عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الشمس

[ من الآية (11) إلى الآية (15) ]
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}

قوله تعالى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله: {كذبت ثمود بطغواها} [11].
قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بالإدغام.
والباقون يظهرون التاء عند الثاء. وقد أنبأت عن علته، وإنما ذكرته لأن الحسن قرأ: {كذبت ثمود بطغواها} بضم الطاء، والاختيار ما عليه الناس {بضغواها} لأن العرب إذا أتت بهذا البناء على (فعلى) ظهرت الواو، وإن كانت من ذوات الياء. فإذا ضموا له أوله صحت الياء فيقولون: الفتوى والفتيا، والعلوي، والعيا، والبقوي، والبقيا، والطغوي، والطغيا. على أنه جاء الواو مع الضم في حرف من كتاب الله تعالى، وهو قوله: {بالعدوة القصوى}. ومعنى الطغوى، والطغيا والطغيان واحد، فمعناه: كذبت ثمود بطغيانها، ولكنه أتى بهذا المصدر على (فعلى) ليوافق رؤوس الآي. كما قال الله تعالى: {إن إلى ربك الرجعى} يريد: الرجوع. وأما طغيا بفتح الطاء والياء-: فالبقرة، وهي تمد وتقصر:
وطغيا مع اللهق الناشط
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/490]
فجمع (طغيا) من البقرة طغايا مثل مرضى ومراضى، وطغوى الذي في القرآن لا يثنى ولا يجمع: لأنه مصدر. ومعنى الطغيان في اللغة مجاوزة الشيء حده). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/491]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ: [بِطُغْوَاهَا] - الحسن.
قال أبو الفتح: هذا مصدر على فعلى، كأخواته من: الرجعى، والحسنى، والبؤسى والنعمى. وعليه ما حكاه أبو الحسن من قراءة بعضهم: [وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنى] كقولك: عرفا). [المحتسب: 2/363]

قوله تعالى: {إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12)}
قوله تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13)}
قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {ولم يخف عقباها} وقد روي ذلك عن ابن الزبير أيضا. وروي عنه: {فدهدم عليهم ربهم بذنبهم} بالهاء فزلزل ودمدم ودهدم والهاء في {فسواها} كناية عن الدمدمة، لأن الفعل يدل على المصدر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/491]
وقال آخرون: {فسواها} أي: فسوى بيوتهم على قبورهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/492] (م)

قوله تعالى: {وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولا يخاف عقباها).
[معاني القراءات وعللها: 3/149]
قرأ نافع وابن عامر (فلا يخاف)، وكذلك هي في مصاحفهم.
وقرأ الباقون بالواو (ولا يخاف).
قال أبو بكر بن الأنباري: من قرأ (فلا يخاف) بالفاء فلأن الفاء فيها تصل الذي بعدها بالذي قبلها، وهو قوله (فدمدم عليهم ربّهم بذنبهم فسواها).
أي: فسوى الأرض عليهم، فلا يخاف عقبى هلكتهم، ولا يقدّر أن يرجعوا إلى السلامة بعد أن أزالها عنهم.
قال أبو بكر؛ وقراءة العراقيين بالواو (ولا يخاف)؛ لأن الواو جمعت الذي اتصل بها مع العقر إذا انبعث أشقاها فعقرها وهو لا يخاف عقبى عقرها، أي لا يقدّر أن الهلكة تنزل به من جهة عقره إياها.
قال: وقوله: فدمدم عليهم ربهم، أي: غضب.
وقال أبو طالب النحوي: الدمدمة: كلام مع غضب.
وقال غيرهما في قوله (فدمدم عليهم)
أي: أطبق الله عليهم العذاب.
والله أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 3/150]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ولا يخاف عقباها} [15].
قرأ نافع وابن عامر بالفاء {فلا يخاف} وكذلك في مصاحفهم.
وسمعت محمد بن حمدان المقرئ يقول: قرأت في محراب مسجد المدينة، مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مكتوبا بالذهب من (والسماء والطارق) إلى آخر القرآن. قال: ورأيت {فلا يخاف عقباها} بالفاء مكتوبًا.
وقرأ الباقون: {ولا يخاف} بالواو، وكذلك في مصاحفهم.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ: {ولم يخف عقباها} وقد روي ذلك عن ابن الزبير أيضا. وروي عنه: {فدهدم عليهم ربهم بذنبهم} بالهاء فزلزل ودمدم ودهدم والهاء في {فسواها} كناية عن الدمدمة، لأن الفعل يدل على المصدر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/491]
وقال آخرون: {فسواها} أي: فسوى بيوتهم على قبورهم.
والهاء في {عقباها} فيه قولان:
يكون الفعل لله تعالى ، والمعنى: ولا يخاف الله تعالى من يرجع يغفر بعد إهلاكه إياها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/492]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر: فلا يخاف عقباها [الشمس/ 15] بالفاء، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام.
وقرأ الباقون: ولا يخاف بالواو، وكذلك في مصاحفهم.
قال أبو علي: الواو يجوز أن تكون في موضع حال: فسواها غير خائف عقباها، أي: غير خائف أن يتعقب عليه شيء مما فعله، وفاعل يخاف الضمير العائد إلى قوله: ربهم. وقيل: إن الضمير يعود إلى النبي صلّى اللّه عليه الذي أرسل إليهم، وقيل: إذ انبعث أشقاها، وهو لا يخاف عقباها، أي: لا يخاف من إقدامه على ما أتاه مما نهي عنه، ففاعل يخاف العاقر على هذا، والفاء للعطف على قوله: فكذبوه، فعقروها [الشمس/ 14]، فلا يخاف كأنه تبع تكذيبهم وعقرهم أن لم يخافوا). [الحجة للقراء السبعة: 6/420]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يخاف عقباها} 15
قرأ نافع وابن عامر {فلا يخاف} بالفاء معناه فدمدم عليهم ربهم فلا يخاف قباها أي لا يخاف الله لأن رب العزّ لا يخاف شيئا
وقرأ الباقون ولا يخاف بالواو والمعنى إذ انبعث أشقاها لعقر لناقة وهو لا يخاف عقباها أي لا يخاف ما يكون من عاقبة فعله ففاعل يخاف العاقبة الضّمير العائد على أشقاها). [حجة القراءات: 766]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («8» قَوْلُهُ: {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} قَرَأَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِالْفَاءِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْوَاوِ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَمَكَّةَ وَالْبَصْرَةِ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى قَوْلِهِ: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا، فَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا}، كَأَنَّهُ تَبِعَ تَكْذِيبَهُمْ وَعَقْرَهُمْ تَرْكُ خَوْفِ الْعَاقِبَةِ، وَوَحَّدَ فِي {فَلاَ يَخَافُ}، لأَنَّ الْعَاقِرَ كَانَ وَاحِدًا، لَكِنْ نَسَبَ الْعَقْرَ إِلَى جَمِيعِهِمْ، لِرِضَاهُمْ بِفِعْلِ ذَلِكَ الْوَاحِدِ الْعَاقِرِ، وَكَذَلِكَ مَنْ قَرَأَ بِالْوَاوِ،
وَيَحْسُنُ أَنْ تَكُونَ لِلْحَالِ مِنَ الْعَاقِرِ، وَالتَّقْدِيرُ: فَعَقَرُوهَا غَيْرَ خَائِفِينَ مِنْ عُقْبَى الْعَقْرِ، فَفَاعِلُ {يَخَافُ} «الْعَاقِرُ»، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ {يَخَافُ} اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ عَلَى مَعْنَى: فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ عُقْبَى دَمْدَمَتِهِ بِهِمْ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُ {يَخَافُ} النَّبِيَّ الْمُرْسَلَ إِلَيْهِمْ.
وَقِيلَ: فَاعِلُ {يَخَافُ} {أَشْقَاهَا}، عَلَى تَقْدِيرِ: إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ عُقْبَى عَقْرِهِ لِلنَّاقَةِ، فَكَأَنَّ الْوَاوَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْمَعَانِي مُقْحَمَةٌ زَائِدَةٌ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بَعْدَهَا مُضْمَرٌ، عَلَى تَقْدِيرِ: وَالْعَاقِرُ غَيْرُ خَائِفٍ، أَوْ وَاللَّهُ غَيْرُ خَائِفٍ، وَالنَّبِيُّ غَيْرُ خَائِفٍ، فَلاَ تَكُونُ الْوَاوُ عَلَى هَذَا زَائِدَةً). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/382]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (فَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا) [آيَةُ/15] بِالْفَاءِ: -
قَرَأَهَا نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفَاءَ لِلْعَطْفِ وَالتَّعْقِيبِ، وَالْفِعْلُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا} (فَلا يَخَافُ)؛ لأَنَّهُ مُعَقِّبٌ تَكْذِيبَهُمْ وَعَقْرَهُمْ مِنْ غَيْرِ مُهْلَةٍ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {وَلا يَخَافُ} بِالْوَاوِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ حَالٌ، وَالتَّقْدِيرُ وَهُوَ لا يَخَافُ عُقْبَاهَا.
وَفَاعِلُ {يَخَافُ} هُوَ الضَّمِيرُ الْعَائِدُ إِلَى رَبِّهِمْ، وَالْمَعْنَى وَرَبُّهُمْ لا يَخَافُ أَنْ يُتَعَقَّبَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِمَّا فَعَلَهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُهُ ضَمِيرَ صَالِحٍ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَاعِلُهُ ضَمِيرَ عَاقِرِ النَّاقَةِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي قَوْلِهِ {أَشْقَاهَا} كَأَنَّهُ قَالَ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا وَهُوَ لا يَخَافُ عُقْبَاهَا). [الموضح: 1377]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس