عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 08:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فصلت
[ من الآية (19) إلى الآية (24) ]
{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24)}


قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويوم يحشر أعداء اللّه)
قرأ نافع ويعقوب (ويوم نحشر أعداء اللّه) بالنون، ونصب (أعداء).
وقرأ الباقون (ويوم يحشر أعداء اللّه) بالياء مضمومة، و(أعداء اللّه) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ بالنون نصب (أعداء اللّه) بالفعل.
ومن قرأ (يحشر أعداء اللّه) رفع أعداء؛ لأنه مفعول لم يسم فاعله. والمعنى واحد). [معاني القراءات وعللها: 2/352]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ويوم يحشر أعداء الله} [19].
قرأ نافع وحده: {نحشر} بالنون. الله تعالى يخبر عن نفسه: {أعداء الله} بالنصب، وشاهده: {ونحشرهم يوم القيامة}.
وقرأ الباقون: {يحشر} بالياء على مالم يسم فاعله {أعداء الله} بالرفع لأنه اسم مالم يسم فاعله، وإن كان مفعولاً في الأصل، والأعداء جمع عدو، والعدو يكون جمعًا، قال الله تعالى: {وإن كان من قوم عدو لكم} ويجمع العدو أيضًا عدي، وعداة {إلى النار فهو يوزعون} أي: يحبسون ويمنعون، ويلقون يقال: وزعت الرجل إذا منعته.
وكان الحسن البصري تقلد القضاء، فقال: لا يقربني عون لا منكب، ولا شرطي، والمنكب: عون العريف، وقيل: المنكب: قوم العريف. فازدحم الناس على الحسن فقال: لابد للناس من وزعة. وبعث إلي السلطان حتى أمده بالأعوان. ومن قال: أن رجلاً شتم أبا بكر رحمة الله عليه في
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/276]
وجهه فلطمه رجل من الأنصار، فقالوا لأبي بكر: اقتص لنا، فقال: إني لا اقتص ممن وزعة الله. وشبيه بهذان أن عليا صلوات الله عليه لطم رجلا فشجه فشكأ عليه إلى عمر رضي الله عنه، فدعا عليا، وقال: ما أردت من هذا، فقال: إني رأيته يسار امرأة خاص من خواص الله. فقال عمر: إن لله عيونا في أرضه، وإن عليا عين الله في أرضه، أي: خاصته. وفي خبر آخر قال: لم لطمته يا أبا الحسن؟ قال رأيته ينظر إلى حرم المسلمين في الطواف. فقال للملطوم: وقعت عليك عين من عيون الله تعالى. قال ثعلب: معناه خاص [وأما] قوله تعالى: {أوزعني أن أشكر} فمعناه ألهمني. وأما قول الشاعر:
فإني بها ياذا المعارج موزع
فمعناه: مولع. ويقال: أحكمت الرجل بمعنى وزعته، ومنه حكمة الدابة لأنها تمنعها وتحبسها، وينشده:
وأنكما إن تحكماني وترسلا = على غواة الناس أمت وتضلعا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/277]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (نافع وحده: ويوم نحشر [فصّلت/ 19] مع النون أعداء الله* بفتح الألف مع المدّ.
وقرأ الباقون: ويوم يحشر أعداء رفع.
حجة من قال نحشر: أنّه معطوف على قوله: ونجينا الذين آمنوا [فصّلت/ 18] وكذلك المعطوف عليه، يحسن أن يكون وفقه في لفظ الجميع. ويقوّيه قوله: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا [مريم/ 85] وحشرنا عليهم كل شيء قبلا [الأنعام/ 111].
وحجّة من قال: يحشر أنّ قوله: ونجينا الذين آمنوا كلام قد تمّ، فلمّا تمّ الكلام استأنفوا، ولم يحملوا على نجينا، وقد قال: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم [الصافّات/ 22] فقالوا: يحشر، واختاروه على النّون في نحشر* لأنّ الحاشرين لهم هم المأمورون بقوله: احشروا، فلذلك لم يجعلوه وفق قوله: ونجينا الذين آمنوا وكلا الأمرين حسن،
ويقوّي قول من قال: يحشر فبنى الفعل للمفعول به، أنّه قد عطف عليه وهو قوله: فهم يوزعون [النمل/ 17] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/118]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ويوم يحشر أعداء الله إلى النّار فهم يوزعون}
قرأ نافع {ويوم نحشر} بالنّون {أعداء الله} بالفتح نسقا على قوله قبلها {ونجينا الّذين آمنوا} وحجتهم قوله {يوم نحشر المتّقين إلى الرّحمن وفدًا} فرد ما اختلف فيه إلى ما أجمع عليه
[حجة القراءات: 635]
وقرأ الباقون {ويوم يحشر أعداء الله} بالياء على ما لم يسم فاعله لم يحملوا على {نجينا} بل استأنفوا الكلام وحجتهم أنه عطف عليه مثله وهو قوله {فهم يوزعون} ). [حجة القراءات: 636]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {ويوم يحشر أعدا الله} قرأ نافع بالنون ونصب «الأعداء» على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه، رده على قوله: {ونجينا الذين آمنوا} «18» فعطف مخبرًا عن نفسه على مخبر عن نفسه، وهو هو، فذلك أحسن في مطابقة الكلام وبناء آخره على أوله، ونصب «الأعداء» بوقوع الفعل عليهم، وهو {نحشر}، وقرأ الباقون بياء مضمومة، على لفظ الغيبة، على ما لم يسم فاعله ورفع «الأعداء» لقيامهم مقام الفاعل، فحمل الكلام على المعنى؛ لأن غيرهم من الملائكة يحشرهم، كما قال: {احشروا الذين ظلموا} «الصافات 22»، ويقوي ذلك أن بعده فعلًا لم يسم فاعله أيضًا، وهو قوله: {فهم يوزعون}، فجرى الفعلان على سنن واحد، فذلك أليق، وهو الاختيار، لأن عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/248]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَيَوْمَ نَحْشُرُ} بالنون {أَعْدَاءُ الله} بالنصب [آية/ 19]:-
قرأها نافع ويعقوب.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس بلفظ الجمع موافقة لما قبله من قوله {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا}، ونصب {أَعْدَاءِ الله} بأنه مفعول به.
وقرأ الباقون {يُحْشَرُ أَعْدَاءُ الله} بالياء مضمومة، ورفع الأعداء.
[الموضح: 1132]
والوجه أن الفعل مبني للمفعول به؛ لأن المراد أن الأعداء محشورون في ذلك اليوم، فالمقصود هو الإخبار عن المفعول به، ويقوي ذلك أن ما بعده كذلك، وهو قوله تعالى {فَهُمْ يُوزَعُونَ} ). [الموضح: 1133]

قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)}
قوله تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)}
قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
قوله تعالى: {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بن عبيد وموسى الأسواري: [وَإِنْ يُسْتَعْتَبُوا]، بضم الياء - [فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتِبِينَ]، بكسر التاء.
قال أبو الفتح: أي لو استعتبوا لما أعتبوا، كقولك: لو استعطفوا لما عطفوا؛ لأنه لا غناء عندهم، ولا خير فيهم، فيجيبوا إلى جميل، أو يدعوا إلى حسن. وإذا جاز للشاعر أن يقول:
لها حافر مثل قعب الوليد ... تتخذ الفار فيه مغارا
ومعناه: لو اتخذت فيه مغارا لوسعها - جاز أيضا أن يقال: [وَإِنْ يُسْتَعْتَبُوا]؛ لأن الشرط ليس بصريح إيجاب، ولا بد فيه من معنى الشك. وتتخذ الغار فيه لفظ التصريح به، وهو
[المحتسب: 2/245]
مع ذلك لم يقع، ولا يقع فهذا طريق قوله تعالى: [وَإِنْ يُسْتَعْتَبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتِبِينَ]؛ لأن لفظه لفظ الشك، وإن لم يكن هناك استعتاب لهم أصلا. ألا ترى إلى قوله في الآية الأخرى: {فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}؟ ). [المحتسب: 2/246]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس