عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 8 صفر 1440هـ/18-10-2018م, 09:01 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأعراف
[ من الآية (161) إلى الآية (162) ]

{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (161)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نغفر لكم خطيئاتكم... (161).
قرأ أبو عمرو (نغفر لكم) بالنون، (خطاياكم) بوزن (قضاياكم)، وقرأ ابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي (نغفر لكم) بالنون، (خطيئاتكم) بالهمز والجمع، وقرأ نافع ويعقوب (تغفر لكم) بالتاء (خطيئاتكم) بالهمز وضم التاء على الجمع، وكذلك روى محبوب عن أبي عمرو (تغفر لكم) برفع التاء من (تغف) ومن (خطيئاتكم) على الجمع، على ما لم يسم فاعله.
وقرأ ابن عامر (تغفر لكم) بالتاء (خطيئتكم) موحدة مرفوعة التاء مهموزة.
قال أبو منصور: من قرأ (نغفر لكم خطاياكم) فالله يقول (نغفر) كما يقوله الملك، ويقول: فعلنا.
و (خطاياكم) في موضع النصب على هذه القراءة، ولا يبين فيها الإعراب.
ومن قرأ (تغفر لكم خطيئاتكم) فخطيئاتكم مرفوعة؛ لأنها لم يسم فاعلها.
وكذلك من قرأ (خطيئتكم) واحدة.
[معاني القراءات وعللها: 1/426]
والخطيئة والخطا: الذئب والإثم). [معاني القراءات وعللها: 1/427]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (40- وقوله تعالى: {نغفر لكم خطيئاتكم} [161].
قرأ نافع وحده {تغفر} بالتاء والضم {خطيئاتكم} بالجمع وبضم التاء جعلها اسم ما لم يسم فاعله.
وقرأ ابن عامر بالتاء ايضًا إلا أنه وحد فقرأ: {خطيتكم}.
وقرأ أبو عمرو: {نغفر} بالنون {خطياكم} بالجمع، جمع للتكسير.
وقرأ نافع بجمع السلامة كما تقول: رزية ورزايا ورزايات وقد بينت علة ذلك في سورة (البقرة) فأغنى عن الإعادة هاهنا.
وقرأ الباقون مثل أبي عمرو غير أنهم قرأوا {خطيئاتكم بكسر التاء في موضع نصب، وإنما كسرت لأنها غير أصلية، كما تقول: رأيت سماوات ودخلت حمامات). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/210]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله [جلّ وعزّ]: نغفر لكم خطاياكم [الأعراف/ 161].
فقرأ ابن كثير وعاصم، وحمزة، والكسائيّ: نغفر لكم
[الحجة للقراء السبعة: 4/94]
خطيئاتكم بالتاء مهموزة على الجمع.
وقرأ أبو عمرو: نغفر لكم بالنون، خطاياكم* من غير همز، مثل: قضاياكم، ولا تاء فيها.
وقرأ نافع: تغفر لكم* بالتاء مضمومة، خطيئاتكم بالهمز، وضم التاء على الجمع، وكذلك روى محبوب عن أبي عمرو: تغفر لكم* [بالتاء مضمومة] خطيئاتكم بالهمز، وضم التاء، وتابعه ابن عامر على التاء من تغفر لكم وضمّها، وقرأ: خطيئتكم واحدة مهموزة مرفوعة.
من قرأ: نغفر لكم، فهو على: وإذ قيل لهم... ادخلوا... نغفر لكم. والتي في البقرة: نغفر والنون هناك أحسن لقوله: وإذ قلنا [البقرة/ 58]. وفي الأعراف: وإذ قيل لهم [الآية/ 161]، والمعنى فيمن قرأ في الأعراف:
نغفر لكم، كأنّه قيل لهم: ادخلوا نغفر. أي: إن دخلتم غفرنا، فأمّا خطيئاتكم فجمع خطيئة، صححها في الجمع، كما كسّرت على خطايا، وكلا الأمرين شائع وحسن، فخطايا في اللفظ مثل قضايا إلّا أنّ الألف في قضايا منقلبة عن ياء هي لام الفعل، والألف في خطايا منقلبة عن ياء منقلبة عن همزة وهي لام الفعل.
[الحجة للقراء السبعة: 4/95]
فإن قلت: فهلّا رددت الهمزة في خطايا، لأنّك إنّما كنت قلبتها ياء لاجتماع الهمزتين وقد زال اجتماعهما، فهلّا قلت:
خطايأكم*؟.
فإن ذلك لا يستقيم لأنّ الياء في خطايا منقلبة عن همزة فعيلة، فحكمها حكم ما انقلب عنها، ألا ترى أنّ حكم الهمزة في حمراء حكم ما انقلب عنها من الألف، وحكم هرق، حكم أرق؟ فلو سمّيت بها لم تصرف كما لا تصرف أرق، وكذلك حكم الهمزة في علباء، حكم الياء في درحاية، فكذلك حكم الياء في خطايا، حكم الهمزة التي انقلبت عنها، وإذا كان كذلك، فاجتماع الهمزتين في الحكم قائم، وإن لم يكن اللفظ عليه.
فأمّا قراءة نافع: تغفر بالتاء مضمومة فلأنّه أسند إليها خطيئاتكم، وهو مؤنث، فأنّث وبنى الفعل للمفعول فقال:
تغفر*، ولم يقل نغفر لأنّ بناءه للمفعول أشبه بما قبله، ألا ترى أنّ قبله: وإذ قيل لهم وليس هذا مثل ما في البقرة، لأنّ
[الحجة للقراء السبعة: 4/96]
في البقرة: وإذ قلنا، ف نغفر لكم في البقرة، إنّما هو على: قلنا.
وممّا يقوي قراءة من قرأ: نغفر بالنون ما بعده من قوله: وسنزيد المحسنين). [الحجة للقراء السبعة: 4/97]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه قتادة عن الحسن: [وقولوا حِطَّةً] بالنصب.
قال أبو الفتح: هذا منصوب عندنا على المصدر بفعل مقدر؛ أي: احْطُطْ عنا ذنوبنا حِطَّةً.
قال:
واحطُط إلهي بفضلٍ منك أوزاري
ولا يكون "حطة" منصوبًا بنفس قولوا؛ لأن قلت وبابها لا ينصب المفرد إلا أن يكون ترجمة الجملة، وذلك كأن يقول إنسان:" لا إله إلا الله، فتقول أنت قلت: حقًّا؛ لأن قوله: لا إله إلا الله حق، ولا تقول: قلت زيدًا ولا عمرًا، ولا قلت قيامًا ولا قعودًا، على أن تنصب هذين المصدرين بنفس قلت لما ذكرته). [المحتسب: 1/264]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين}
قرأ نافع (تغفر لكم) بالتّاء مضمومة {خطيئاتكم} على الجمع
[حجة القراءات: 298]
وضم التّاء على ما لم يسم فاعله وهي جمع سلامة كما تقول صحيفة وصحائف وحجته أن أول الآية {وإذ قيل لهم} على ما لم يسم فاعله فكذلك {تغفر} على ما لم يسم فاعله والتّاء في قوله {تغفر} فعل جماعة تقدم
وقرأ ابن عامر {تغفر} بالتّاء أيضا إلّا أنه وحد فقرأ (خطيئتكم) وحجته أن الواحدة تؤدّي عن الجمع قال الله تعالى {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر}
وقرأ أبو عمرو {نغفر لكم} بالنّون الله أخبر عن نفسه وحجته قوله {سنزيد المحسنين} {خطاياكم} بالجمع جمع تكسير كما تقول رعية ورعايا وبرية وبرايا وضحية وضحايا
قال سيبويهٍ الأصل في خطايا خطائي مثل خطائع فيجب أن يبدل من هذه الياء همزة فيصير خطائئي مثل خطايع وإنّما همز ليكون فرقا بين الأصليّة وغير الأصليّة مثل معيشة فتجتمع همزتان فنقلب الثّانية ياء فتصير خطائي مثل خطاعي ثمّ يجب أن تقلب الياء والكسرة إلى الفتحة والألف فتصير خطاءا مثل خطاءا فيجب أن تبدل الهمزة ياء لوقوعها بين ألفين فتصير خطايا وإنّما أبدلت الهمزة حين وقعت بين ألفين لأن الهمزة مجانسة للألفات فاجتمعت ثلاثة أحرف من جنس واحد
وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة {نغفر} بالنّون أيضا {خطيئاتكم}
[حجة القراءات: 299]
بالتّاء مهموزة على الجمع جمع السّلامة نحو سفينة وسفينات وصحيفة وصحيفات وخطيئة وخطيئات على وزن فعيلات وهي في موضع نصب وإنّما كسرت التّاء لأنّها غير أصليّة). [حجة القراءات: 300]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (49- قوله: {نغفر لكم خطيئاتكم} قرأه نافع وابن عامر بالتاء مضمومة، على تأنيث الجمع الذي بعده، وعلى تأنيث الخطيئة، وقرأ الباقون بالنون على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بالغفران، وردوه على معنى ما قبله؛ لأن قوله: {وإذ قيل لهم} بمعنى: وإذ قلنا، كما قال في البقرة: {وإذ قلنا} «134» فالنون الاختيار؛ لأن الجماعة على ذلك، وقرأ أبو عمرو «خطاياكم» بألف من غير تاء، على الجمع المكسر لخطيئة، مثل الذي في البقرة، فآثر ذلك لكثرة الخطايا منهم، ولأن الجمع المكسر أدل على الكثرة من الجمع المسلم ومن الواحد؛ إذ لا يقع لكثير في هذا، وقرأ ابن عامر «خطيئتكم» بالتوحيد؛ لأن الواحد يدل على الجمع، وقد أضيف إلى الجمع، فذلك أقوى في الدلالة على الجمع؛ لأن لكل واحد خطايا، وقرأ بضم التاء، لأنه مفعول لم يسم فاعله، ومثله نافع، غير أنه قرأ بالجمع، جمع السلامة بألف والتاء مضمومة أيضًا، لأنه مفعول لم يسم فاعله فهو جمع خطية، فآثر الجمع لكثرة الخطايا من القوم المضاف إليهم الخطايا، والجمع المسلم بالألف والتاء يقع للكثير والقليل، وقرأ الباقون مثل نافع، غير أنهم كسروا التاء؛ لأنهم يقرؤون بالنون في «نغفر»، فعدوا الفعل إلى «خطيئاتكم» فهو منصوب، والتاء مكسورة في حال النصب، لأنها جمع مسلم، فهو على الأصول، وهو الاختيار، لأنا قد اخترنا النون في «نغفر» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/480]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (41- {تَغْفِرُ لَكُمْ} التاء مضمومة {خَطِيئَاتِكُمْ} مهموزة مجموعة [آية/ 161]:
قرأهما نافع ويعقوب، وقرأ ابن عامر {تَغْفِرُ لَكُمْ} بالتاء والضم {خَطِيئَتِكُمْ} على الوحدة.
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به ومسند إلى مؤنث، فلهذا كان الفعل بالتاء، وهو أشد موافقة لما قبله؛ إذ كان مبنيًا للمفعول به أيضًا وهو قوله {وإذْ قِيلَ}.
وأما {خَطِيئَاتِكُمْ} فهو جمع خطيئة جمع السلامة، وهو رفع بإسناد الفعل الذي لم يسم فاعله إليه، وقراءة ابن عامر {خَطِيئَتِكُمْ} على الوحدة، فإن الخطيئة تجري مجرى المصدر، فتكون موحدة في موضع الجمع كسائر المصادر.
وقرأ أبو عمرو {نَّغْفِرْ لَكُمْ} بالنون {خَطَايَاكُمْ} غير مهموز في وزن عطاياكم، وقرأ ابن كثير والكوفيون {نَّغْفِرْ لَكُمْ} بالنون {خَطِيئَاتِكُمْ} مهموزة مجموعة مكسورة التاء.
ووجه النون من {نَّغْفِرْ} أن الغافر هو الله تعالى، وهو يقول {نَّغْفِرْ}
[الموضح: 559]
بالنون، كما يقول الملك فعلنا، وقد سبق مثله.
و {خَطَايَاكُمْ} في موضع النصب بوقوع الفعل عليه، ولا يتبين فيها الإعراب، وهي جمع خطيئة جمع التكسير، ومن قرأ {خَطِيئَاتِكُمْ} بكسر التاء، فإنها نصب بنغفر على ما ذكرنا في {خَطَايَاكُمْ والتاء فيها لجمع المؤنث، وهو جر في موضع النصب). [الموضح: 560]

قوله تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ (162)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس