عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 11:42 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (116) إلى الآية (120) ]

{وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116)}

قوله تعالى: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117)}

قوله تعالى: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)}

قوله تعالى: {قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال اللّه هذا يوم ينفع الصّادقين صدقهم... (119)
قرأ نافع وحده (يوم ينفع) بنصب الميم، وقرأ الباقون (هذا يوم ينفع) بالرفع.
قال أبو منصور: من قرأ (يوم ينفع) بالرفع رفعه بـ (هذا)، ورفع (هذا) به، وهي القراءة الجيدة.
ومن قرأ (هذا يوم ينفع) بالنصب ففيه قولان:
قال الفراء: (يوم ينفع) في موضع الرفع، وإنما نصب لأنه أضيف إلى الفعل، فكذا إذا أضيف إلى اسم غير متمكن، كقوله: (هذا يوم لا ينطقون) فيه ما في هذا.
وقال الزجاج: من قرأ (هذا يوم ينفع) فهو منصوب على الظرف، قال: ومن زعم أن (يوم) منصوب لأنه مضاف إلى (ينفع) وهو في موضع الرفع بمنزلة يومئذٍ فهو عند البصريين خطأ، لا يجيزون: (هذا يوم آتيك)؛ لأن (آتيك) فعل مضارع، والإضافة إليه لا تزيل الإعراب عن جهته). [معاني القراءات وعللها: 1/344]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم} [119].
قرأ نافع وحده {هذا يوم ينفع} بالنصب.
وقرأ الباقون بالرفع. فمن رفع جعل هذا رفعًا، بالابتداء، وجعل اليوم خبره، ومن نصبه ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون جعله ظرفًا، والتقدير: هذا يوم نفع الصادقين.
والوجه الثاني: أن العرب إذا أضافت اسم الزمان إلى الفعل الماضي والمستقبل فتحت؛ لأن الإضافة إلى الأفعال إضافة غير محضة، كما قال الشاعر:
على حين عاينت المشيب بمفرقي = وقلت ألما أصح والشيب وازع
فأضاف اسم الزمان إلى الأفعال في المعنى، والتقدير: هذا يوم نفع الصادقين: لأن الجملة في معنى المصدر، وكذلك تقول العرب زرتك أيام الحجاج أمير، أي: وقت إمارته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/151]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في نصب الميم ورفعها من قوله تعالى: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم [المائدة/ 119].
فقرأ نافع وحده: هذا يوم ينفع بنصب الميم.
وقرأ الباقون هذا يوم برفع الميم.
[الحجة للقراء السبعة: 3/282]
من رفع يوما جعله خبر المبتدأ الذي هو هذا* وأضاف يوما إلى ينفع، والجملة التي من المبتدأ وخبره في موضع نصب بأنّه مفعول القول، كما تقول: قال زيد: عمرو أخوك.
ومن قرأ: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم احتمل أمرين: أحدهما أن يكون مفعول قال*، تقديره: قال الله هذا القصص، أو هذا الكلام: يوم ينفع الصادقين صدقهم، فيوم ظرف للقول، وهذا إشارة إلى ما تقدم ذكره من قوله: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم [المائدة/ 116]، وجاء على لفظ المضي وإن كان المراد به الآتي: كما قال: ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة [الأعراف/ 50] ونحو ذلك، وليس ما بعد قال* حكاية في هذا الوجه، كما كان إياها في الوجه الآخر. ويجوز أن يكون المعنى على الحكاية تقديره: قال الله هذا يوم ينفع. أي: هذا الذي اقتصصنا يقع، أو يحدث يوم ينفع الصادقين، فيوم خبر المبتدأ الذي هو هذا لأنّه إشارة إلى حدث، وظروف الزمان تكون أخبارا عن الأحداث، والجملة في موضع نصب بأنّها في موضع مفعول. قال: ولا يجوز أن تكون في موضع رفع وقد فتح لإضافته إلى الفعل، لأنّ المضاف إليه معرب، وإنّما يكتسي البناء من المضاف إليه، إذا كان المضاف إليه مبنيا، والمضاف مبهما، كما يكون ذلك في هذا الضرب من الأسماء إذا أضيف إلى ما كان مبنيا، نحو: ومن خزي يومئذ [هود/ 66] ومن عذاب يومئذ [المعارج/ 11]. وصار في المضاف البناء للإضافة إلى المبني كما صار فيه الاستفهام للإضافة إلى المستفهم به نحو: غلام من
[الحجة للقراء السبعة: 3/283]
أنت؟ وكما صار فيه الجزاء في نحو: غلام من تضرب أضرب وليس المضارع في هذا كالماضي في نحو قوله:
على حين عاتبت المشيب على الصبا لأنّ الماضي مبني والمضارع معرب، فإذا كان معربا، لم يكن شيء يحدث من أجله في المضاف البناء، ولا يلزم أن تقدّر في الفعل هنا عائدا إلى شيء، لأنّ الفعل قد أضيف إليه وليس بصفة، ولا يلزم أن يكون في المضاف ذكر من المضاف إليه، فليس قوله: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم فيمن رفع أو نصب كقوله: واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا [البقرة/ 48] لأنّ الفعل هنا صفة للنكرة، فلا بدّ من ذكر عائد منه إلى الموصوف، ولو نوّن اليوم هنا لكان ينفع صفة له، ولما لم ينوّن كان مضافا إليه، والإضافة إلى الفعل نفسه في الحقيقة لا إلى مصدره، ولو كانت الإضافة إلى المصدر لم يبن المضاف لبناء المضاف إليه في نحو:
على حين عاتبت المشيب على الصبا). [الحجة للقراء السبعة: 3/284]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال الله هذا يوم ينفع الصّادقين صدقهم} 119
قرأ نافع {هذا يوم ينفع الصّادقين} المعنى قال الله جلّ وعز هذه الأشياء وهذا الّذي ذكرناه تقع في يوم ينفع الصّادقين أي هذا الجزاء يقع يوم نفع الصّادقين
وقرأ الباقون {هذا يوم} بالرّفع هذا رفع بالابتداء ويوم خبره أي هذا اليوم يوم منفعة الصّادقين فإن سأل سائل فقال لم أضفت اليوم إلى الفعل والفعل لا يدخله الجرّ وعلامة الإضافة سقوط التّنوين من يوم فالجواب عنه أن إضافة أسماء الزّمان إلى الأفعال في المعنى ومعناه أنّك تضيف إلى المصادر التّقدير هذا يوم نفع الصّادقين وكذلك قوله {يوم تبيض وجوه} أي يوم ابيضاض الوجوه ويوم اسوداد الوجوه وإنّما أضفناه إلى المصادر). [حجة القراءات: 242]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (48- قوله: {يوم ينفع} قرأه نافع بالنصب، ورفع الباقون.
وحجة من نصب أنه جعل الإشارة بـ {هذا} إلى غير اليوم، مما تقدّم ذكره من الخبر والقصص في قوله: {وإذ قال الله يا عيسى} «116»، وليس ما بعد القول حكاية، فإن جعلته حكاية أضمرت ما يعمل في {يوم}، والتقدير: قال الله هذا الذي اقتص عليكم يحدث أو يقع في يوم ينفع، وإن لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/423]
نجعله حكاية، فأعمل القوم في {اليوم} على أنه ظرف للقول، والمعنى: قال الله تعالى هذا القصص الذي قُص عليكم أو هذا الخبر الذي أخبتم به في يوم ينفع الصادقين، أي: سيقوله في ذلك اليوم، وأفعال الله جل ذكره التي يُخبر أنها ستكون بمنزلة الكائنة الواقعة لصحة وقوعها، على ما أخبر به عنها، فلذلك يُخبر عما يستقبل من أفعاله بلفظ الماضي، وهو كثير في القرآن، فـ {يوم}، وهو منصوب، ظرف خبر الابتداء الذي هو هذا، لأنه حدث، وظروف الزمان تكون أخبارًا عن الأحداث، تقول: القتال اليوم، والخروج الساعة، والجملة في موضع نصب بالقول، ومذهب الكوفيين في فتح {يوم} أنه في موضع رفع على خبر {هذا}، و{هذا} إشارة إلى {اليوم} ولكن فُتح عندهم، وفتحه بناء لإضافته إلى الفعل؛ لأنه غير متمكن في الإضافة إليه، والبصريون إنما يبنون الظرف إذا أضيف إلى فعل مبني، فإن أضيف إلى فعل معرب لم يبن.
49- وحجة من رفع أنه جعله {يوم ينفع} خبرًا لـ {هذا}، والجملة في موضع نصب بالقول، وهو محكي لا يعمل في لفظ القول، و{هذا} إشارة إلى {يوم القيامة}، وهو اليوم الذي ينفع فيه الصادقين صدقهم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/424]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (27- {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} [آية/ 119] بالنصب:-
قرأها نافع وحده.
ووجه ذلك أن {يَوْمُ} منصوب على الظرف للقول، والتقدير: قال الله هذا القول أو هذا القصص أو هذا الكلام يوم ينفع الصادقين صدقهم، و{هَذَا} مفعول قال.
ويجوز أن يكون المعنى على الحكاية و{هَذَا} مرفوع بالابتداء و{يَوْمُ يَنْفَعُ} نصب على الظرف لعامل مضمر وهو خبر المبتدأ، والتقدير: هذا واقع يوم ينفع الصادقين، و{هَذَا} إشارة إلى مصدر، ولهذا جاز أن يكون ظرف الزمان خبرًا عنه، لأن ظروف الزمان يجوز أن تكون أخبارا عن الأحداث، فكأنه قال: هذا الاقتصاص أو الإخبار واقع يوم ينفع، فـ {هَذَا} مبتدأ، و{يَوْمُ} خبره، والجمل حكاية للقول.
وقرأ الباقون {يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} بالرفع.
والوجه أن اليوم خبر المبتدأ الذي هو {هَذَا}، واليوم مضاف إلى {يَنْفَعُ}، وهو فعل معرب، فلذلك صار يوم معربًا في كلتا القراءتين، ولم يبن إذ لم يكن مضافًا إلى مبني، والجملة التي هي {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ}، في
[الموضح: 457]
موضع نصب؛ لأنه حكاية لقال كما سبق، وما كان حكاية للقول فموضعه نصب بأنه مفعول القول). [الموضح: 458]

قوله تعالى: {لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس