الموضوع: سورة البقرة
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 11:43 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ (83)}

قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (الآية الثانية: قوله تعالى: {وقولوا للناس...حسنا} الآية [83 /البقرة] منسوخة وناسخة {آية السيف} قوله تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم...} [5 مدنية / التوبة / 9].) .[الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 19-30]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ):
(
قال جلّ وعزّ {وقولوا للنّاس حسنًا} [البقرة: 83]
قال سعيدٌ، عن قتادة،: «نسختها آية السّيف»
وقال عطاءٌ «قولوا للنّاس كلّهم حسنًا»
وقال سفيان: {قولوا للنّاس حسنًا} [البقرة: 83] «مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر»
وهذا أحسن ما قيل فيها لأنّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فرضٌ من اللّه جلّ وعزّ كما قال {ولتكن منكم أمّةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} [آل عمران: 104] فجميع المنكر النّهي عنه فرضٌ، والأمر بالمعروف من الفرائض فرضٌ
وعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ولتأطرنّ عليه أطرًا أو ليعمّنّكم اللّه منه بعذابٍ»
فصحّ أنّ الآية غير منسوخةٍ وأنّ معنى {وقولوا للنّاس حسنًا} [البقرة: 83] ادعوهم إلى اللّه جلّ وعزّ كما قال جلّ ثناؤه {ادع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة} [النحل: 125]
والبيّن في الآية العاشرة أنّها منسوخةٌ
). [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 1/454-630]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (الآية الثّالثة قوله تعالى {وقولوا للّناس حسناً} و {حسناً} فيها قولان قال عطاء بن أبي رباح وأبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب هي محكمة واختلفا بعد ما أجمعا على إحكامها فقال محمّد بن عليّ رضي الله عنه {وقولوا للنّاس} أي قولوا لهم إن محمّدًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال عطاء بن أبي رباح وقولوا للنّاس ما تحبون أن يقال لكم
وقال ابن جريج قلت لعطاء إن مجلسك هذا قد يحضره البر والفاجر أفتأمرني أن أغلظ على الفاجر فقال لا ألم تسمع إلى قول الله تعالى {وقولوا للّناس حسناً}وقال جماعة هي منسوخة وناسخها عندهم قوله تعالى {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} الآية
). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 31-59]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {وقولوا للنّاس حسنًا}:من قال: إن معنى الآية: سالموا الناس وقابلوهم بالقول الحسن جعلها منسوخةً بآية السّيف -وهو قول قتادة-.ومن قال معناها: مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر قال: هي محكمةٌ، إذ لا يصلح نسخ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، -وهو قول عطاء-).[الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:123- 200]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (ذكر الآية الرّابعة: قوله تعالى: {وقولوا للنّاس حسناً}.
اختلف المفسّرون في المخاطبين بهذا على قولين:
أحدهما: أنّهم اليهود، والتّقدير من سألكم عن شأن محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فاصدقوه وبيّنوا له صفته ولا تكتموا أمره، قاله ابن عباس، وابن جبير وابن جريج ومقاتل.
والثّاني: أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. ثمّ اختلف أرباب هذا القول، فقال الحسن: "مروهم بالمعروف، وانهوهم عن المنكر" وقال أبو العالية: "وقولوا للنّاس معروفًا" وقال محمّد بن عليّ بن الحسين: "كلّموهم بما تحبّون أن يقولوا لكم" فعلى هذا الآية محكمة.
وذهب قومٌ إلى أنّ المراد بذلك: مساهلة المشركين في دعائهم إلى الإسلام، فالآية عند هؤلاء منسوخةٌ بآية السّيف وهذا قولٌ بعيدٌ، لأنّ لفظ النّاس عامٌّ فتخصيصه بالكفّار يفتقر إلى دليلٍ ولا دليل ها هنا، ثمّ إنّ (إنذار) الكفّار من الحسنى.
). [نواسخ القرآن:125- 236]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (الرابعة: {وقولوا للنّاس حسناً} قيل الخطاب لليهود فالتقدير من ساءلكم عن بيان محمد فاصدقوه وقيل أي كلموهم بما تحبون أن يقال لكم فعلى هذا الآية محكمة وقيل المراد بذلك مساهلة المشركين في دعائهم إلى الإسلام فالآية عند هؤلاء منسوخةٌ بآية السّيف وفيه بعد لأن لفظ الناس عام فتخصيصه بالكفار يحتاج إلى دليل.). [المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 14-21]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (سورة البقرة: وقد عد قوم من المنسوخ آيات كثيرة ليس فيها أمر ولا نهي، وإنما هي أخبار، وذلك غلط، نحو قوله عز وجل: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3] زعموا أنها منسوخة بإيجاب الزكاة، وعدوا أيضا من الأوامر والنواهي جملة، فقالوا: هي منسوخة نحو قوله عز وجل: {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83].). [جمال القراء: 1/249-271]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس