عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة العنكبوت

[ من الآية (24) إلى الآية (27) ]
{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) }


قوله تعالى: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
قوله تعالى: {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (مودّة بينكم (25)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (مودّة بينكم) رفعًا مضافًا.
وكذلك روى المفضل عن عاصم.
وقرأ نافع وابن عامر ويحيى عن أبى بكر عن عاصم (مودّةً) منونًا (بينكم) نصبًا..
وقرأ حفص وحمزة (مودّة بينكم) بالنصب والإضافة.
وروى الأعشى عن أبي بكر (مودّةٌ) رفعًا منونًا (بينكم) بالنصب.
[معاني القراءات وعللها: 2/257]
قال الفراء: من رفع فإنما يرفع بالصفة لقوله: (في الحياة الدنيا)، وينقطع الكلام عند قوله: (إنّما اتّخذتم من دون اللّه أوثانًا)، ثم قال: ليس مودتكم تلك الأوثان بشيء، إنما مودة ما بينكم في الحياة الدنيا، ثم ينقطع.
قال: ومن نصب أوقع عليها الاتخاذ، إنما اتخذتموها مودة بينكم في الدنيا.
قال: وقد يكون رفعًا على أن تجعلها خبرًا لـ (ما)، وتجعل (ما) على جهة (الذين)، كأنك قلت: إن الذين اتخذتموهم أوثانا مودة بينكم، فيكون (المودة) كالخبر، ويكون رفعها على ضمير [هي] كقوله جلّ وعزّ: (لم يلبثوا إلّا ساعةً من نهارٍ) ثم قال (بلاغٌ)
أي: هذا بلاغ، وذلك بلاغ.
وقال أبو إسحاق: من قرأ (مودة بينكم) بالفتح والإضافة أو قرأ (مودةً بينكم) بالنصب في (مودة) من جهة أنها مفعول بها، أي: لتخذتم هذا بمودة.
وقال في الرفع كما قال الفراء). [معاني القراءات وعللها: 2/258]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم} [25].
فيه ست قراءات:
قرأ حمزة عن عاصم: {مودة} بالنصب والإضافة.
وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: {مودة} بالنصب والتنوين، ونصب {بينكم} على الظرف.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي {مودة بينكم} بالرفع والإضافة.
وروي الأعمش عن أبي بكر عن عاصم {مودة} بالرفع والتنوين وينصب {بينكم} فمن رفع فله مذهبان:
أحدهما: يجعل إنما كلمتين ويكون «ما» بمعنى «الذي»، وهو اسم «إن» و{مودة} خبر «إن» ومفعول {اتخذتم} «ها» محذوفة، وتلخيصه: إن الذي اتخذتموه مودة بينكم، قال الشاعر:
ذريني إنما خطئي وصوبي = على وإن ما أهلكت مال
يريد: أن الذي أهلكه هو مال.
والمذهب الثاني: أن يرفعها بالابتداء و{في الحياة الدنيا} خبرها.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/184]
ومن نصب جعل «المودة» مفعول {اتخذتم}، ومن أضاف جعل «البين» الوصل.
ومن نون ولم يضف جعل «البين» ظرفًا، وهو الفراق أيضًا يقال: بينهما بين بعيد، وبون بعيد، وجلس زيد بيننا، وبينا بالإدغام.
أخبرني ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي: يقال: بان زيد عمرًا: إذا فارقة بيونه وبونًا. قال الشاعر:
كأن عيني وقد بانوا
غربًا يضوح عند منجنون
والقراءة الخامسة: ما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن ابن مسعود قرأ {إنما اتخذتم من دون الله إنما مودة بينكم}.
وفي قراءة أبي {إنما مودة بينهم} فهذه القراءة السادسة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/185]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الإضافة التنوين من قوله جلّ وعزّ: (مودة بينكم) [العنكبوت/ 25] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي (مودّة بينكم) [بالرفع والإضافة، وروى أبو زيد عن أبي عمرو: (مودّة
[الحجة للقراء السبعة: 5/427]
بينكم)] و (مودة بينكم) جميعا، وروى علي بن نصر عن أبي عمرو (مودّة) مضافا، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: (مودّة بينكم)، المفضل عن عاصم: (مودّة بينكم) مثل أبي عمرو.
الأعشى عن أبي بكر عن عاصم: (مودّة) رفع منون (بينكم) نصبا.
وقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: مودة بينكم بنصب مودة مع الإضافة.
قال أبو علي: يجوز فيمن قال: (مودّة بينكم) أن يجعل (ما) اسم (إن)، ويضمر له ذكرا يعود إلى (ما) كما جاء قوله: واتخذتموه وراءكم ظهريا [هود/ 92]. فيكون التقدير: إنّ الذين اتخذتموهم من دون الله أوثانا، مودة بينكم، فيصير (مودة بينكم) خبر إن وتجعل المودة: ما اتخذوا على الاتساع، أو تحذف المضاف تقديره: إنّ الّذين اتّخذتموهم أوثانا ذوو مودة بينكم، فيكون دخول (أنّ) على (ما) لأنّه بمنزلة الذي، كقوله سبحانه: أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين [المؤمنون/ 55] لعود الذكر، ويجوز أن يضمر هو،
[الحجة للقراء السبعة: 5/428]
ويجعل (مودة بينكم) خبرا عنه، والجملة في موضع خبر إنّ.
ومن قرأ: (مودّة بينكم) ومودة بينكم بالنصب، جعل (ما) مع (إنّ) كافّة، ولم يعد إليها ذكرا كما أعاد في الوجه الأول، ولكن جعل الأوثان منتصبة باتّخذتم، وعدّاه أبو عمرو إلى مفعول واحد، كقوله سبحانه: قل اتخذتم عند الله عهدا [البقرة/ 80]، والمعني: إنّما اتّخذتم من دون الله أوثانا آلهة، فحذف، كما أنّ قوله: إن الذين اتخذوا العجل سينالهم [الأعراف/ 152]، معناه: اتخذوا العجل إلها، فحذف. وانتصب (مودة بينكم) على أنه مفعول له، أي اتخذتم الأوثان للمودة و (بينكم) نصب على الظرف، والعامل فيه المودة.
ومن قال: (مودّة بينكم) أضاف المودة إلى البين، واتّسع في أن جعل الظرف اسما لمّا أضاف إليه، ومثل ذلك قراءة من قرأ: لقد تقطع بينكم [الأنعام/ 94] ومثله في الشعر:
أتته بمجلوم كأنّ جبينه... صلاءة ورس وسطها قد تفلقا
ومن قال: (مودّة بينكم) جاز في قوله: (بينكم) إذا نوّنت (مودّة) ضربان: أحدهما: أن يجعله ظرفا متعلقا بالمصدر، والآخر أن يجعله صفة له، فإذا جعلته ظرفا متعلقا بالمصدر، والآخر أن يجعله صفة له، فإذا جعلته ظرفا للمصدر لم يمتنع أن يكون قوله: في الحياة الدنيا أيضا متعلقا بالمصدر، لأنّ الظرفين أحدهما من المكان، والآخر من الزمان، وإنّما الذي يمتنع أن تعلق به ظرفين من المكان أو ظرفين من
[الحجة للقراء السبعة: 5/429]
الزمان، فأمّا إذا اختلفا، فسائغ، [فقوله سبحانه] في الحياة الدنيا [العنكبوت/ 25] ظرف زمان، لأنّ المعنى: في وقت الحياة الدنيا، ولا ذكر في واحد من الظرفين، كما أنّك إذا قلت: لقيت زيدا اليوم في السوق، كان كذلك، وإذا جعلت الظرف الأوّل صفة للنكرة كان متعلقا بمحذوف، وصار فيه ذكر يعود إلى الموصوف.
وإذا جعلته وصفا للمصدر جاز أن يكون قوله: في الحياة الدنيا في موضع حال، والعامل فيه الظرف الذي هو صفة للنكرة، وفيه ذكر يعود إلى ذي الحال، وذو الحال: هو الضمير الذي في الظرف يعود إلى الموصوف الذي هو (مودّة)، وهو هي في المعنى.
فإن قلت: هل يجوز أن يتعلق الظرف الذي قد جاز أن يكون حالا في المودّة مع أنّه قد وصف بقوله بينكم.
قيل: لا يمتنع ذلك، لأنّك إذا وصفته فمعنى الفعل قائم فيه، والظّرف متعلق بمعنى الفعل، وإنّما الذي يمتنع أن يعمل فيه إذا وصف المفعول به، فأمّا الحال والظرف، فلا يمتنع أن يتعلق كل واحد منهما به، وإن كان قد وصف.
وقد جاء في الشعر ما لا يعمل عمل الفعل إذا وصف عاملا في المفعول به، فإذا جاز عمله في المفعول به فلا نظر في جواز عمله فيما ذكرنا من الظرف والحال، فمن ذلك قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 5/430]
إذا فاقد خطباء فرخين رجّعت... ذكرت سليمى في الخليط المباين
والتّحقير في ذلك بمنزلة الوصف، لو قلت: هذا ضويرب زيدا، لقبح كما يقبح ذلك في الصّفة، ولم يجيء ذلك في حال السّعة والاختيار). [الحجة للقراء السبعة: 5/431]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقال إنّما اتخذتم من دون الله أوثانا مودّة بينكم في الحياة الدّنيا}
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {مودّة} بفتح الهاء من غير تنوين {بينكم} بكسر النّون
وقرأ الأعشى {مودّة} بالرّفع والتنوين {بينكم} بالنّصب
وقرأ أبو عمرو والكسائيّ {مودّة} بالرّفع غير منون {بينكم} بالخفض
فمن رفع فله مذهبان أحدهما أن يجعل إنّما كلمتين ويكون معنى {ما} بمعنى الّذي وهو اسم {إن} و{مودّة} خبر إن ومفعول {اتخذتم} محذوف المعنى إن الّذي اتخذتموه مودّة بينكم والثّاني أن ترفعها بالابتداء و{في الحياة الدّنيا} خبرها وتجعل ما كافّة على هذا الوجه وقال الزّجاج ويجوز أن ترفع {مودّة} على إضمار
[حجة القراءات: 550]
هي كأنّه قال تلك مودّة بينكم في الحياة الدّنيا أي ألفتكم وإجماعكم على الأصنام مودّة بينكم في الحياة الدّنيا ومن نصب جعل {المودّة} مفعول {اتخذتم} وجعل {ما} مع {إن} كافّة ولم يعد إليها ذكرا كما أعاد في الوجه الأول وانتصب {مودّة} على أنه مفعول له أي اتخذتم الأوثان للمودة {بينكم} نصب على الظّرف والمعنى إنّما اتخذتم من دون الله أوثانا آلهة فحذف كما حذف من قوله {إن الّذين اتّخذوا العجل سينالهم} معناه اتّخذوا العجل إلهًا
ومن قرأ {مودّة بينكم} أضاف المودّة إلى البين وجعل البين الوصل). [حجة القراءات: 551]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {مودة بينكم} قرأه أبو عمرو وابن كثير والكسائي برفع «مودة» غير منون، وخفض «بينكم» على الإضافة، قرأ حمزة وحفص بالنصب والإضافة، وقرأ الباقون بنصب «مودة» والتنوين، ونصب بينكم.
وحجة من رفع وأضاف أنه جعل «ما» في قوله: {إنما اتخذتم} اسم إن، وأضمر «هاء» مع «اتخذتم» تعود على ما وجعل «مودة» خبر إن، والتقدير: وقال إن الذين اتخذتموهم أوثانًا مودة بينكم، فعدى «اتخذتم» إلى مفعولين، على إضمار ما يجب له، فتكون «المودة» هي ما اتخذوه أوثانًا، على الاتساع، وتحقيقه أن الذين اتخذتموهم أوثانًا ذوو مودة بينكم.
5- وحجة من نصب وأضاف أو لم يضف، أنه جعل «ما» كافة لـ «إن» عن العمل، فلم يحتج إلى إضمارها، وجعل «اتخذ» تعدى إلى مفعول واحد، وهو «الأوثان» ونصب «مودة» على أنه مفعول من أجله، أي اتخذتم الأوثان للمودة، والإضافة على الاتساع، والتنوين على الأصل، ونصب «بينكم» على الظرف، أو على أنه صفة لـ «مودة» وقد شرحنا إعراب هذه
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/178]
المسألة في كتاب مشكل الإعراب بأشبع من هذا، وتقدم ذكره الاستفهامين في الرعد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/179]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ} [آية/ 25] بالرفع والإضافة، وجر {بَيْنِكُمْ}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب يس-.
والوجه أن {ما} من قوله تعالى {إِنَّ مَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ الله أَوْثَانًا} موصولةٌ بمعنى الذين، والراجع إليها محذوف، و{مَوَدَّةُ} خبر {إِنَّ} على حذف المضاف، والتقدير إن الذين اتخذتموهم من دون الله أوثانًا ذوو مودة بينكم، فحُذف ذوو، وبين ههنا اسم غير ظرف، فلهذا أُضيف إليه.
ويجوز أن يكون المتخذون أوثانًا هم المودة على الاتساع، كما قالت:
116- ترتع ما رتعت حتى إذا غفلت = فإنما هي إقبالٌ وإدبار
ويجوز أن يكون على إضمار هو، وما مصدرية فلا عائد لها، والتقدير إن ما اتخذتم من دون الله أوثانًا هو مودة بينكم، فيكون هو مبتدأ، ومودة خبره، والجملة خبر إن، والمعنى إن اتخاذكم الأوثان هو المودة.
[الموضح: 992]
ويجوز أن تكون {ما} كافة، و{مَوَدَّةُ بَيْنِكُم} مبتدأ، {وفِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} خبره، كأنه قال اتخذتم من دون الله أوثانًا، ثم قال: مودة بينكم في الحياة الدنيا.
وقرأ حمزة و-ص- عن عاصم ويعقوب ح- و-ان- {مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ} منصوبة مضافة و{بَيْنِكُمْ} جرًّا.
والوجه أن {ما} في هذه القراءة كافة، فلا تحتاج إلى عائد إليها، و{مَوَدَّةَ} منصوب على أنه مفعول له، وجعل {بَيْنِكُمْ} ههنا اسمًا لا ظرفًا، كما قال تعالى {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} بالرفع، فلهذا أُضيفت المودة إليه، وتقدير الكلام على هذا: اتخذتم أوثقانًا لمودة بينكم.
ويجوز أن يكون نصب {مَوَدَّةَ} على البدل من الأوثان.
وقرأ نافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم {مَوَدَّةً} بالنصب والتنوين، {بَيْنَكُمْ} بالنصب.
والوجه مثل ما سبق إلا أنه نُصب {بَيْنَكُمْ} على أنه ظرف، والعامل فيه {مَوَدَّةً}. ويجوز في {مَوَدَّةً} أن تكون مفعولًا لها على ما سبق. ويجوز أن تكون حالًا أي متوادِّين، ومعنى الآية: اتخذتم الأوثان لتتوادّوا على عبادتها وتتواصلوا، كما يتوادُّ المؤمنون على عبادة الله). [الموضح: 993]

قوله تعالى: {فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي مهاجرٌ إلى ربّي (26)
فتح الياء نافع وأبو عمرو من (ربّي) ). [معاني القراءات وعللها: 2/260]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله: {إني مهاجر إلى ربي} [26].
فتح الياء نافع وأبو عمرو.
وأسكنها الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/192]

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس