عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23 صفر 1440هـ/2-11-2018م, 08:08 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الذاريات

[ من الآية (7) إلى الآية (14) ]
{وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}


قوله تعالى: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الْحُبُكِ (7)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة الحسن: [الْحُبْك]، مضمومة الحاء، ساكنة الباء.
وروي عنه: [الْحِبْك]، بكسر الحاء، ووقف الباء.
وكذلك قرأ أبو مالك الغفاري:
وروي عنه: [الْحِبُك]، بكسر الحاء، وضم الباء.
وروي عنه: [الْحَبَك].
وروي عنه: [الْحَبَك].
الوجه السادس قراءة الناس.
وروي عن عكرمة وجه سابع، وهو: [الْحُبَكُ].
قال أبو الفتح: جميعه هو طرائق الغيم، وأثر حسن الصنعة فيه، وهو الحبيك في البيض.
قال:
الضاربون حبيك البيض إذ لحقوا ... لا ينكصون إذا ما استلحموا وحموا
ويقال: حببكة الرمل، وحبائك. فهذا كسفينة، وسفن، وسفائن. وكذلك أيضا حبك الماء لطرائقه.
[المحتسب: 2/286]
قال زهير:
مكلل بأصول النبت تنسجه ... ريح خريق لضاحي مائه حبك
فأما [الحُبْك] فمخفف من [الحُبُك]، وهي لغة بني تميم، كرسل وعمد، في رسل وعمد.
وأما [الحِبِك] ففعل، وذلك قليل، منه: إبل، وإطل، وامرأة بلز، وبأسنانه حبر.
وأما [الحِْبْك] فمخفف منه، كإبل، وإطل.
وأما [الحِْبُك] بكسر الحاء، وضم الباء فأحسبه سهوا. وذلك أنه ليس في كلامهم فعل أصلا، بكسر الفاء، وضم العين. وهو المثال الثاني عشر من تركيب الثلاثي، فإنه ليس ف اسم ولا فعل أصلا والبتة. أو لعل الذي قرأ به تداخلت عليه القراءتان: بالكسر، والضم. فكأنه كسر الحاء يريد "الحبك"، وأدركه ضم الباء على صورة "الحبك" وقد يعرض هذا التداخل في اللفظة الواحدة، قال بلال بن جرير:
إذا جئتهم أو سآيلتهم ... وجدت بهم علة حاضرة
أراد: أو سألتهم، أو ساءلتهم، أو لغة من قال: سايلتهم، فأبدلت، فتداخلت الثلاث عليه فخلط، فقال: سآيلتهم، فوزنها إذا فعاعلتهم؛ لأن الياء في سايلتهم بدل من الهمزة في ساءلتهم. فجمع بين اللغتين في موضعين على تلفته إلى اللغتين. كذلك أيضا نظر في "الحبك" إلى "الحبك"، و"الحبك"، فجمع بين أول اللفظة على هذه القراءة، وبين آخرها على القراءة الأخرى.
[المحتسب: 2/287]
فإما [الْحَبَكُ] فكأن واحدتها حبكة، كطرقة وطرق، وعقبة وعقب.
وأما [الْحُبَك] فعلى حبكة، كطرقة وطرق، وبرقة وبرق. ولا يجوز أن يكون "حبك" معدولا إليها عن "حبك" تخفيفا، إنما ذلك شيء يستسهل في المضاعف خاصة، كقولهم في جدد: جدد، وفي سرر: سرر، وفي قلل: قلل). [المحتسب: 2/288]

قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ (8)}
قوله تعالى: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)}
قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11)}
قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة السلمي: [إيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ].
قال أبو الفتح: هذه لغة في "أيان"، وينبغي أن يكون "أيان" من لفظ أي، لا من لفظ أين؛ لأمرين:
أحدهما أن أين مكان، و"أيان" زمان.
والآخر أن يكون قلة فعال في الأسماء مع كثرة فعلان.
فلو سميت رجلا بأيان لم تصرفه كحمدان، ولسنا ندعى أن أين مما يحسن اشتقاقها والاشتقاق منها؛ لأنها مبنية كالحرف، إلا أنها مع هذا الاسم، وهي أخت أنى، وقد جاءت فيها الإمالة التي لاحظ للإمالة فيها، وإنما الإمالة للأفعال والأسماء؛ إذ كانت ضربا من التصرف. والحروف لا تصرف فيها.
ومعنى أي: أنها بعض من كل، فهي تصلح للأزمنة صلاحها لغيرها؛ إذ كان البعض شاملا لذلك كله. قال أمية:
والناس راث عليهم أمر يومهم ... فكلهم قائل: أيان أيانا
فإن سميت بأيان سقط الكلام في حسن تصريفها، للحاقها -بالتسمية بها- ببقية الأسماء المنصرفة). [المحتسب: 2/288]

قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)}
قوله تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس