عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 07:29 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها...} نزلت في امرأة يقال لها: خولة بنت ثعلبة، وزوجها أوس بن الصامت الأنصاري، قال لها إن لم أفعل كذا وكذا قبل أن تخرجي من البيت فأنت عليّ كظهر أمي، فأتت خولة رسول الله صلى الله عليه تشكو، فقالت: إن أوس بن الصامت تزوجني شابة غنية، ثم قال لي كذا وكذا وقد ندم، فهل من عذر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه: ما عندي في أمرك شيء، وأنزل الله الآيات فيها، فقال عز وجل: {قد سمع اللّه}، وهي في قراءة عبد الله: (قد يسمع الله)، "والله قد يسمع تحاوركما"، وفي قراءة عبد الله: "قول التي تحاورك في زوجها" حتى ذكر الكفّارة في الظهار، فصارت عامة). [معاني القرآن: 3/138]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وتشتكي إلى اللّه} أي تشكو، يقال: اشتكيت ما بي وشكوته). [تفسير غريب القرآن: 456]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميع بصير} إدغام الدال في السين حسن، لقرب المخرجين. يقرأ (قد سمع اللّه) بإدغام الدال في السين حتى لا يلفظ التكلم بدال. وإنما حسن ذلك لأنّ السين والدال من حروف طرف اللسان فإدغام الدال في السين تقوية للحرف.
وإظهار الدال جائز لأن موضع الدال - وإن قرب من موضع السين - فموضع الدال حيّز على حدة.ومن موضع الدال الطاء والتاء، هذه الأحرف الثلاثة موضعها واحد. والسين والزاي والصاد من موضع واحد، وهي تسمى حروف الصفير، فلذلك جاز إظهار الدال.
وهذه الآية نزلت بسبب خولة بنت ثعلبة، وأوس بن الصامت وكانا من الأنصار، قال لها: أنت على كظهر أمّي.وقيل قال لها أنت على كأمّي.وكانت هذه الكلمة مما يطلق بها أهل الجاهلية، فرووا أنها صارت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إنّ أوسا تزوجني وأنا شابّة مرغوب فيّ، فلما خلا سني ونثرت بطني، أي كثر ولدي جعلني عليه كأمّه. فروي أن رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- قال لها: ما عندي في أمرك شيء، فشكت إلى اللّه عزّ وجلّ وقالت: اللهم إني أشكو إليك.
وروي أيضا أنها قالت للنبي عليه السلام فيما قالت: إن لي صبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليّ جاعوا، فأنزل اللّه - عزّ وجلّ - كفّارة الظّهار.
وفي هذا دليل أنه لا يكون ما يطلق به الجاهلية طلاقا إلا أن يأتي الإسلام بذلك نحو ما قالوا في خليّة وبريّة وحبلك على غاربك.وأصل قولهم: أنت طالق لمّا أتى الإسلام بحكم فيه مضى على حكم الإسلام). [معاني القرآن: 5/133-134]


تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الّذين يظاهرون...} قرأها يحيى والأعمش وحمزة (يظّاهرون)، وقرأها بعض أهل الحجاز كذلك، وقرأها الحسن ونافع" يظّهّرون" فشدد، ولا يجعل فيها ألفا، وقرأها عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي (يظاهرون) يرفعان الياء، ويثبتان الألف، ولا يشددان، ولا يجوز فيه التشديد إذا قلت: (يظاهرون) وهي في قراءة أبيّ: يتظاهرون من نسائهم قوة لقراءة أصحاب عبد الله). [معاني القرآن: 3/138-139]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا هنّ أمّهاتهم...} الأمهات في موضع نصب لما ألقيت منها الباء نصبت، كما قال في سورة يوسف: {ما هذا بشراً} إنما كانت في كلام أهل الحجاز: ما هذا ببشر؛ فلما ألقيت الباء ترك فيها أثر سقوط الباء وهي في قراءة عبد الله "ما هن بأمهاتهم"، وأهل نجد إذا ألقوا الباء رفعوا، فقالوا "ما هذا بشر"، "ما هن أمهاتهم".
أنشدني بعض العرب:
ركاب حسيلٍ آخر الصيف بدّن = وناقة عمرو ما يحلّ لها رحل
ويزعم حسل أنه فرع قومه = وما أنت فرع يا حسيل ولا أصل). [معاني القرآن: 3/139]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({الّذين يظاهرون منكم مّن نّسائهم مّا هنّ أمّهاتهم إن أمّهاتهم إلاّ اللاّئي ولدنهم وإنّهم ليقولون منكراً مّن القول وزوراً وإنّ اللّه لعفوٌّ غفورٌ} قال: {الّذين يظاهرون} خفيفة وثقيلة. ومن ثقل جعلها من "تظهّرت" ثم ادغم التاء في الظاء). [معاني القرآن: 4/27]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {الّذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هنّ أمّهاتهم إن أمّهاتهم إلّا اللّائي ولدنهم وإنّهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإنّ اللّه لعفوّ غفور} المعنى ما اللواتي يجعلن من الزوجات كالأمهات بأمّهات.
{إن أمّهاتهم إلّا اللّائي ولدنهم} المعنى ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم، فذكر اللّه -عزّ وجلّ– الأمّهات في موضع آخر فقال: (وأمّهاتكم اللّاتي أرضعنكم)، فأعلم اللّه أنّ المرضعات أمهات، والمعنى ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم، أي الوالدات والمرضعات. فلا تكن الزوجات كهؤلاء، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أن ذلك منكر وباطل فقال: {وإنّهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإنّ اللّه لعفوّ غفور} عفا عنهم وغفر لهم بجعله الكفارة عليهم.
و(الذين) في موضع رفع بالابتداء، وخبره (ما هنّ أمّهاتهم). وأمهاتهم في موضع نصب على خبر (ما) المعنى ليس هن بأمّهاتهم). [معاني القرآن: 5/134]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُظَاهِرُونَ}: يقول لامرأته أنت علي كظهر أمي). [العمدة في غريب القرآن: 301]


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمّ يعودون لما قالوا...} يصلح فيها في العربية: ثم يعودون إلى ما قالوا، وفيما قالوا. يريد: يرجعون عما قالوا، وقد يجوز في العربية أن تقول: إن عاد لما فعل، يريد إن فعله مرة أخرى، ويجوز: إن عاد لما فعل: إن نقض ما فعل، وهو كما تقول: حلف أن يضربك فيكون معناه: حلف لا يضربك وحلف ليضربنك). [معاني القرآن: 3/139]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({والّذين يظاهرون من نّسائهم ثمّ يعودون لما قالوا فتحرير رقبةٍ مّن قبل أن يتماسّا ذلكم توعظون به واللّه بما تعملون خبيرٌ} وقوله: {ثمّ يعودون لما قالوا فتحرير رقبةٍ} المعنى: "فتحرير رقبةٍ من قبل أن يتماسّا فمن لم يجد فإطعام ستين مسكيناً ثمّ يعودون لما قالوا: "أن لا نفعله" "فيفعلونه" هذا الظهار، يقول: "هي عليّ كظهر أمّي" وما أشبه هذا من الكلام، فإذا اعتق رقبة أو اطعم ستين مسكينا عاد لهذا الذي قد قال: "إنّه عليّ حرامٌ" ففعله). [معاني القرآن: 4/27]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({والّذين يظاهرون من نسائهم} أي: يحرّمونهم تحريم ظهور الأمهات. ويروي: أن هذا نزل في رجل ظاهر، فذكر اللّه قصته. ثم تبع هذا كلّ ما كان من الأم محرما على الابن أن يطأه: كالبطن والفخذ، وأشباه ذلك. وقوله: {ثمّ يعودون لما قالوا}، يتوهم قوم: أن الظاهر لا يحسب ولا يقع حتى يتكرر اللفظبه، لقول اللّه تعالى: {ثمّ يعودون لما قالوا}. وقد اجمع الناس على أن الظّهار يقع بلفظ واحد. فأمّا تأويل قوله: {ثمّ يعودون لما قالوا}، فإن أهل الجاهلية كانوا يطلّقونبالظّهار، فجعل اللّه حكم الظّهار في الإسلام خلاف حكمه عندهم في الجاهلية، وأنزل: {والّذين يظاهرون من نسائهم} في الجاهلية {ثمّ يعودون لما قالوا}: [لما] كانوا يقولونه من هذا الكلام.
{فتحرير رقبةٍ} أي عتقها {من قبل أن يتماسّا}). [تفسير غريب القرآن: 456-457]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والّذين يظاهرون من نسائهم ثمّ يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسّا ذلكم توعظون به واللّه بما تعملون خبير}
(الذين) رفع بالابتداء، وخبرهم فعليهم تحرير رقبة، ولم يذكر "عليهم" لأن في الكلام دليلا عليه، وإن شئت أضمرت فكفارتهم تحرير رقبة.
{من قبل أن يتماسّا} فاختلف أهل العلم فقال بعضهم: الكفارة للمسيس.
وقال بعضهم: إذا أراد العود إليها والإقامة مسّ أو لم يمس كفّر.
وقوله عزّ وجلّ: {ذلكم توعظون به} المعنى ذلكم التغليظ في الكفّارة توعظون به.
وقال بعض الناس لا تجب الكفّارة حتى يقول ثانية: أنت عليّ كظهر أمّي. وهذا قول من لا يدري اللغة، وهو خلاف قول أهل العلم أجمعين.إنما المعنى ثم يعودون العودة التي من أجل القول، فلتلك العودة تلزم الكفارة لا لكل عودة.وفيها قول آخر للأخفش وهو أن يجعل " لما قالوا " من صلة فتحرير رقبة، فالمعنى عنده: والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون فتحرير رقبة لما قالوا، فهذا مذهب حسن أيضا.
والدليل على بطلان هذا القائل أن " ثم يعودون لما قالوا " أن يقول ثانية: أنت على كظهر أمّي - قول جميع أهل العلم ومتابعته هو إياهم: {للّذين يؤلون من نسائهم تربّص أربعة أشهر فإن فاءوا} فأجمعوا أنه ليس {فإن فاءوا} فإن حلفوا ثانية. ومعنى "فاءوا" في اللغة و"عادوا" معنى واحد.
وقوله: {من قبل أن يتماسّا} كناية عن الجماع، ودليل ذلك قوله: {وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ} فالمعنى من قبل أن تدخلوا بهنّ). [معاني القرآن: 5/134-135]


تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسّا فمن لم يستطع فإطعام ستّين مسكينا ذلك لتؤمنوا باللّه ورسوله وتلك حدود اللّه وللكافرين عذاب أليم} المعنى: فمن لم يجد الرقبة فكفارته صيام شهرين متتابعين، وإن شئت فعليه صيام شهرين متتابعين.
ولو قرئت (فصيام شهرين) جاز كما قال اللّه عزّ وجلّ: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة} ولا أعلم أحدا قرأ بالتنوين.
وقوله: {فمن لم يستطع فإطعام ستّين مسكينا}"من" في موضع رفع على معنى فمن لم يستطع الصيام فكفارته إطعام ستين مسكينا، وكذلك فإطعام بالتنوين ولا أعلم أحدا قرأ بها.
وقوله: {ذلك لتؤمنوا باللّه ورسوله} (ذلك) في موضع رفع، المعنى الفرض ذلك الذي وصفنا.
ومعنى {لتؤمنوا باللّه ورسوله} أي: لتصدّقوا ما أتى به رسول اللّه، ولتصدّقوا أن اللّه أمرنا به.
{وتلك حدود اللّه} أي: تلك التي وصفنا في الظّهار والكفّارة حدود اللّه.
{وللكافرين عذاب أليم} أي: لمن لم يصدق بها، وأليم مؤلم). [معاني القرآن: 5/135-136]

رد مع اقتباس