عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 20 رجب 1434هـ/29-05-2013م, 10:47 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

أسباب نزول سورة الليل:

قالَ عبد الرحمنِ بنُ محمدٍ ابنُ أبي حاتمٍ الرازيُّ (ت: 327هـ): (قوله تعالى: {واللّيل إذا يغشى}
حدّثنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ، حدّثنا حفص بن عمر العدنيّ، حدّثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ: (أنّ رجلًا كان له نخلٌ ومنها نخلةٌ فرعها إلى دار رجلٍ صالحٍ فقيرٍ ذي عيالٍ، فإذا جاء الرّجل فدخل داره وأخذ الثّمر من نخلته فتسقط الثّمرة، فيأخذها صبيان الفقير، فنزل من نخلته فنزع الثّمرة من يديه، وإن أدخل أحدهم الثّمرة في فمه أدخل إصبعه في حلق الغلام ونزع الثّمرة من حلقه، فشكا ذلك الرّجل إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وأخبره بما هو فيه من صاحب النخلة فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:((اذهب)).
ولقي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم صاحب النّخلة فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتبعه رجلٌ كان يسمع الكلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ومن صاحب النّخلة، فقال الرّجل: يا رسول اللّه إن أنا أخذت النّخلة فصارت لي النّخلة فأعطيتها أتعطيني بها ما عطيته بها نخلةً في الجنّة؟ قال:((نعم))، ثمّ إنّ الرّجل لقي صاحب النّخلة ولكلاهما نخلٌ فقال له: أخبرك أنّ محمّدًا أعطاني بنخلتي المائلة في دار فلانٍ نخلةً في الجنّة، فقلت له: قد أعطيت، ولكنّي يعجبني ثمرها فسكت عنه الرّجل فقال له: أتراك إذا بعتها؟ قال: لا إلا أن أعطى بها شيئًا، ولا أظننني أعطاه قال: وما منّاك بها؟ قال: أنا أعطيتك أربعين نخلةً فقال: أشهد لي إن كنت صادقا، فأمر بأناس فدعاهم فقال:
اشهدوا أنّي قد أعطيته من نخلي أربعين نخلةً بنخلته الّتي فرعها في دار فلان بن فلانٍ، ثمّ قال: ما تقول؟ فقال صاحب النّخلة: قد رضيت ثمّ قال بعد: ليس بيني وبينك بيعٌ لم تفترق، قال له: قد أقالكم اللّه ولست بأحمق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلت المائلة، فقال صاحب النّخلة: قد رضيت على أن تعطيني الأربعين على ما أريد قال: تعطينيها على ساقٍ ثمّ مكث ساعةً ثمّ قال: هي لك على ساقٍ وأوقف له شهودًا وعدّ له أربعين نخلةً على ساقٍ، فتفرّقا.
فذهب الرّجل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنّ النّخلة المائلة في دار فلانٍ قد صارت لي فهي لك. فذهب رسولا لله صلّى اللّه عليه وسلّم إلى الرّجل صاحب الدّار فقال له: النّخلة لك ولعيالك).
قال عكرمة: (قال ابن عبّاسٍ: فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {واللّيل إذا يغشى}[الليل: 1] إلى قوله:{فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى، فسنيسّره لليسرى. وأمّا من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى}إلى آخر السّورة)). [تفسير القرآن العظيم: 10/3439-3440]

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (حدثنا أبو معمر بن إسماعيل الإسماعيلي إملاء بجرجان سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ أخبرنا علي بن الحسن بن هارون حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي حدثنا حفص بن عمر حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس:
أن رجلاً كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال وكان الرجل إذا جاء ودخل الدار فصعد النخلة ليأخذ منها التمر فربما سقطت التمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل الرجل من نخلته حتى يأخذ التمرة من أيديهم فإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج التمرة من فيه فشكا الرجل ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:((اذهب)) ولقي صاحب النخلة وقال: ((تعطيني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة)) فقال له الرجل: لقد أعطيت وإن لي نخلاً كثيرًا وما فيها نخلة أعجب إلي ثمرة منها ثم ذهب الرجل فلقي رجلاً كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتعطيني ما أعطيت الرجل نخلة في الجنة إن أنا أخذتها؟ قال: ((نعم)) فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة فساومها منه فقال له: أشعرت أن محمدًا أعطاني بها نخلة في الجنة فقلت: يعجبني ثمرها فقال له الآخر: أتريد بيعها؟ قال: لا إلا أن أعطى بها ما لا أظنه أعطى قال: فما مناك؟ قال: أربعون نخلة قال له الرجل: لقد جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة؟ ثم سكت عنه فقال له: أنا أعطيك أربعين نخلة فقال له: أشهد لي إن كنت صادقًا فمر ناس فدعاهم فأشهد له بأربعين نخلة ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن النخلة قد صارت في ملكي فهي لك فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال: ((إن النخلة لك ولعيالك)) فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَالَليلِ إِذا يَغشى وَالنَهارِ إِذا تَجَلّى وَما خَلَقَ الذَكَرَ وَالأُنثى إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّى}.
أخبرنا أبو بكر بن الحارثي أخبرنا أبو الشيخ الحافظ أخبرنا الوليد بن أبان حدثنا محمد بن إدريس حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا ابن أبي الوضاح عن يونس عن ابن إسحاق عن عبد الله أن أبا بكر اشترى بلالاً من أمية بن خلف ببردة وعشر أواق من ذهب فأعتقه فأنزل الله تبارك وتعالى: {وَالَليلِ إِذا يَغشى} إلى قوله: {إِنَّ سَعيَكُم لَشَتّى} سعي أبي بكر وأمية وأبي بن خلف). [أسباب النزول: 485-486]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى * وَصَدَقَ بِالحُسنى} الآيات.
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا قبيصة حدثنا سفيان الثوري عن منصور والأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد إلا كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار)) قالوا: يا رسول الله أفلا نتكل؟ قال: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)). ثم قرأ: {فَأَمّا مَن أَعطى وَاِتَّقى (5) وَصَدَّقَ بِالحُسنى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى} رواه البخاري عن أبي نعيم عن الأعمش ورواه مسلم عن أبي زهير بن حرب عن جرير عن منصور
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله عن ابن أبي عتيق عن عامر بن عبد الله عن بعض أهله قال أبو قحافة لابنه أبي بكر: يا بني أراك تعتق رقابًا ضعافًا فلو أنك إذ فعلت ما فعلت أعتقت رجالاً جلدة يمنعونك ويقومون دونك فقال أبو بكر: يا أبت إني إنما أريد ما أريد قال: فتحدث ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه وفيما قاله أبوه {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى} إلى آخر السورة.
وذكر من سمع ابن الزبير وهو على المنبر يقول: كان أبو بكر يبتاع الضعفة من العبيد فيعتقهم فقال له أبوه: يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك قال: ما منع ظهري أريد فنزلت فيه {وَسَيُجَنَّبُها الأَتقى الَّذي يُؤتي مالَهُ يَتَزَكّى} إلى آخر السورة.
وقال عطاء عن ابن عباس: إن بلالاً لما أسلم ذهب إلى الأصنام فسلح عليها وكان عبدًا لعبد الله بن جدعان، فشكا إليه المشركون ما فعل فوهبه لهم ومائة من الإبل ينحرونها لآلهتهم، فأخذوه وجعلوا يعذبونه في الرمضاء وهو يقول: "أحد أحد"، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ينجيك أحد أحد)) ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن بلالاً يعذب في الله، فحمل أبو بكر رطلاً من ذهب فابتاعه به، فقال المشركون: ما فعل أبو بكر ذلك إلا ليد كانت لبلال عنده، فأنزل الله تعالى: {وَما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزى * إِلّا اِبتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِ الأَعلى * ولسوف يرضى}). [أسباب النزول: 487-488]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وعن ابن عبّاس: (أنّها نزلت في أبي بكر الصّديق حين اعتق بلالًا وفي أبي سفيان)). [عمدة القاري: 19/424]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَقَالَ عِكْرِمَةُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ: مَدَنِيَّةُ نَزَلَتْ فِي أَبِي الدَّحْدَاحِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَأُمِّ سَمُرَةَ فِي قِصَّةٍ لَهُمَا طَوِيلَةٍ). [عمدة القاري: 19 / 295]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن أبي حاتم بسند ضعيف عن ابن عباس: (أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منها الثمرة فربما تقع ثمرة فيأخذها صبيان الفقير فينزل من نخلته فيأخذ الثمرة من أيديهم وإن وجدها في فم أحدهم أدخل أصبعه حتى يخرج الثمرة من فيه، فشكا ذلك الرجل إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال:((اذهب))ولقي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة، فقال له:((أعطني نخلتك المائلة التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة))، فقال له الرجل: لقد أعطيت وإن لي لنخلا كثيرا وما فيه نخل أعجب إلي ثمرة منها، ثم ذهب الرجل ولقي رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب النخلة فأتى رسول الله: فقال أعطني ما أعطيت الرجل إن أنا أخذتها، قال:((نعم))فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل فقال له صاحب النخلة: أشعرت أن محمدا أعطاني بنخلتي المائلة إلى دار فلان نخلة في الجنة فقلت: لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها فقال له الآخر: أتريد بيعها؟ فقال: لا إلا أن أعطى بها ما أريد ولا أظن أعطى، قال: فكم تؤمل فيها؟ قال: أربعين نخلة، فقال له الرجل: لقد جئت بأمر عظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة، ثم سكت عنه، فقال: أنا أعطيك أربعين نخلة، فقال له: أشهد إن كنت صادقا، فأشهد له بأربعين نخلة بنخلته المائلة فمكث ساعة ثم قال: ليس بيني وبينك بيع لم نفترق، فقال له الرجل: ولست بأحق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة، فقال له: أعطيك على أن تعطيني كما أريد تعطينها على ساق، فسكت عنه ثم قال: هي لك على ساق، قال: ثم ذهب إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله إن النخلة قد صارت لي فهي لك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال:((النخلة لك ولعيالك))، فأنزل الله{والليل إذا يغشى} [الليل: 1] إلى آخر السورة). [الدر المنثور: 15/464-466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا كانت له نخلة فرعها في دار رجل فقير ذي عيال فكان الرجل إذا جاء فدخل الدار فصعد إلى النخلة ليأخذ منه التمر فربما تقع تمرة فيأخذها صبيان الفقير، فينزل من نخلته فيأخذ التمرة من أيديهم وإن وجدها في فم أحدهم أدخل إصبعه حتى يخرج التمرة من فيه، فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((اذهب)) ولقي النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة، فقال له: ((أعطني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة)) فقال الرجل: لقد أعطيت، وإن لي لنخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إلي تمرة منها، ثم ذهب الرجل ولقي رجلا كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صاحب النخلة، فأتى رسول صلى الله عليه وسلم، فقال: أتعطيني يا رسول الله مثلما أعطيت الرجل إن أنا أخذنها ؟ فقال: ((نعم)) فذهب الرجل فلقي صاحب النخلة ولكليهما نخل، فقال له صاحب النخلة: أشعرت أن محمدا صلى الله عليه وسلم أعطاني بنخلتي المائلة في دار فلان نخلة في الجنة؟ فقلت له: لقد أعطيت ولكن يعجبني ثمرها ولي نخل كثير ما فيه نخلة أعجب إلي ثمرة منها، فقال له الآخر: أتريد بيعها؟ فقال: لا إلا أن أعطى بها ما أريد ولا أظن أعطى، فقال: فكم مناك منها؟ قال: أربعون نخلة قال: لقد جئت بأمر عظيم، ثم سكت عنه فقال له: أنا أعطيك أربعين نخلة فاشهد لي إن كنت صادقا، فدعا قومه فأشهد له، ثم ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله إن النخلة قد صارت لي وهي لك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صاحب الدار فقال له: ((النخلة لك ولعيالك)) فأنزل الله: {والليل إذا يغشى} إلى آخر السورة. قال ابن كثير حديث غريب جدا.
وأخرج الحاكم عن عامر بن عبد الله بن الزبير عنة أبيه قال: قال أبو قحافة لأبي بكر: أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنك أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك يا بني، فقال: يا
أبتي إنما أريد ما عند الله، فنزلت هذه الآيات فيه: {فأما من أعطى واتقى} إلى آخر السورة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة أن أبا بكر الصديق أعتق سبعة كلهم يعذب في الله وفيه نزلت: {وسيجنبها الأتقى} إلى آخر السورة.
وأخرج البزار عن ابن الزبير قال: نزلت هذه الآية: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى} إلى آخرها في أبي بكر الصديق). [لباب النقول: 294-295]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وحكى ابن عطيّة عن المهدويّ أنّه قيل: إنّها مدينة، وقيل: بعضها مدنيٌّ.
وكذلك ذكر الأقوال في "الإتقان"، وأشار إلى أنّ ذلك لما روي من سبب نزول قوله تعالى: {فأمّا من أعطى واتّقى} [اللّيل: 5]:
إذ روي أنّها نزلت في أبي الدّحداح الأنصاريّ في نخلةٍ كان يأكل أيتامٌ من ثمرها وكانت لرجلٍ من المنافقين فمنعهم من ثمرها فاشتراها أبو الدّحداح بنخيلٍ وجعلها لهم. وسيأتي). [التحرير والتنوير: 30/377]م


رد مع اقتباس