عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (83) إلى الآية (91) ]
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}

قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذكرا} و{سترا} تفخيمها وترقيقها لورش لا يخفى). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83)}
{يَسْأَلُونَكَ}
- لحمزة النقل وحذف الهمزة: يسلونك.
- وله التسهيل بين بين، وضعفه ابن الجزري.
- والوجه الثالث: يسالونك، بإبدال الهمزة ألفًا على تقدير نقل حركتها، قال ابن الجزري: (وهو وجه مسموع).
{ذِكْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/288]

قوله تعالى: {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84)}
{شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة). [معجم القراءات: 5/289]

قوله تعالى: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (31 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد التَّاء وتخفيفها من قَوْله {فأتبع سَببا} 85 {ثمَّ أتبع سَببا} 89 92
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {فأتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} مشددات التَّاء
وقرأوا {فأتبعوهم مشرقين} الشُّعَرَاء 60، مهموزا وَكَذَلِكَ {فَأتبعهُ الشَّيْطَان} الْأَعْرَاف 175 وَكَذَلِكَ {فَأتبعهُ شهَاب ثاقب} الصافات 10 و{فَأتبعهُ شهَاب مُبين} الْحجر 18
وقرأوا {وَاتبع الَّذين ظلمُوا} هود 116 مُشَدّدَة التَّاء
وروى حُسَيْن الجعفي عَن أَبي عَمْرو {وَاتبع الَّذين ظلمُوا} رَوَاهُ هرون عَن حُسَيْن عَنهُ
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {فأتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} {ثمَّ أتبع سَببا} و{فَأتبعهُ شهَاب} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فَأتبعهُ الشَّيْطَان} مَقْطُوع {وَاتبع الَّذين ظلمُوا} مَوْصُولَة هَذِه وَحدهَا). [السبعة في القراءات: 397 - 398]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فأتبع) (ثم أتبع) بالقطع الشامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبع) [85]، (ثم اتبع) [89، 92]: وصل: حجازي، بصري، وقاسم، وحمصي، وابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/811] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (فأتبع ثم أتبع ثم أتبع) بالقطع في الثلاثة والتخفيف، وقرأ الباقون بالوصل والتشديد من غير هم). [التبصرة: 263] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {فأتبع} (85)، {ثم أتبع} (89)، {ثم أتبع سببا} (92)، في الثلاثة المواضع: بقطع الألف، مخففة التاء.
والباقون: بوصل الألف، مشددة التاء). [التيسير في القراءات السبع: 352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (فأتبع ثمّ أتبع ثمّ أتبع) في الثّلاثة بقطع الألف مخفّفة التّاء، والباقون بوصل الألف مشدّدة التّاء). [تحبير التيسير: 448] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([85]- {فَأَتْبَعَ}، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [89]، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن،
[الإقناع: 2/691]
قطع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/692] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849 - فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاَثَةِ ذَاكِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة (ذ)اكرا = وحامية بالمد (صحبتـ)ـه (كـ)ـلا
[850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
[851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
معنى ذاكرًا، ذاكرًا ما قيل فيه.
[فتح الوصيد: 2/1077]
قال أبو زيد: «أتبعت زيدًا، إذا سبقك فأسرعت في طلبه.
وتبعته واتبعته، إذا ذهبت معه ولم يسبقك».
أبو علي: «فأتبع سببا، إنما هو مطاوع، يتعدى إلى واحد مثل: شويته واشتويته، {وجرحتم} و{اجترحوا}، وفديته وافتديته. وهو كثير.
فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين. و{أتبعنهم في هذه الدنيا لعنة} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فغأتبعهم فرعون وجنوده}، محذوف المفعول؛ أي أتبعهم فرعون جنوده، وجنوده أتباعهم، فأتبعوهم وهم مشرقين، فحذف إحدى المفعولين، كما حذف من قرأ {يفقهون قولا}؛ أي: أحدًا قولًا.{لينذر بأسًا} أي: الناس بأسًا.
وكذلك قراءة من قرأ: {فأتبع سببا}، أي أتبع سببًا سببًا، أو أمره. وما هو عليه سببًا».انتهى كلامه موجزًا.
وقال الأخفش: «تبعته وأتبعته سواء، مثل ردفته وأردفته»؛ قال الله تعالى: {فأتبعه شهاب}؛ ومنه الإتباع نحو: حسنٍ بسنٍ.
[فتح الوصيد: 2/1078]
واختار أبو عبيد {فأتبع سببًا}.
قال: «لأنها من المسير، إنما هي (افتعل)، من قولك: تبعت القوم. فأما الإتباع بهمز الألف، فمعناه اللحاق كقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين}، {فأتبعه شهاب}».
الفراء: « (أتبع)، أحسن من (اتبع)، لأن اتبعه: سار وراءه؛ وأتبعه: قفاه» ). [فتح الوصيد: 2/1079] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (849- فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاثَةِ "ذَ"اكِرًا،.. وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ "صُحْبَتُـ"ـهُ "كَـ"ـلا
أي: خفف الباء من: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فهذا معنى قوله: في الثلاثة، والأولى أن يقرأ أول بيت الشاطبي: وأتبع خفف بالواو وتكون الواو للعطف أتت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
للفصل، ويقع في كثير من النسخ فأتبع بالفاء وليس جيدا؛ إذ ليس الجميع بلفظ فأتبع بالفاء إنما الأول وحده بالفاء والآخران خاليان منهما، ولم ينبه على قطع الهمزة ولا بد منه، فليته قال: وأتبع كل اقطع هنا خفف ذاكر؛ أي: كله وذهب التنوين؛ لالتقاء الساكنين والتخفيف والتشديد لغتان وهما بمعنى تبع كعلم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}.
في البقرة وقال في طه: {فَمَنِ اتَّبَعَ} وقال: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، وهذه المواضع مجمع عليها، واختلف هنا وفي الذي في آخر الأعراف والشعراء، وقيل: "أتبَعَ" يتعدى إلى لمفعولين بدليل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
فالتقدير: أتبع أمره سببا وقيل: اتبع الحق واتبع بمعنى، واختار أبو عبيد قراءة التشديد، قال: لأنها من المسير إنما هي افتعل من قولك: تبعت القوم، أما الإتباع بهمز الألف فإنما معناه اللحاق كقولك: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ}، ونحوه، واختار الفراء قراءة التخفيف فقال: "أتبع" أحسن من "اتبع"؛ لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته، قال أبو جعفر النحاس: وغيره الحق أنهما لغتان بمعنى السير، فيجوز أن يكون معه اللحاق وأن لا يكون.
قلت: ومعنى الآية: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: من أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة، وآلة: فأراد بلوغ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/344]
المغرب، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} يوصله إليه: "حتى بلغ"، وكذلك أراد بلوغ المشرق، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}، وأراد بلوغ السدين {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}،
هذه عبارة الزمخشري في ذلك، وقال أبو علي: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} بالخلق إليه حاجة سببا؛ أي: علما ومعونة له على ما مكناه فيه فاتجه في كل وجه وجهناه له، وأمرناه به للسبب الذي ينال به صلاح ما مكن منه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - فأتبع خفّف في الثلاثة ذاكرا = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً معا بقطع الهمزة مفتوحة مع تخفيف التاء ساكنة في المواضع الثلاثة، وقرأ أهل سما بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة في المواضع المذكورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَتْبَعَ سَبَبًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/314] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {فأتبع سببًا} [85] {ثم أتبع سببًا} الثلاثة [85، 89، 92] بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة.
وانفرد به الشذائي عن الصوري عن ابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... أتبع الثّلاث كم كفى = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
الهمزة وإسكان التاء كلفظه، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(كفا) الكوفيون: فأتبع سببا [85] ثمّ أتبع [89] ثمّ أتبع [92] بقطع الهمزة وتخفيف التاء.
والباقون بوصل الهمزة وفتح التاء وتشديدها في الثلاثة.
تنبيه:
علم قطع الهمزة وسكون التاء من لفظه، وعلم وصلها، وفتح التاء المشددة من الجمع، وتبعت الشيء: قفوته، تحقيقا أو تقديرا، واتبعه: (افتعل) منه على حد (اقتدى) أو (اكتسب)، ومن ثم قرن أصل النجاة بـ (اتبع) وعدم الخوف بـ (يتّبع)، (وأتبع) بمعناه أو معدى بالهمزة إلى ثان نحو وأتبعنهم في هذه الدّنيا لعنة [القصص: 42] أي: جعلناها لاحقة لهم.
وقال الفراء: اتّبعه: سار معه، وأتبعه: سار خلفه. فوجه التخفيف جعله (أتبع) بأحد المعاني، وأحد المفعولين محذوف، أي: أتبع أمره أو سببا سببا. ووجه التشديد جعله (افتعل)، فأدغم [أولى التاءين في الأخرى] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل، وافقهم الأعمش، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة والقراءتان بمعنى واحد، والفعل متعد لواحد، وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاتبع سببا} و{ثم اتبع سببا} [89 92] معًا، قرأ الشامي والكوفيون بقطع الهمزة، وإسكان التاء في الثلاثة، والباقون بوصل الهمزة، وتشديد التاء في الثلاثة). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)}
{فَأَتْبَعَ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم وخلف وزيد بن علي والزهري والأعمش وطلحة وابن أبي ليلى (فأتبع) بقطع الهمزة وإسكان التاء.
واختار هذه القراءة أبو عبيد.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو جعفر وابن ذكوان والشذائي عن الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان، ويعقوب وابن محيصن واليزيدي والحسن (فاتبع) بوصل الهمزة وتشديد التاء وفتحها.
ومعنى القراءتين واحد. وعن يونس بن حبيب وأبي زيد أنه بقطع الهمزة معناه المجد المسرع، وبوصلها إنما يتضمن الاقتفاء.
قال الفراء:
(وأتبع أحسن من (اتبع)، لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه، وإذا قلت: أتبعته -بقطع الألف- فكأنك قفوته).
[معجم القراءات: 5/289]
وقال مكي: (والقراءتان متعادلتان) ). [معجم القراءات: 5/290]

قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (32 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فِي عين حمئة} 86
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {حمئة} وَكَذَلِكَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {حمئة} مَهْمُوزَة بِغَيْر ألف
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {حمية} بِأَلف غير مَهْمُوزَة). [السبعة في القراءات: 398]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حامية) بألف شامي، كوفي - غير حفص - ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 311]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حاميةٍ) [86]: بألف شامي، وزيد، وكوفي غير حفص، وأيوب). [المنتهى: 2/811]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي (حامية) بألف من غير همز، وقرأ الباقون بالهمز من غير ألف). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، وأبو بكر، وحمزة، والكسائي: {في عين حامية} (86): بألف، من غير همز.
والباقون: بغير ألف، مع الهمز). [التيسير في القراءات السبع: 352]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر وأبو جعفر وأبو بكر وحمزة والكسائيّ وخلف: (في عين حامية) بألف من غير همز. والباقون بغير ألف مع الهمز). [تحبير التيسير: 448]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([86]- {حَمِئَةٍ} بالألف من غير همز: ابن عامر وأبو بكر وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849- .... .... .... .... = وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ صُحْبَتُهُ كَلاَ
850 - وَفِي الْهَمْزِ يَاءَ عَنْهُمْ .... = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): (و(حمئة)، من: حمئت البئر، إذا صارت فيها الحماة؛ وهي قراءة ابن عباس.
وقرأ معاوية: (حامية)، فقال ابن عباس: (حمئة)؛ فسأل معاوية رحمه الله عبد الله بن عمرو فقال: (حامية).
فقال ابن عباس: في بيتي نزل القرآن.
فأرسل معاوية إلى كعبه، أين تحد الشمس تغرب في التوراة؟ فقال: أما العربية فأنتم بما أعلم؛ وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين.
فأنشد بعض من حضر المجلس قول تُبع:
[فتح الوصيد: 2/1079]
فرأى مغيب الشمس عند مآبها = في عيني ذي خلبٍ وثأط حرمد
أي في عين ماء ذي طينٍ وحمإ أسود.
واختار أبو عبيد (حامية)، لأن عليها جماعة من الصحابة: ابن مسعود، وابن عمر، وعمرو بن العاص، وابنه عبد الله، وطلحة بن عبيد الله ومعاوية ومن وافقهم من التابعين.
ويروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأي الشمس حين غابت فقال: أتدري يا أبا ذر أين تغرب هذه ؟
قلت: الله ورسوله أعلم؛ قال: «إنها تغرب في عين حامية».
ولا تناقض بين القراءتين، فـ(الحامية): الحارة. وقد تكون (حمئة): حارة.
ولفظ (صحبته)، مفردٌ؛ لأنها كلمة سمي بها جماعة فلذلك أخبر عنه بالمفرد فقال: (كلأ) ). [فتح الوصيد: 2/1080]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقوله: "في عين حامية"، هذه القراءة بزيادة ألف بعد الحاء وبياء صريحة بعد الميم؛ أي: حارة من حميت تحمى فهي حامية، قال أبو علي: ويجوز أن تكون فاعلة من الحمأ، فخففت الهمزة بقلبها ياء محضة قلت: لأنها مفتوحة بعد مكسورة فإبدالها ياء وهو قياس تخفيفها على ما سبق في باب وقف حمزة، وفي هذا الوجه جمع بين معنى القراءتين كما يأتي ثم تمم الكلام في بيان هذه القراءة في البيت الآتي، وأخبر عن لفظ صحبة بقوله: كلا؛ أي: حفظ كما أخبر عنها فيما تقدم بقوله: تلا، وفي موضع آخر ولا؛ لأنه مفرد.
850- وَفِي الْهَمْزِ يَاءٌ عَنْهُمُ وَ"صِحَابُـ"ـهُمْ،.. جَزَاءُ فَنَوِّنْ وَانْصِبِ الرَّفْعَ وَأَقْبَلا
فالقراءة الأخرى بالقصر والهمز حمئة؛ أي: فيها الحمأة وهو الطين الأسود. وروي أن معاوية سأل كعبا: أين تجد الشمس تغرب في
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345]
التوراة؟ فقال: في "ماء وطين"، وفي رواية: في "حمأة وطين"، وفي أخرى: في طينة سوداء، أخرجهن أبو عبيد في كتابه وروي في شعر تبع في ذي القرنين:
فرأى مغيب الشمس عند مآبها،.. في غير ذي خلب دثاط حرمد
أي: في عين ماء ذي طين، وحمأ أسود، قال الزجاج: يقال حميت البئر فهي حمئة إذا صار فيها الحمأة، ومن قرأ حامية بغير همز أراد حارة، قال: وقد تكون حارة ذات حمأة؛ يعني: جمعا بين القراءتين). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - .... .... .... .... .... = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو .... = .... .... .... .... ....
....
وقرأ ابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي: في عين حامية بألف بعد الحاء وإبدال الهمزة ياء. وقرأ غيرهم بحذف الألف مع بقاء الهمز على حاله). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (150- .... .... .... وَحَامِيَةٍ .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: وحامية أي قرأ أبو جعفر أيضًا {في عين حامية} [86] بألف بعد الحاء وباء أصلية كخلف وعلم ليعقوب {حمئة} [86] بلا ألف وبهمز مكان الياء أي فيها الحمأةوهو الطين الأسود). [شرح الدرة المضيئة: 167]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: عَيْنٍ حَمِئَةٍ فَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ، وَالْبَصْرِيَّانِ وَحَفْصٌ بِغَيْرِ أَلِفٍ بَعْدَ الْحَاءِ، وَهَمْزِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْأَلِفِ وَفَتْحِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/314]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع وابن كثير والبصريان وحفص {حمئةٍ} [86] بغير ألف بعد الحاء وهمز الياء، والباقون بالألف وفتح الياء من غير همز). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... .... .... .... .... = حاميةٍ حمئةٍ واهمز أفا
756 - عد حقّ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن نافعا وحفصا وابن كثير وأبا عمرو ويعقوب قرءوا «حمئة» وهمزوا الياء، والباقون قرءوا «حامية» كما لفظ بالقراءتين معا). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو ألف (أفا) نافع وعين (عد) حفص، و(حق) البصريان وابن كثير في عين
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/435]
حامية [86] بألف ثان وياء مفتوحة بعد الميم اسم فاعل من (حمى): حارّة.
والباقون [وهم المشار إليهم] بحذف الألف، وهمزة مفتوحة مكان الياء، صفة مشبّهة.
قال الزجاج: من حميت الشمس؛ فهي حمئة، صار فيها الحمأة: الطين الأسود.
تنبيه:
علم مد حامية وخصوصيته من لفظه). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/436]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "عَيْنٍ حَمِئَة" [الآية: 86] فنافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب بالهمز من غير ألف صفة
[إتحاف فضلاء البشر: 2/223]
مشبهة، يقال حمئت البئر تحمأ حمأ فهي حمئة إذا صار فيها الطين، وفي التوراة تغرب في وئاط وهو الحمأة، وافقهم اليزيدي، والباقون بألف بعد الخاء وإبدال الهمزة ياء مفتوحة اسم فاعل من حمى يحمي أي: حارة ولا تنافي بينهما، لجواز أن تكون العين جامعة للوصفين الحرارة، وكونها من طين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وضم يعقوب هاء "فيهم" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حمئة} [86] قرأ الحرميان وبصري وحفص بغير ألف بعد الحاء، وهمزة مفتوحة بعد الميم، والباقون بالألف بعد الحاء، وياء مفتوحة بعد الميم). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)}
{حَمِئَةٍ}
- قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وعبد الله ابن مسعود وطلحة بن عبيد الله وعمرو بن العاص وعبد الله بن عمرو، وابن عمر ومعاوية وخلف والحسن وزيد بن علي وابن الزبير وأبو جعفر وعلي وأبو عبد الرحمن وعكرمة والنخعي وقتادة وشيبة وابن محيصن والأعمش (حامية) بألف وياء، أي حارة من حمي يحمى، واختار هذه القراءة أبو عبيد، قال: (لأن عليها جماعة من الصحابة وسماهم).
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص عن عاصم وعلي وابن عباس في رواية وشيبة وحميد وابن أبي ليلى ويعقوب وأبو حاتم وابن جبير الأنطاكي واليزيدي وأبي بن كعب (حمئة) بهمزة مفتوحة من غير ألف، وهو صفة مشبهة، يقال: حمئت البئر تحمأ حمأً فهي حمئة إذا صار فيها الطين الأسود.
[معجم القراءات: 5/290]
قال أبو حاتم: (وقد يمكن أن تكون (حامية) مهموزة بمعنى ذات حمأة، فتكون القراءتان بمعنى واحد، يعني أنه سهلت الهمزة بإبدالها ياءً لكسر ما قبلها).
وقال ابن عباس:
(أقرأنيها أبي كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في عين حمئةٍ)).
وفي حاشية الجمل:
(وكان ابن عباس عند معاوية فقرأ معاوية (حامية)، فقال ابن عباس (حمئة)، فسأل معاوية ابن عمر: كيف تقرأ؟ فقال: كقراءة أمير المؤمنين، فبعث معاوية يسأل كعبًا، فقال: أجدها تغرب في ماء وطين. فوافق ابن عباس.
ولا تنافي بين القراءتين؛ لأن العين جامعة بين الوصفين: الحرارة وكونها من طين. اهـ سمين).
والقصة في القرطبي، غير أن فيه عبد الله بن عمرو بن العاص بدلًا من ابن عمر، وخلافًا في النص، ولا يخرج في مجمله عنا ذكرته هنا.
- وقرأ عبد الله بن مسعود وابن الزبير (في عين حامئة).
كذا جاءت عند الزبيدي بالألف وهمز.
- وقرأ الزهري: (حميةٍ) بتليين الهمزة.
{فِيهِمْ}
- قرأ يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
- وقراءة الجماعة (فيهم) بكسر الهاء لمجاورة الياء). [معجم القراءات: 5/291]

قوله تعالى: {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (26 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {نكرا} 74 87
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عمر وَحَمْزَة والكسائي {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} الْقَمَر 6
وخفف ابْن كثير أَيْضا {إِلَى شَيْء نكر}
وَقَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر في كل الْقُرْآن {نكرا} و{نكر} مُثقلًا
وَحَفْص عَن عَاصِم {نكرا} خَفِيفَة إِلَّا قَوْله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وَاخْتلف عَن نَافِع فروى إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر {نكرا} خَفِيفَة في كل الْقُرْآن إِلَّا في وَله {إِلَى شَيْء نكر} فَإِنَّهُ مثقل
وروى ابْن جماز وقالون والمسيبي وَأَبُو بكر بن أَبي أويس وورش مُثقلًا في كل الْقُرْآن
وَنصر عَن الأصمعي عَن نَافِع {نكرا} مُثقلًا). [السبعة في القراءات: 395 - 396] (م)
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (نكرا) ثقيل، مدني - غير إسماعيل -، وابن ذكوان، وأبو بكر، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 309] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نكرًا) [74، 87، الطلاق: 8]، حيث جاء: مثقل: مدني إلا إسماعيل، وأبو بكر، وسلام، ويعقوب، وسهل، وابن ذكوان، وافق ابن عتبة في هذا وحده). [المنتهى: 2/808] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وأبو بكر، وابن ذكوان: {نكرا} (74، 87)، في الموضعين هنا، وفي الطلاق (8): بضم الكاف.
والباقون: بإسكانها). [التيسير في القراءات السبع: 351] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وأبو جعفر ويعقوب وأبو بكر وابن ذكوان: (نكرا) في الموضعين هنا وفي الطّلاق، بضم الكاف والباقون بإسكانها). [تحبير التيسير: 447] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([74]- {زَكِيَّةً} مشددا: الكوفيون وابن عامر.
[74]- {نُكْرًا} هنا فيهما [74، 87] وفي [الطلاق: 8] مثقل: نافع وأبو بكر وابن ذكوان). [الإقناع: 2/691] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {نكرا} تقدم). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م):
( {قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87)}
{ظَلَمَ}
- تقدم تغليظ اللام عن الأزرق وورش، انظر الآية/25 من سورة الأنفال (ظلموا).
{نُكْرًا}
- تقدم في الآية/74 من هذه السورة قراءتان:
نكرًا: بسكون الكاف.
ونكرًا: بضمها.
وهذا المختصر لا يغني عما سبق من بيان، فارجع إلى الموضع السابق فهو أنفع). [معجم القراءات: 5/292]

قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (33 - وَاخْتلفُوا في الْإِضَافَة والتنوين من قَوْله {فَلهُ جَزَاء الْحسنى} 88
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَابْن عَامر وَأَبُو عَمْرو {فَلهُ جَزَاء الْحسنى} مُضَافا مَرْفُوعا
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {جَزَاء الْحسنى} منونا مَنْصُوبًا). [السبعة في القراءات: 398 - 399]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (جزاء)
نصب كوفي - غير أبي بكر - ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 311 - 312]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فله جزاءً) [88]: نصبٌ منون: كوفي غير أبي بكرٍ والمفضل، وحمصي، ويعقوب). [المنتهى: 2/811]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة والكسائي وحفص (جزاء الحسنى) مكسور التنوين وبالنصب، وقرأ الباقون بالرفع من غير تنوين). [التبصرة: 263]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {فله جزاء الحسنى} (88): بالتنوين ونصبه.
والباقون: بالرفع، من غير تنوين). [التيسير في القراءات السبع: 353]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حفص وحمزة والكسائيّ [ويعقوب] وخلف: (فله جزاء الحسنى] بالتّنوين ونصبه والباقون بالرّفع من غير تنوين). [تحبير التيسير: 448]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([88]- {فَلَهُ جَزَاءً} نصب منون: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/692]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (850- .... .... .... وَصِحَابُهُمْ = جَزَاءُ فَنَوِّنْ وَانْصِبِ الرَّفْعَ وَأَقْبَلاَ). [الشاطبية: 67]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
...
(وصحابهم جزاء فنون ...) إلى آخره: قرأ (صحاب): {جزاء الحسنی}.
ويحتمل أن يكون مصدرًا في موضع الحال، أي مجزيا بها جزاء؛ والتقدير: فله الفعلة الحسني جزاءً.
وقال الفراء: «هو منصوب على التفسير».
و{جزاء الحسنى}، أي جزاء كلمة الإيمان، وهي الكلمة الحسنى). [فتح الوصيد: 2/1080]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرأ مدلول صحاب: {فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى} أي: فله الحسنى جزاء فجزاء مصدر منصوب في موضع الحال. المعنى: فله الحسنى مجزية أو مجزيا بها. والمراد بالحسنى على هذه القراءة الجنة، وقرأ الباقون بإضافة جزاء إلى الحسنى، قال الفراء: الحسنى حسناته فله جزاؤها، وتكون الحسنى الجنة، ويضيف الجزاء إليها وهي هو، كما قال: {دِينُ الْقَيِّمَةِ}، و{وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ}، وقال أبو علي: له جزاء الخصال الحسنة التي أتاها وعملها، واختار أبو عبيد قراءة النصب، وقال أبو علي: قال أبو الحسن: هذا لا تكاد العرب تتكلم مقدما إلا في الشعر وقول الناظم: وأقبلا أراد وأقبلن، فأبدل من نون التأكيد الخفيفة ألفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/346]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (850 - .... .... .... .... وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
....
وقرأ حفص وحمزة والكسائي: فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى بتنوين جَزاءً ونصب رفع همزته وقرأ غيرهم بحذف التنوين ورفع الهمزة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (151- .... .... .... .... .... = جَزَاءُ كَحَفْصٍ .... .... .... ). [الدرة المضية: 32]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: جزاء كحفص ضم سدين حولا كسدا هنا كل ذلك ليعقوب أي قرأ المرموز له (بحاء) حولا وهو يعقوب {فله جزاء الحسنی} [88]
[شرح الدرة المضيئة: 168]
بتنوين {جزاء} وإليه أشار بقوله كحفص على أن {الحسنى} مبتدأ {فله} وخبر {جزاء} حال أي مجزيًا وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بالرفع من غير تنوين على أن {جزاء} مبتدأ و{الحسنى} مضاف إليه بمعنى الحسنة وفي ذلك بمعنى الجنة و{فله} خبره). [شرح الدرة المضيئة: 169]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي
[النشر في القراءات العشر: 2/314]
جَزَاءً الْحُسْنَى فَقَرَأَ يَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِالنَّصْبِ وَالتَّنْوِينِ وَكَسْرِهِ لِلسَّاكِنَيْنِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/315]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ يعقوب وحمزة والكسائي وخلف وحفص {جزاءً الحسنى} [88] بالنصب والتنوين، فيكسر للساكنين، والباقون بالرفع من غير تنونين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( {نكرًا} [74] ذكر في البقرة [67] عند {هزوًا}، وكذا {عسرًا} [73]، و{يسرًا} [88] ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 586] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (756- .... والرّفع انصبن نوّن جزا = صحب ظبى .... .... .... ). [طيبة النشر: 84]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ع) ذ (حقّ) والرّفع انصبن نوّن جزا = (صحب ظ) بى افتح ضمّ سدّين (ع) زا
يريد أنه قرأ قوله تعالى «جزاء الحسنى» بنصب الرفع والتنوين حمزة والكسائي وخلف وحفص ويعقوب، والباقون بالرفع من غير تنوين فنصب جزاء على الحالية من المستثنى في قوله تعالى: «فله» فإن فله خبر مقدم والمبتدأ مؤخر، ووجه الرفع وعدم التنوين أنه مبتدأ خبره مقدم وحذف التنوين لإضافته إلى الحسنى: أي فله جزاء الكلمة الحسنى). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ولما لم يعلم الهمز صرح [به فقال]:
ص:
(ع) د (حقّ) والرّفع انصبن نون جزا = (صحب) (ظ) بي افتح ضمّ سدّين (ع) جزا
(حبر) وسدّا (ح) كم (صخب) (د) برا = يا سين (صحب) يفقهوا ضمّ اكسرا
ش: أي قرأ [ذو] (صحب) حمزة، [وعلى وحفص] وخلف، وظاء (ظبا) يعقوب فله جزآء [88] بالنصب والتنوين، على أن «له الحسنى: الجنة» اسمية مقدّمة الخبر،
و (جزاء) نصبا مصدر مؤكد لمقدر أو موضع حال الفاعل [أي: مجزيا بها]، والمفعول [مضمر].
والباقون بالرفع بلا تنوين، مبتدأ مضاف إلى «الحسنى» حسناته، [وحذف التنوين لها أو للخفة ك دين القيّمة [البينة: 5]؛ فهي بدل]، وحذف التنوين للساكنين- الفارسي: [الحسنى:] «الخلال» أو الكلمة الحسنى كلمة الإيمان- و(له) خبره). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/436]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى" [الآية: 88] فحفص وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على مصدر في موضع الحال نحو: في الدار قائما زيد وقيل: إنه مصدر مؤكد أي: يجزى جزاء، وافقهم الأعمش والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء، والخبر الظرف قبله والحسنى مضاف إليها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف ويعقوب بفتح الهمزة منونة منصوبا على أنه مصدر في موضع الحال نحو: في الدار قائما زيد، وقيل: إنه مصدر مؤكد أي: يجزى جزاء وافقهم الأعمش، والباقون بالرفع من غير تنوين على الابتداء والخبر الظرف قبله، والحسنى مضاف إليها، وأمال الحسنى حمزة والكسائي وخلف، وقللها الأزرق وأبو عمرو بخلفهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {جزآء الحسنى} [88] قرأ الأخوان وحفص بنصب الهمزة، والتنوين وكسره للساكنين، وقرأ الباقون بالرفع، من غير تنوين). [غيث النفع: 829]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)}
{فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى}
- قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وأبو بحرية والأعمش وطلحة وابن مناذر ويعقوب وخلف وحماد وأبو عبيد وابن سعدان وابن عيسى الأصبهاني وابن جبير الأنطاكي ومحمد بن جرير (فله جزاءً الحسنى) بنصب (جزاءً)، وتنوينه، وهي اختيار أبي عبيدة.
قال الزجاج:
(المعنى: فله الحسنى جزاءً، وجزاءً مصدر موضوع في موضع الحال، المعنى: فله الحسنى مجزيًا بها جزاءً..).
[معجم القراءات: 5/292]
وعلى هذا يكون تخريج القراءة:
(له) خبر مقدم، الحسنى: مبتدأ مؤخر، جزاءً مصدر في موضع الحال، أو هو نصب على المصدر، وذهب بعضهم إلى أنه تمييز، وهو مذهب الفراء.
- وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر وابن محيصن واليزيدي والحسن (فله جزاء الحسنى) برفع (جزاء) على الابتداء، مضافًا إلى (الحسنى)، و(له) الخبر.
واختار الرفع ابن قتيبة، وتعقب أبا عبيدة على اختياره النصب، وقال: (هو كقولك: له جزاء الخير)، وضعف النصب لتقديمه التفسير وهو (جزاء) على المفسر وهو (الحسنى).
قال مكي بعد عرض هذا الخلاف: (فهو بعيد جائز على بعده، والرفع بغير تنوين أحب إلي، لأنه أبين، ولأن الأكثر عليه).
وذهبوا في الرفع مذهبًا آخر ذكره مكي فقال:
(ويجوز أن تكون (الحسنى) بدلًا من (جزاء) على أن (الحسنى) الجنة، ويكون التنوين حذف لالتقاء الساكنين، وهما التنوين واللام من (الحسنى)، فيكون المعنى: فله الجنة).
- وقرأ عبد الله وابن أبي إسحاق والتميمي عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (فله جزاء الحسنى) بالرفع والتنوين جزاء: متبدأ، وله: خبر.
والحسنى: بدل من (جزاء)، أو خبر مبتدأ محذوف.
[معجم القراءات: 5/293]
قال الفراء:
(ولو جعلت (الحسنى) رفعًا، وقد رفعت الجزاء، ونونت فيه كان وجهًا، ولم يقرأ به أحد...).
- وقرأ ابن عباس ومسروق (فله جزاء الحسنى) نصب (جزاء) بغير تنوين، والحسنى: على الإضافة.
قال مكي:
(وقيل: من نصبه ولم ينونه فإنما حذف التنوين لالتقاء الساكنين، والحسنى: في موضع رفع، وفيه بعد).
وقال العكبري:
(ويقرأ بالنصب من غير تنوين، وهو مثل المنون إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين).
وقال النحاس:
(والقراءة الرابعة عند أبي حاتم على حذف التنوين وهي كالثانية، وهذا عند غيره خطأ، لأنه ليس موضع حذف تنوين لالتقاء الساكنين، فيكون تقديره: فله الثواب جزاء الحسنى).
ونقل هذا القرطبي عن النحاس.
- ووجدت في إعراب النحاس قراءة أخرى عن ابن أبي إسحاق وهي (فله جزاءً حسنى) وكذا جاء الضبط فيه: جزاءً بالنصب، وحسنى: بدون ألف.
قلت: لقد أثبت هذه القراءة وأنا غير مطمئن إلى صحتها؛ فإعراب النحاس الخطأ في ضبطه كثير، ومع ذلك فلا أستطيع أن أهملها،
[معجم القراءات: 5/294]
وحتى ساعة كتابة هذه الكلمات لم أجدها في مرجع آخر.
{فَلَهُ جَزَاءً}
- وإذا وقف حمزة على (جزاءً) فله تسهيل الهمزة مع المد والقصر، مثل: بناءً ودعاءً.
- ولهشام عند الوقف إبدال الهمزة ألفًا مع المد والتوسط والقصر، ثم تسهيلها بالروم مع المد والقصر.
- ولهشام إبدالها واوًا خالصة مع المد والتوسط والقصر، وكل منها مع السكون المحض والإشمام، وله القصر مع الروم.
{الْحُسْنَى}
- أماله حمزة والكسائي وخلف.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش وأبي عمرو.
- والباقون على الفتح.
{وَسَنَقُولُ لَهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على الإظهار.
{يُسْرًا}
- قراءة الجماعة (يسرًا) بسكون السين.
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويحيى وعيسى (يسرًا) بضم السين.
وهو كذلك عن أبي جعفر حيث وقع، وذكرها صاحب النشر عن أبي عمرو). [معجم القراءات: 5/295]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فأتبع) (ثم أتبع) بالقطع الشامي، كوفي). [الغاية في القراءات العشر: 311] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فاتبع) [85]، (ثم اتبع) [89، 92]: وصل: حجازي، بصري، وقاسم، وحمصي، وابن ذكوان طريق الداجوني). [المنتهى: 2/811] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون وابن عامر (فأتبع ثم أتبع ثم أتبع) بالقطع في الثلاثة والتخفيف، وقرأ الباقون بالوصل والتشديد من غير هم). [التبصرة: 263] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وابن عامر: {فأتبع} (85)، {ثم أتبع} (89)، {ثم أتبع سببا} (92)، في الثلاثة المواضع: بقطع الألف، مخففة التاء.
والباقون: بوصل الألف، مشددة التاء). [التيسير في القراءات السبع: 352] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكوفيّون وابن عامر: (فأتبع ثمّ أتبع ثمّ أتبع) في الثّلاثة بقطع الألف مخفّفة التّاء، والباقون بوصل الألف مشدّدة التّاء). [تحبير التيسير: 448] (م)
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([85]- {فَأَتْبَعَ}، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [89]، و{ثُمَّ أَتْبَعَ} [92] فيهن،
[الإقناع: 2/691]
قطع: الكوفيون وابن عامر). [الإقناع: 2/692] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (849 - فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاَثَةِ ذَاكِراً = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 67] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة (ذ)اكرا = وحامية بالمد (صحبتـ)ـه (كـ)ـلا
[850] وفي الهمز ياء عنهم و(صحابـ)ـهم = جزاء فنون وانصب الرفع وأقبلا
[851] (عـ)ـلى (حق) السدين سدا (صحاب) (حقـ) = ـق الضم مفتوح وياسين (شـ)ـد (عـ)ـلا
معنى ذاكرًا، ذاكرًا ما قيل فيه.
[فتح الوصيد: 2/1077]
قال أبو زيد: «أتبعت زيدًا، إذا سبقك فأسرعت في طلبه.
وتبعته واتبعته، إذا ذهبت معه ولم يسبقك».
أبو علي: «فأتبع سببا، إنما هو مطاوع، يتعدى إلى واحد مثل: شويته واشتويته، {وجرحتم} و{اجترحوا}، وفديته وافتديته. وهو كثير.
فإذا نقلته بالهمزة تعدى إلى مفعولين. و{أتبعنهم في هذه الدنيا لعنة} و{فأتبعوهم مشرقين} و{فغأتبعهم فرعون وجنوده}، محذوف المفعول؛ أي أتبعهم فرعون جنوده، وجنوده أتباعهم، فأتبعوهم وهم مشرقين، فحذف إحدى المفعولين، كما حذف من قرأ {يفقهون قولا}؛ أي: أحدًا قولًا.{لينذر بأسًا} أي: الناس بأسًا.
وكذلك قراءة من قرأ: {فأتبع سببا}، أي أتبع سببًا سببًا، أو أمره. وما هو عليه سببًا».انتهى كلامه موجزًا.
وقال الأخفش: «تبعته وأتبعته سواء، مثل ردفته وأردفته»؛ قال الله تعالى: {فأتبعه شهاب}؛ ومنه الإتباع نحو: حسنٍ بسنٍ.
[فتح الوصيد: 2/1078]
واختار أبو عبيد {فأتبع سببًا}.
قال: «لأنها من المسير، إنما هي (افتعل)، من قولك: تبعت القوم. فأما الإتباع بهمز الألف، فمعناه اللحاق كقوله تعالى: {فأتبعوهم مشرقين}، {فأتبعه شهاب}».
الفراء: « (أتبع)، أحسن من (اتبع)، لأن اتبعه: سار وراءه؛ وأتبعه: قفاه» ). [فتح الوصيد: 2/1079] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([849] فأتبع خفف في الثلاثة ذاكرًا = وحاميةٍ بالمد صحبته كلا
[850] وفي الهمز ياءٌ عنهم وصحابهم = جزاءً فنون وانصب الرفع وأقبلا
[كنز المعاني: 2/404]
ح: (أتبع): مفعول (خفف)، والفاء: للتعقيب لا لفظ القرآن، لأن في موضع {فأتبع}، وفي موضعين: {ثم أتبع} والثلاثة مخففة، و (ذاكرًا): حال من فاعل (خفف)، (حامية): مبتدأ، (صحبته): مبتدأ ثانٍ، (كلا): خبره، والضمير: للفظ (صحبته)، والهاء: عائد إلى لفظ (حامية)، أو إلى (المد)، (ياءٌ): مبتدأ، (عنهم): نعته، (في الهمز): خبره، (صحابهم): مبتدأ، (جزاءً)- بالنصب والتنوين: خبر، أي: قرأوا {جزاءً}، (فنون وانصب الرفع): بيان (جزاءً)، وألف (اقبلا): بدل من النون الخفيفة للتأكيد.
ص: قرأ الكوفيون وابن عامر: {فأتبع سببًا، حتى إذا بلغ مغرب} [85- 86]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ مطلع} [89- 90]، {ثم أتبع سببًا، حتى إذا بلغ بين السدين} [92- 93] بالتخفيف من باب الإفعال، والباقون: بالتشديد من باب الافتعال، لغتان بمعنى (تبع)، كما قال الله تعالى في البقرة: {فمن تبع هداي} [38]، وفي طه: {فمن اتبع هداي} [123]، وقيل: (أتبع) يتعدى إلى مفعولين، نحو: {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً} [القصص: 42]، والتقدير: أتبع أمره أو جنوده سببًا.
[كنز المعاني: 2/405]
وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر وابن عامر: (في عينٍ حامية) [86] بالألف بعد الحاء، والياء بعد الميم على (فاعلة)، وهي الحارة، والباقون: {حمئة} بترك الألف والهمز بعد الميم، أي: ذات حمأ، وهي الطينة السوداء، ويقوي ذلك قول تُبع في ذي القرنين:
فرأى مغار الشمس عند طلوعها = في عين ذي خُلب وثأطٍ حرمد
والخُلب: الطين، والثأط: الحمأة، والحرمد: الأسود.
وسئل كعب: أين تغرب الشمس؟ فقال أجدها في التوراة تغرب في
[كنز المعاني: 2/406]
ماء وطين.
ومن الجائز أن تكون العين حارة ذات حمأة، فلا تتنافي بينهما.
وقرأ مدلول (صحابهم) حمزة والكسائي وحفص: {فله جزاءً الحسنى} [88] بنصب الهمز والتنوين، على أن {الحسنى} مبتدأ، بمعنى الجنة، و {له}: خبر، و{جزاءً}: حال، أي: مجزيًا بها، والباقون، بالرفع من غير تنوين على الإضافة، و{الحسنى} بمعنى الحسنة، أي: جزاء الأعمال الصالحة، ويجوز أن تكون بمعنى الجنة بدلًا من {جزاءٌ} المرفوع حذف التنوين فيه لالتقاء الساكنين). [كنز المعاني: 2/407] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (849- فَأَتْبَعَ خَفِّفْ فِي الثَّلاثَةِ "ذَ"اكِرًا،.. وَحَامِيَةً بِالْمَدِّ "صُحْبَتُـ"ـهُ "كَـ"ـلا
أي: خفف الباء من: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ}، {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} فهذا معنى قوله: في الثلاثة، والأولى أن يقرأ أول بيت الشاطبي: وأتبع خفف بالواو وتكون الواو للعطف أتت
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/343]
للفصل، ويقع في كثير من النسخ فأتبع بالفاء وليس جيدا؛ إذ ليس الجميع بلفظ فأتبع بالفاء إنما الأول وحده بالفاء والآخران خاليان منهما، ولم ينبه على قطع الهمزة ولا بد منه، فليته قال: وأتبع كل اقطع هنا خفف ذاكر؛ أي: كله وذهب التنوين؛ لالتقاء الساكنين والتخفيف والتشديد لغتان وهما بمعنى تبع كعلم قال الله تعالى: {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ}.
في البقرة وقال في طه: {فَمَنِ اتَّبَعَ} وقال: {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ}، {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، وهذه المواضع مجمع عليها، واختلف هنا وفي الذي في آخر الأعراف والشعراء، وقيل: "أتبَعَ" يتعدى إلى لمفعولين بدليل: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً}.
فالتقدير: أتبع أمره سببا وقيل: اتبع الحق واتبع بمعنى، واختار أبو عبيد قراءة التشديد، قال: لأنها من المسير إنما هي افتعل من قولك: تبعت القوم، أما الإتباع بهمز الألف فإنما معناه اللحاق كقولك: {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ}، {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ}، ونحوه، واختار الفراء قراءة التخفيف فقال: "أتبع" أحسن من "اتبع"؛ لأن اتبعت الرجل إذا كان يسير وأنت تسير وراءه فإذا قلت: أتبعته فكأنك قفوته، قال أبو جعفر النحاس: وغيره الحق أنهما لغتان بمعنى السير، فيجوز أن يكون معه اللحاق وأن لا يكون.
قلت: ومعنى الآية: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}؛ أي: من أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه سببا طريقا موصلا إليه، والسبب ما يتوصل به إلى المقصود من علم أو قدرة، وآلة: فأراد بلوغ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/344]
المغرب، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} يوصله إليه: "حتى بلغ"، وكذلك أراد بلوغ المشرق، {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}، وأراد بلوغ السدين {فَأَتْبَعَ سَبَبًا}،
هذه عبارة الزمخشري في ذلك، وقال أبو علي: {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} بالخلق إليه حاجة سببا؛ أي: علما ومعونة له على ما مكناه فيه فاتجه في كل وجه وجهناه له، وأمرناه به للسبب الذي ينال به صلاح ما مكن منه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/345] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (849 - فأتبع خفّف في الثلاثة ذاكرا = وحامية بالمدّ صحبته كلا
850 - وفي الهمز ياء عنهمو وصحابهم = جزاء فنوّن وانصب الرّفع واقبلا
قرأ ابن عامر والكوفيون: فَأَتْبَعَ سَبَباً، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً معا بقطع الهمزة مفتوحة مع تخفيف التاء ساكنة في المواضع الثلاثة، وقرأ أهل سما بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة في المواضع المذكورة). [الوافي في شرح الشاطبية: 314] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَأَتْبَعَ سَبَبًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ، وَإِسْكَانِ التَّاءِ فِيهِنَّ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَتَشْدِيدِ التَّاءِ فِي الثَّلَاثَةِ، وَانْفَرَدَ بِذَلِكَ الشَّذَائِيُّ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/314] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر والكوفيون {فأتبع سببًا} [85] {ثم أتبع سببًا} الثلاثة [85، 89، 92] بقطع الهمزة وإسكان التاء مخففة، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة.
وانفرد به الشذائي عن الصوري عن ابن ذكوان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 587] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (755- .... أتبع الثّلاث كم كفى = .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 84] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (ص) ف (ظ) نّ اتبع الثّلاث (ك) م (كفى) = حامية حمئة واهمز (أ) فا
أراد أن ابن عامر والكوفيين قرءوا «اتّبع» في الثلاثة التي في هذه السورة بقطع
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 269]
الهمزة وإسكان التاء كلفظه، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء في الثلاثة وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 270] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو كاف (كم) ابن عامر و(كفا) الكوفيون: فأتبع سببا [85] ثمّ أتبع [89] ثمّ أتبع [92] بقطع الهمزة وتخفيف التاء.
والباقون بوصل الهمزة وفتح التاء وتشديدها في الثلاثة.
تنبيه:
علم قطع الهمزة وسكون التاء من لفظه، وعلم وصلها، وفتح التاء المشددة من الجمع، وتبعت الشيء: قفوته، تحقيقا أو تقديرا، واتبعه: (افتعل) منه على حد (اقتدى) أو (اكتسب)، ومن ثم قرن أصل النجاة بـ (اتبع) وعدم الخوف بـ (يتّبع)، (وأتبع) بمعناه أو معدى بالهمزة إلى ثان نحو وأتبعنهم في هذه الدّنيا لعنة [القصص: 42] أي: جعلناها لاحقة لهم.
وقال الفراء: اتّبعه: سار معه، وأتبعه: سار خلفه. فوجه التخفيف جعله (أتبع) بأحد المعاني، وأحد المفعولين محذوف، أي: أتبع أمره أو سببا سببا. ووجه التشديد جعله (افتعل)، فأدغم [أولى التاءين في الأخرى] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/435] (م)

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فأتبع سببا، ثم أتبع سببا" [الآية: 85، 89، 92] في الثلاثة فابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بقطع الهمزة وإسكان التاء في الكل، وافقهم الأعمش، والباقون بوصل الهمزة وتشديد التاء مفتوحة والقراءتان بمعنى واحد، والفعل متعد لواحد، وقيل أتبع بالقطع متعد لاثنين حذف أحدهما أي: أتبع أمره سببا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/223] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فاتبع سببا} و{ثم اتبع سببا} [89 92] معًا، قرأ الشامي والكوفيون بقطع الهمزة، وإسكان التاء في الثلاثة، والباقون بوصل الهمزة، وتشديد التاء في الثلاثة). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89)}
{أَتْبَعَ}
- قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وزيد ابن علي والزهري وطلحة وابن أبي ليلى (ثم أتبع) بقطع الهمزة وسكون التاء.
- وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وأبو جعفر ويعقوب، وابن ذكوان، ورواه عنه الشذائي عن الرملي عن الصوري (ثم اتبع) بوصل الهمزة وتشديد التاء.
وتقدم مثل هذا في الآية/85 (فأتبع سببًا) ). [معجم القراءات: 5/296]

قوله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (مَطْلِعَ الشَّمْسِ) بفتح اللام الحسن، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، أما (مَطْلِعَ الفَجْرِ) بكسر اللام علي، ومحمد، وابن مُحَيْصِن، وَحُمَيْد، وابْن مِقْسَمٍ بفتح اللام فيهما، الباقون بكسر اللام في الأول وفتحها في الثاني، وهو الاختيار ليجمع بين المصدر والموضع). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" ابن محيصن والحسن "مطلع" بفتح اللام وهو القياس والجمهور بكسرها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/224]
قال السمين: والمضارع يطلع بالضم فكان القياس فتح اللام في الفعل ولكنها مع أخوات لها سمع فيها الكسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/225]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ذكرا} و{سترا} تفخيمها وترقيقها لورش لا يخفى). [غيث النفع: 829] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90)}
{مَطْلِعَ}
- قرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وخلف (مطلع) بكسر اللام، اسم مكان.
والقياس في اشتقاق اسمي الزمان والمكان مما كان مفتوح العين أو مضمومها في المضارع أن يكون على وزن مفعل)، غير أنه هنا جاء شاذًا، وهو سماع في كلمات كثل مغرب ومشرق ومسجد...
- وقرأ ابن كثير في رواية شبل عنه والحسن وعيسى بن عمر وابن محيصن ومجاهد وأبو مجلز وأبو رجاء (مطلع) بفتح اللام، وهو
[معجم القراءات: 5/296]
القياس، وهو مصدر ميمي، أو اسم مكان، أي بلغ مكان طلوع الشمس.
{تَطْلُعُ عَلَى}
- إدغام العين في العين وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{سِتْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 5/297]

قوله تعالى: {كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (خُبْرًا) بضم الحاء والباء العباس عن أَبِي عَمْرٍو، وفي قول أبي علي، الباقون بإسكان الياء، وهو الاختيار؛ لأنه أوجز). [الكامل في القراءات العشر: 593]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)}
{خُبْرًا}
- قراءة الجمهور (خبرًا) بسكون الباء.
- وقرأ عباس واللؤلؤي عن أبي عمرو والحسن والأعرج وعيسى (خبرًا) بضم الباء.
وتقدم مثل هذا في الآية/68 من هذه السورة مع خلاف في القراء بين الموضعين). [معجم القراءات: 5/297]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس