عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 22 رجب 1440هـ/28-03-2019م, 04:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

فصل في الياءات الزوائد المحذوفة من المصحف
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فصل في الياءات الزوائد المحذوفة من المصحف
229- اعلم أن جميع ما اختلف القراء فيه، من الياءات الزوائد، التي لم تثبت في خط المصحف، إحدى وستون ياء، كلها زوائد على خط المصحف، وهي على ثلاثة أقسام: قسم من ياءات الإضافة التي تصحبها النون، وذلك إذا اتصلت بالأسماء، نحو: هداني واتقوني واخشوني، وقسم لا تصحبها النون، وذلك إذا اتصلت بالأسماء نحو: وعيدي ونكيري ونذيري، وشبهه، فهذان قسمان، الياء فيهما ياء إضافة، أصلها الزيادة، والقسم الثالث من الزوائد أن تكون الياء فيه أصلية، لام الفعل، وذلك نحو: الداع والهاد والواد، وشبهه، وكلها حذفت الياء فيها من المصحف استخفافًا، لدلالة الكسرة التي قبلها عليها، وهي لغة للعرب مشهورة، فيها الحذف لهذه الياءات، يقولون: مررت بالقاض، وجاءني القاضي، فيحذفون الياء لدلالة الكسرة عليها ولسكونها، وكذلك: هذا وعيد، وهذا نذير، وأنا أذكرها مجملة كما صنعت في ياءات الإضافة، ثم أعيدها في آخر كل سورة مفردة، إن شاء الله.
230- ذكر ما أثبت نافع وغيره، أثبت نافع، في رواية ورش عنه، من الزوائد في وصله دون وقفه، سبعًا وأربعين ياء، يفتح منها واحدة، وهي: {فما آتاني الله} «النمل 36» ويقف بغير ياء، ويثبت الياء في {تسألني} في «الكهف 70» في وصله ووقفه، كجماعة القراء.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/331]
231- وأثبت قالون، في وصله، عشرين ياء، وبفتح: {فما آتاني الله} ويقف بالياء.
232- وأثبت قنبل، في وصله ووقفه، اثنتين وعشرين ياء، إلا موضعًا واحدًا، حذفه في وقفه، وهو قوله: {جابوا الصخر بالواد} «الفجر 9».
233- وأثبت البزي، في وصله ووقف، خمسة وعشرين موضعًا.
234- وأثبت أبو عمرو، في وصله خاصة، أربعة وثلاثين موضعًا، إلا {فما آتاني الله}، فإنه يفتح الياء، ويقف بالياء، وخير في {أكرمن}، و{أهانن} «الفجر 15، 16».
235- وأثبت حمزة من ذلك ثلاث ياءات، اثنتان في وصله ووقفه، وهما: {فلا تسألني} في الكهف، و{أتمدونن} في النمل «36»، غير أنه يدغم النون الأولى في الثانية فيشدد، والثالثة، أثبتها في وصله خاصة، وهي: {دعاء} في إبراهيم «40».
236- وأثبت الكسائي، من جميع ذلك، ثلاثة مواضع، اثنان في وصله خاصة وهما: {يوم يأت} في هود «105»، و{ما كنا نبغ} في الكهف «64»، والثالثة أثبتها في وصله ووقفه، وهي: {فلا تسألني} في الكهف.
237- وأثبت ابن عامر، في رواية هشام عنه، من جميع ذلك، موضعين، في وصله ووقفه، وهما: {ثم كيدون} في الأعراف «195»، {فلا تسألني} في الكهف، ومثله ابن ذكوان في {فلا تسألني}، وفيه عنه اختلاف، والإثبات أشهر.
238- وأثبت عاصم، من جميع الياءات الزوائد، في رواية أبي بكر عنه موضعين قوله في الزخرف: {يا عباد لا خوف} «68»، يثبت الياء في وصله ووقفهن ويفتح في الوصل، والثاني: {فلا تسألني} في الكهف، يثبتها في الوصل والوقف.
239- وأثبت حفص، من جميع الياءات الزوائد، موضعين أيضًا في
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/332]
النمل: {فما آتان الله} «36» يثبتها، في وصله ووقفه، ويفتح الياء، والثاني: {فلا تسألني} في الكهف، يثبتها في وصله ووقفه، كالجماعة، وسنذكر الاختلاف، في كل ياء من الزوائد، في آخر كل سورة إن شاء الله، ففي سورة البقرة من ذلك، ثلاثة مواضع، قوله: {الداع إذا دعان} «186» قرأهما أبو عمرو وورش بياء، في الوصل خاصة، والثالث: {واتقون يا أولي الألباب} «197» قرأه أبو عمرو بياء في الوصل خاصة.
240- وعلة من حذف في الوقف أنه اتبع خط المصحف في وقفه، واتبع الأصل في وصله، فجمع بين الوجهين، وكان الوقف أولى بالحذف، لأن أكثر الخط، كتب على الوقف والابتداء، فلما لم تثبت الياء في الخط حذفها في الوقف اتباعًا للخط.
241- وحجة قراءة من أثبتها في الوقف والوصل أنه أتى بها على أصلها، ووفق بين الوصل والوقف، واستهل ذلك في الياء، لأن حروف المد واللين تحذف من الخط، في أكثر المصاحف، وتقرأ بالإثبات في الوصل والوقف إجماع نحو: {إبراهيم وإسماعيل وإسحاق}، وأكثر الألفات كالقراءة بالألف في الوصل والوقف، والخط بغير ألف، وهو كثير في القرآن، فأجرى الياء مجرى الألف، فأثبتها في الوصل والوقف، وإن كانت محذوفة في الخط، كما فعل الجماعة في الألف.
242- وحجة من حذفها، في الوصل والوقف، أنه اتبع الخط، واكتفى بالكسرة من الياء في الوصل، وأجرى الوقف على الوصل فحذف، والاختيار حذفها استخفافًا، واتباعًا للمصحف، ولأن عليه أكثر القراء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/333]


رد مع اقتباس