عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 10:49 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة المائدة
[ من الآية (12) إلى الآية (14) ]

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الجحدري: [وَعَزَرْتُمُوهُمْ] خفيفة.
قال أبو الفتح: عزَرت الرجل أعزِرُه عَزْرًا: إذا حُطتَه وكنفتَه، وعزَّرْتُه: فخَّمت أمره وعظمته، وكأنه لقربه من الأزر وهو التقوية معناه أو قريبًا منه، ونحوه عَزَر اللبنُ وحَزَر: إذا حمَض فاشتد، فانظر إلى تلامح كلام العرب واعْجَبْ). [المحتسب: 1/208]

قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وجعلنا قلوبهم قاسيةً... (13)
قرأ حمزة والكسائي (قسيّةً) بغير ألف، وقرأ الباقون (قاسيةً) بالألف.
قال أبو منصور: القاسية والقسيّة بمعنى واحد، وهي: القلوب التي قست وغلظت واستمرت على المعاصي، وكل شيء يبس وذهب رقته فقد قسا، ومنه قيل للدراهم التي قد مرنت وطال عليها الدهر: (قسيّةً)
[معاني القراءات وعللها: 1/327]
قال الشماخ يصف المساحي:
لها صواهل في صمّ السّلام كما... صاح القسيّات في أيدي الصياريف). [معاني القراءات وعللها: 1/328]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {قلوبهم قاسية} [13].
قرأ حمزة والكسائي: {قسية} بغير ألف.
وقرأ الباقون {قاسية} بألف، والأمر بينهما قريب، فعلية وفاعلة مثل زكية وزاكية وكقولهم: عليم وعالم بمعنى.
وقال آخرون: قسية: رديئة، من قولهم: درهم قسي، أي: بهرج، والأصل في قاسية: قاسوة؛ لأنه من قسا يقسو، فقلبوا من الواو ياءً؛ لانكسار ما قبلها. والأصل في قسية: قسيوة فقلبوا من الواو ياءً؛ لأنه إذا اجتمع واو وياء والسابق ساكن قلبوا من الواو ياءً وأدغموا الياء في الياء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/144]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الألف وإسقاطها من قوله تعالى: قاسية [المائدة/ 13].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر قاسية بألف.
وقرأ حمزة والكسائي قسية بغير ألف.
[قال أبو علي]: حجة من قرأ: قاسية على فاعلة قوله تعالى: ثم قست قلوبكم من بعد ذلك [البقرة/ 74] وقوله
[الحجة للقراء السبعة: 3/216]
تعالى: فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم [الحديد/ 16] وقال: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله [الزمر/ 22].
ومن قرأ: قسية على فعيلة: أنه قد يجيء فاعل وفعيل، مثل: شاهد وشهيد، وعالم وعليم، وعارف وعريف. والقسوة كأنّه خلاف اللين والرقّة. وقد وصف الله عزّ وجل قلوب المؤمنين باللين فقال: ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله [الزمر/ 23] فالقسوة كأنّها خلاف ذلك، وقال تعالى: فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون [الحديد/ 16] أي: كثير ممن قست قلوبهم فاسقون. فهذا يوجب أن ممن قسا قلبه من ليس بفاسق.
فأما قول الشاعر:
ما زوّدوني غير سحق عمامة* وخمس مئي منها قسي وزائف فإنّ القسيّ أحسبه معرّبا، وإذا كان معرّبا لم يكن من القسيّ العربي، ألا ترى أنّ قابوس وإبليس وجالوت وطالوت، ونحو ذلك من الأسماء الأعجمية التي من ألفاظها عربي لا تكون مشتقة من
[الحجة للقراء السبعة: 3/217]
باب القبس والإبلاس، يدل على ذلك منعهم الصرف، فأما قوله: فإن يقدر عليك أبو قبيس فليس صرفه للضرورة، ولكن رخّمه ترخيم التحقير، فردّه إلى الأصل، فصار مثل نوح ولوط، وهذا النحو مصروف في كل قول، فكذلك أبو قبيس. وأنشد أبو عبيدة:
وقد قسوت وقسا لداتي فكأنّ معنى هذا: فارقني لين الشباب ولدونته). [الحجة للقراء السبعة: 3/218]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ( (وجعلنا قلوبهم قسية 13)
قرأ حمزة (قلوبهم قسية) وقرأ الباقون {قاسية} وحجتهم إجماعهم على قوله {فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} فلمّا أجمعوا على إحداهما واختلفوا في الأخرى رد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
[حجة القراءات: 223]
وهما لغتان بمنزل عالم وعليم
وحجّة من قرأ (قسية) هي أن فعيلا أبلغ في الذّم والمدح من فاعل كما أن عليما أبلغ من عالم وسميعا أبلغ من سامع وهي فعيلة من القسوة
وقال آخرون بل معنى قسية غير معنى القسوة وإن معنى القسية الّتي ليست بخالصة الإيمان أي قد خالطها كفر فهي فاسدة ولهذا قيل للدراهم قد خالطها غش من نحاس أو غيره قسية وقال أبو عبيدة القسية هي الرّديئة مشبهة بالدّراهم القسية
والأصل في قاسية قاسوة لأنّه من قسا يقسو فقلبوا الواو ياء لما قبلها من الكسرة والأصل في قسية قسيوة فقلبوا الواو ياء وأدغموا الياء في الياء). [حجة القراءات: 224]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {قاسية} قرأها حمزة والكسائي بغير ألف مشددة الياء، على وزن «فعيلة»، وقرأ الباقون بألف مثل «فاعلة».
وحجة من قرأ بغير ألف أن «فعيلة» أبلغ في الذم من فاعلة، فكان وصف قلوب من حرف كلام الله ومال عن الحق، بأبلغ صفات القسوة أولى من غيره، وقيل: إنما قر على «فعيلة» لأن «قلوبهم»، إنما وصفت بالطبع
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/407]
عليها كالدرهم القسي، وهو الذي يخالط فضته نحاس أو رصاص أو نحوه، وبه قرأ ابن مسعود.
7- وحجة من قرأ بألف أنه بناه على «فاعلة» قياسًا على قوله: {ثم قست قلوبكم} «البقرة 74» وقوله: {فقست قلوبهم} «الحديد 16» وقوله: {للقاسية قلوبهم} «الزمر 22» و«فعل» إنما يأتي اسم الفاعل منه على «فاعل»، في أكثر كلام العرب، وأيضًا فإن «فعيلا» و«فاعلا» أخوان، نحو: رحيم وراحم، وعليم وعالم، لكن في «فعيل» معنى التكرير والمبالغة، و«فاعل » أكثر في الكلام من «فعيل»، ومعنى «قاسية » غليظة بائنة عن الإيمان، وقد نزعت منها الرحمة والرأفة، والقراءتان متقاربتان، و«قاسية» بالألف أحب إلي، لأن الأكثر عليه وهو المستعمل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/408]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {قَسِيَّةً} [آية/ 13]:-
بغير ألف، مشددة الياء، قرأها حمزة والكسائي.
والوجه في ذلك أنه فعيلة، وفعيل يأتي بمعنى فاعل كشاهدٍ وشهيدٍ وعالمٍ وعليمٍ وعارف وعريف.
وقرأ الباقون {قَاسِيَةً} على فاعلة.
وهو الأظهر في الفاعل من القسوة، وإن كانت المبالغة في الأول أكثر، ونظائره في التنزيل كثيرة، {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ} و{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله}. والقسوة في القلب خلاف اللين والرقة). [الموضح: 438]

قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (14)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس