عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 7 صفر 1440هـ/17-10-2018م, 09:33 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأنعام

[ من الآية (132) إلى الآية (135) ]
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}

قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وما ربّك بغافلٍ عمّا يعملون (132).
في ثلاثة مواضع قرأهن ابن عامر بالتاء، وقرأ حفص والحضرمي ونافع هنا بالياء، وآخر هود وآخر النمل بالتاء، وقرأهن الباقون ثلاثتهن بالياء). [معاني القراءات وعللها: 1/390]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (49- وقوله تعالى: {بغافل عما يعملون} [132].
قرأ ابن عامر وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء، وقد ذكرته بعلته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/170]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما ربك بغافل عمّا يعملون}
[حجة القراءات: 271]
قرأ ابن عامر {وما ربك بغافل عمّا تعملون} بالتّاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء وحجتهم قوله قبلها ذلك {أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون} ). [حجة القراءات: 272]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (70- قوله: {عما يعملون} قرأه ابن عامر بالتاء، حمله على الخطاب الذي بعده، وهو قوله: {إن يشأ يذهبكم} «133» وما بعده: {كما أنشأكم}، وقرأ الباقون بالياء، حملوه على الغيبة التي قبله، وهو قوله: {ولكل درجات مما عملوا} وقوله قبل ذلك: {أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلمٍ وأهلها غافلون} «131»، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/452]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (54- {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [آية/ 132] بالتاء:-
قرأها ابن عامر وحده.
والمعنى: قل لهم {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، ويجوز أن يكون المراد الغائبين والمخاطبين جميعا، فغلب الخطاب على الغيبة؛ لأنهما إذا اجتمعا فالغلبة للخطاب.
وقرأ الباقون {يَعْمَلُونَ} بالياء.
والوجه أن ما قبله على الغيبة، فإجراؤه على الغيبة أولى، وذاك قوله {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} ). [الموضح: 503]

قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)}

قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)}

قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (اعملوا على مكانتكم... (135)
قرأ عاصم في رواية أبي بكر (مكاناتكم) جماعا في كل القرآن.
وقرأ الباقون (على مكانتكم).
قال أبو منصور: المكانة والمكان يكونان موضعا لكينونة الشيء فيه.
وأخبرني المنذري عن أبي جعفر الغساني عن سلمة عن أبي عبيدة
[معاني القراءات وعللها: 1/386]
في قوله (اعملوا على مكانتكم)، أي: حيالكم وناحيتكم.
قال: وأخبرني أبو العباس عن سلمة عن الفراء قال: يقال له في قلبي منزلة، مثل قولك له في قلبي محلة وموضعة وموقعة ومكانة ومجلسة). [معاني القراءات وعللها: 1/387]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من تكون له عاقبة الدّار... (135).
قرأ حمزة والكسائي (من يكون له) بالياء ها هنا وفي القصص.
وقرأهما الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فلتأنيث العاقبة، ومن قرأ بالياء فلأن العاقبة معناها: العقب، وهو مذكر، وكذلك ما كان من المصادر المؤنثة، يجوز تذكير فعلها، مثل: الرحمة، والعافية، وما أشبههما). [معاني القراءات وعللها: 1/387]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (46- وقوله تعالى: {اعملوا على مكانتكم} [135].
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر {مكانتكم} بالجمع في كل القرآن وقرأ الباقون {مكانتكم} ومعناه: تمكنكم وأمركم وحالكم، أي أثبتوا على ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/169]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (47- وقوله تعالى: {من تكون له عاقبة الدار} [135].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
فمن قرأ بالتاء فلتأنيث العاقبة.
ومن قرأها بالياء فلأن تأنيثها غير حقيقي؛ ولأنك فصلت بين العاقبة وفعلها بـ "له» وكذلك اختلافهم في (القصص) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/170]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في: الجمع والتوحيد في قوله تعالى: على مكانتكم [الأنعام/ 135].
فقرأ الجميع: على مكانتكم على الواحد، واختلف عن عاصم؛ فروى أبو بكر علي مكاناتكم جماع في كلّ القرآن.
وروى حفص عن عاصم، وشيبان النحوي عن عاصم: مكانتكم واحدة في كلّ القرآن. حدثني موسى بن إسحاق قال: حدّثنا هارون بن حاتم قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن عاصم أنه قرأ: على مكانتكم واحدة،
وكذلك قرأ الباقون على التوحيد أيضا.
[الحجة للقراء السبعة: 3/406]
قال أبو زيد: يقال: رجل مكين عند السلطان من قوم مكناء، وقد مكن مكانة، وقال أبو عبيدة: على مكانتكم، أي: على حيالكم [وناحيتكم]، وما جاء في التنزيل من قوله: إنك اليوم لدينا مكين أمين [يوسف/ 54]، وقوله:
مكناهم في الأرض ما لم نمكن لكم [الأنعام/ 6]؛ يدلّ على أن المكانة: المنزلة والتّمكّن، كأنه: اعملوا على قدر منزلتكم، وتمكّنكم من دنياكم، فإنّكم لن تضرّونا بذلك شيئا، كما قال: لن يضروكم إلا أذى [آل عمران/ 111]، ومثل هذا قوله: وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون [هود/ 21].
ووجه الإفراد: أنه مصدر، والمصادر في أكثر الأمر مفردة.
ووجه الجمع أنها قد تجمع كقولهم: الحلوم والأحلام.
قال:
[الحجة للقراء السبعة: 3/407]
فأمّا إذا جلسوا بالعشيّ... فأحلام عاد وأيد هضم
والأمر العام على الوجه الأول). [الحجة للقراء السبعة: 3/408]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله [جلّ وعزّ]: من تكون له عاقبة الدار [الأنعام/ 135]، هاهنا وفي القصص [الآية/ 37].
فقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم وابن عامر من تكون له* بالتاء. وكذلك قراءتهم في سورة القصص.
وقرأ حمزة والكسائيّ: يكون له* في الموضعين بالياء.
العاقبة: مصدر كالعافية، وتأنيثه غير حقيقي، فمن أنّث فكقوله: وأخذت الذين ظلموا الصيحة [هود/ 94]، ومن ذكّر فكقوله: وأخذ الذين ظلموا الصيحة [هود/ 67].
وكقوله: قد جاءتكم موعظة من ربكم [يونس/ 57]، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى [البقرة/ 275]، وكلا الأمرين حسن كثير). [الحجة للقراء السبعة: 3/408]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار}
قرأ أبو بكر (اعملوا على مكاناتكم) على الجمع في كل القرآن
وقرأ الباقون {على مكانتكم} أي على تمكنكم وأمركم وحالكم والتوحيد هو الاختيار لأن الواحد ينوب عن الجمع ولا ينوب الجمع عن الواحد قوله {مكانتكم} وزنه مفعلة من الكون والميم زائدة والألف منقلبة عن الواو من كان يكون مفعلة وقال قوم وزنه فعال مثل ذهاب والألف زائدة والميم أصليّة والدّليل على ذلك أن فعالا تجمعه على أفعلة تقول أمكنة ولو كان مفعلا لم يجمع على أفعلة
قرأ حمزة والكسائيّ {من يكون} بالياء وكذلك في القصص لأن تأنيثهما غير حقيقيّ العاقبة والآخر واحد وحجتهما قوله {فانظر كيف كان عاقبة مكرهم} وقوله {ثمّ كان عاقبة الّذين}
وقرأ الباقون {من تكون} بالتّاء لتأنيث العاقبة). [حجة القراءات: 272]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (71- قوله: {مكانتكم} قرأه أبو بكر بالجمع، حيث وقع، جعله جمع مكانة، وهي الحالة التي هم عليها، فلما كانوا على أحوال مختلفة من أمر دنياهم جمع، لاختلاف الأنواع وهو مصدر، فالمعنى: اعملوا على أحوالكم التي أنتم عليها، فيلس يضرنا ذلك، وفي الكلام معنى التهدد والوعيد بمنزلة قوله: {كلوا وتمتعوا قليلًا} «المرسلات 46» وقرأ الباقون بالتوحيد، لأنه مصدر يدل على القليل والكثير من صنفه، من غير جمع ولا تثنية، وأصل المصدر أن لا يثنى ولا يُجمع، لأن فائدته فائدة الفعل، إذ الفعل منه أخذ، فكما لا يجمع الفعل كذلك لا يُجمع المصدر، إلا أن تختلف أنواعه، فيشابه المفعول، فيجوز
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/452]
جمعه، وأصله أن لا يجمع، يقال: مكن الرجل مكانه، فكأنه قال: اعملوا على حالكم وأمركم في دنياكم، على التهدد والوعيد، والتوحيد أحب إلي، لأن الجماعة عليه، ولأنه أخف، وهو الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/453]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (72- قوله: {من تكون له عاقبة الدار} قرأه حمزة والكسائي بالياء، ومثله في القصص، ذكر الفعل لمّا فرّق بين المؤنث وفعله، ولأن العاقبة تأنيثها غير حقيقي، ولأنها لا ذكر لها من لفظها، وقرأهما الباقون بالتاء، على تأنيث لفظ العاقبة، وهما سواء في النظر، وقد قال الله جل ذكره: {فمن جاءه موعظة} «البقرة 275»، وقال: {قد جاءتكم موعظة} «يونس 57» وقال: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} «هود 67»، وقال: {وأخذت الذين ظلموا الصيحة} «هود 94» فالقراءتان متعادلتان، والتأنيث هو الأصل). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 1/453]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (55- {اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ} [آية/ 135] بالجمع:-
قرأها عاصم وحده -ياش- في كل القرآن.
والوجه أن جمع مكانة، وهي مصدر من مكن يمكن مكانة عند السلطان، والمصادر قد تجمع على إرادة اختلاف الأنواع، وقد جمع الحلم والعلم على الأحلام والحلوم والعلوم، وقد جمع الشغل على الأشغال، ومثل ذلك كثير.
ويجوز أن يكون مفعلة من الكون، فيكون إما مصدرًا بمعنى الكينونة، أو موضعا كما يقال مكان ومكانة ومنزل ومنزلة، فجمع على المكانات، ولا غرابة في جمعه إذا كان غير مصدر.
وقرأ الباقون {مَكَانَتِكُمْ} على الوحدة.
والوجه أن من جعله مصدرًا فالأولى أن لا يجمعه؛ لأن المصادر تفرد ولا تجمع في الأمر العام، ومن جعله اسما غير مصدر كان وإن كان واحدا يؤدي معنى الجمع؛ لأنه لما أضيف إلى الجمع علم أنه جمع، والمعنى ليعمل كل واحد منكم على مكانته). [الموضح: 504]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (56- {مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} [آية/ 135] بالياء: -
قرأها حمزة والكسائي.
[الموضح: 504]
والوجه أن تأنيثه غير حقيقي، فلهذا يمر كقوله تعالى {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ} ثم إنه قد فصل بين الفعل وبين فاعله بقوله {لَهُ} فحسن التذكير، وقد مضى مثله.
وقرأ الباقون بالتاء فوقها نقطتان ههنا وفي القصص.
والوجه أن التاء لتأنيث اللفظ، فالعاقبة مصدر مؤنث لمكان تاء التأنيث فيه، وإذا كان مؤنث اللفظ أنث فعله، كقوله تعالى {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ} ). [الموضح: 505]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس