ترك أبي عمرو الهمزة فيها في حال الإدراج، فإنه خفف الهمزة، وتخفيفها أن يقلبها ألفًا، وأما تخصيصه ذلك بحال الإدراج؛ فلأنها حالة يتجوز فيها، فكان يقرأ فيها ما يستجيزه، وتخفيف الهمز جائزٌ). [الموضح: 907]

قوله تعالى: {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس