عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 10:11 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (65) إلى الآية (70) ]

{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}

قوله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)}
{لَدُنَّا عِلْمًا}
- قراءة الجماعة (من لدنا)، بضم الدال وتشديد النون.
- وكان أبو بكر عن عاصم يشم الدال شيئًا من الضم، واختلف في هذا عن يحيى.
- وقرأ أبو زيد عن أبي عمرو (من لدنا) بتخفيف النون، وهي لغة في (لدن)، بل هي الأصل). [معجم القراءات: 5/259]

قوله تعالى: {قَالَ لَهُ مُوسَىٰ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في التَّخْفِيف والتثقيل من قَوْله {مِمَّا علمت رشدا} 66
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {مِمَّا علمت رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء سَاكِنة الشين
وَقَرَأَ ابْن عَامر {رشدا} مَضْمُومَة الرَّاء والشين
هَكَذَا في كتابي عَن أَحْمد بن يُوسُف عَن ابْن ذكْوَان
وَرَأَيْت في كتاب مُوسَى بن مُوسَى عَن ابْن ذكْوَان {رشدا} خَفِيفَة
وَقَالَ هِشَام بن عمار بأسناده عَن ابْن عَامر {رشدا} خَفِيفَة
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو {رشدا} مَفْتُوحَة الرَّاء والشين). [السبعة في القراءات: 394]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (رشدا) بفتح الراء والشين أبو عمرو، ويعقوب). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (رشدًا) [66]: بفتحتين أبو عمرو، وسلام، ويعقوب، وقاسم). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (رشدًا) بفتح الراء والشين، وقرأ الباقون بضم الراء وإسكان الشين). [التبصرة: 261]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {مما علمت رشدا} (66): بفتح الراء والشين.
والباقون: بضم الراء، وإسكان الشين). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(أبو عمرو ويعقوب: (ممّا علمت رشدا) بفتح الرّاء والشين، والباقون بضم الرّاء وإسكان الشين) ). [تحبير التيسير: 446]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (رُشْدًا) مضى). [الكامل في القراءات العشر: 592]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([66]- {رُشْدًا} بفتحتين: أبو عمرو). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الرَّاءِ، وَإِسْكَانِ الشِّينِ.
(وَاتَّفَقُوا) عَلَى الْمَوْضِعَيْنِ
[النشر في القراءات العشر: 2/311]
الْمُتَقَدِّمَيْنِ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ، وَهُمَا وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، وَلِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا أَنَّهُمَا بِفَتْحِ الرَّاءِ وَالشِّينِ، وَقَدْ سُئِلَ الْإِمَامُ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: الرُّشْدُ بِالضَّمِّ هُوَ الصَّلَاحُ وَبِالْفَتْحِ هُوَ الْعِلْمُ، وَمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ إِنَّمَا طَلَبَ مِنَ الْخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْعِلْمَ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا كَيْفَ أُجْمِعَ عَلَى فَتْحِهِ؟ وَلَكِنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْفَتْحَ وَالضَّمَّ فِي الرُّشْدِ وَالرَّشَدِ لُغَتَانِ كَالْبُخْلِ وَالْبَخَلِ وَالسُّقْمِ وَالسَّقَمِ وَالْحُزْنِ وَالْحَزَنِ فَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنْ يَكُونَ الِاتِّفَاقُ عَلَى فَتْحِ الْحَرْفَيْنِ الْأَوَّلِينَ لِمُنَاسِبَةِ رُءُوسِ الْآيِ وَمُوَازَنَتِهَا لِمَا قَبْلُ، وَلِمَا بَعْدُ نَحْوَ عَجَبًا وَعَدَدًا وَأَحَدًا بِخِلَافِ الثَّالِثِ فَإِنَّهُ وَقَعَ قَبْلَهُ عِلْمًا، وَبَعْدَهُ صَبْرًا فَمَنْ سَكَّنَ فَلِلْمُنَاسِبَةِ أَيْضًا، وَمَنْ فَتَحَ فَإِلْحَاقًا بِالنَّظِيرِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [النشر في القراءات العشر: 2/312]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {مما علمت رشدًا} [66] بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأثبتها" في "تعلمن" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا" [الآية: 66] فأبو عمرو ويعقوب بفتح الراء والشين وافقهما الحسن واليزيدي، والباقون بضم الراء وسكون الشين، ومر بالأعراف أنهما لغتان كالبخل والبخل، وخرج بالقيد: هيئ لنا من أمرنا رشدا، ولأقرب من هذا رشدا، المتفق على
[إتحاف فضلاء البشر: 2/219]
الفتح فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تعلمن} [66] قرأ نافع وبصري بزيادة ياء بعد النون وصلاً لا وقفًا، والمكي بزيادتها مطلقًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 823]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {علمت رشدا} قرأ البصري بفتح الراء والشين، والباقون بضم الراء وإسكان الشين، لغتان، ولا خلاف بينهم في الموضعين المتقدمين وهما {من أمرنا رشدا} ولا {لأقرب من هذا رشدا} أنهما بفتح الراء والشين). [غيث النفع: 823]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66)}
{قَالَ لَهُ}
- إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
- والجماعة على إظهار اللام.
{مُوسَى}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/60 من هذه السورة.
{عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ}
- قرأ أبو عمرو ونافع وأبو جعفر واليزيدي والحسن بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف.
- وأثبت الياء في الحالين ابن كثير ويعقوب وابن محيصن (... أن تعلمني).
- وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم بحذف الياء في الحالين (أن تعلمن) وهو الموافق للرسم.
{رُشْدًا}
- قرأ نافع وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وهشام بن عمار عن
[معجم القراءات: 5/259]
ابن عامر، وأبو جعفر والأعمش (رشدًا)، بضم الراء وسكون الشين على التخفيف.
- وقرأ ابن عامر وكذا جاءت رواية يحيى بن الحارث عنه، وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان، وابن عباس (رشدًا)، بضمتين مثقلًا على إتباع الثاني الأول.
- وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن والزهري وأبو بحرية وابن محيصن وابن مناذر ويعقوب وأبو عبيد (رشدًا) بفتحتين، وهو مصدر.
وتقدم مثل هذه القراءات في الآية/146 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 5/260]

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "معي صبرا" في الثلاثة حفص وحده، وسكنها الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {معي صبرا} الثلاثة قرأ حفص بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}
{مَعِيَ صَبْرًا}
- قرأ حفص عن عاصم (معي صبرًا)، بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (معي صبرًا) بسكون الياء). [معجم القراءات: 5/260]

قوله تعالى: {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "خبرا" معا بضم الباء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68)}
{تَصْبِرُ}
- ترقيق الراء وتفخيمها عن الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 5/260]
- والباقون على تفخيمها.
{خُبْرًا}
- قراءة الجماعة (خبرًا) بسكون الباء.
- وقرأ الحسن وابن هرمز (خبرًا)، بضم الباء مثقلًا، وهو من إتباع الثاني للأول). [معجم القراءات: 5/261]

قوله تعالى: {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "ستجدني إن شاء الله" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ستجدني إن} [68] قرا نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)}
{سَتَجِدُنِي إِنْ}
- قرأ نافع وأبو جعفر (ستجدني إن...)، بفتح الياء في الوصل.
- وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير وحمزة والكسائي وعاصم ويعقوب (ستجدني إن...) بسكون الياء.
{شَاءَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وحكم الهمز، انظر الآيتين/20 و106 من سورة البقرة.
{صَابِرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{أَمْرًا}
- اختلف فيه عن الأزرق وورش، فرقق الراء جماعة عنهما، وفخمها آخرون.
- والجمهور على تفخيم الراء في الحالين). [معجم القراءات: 5/261]

قوله تعالى: {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فَلَا تَسْأَلنِي عَن شَيْء} 70
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَحَمْزَة والكسائي (فَلَا تسئلني) سَاكِنة اللَّام
وَقَرَأَ نَافِع (فَلَا تسئلني) مُشَدّدَة النُّون
وَقَرَأَ ابْن عَامر (فَلَا تسئلن) اللَّام متحركة وَالنُّون مَكْسُورَة بِغَيْر يَاء
وَقَالَ هِشَام عَنهُ (فَلَا تسئلني) بتاء مُشَدّدَة النُّون). [السبعة في القراءات: 394 - 395]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فلا تسئلني) مشددة النون مدني، شامي). [الغاية في القراءات العشر: 309]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فلا تسئلني) [70]: بفتح اللام وتشديد النون مدني، ودمشقي. بحذف الياء أبو بشر). [المنتهى: 2/807]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن عامر (فلا تسئلني) بفتح اللام وتشديد النون، وقرأ الباقون
[التبصرة: 261]
بإسكان اللام وتخفيف النون، وكلهم أثبتوا الياء في الوصل والوقف إلا ما روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش وغيره أنه حذف الياء في الوصل والوقف، والمشهور عنه الإثبات مثل الجماعة). [التبصرة: 262]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وابن عامر: {فلا تسألني} (70): بفتح اللام، وتشديد النون.
والباقون: بإسكان اللام، وتخفيف النون). [التيسير في القراءات السبع: 351]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(نافع وابن عامر وأبو جعفر: (فلا تسألني) بفتح اللّام وتشديد النّون، والباقون بإسكان اللّام وتخفيف النّون). [تحبير التيسير: 446]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([70]- {فَلا تَسْأَلْنِي} بفتح اللام وتشديد النون: نافع وابن عامر). [الإقناع: 2/690]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَلَا تَسْأَلْنِي فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ اللَّامِ وَتَشْدِيدِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِإِسْكَانِ اللَّامِ وَتَخْفِيفِ النُّونِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى إِثْبَاتِ الْيَاءِ بَعْدَ النُّونِ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا اخْتُلِفَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، فَرَوَى الْحَذْفَ عَنْهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمَاعَةٌ مِنْ طَرِيقِ الْأَخْفَشِ،، وَمِنْ طَرِيقِ الصُّورِيِّ، وَقَدْ أَطْلَقَ لَهُ الْخِلَافَ صَاحِبُ التَّيْسِيرِ، وَنَصَّ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ أَنَّهُ قَرَأَ بِالْحَذْفِ وَالْإِثْبَاتِ جَمِيعًا عَلَى شَيْخِهِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَبِالْإِثْبَاتِ عَلَى فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَعَلَى الْفَارِسِيِّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَهِيَ طَرِيقُ التَّيْسِيرِ، وَقَدْ نَصَّ الْأَخْفَشُ فِي كِتَابِهِ الْعَامِّ عَلَى إِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَفِي الْخَاصِّ عَلَى حَذْفِهَا فِيهِمَا، وَرَوَى زَيْدٌ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنِ الصُّورِيِّ حَذْفَهَا فِي الْحَالَيْنِ، وَهِيَ رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ دَاوُدَ وَمُضَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَرَوَى الْإِثْبَاتَ عَنْهُ سَائِرُ الرُّوَاةِ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ فِي الْمُبْهِجِ غَيْرُهُ، وَكَذَلِكَ فِي الْعُنْوَانِ، وَقَالَ فِي الْهِدَايَةِ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ حَذْفُهَا فِي الْحَالَيْنِ وَإِثْبَاتُهَا فِي الْوَصْلِ خَاصَّةً، وَقَالَ فِي التَّبْصِرَةِ: كُلُّهُمْ أَثْبَتَ الْيَاءَ فِي الْحَالَيْنِ إِلَّا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ أَنَّهُ حَذَفَ فِي الْحَالَيْنِ وَالْمَشْهُورُ الْإِثْبَاتُ كَالْجَمَاعَةِ، وَالْوَجْهَانِ
[النشر في القراءات العشر: 2/312]
جَمِيعًا فِي الْكَافِي وَالتَّلْخِيصِ، وَالشَّاطِبِيَّةِ، وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُهُمْ عَنْهُ الْحَذْفَ فِي الْوَصْلِ دُونَ الْوَقْفِ، وَرَوَاهُ الشَّهْرُزُورِيُّ مِنْ طَرِيقِ التَّغْلِبِيِّ عَنْهُ، وَرَوَى آخَرُونَ الْحَذْفَ فِيهَا مِنْ طَرِيقِ الدَّاجُونِيِّ عَنْ هِشَامٍ، وَهُوَ وَهْمٌ بِلَا شَكٍّ انْقَلَبَ عَلَيْهِمْ مِنْ رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَالْحَذْفُ وَالْإِثْبَاتُ كِلَاهُمَا صَحِيحٌ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ نَصًّا وَأَدَاءً، وَوَجْهُ الْحَذْفِ حَمْلُ الرَّسْمِ عَلَى الزِّيَادَةِ تَجَاوُزًا فِي حُرُوفِ الْمَدِّ كَمَا قُرِئَ وَثَمُودَا بِغَيْرِ تَنْوِينٍ، وَوُقِفَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ أَلِفٍ، وَكَذَلِكَ السَّبِيلَا وَالظُّنُونَا وَالرَّسُولَا، وَغَيْرُهَا. مِمَّا كُتِبَ رَسْمًا وَقُرِئَ بِحَذْفِهِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ الصَّحِيحَةِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ مَعْدُودًا مِنْ مُخَالَفَةِ الرَّسْمِ كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ أَوَّلَ الْكِتَابِ، وَفِي مَوَاضِعَ مِنَ الْكِتَابِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -). [النشر في القراءات العشر: 2/313]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن عامر {فلا تسئلني} [70] بفتح اللام وتشديد النون، الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون، واختلف عن ابن ذكوان في حذف يائها في الحالين، والباقون بإثباتها فيهما كما هي في المصاحف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "فَلا تَسْأَلْنِي" [الآية: 70] نافع وابن عامر وأبو جعفر بفتح اللام وتشديد النون، والأصل تسألنني حذفت نون الوقاية لاجتماع النونات وكسرت الشديدة للياء، والباقون بإسكان اللام وتخفيف النون على أن النون للوقاية، واتفقوا على إثبات الياء بعد النون في الحالين إلا ما روي عن ابن ذكوان من الخلف، فروى الحذف عنه في الحالين جماعة من طريقيه حملا للرسم على الزيادة تجاوزا للرسم في حروف المد، ونص في جامع البيان على أنه قرأ بالحذف والإثبات على ابن غلبون وبالإثبات على فارس، وعلى الفارسي عن النقاش عن الأخفش وهي طريق التيسير، وقد ذكر بعضهم الحذف في الوصل فقط، والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين كما في التبصرة وغيرها،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/220]
والوجهان في الشاطبية والكافي وغيرهما قال في النشر: والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصا وأداء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف عن الأزرق في ترقيق "ذكرا، وسترا، وأمرا" وبابه فرققه جماعة في الحالين وفخمه آخرون كذلك، والجمهور على تفخيمه في الحالين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/221] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلا تسئلني} [70] قرأ نافع والشامي بفتح اللام، وتشديد النون، والباقون بإسكان اللام، وتخفيف النون.
ولا خلاف بينهم في إثبات الياء بعد النون وصلاً ووقفًا، تبعًا للرسم، إلا ابن ذكوان فاختلف عنه، فروى عنه إثباتها كالجماعة، وروى عنه حذفها في الحالين، وليست من الزوائد كما قد يتوهم). [غيث النفع: 824]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70)}
{فَلَا تَسْأَلْنِي}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب
[معجم القراءات: 5/261]
(فلا تسألني)، بالهمزة وسكون اللام وتخفيف النون، وهي نون الوقاية.
- وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وهشام (فلا تسألني)، بفتح اللام وتشديد النون، والأصل: تسألنني، حذفت نون الوقاية لاجتماع ثلاثة نونات، وكسرت الشديدة الباقية للياء.
- وقرأ أبو جعفر وكردم عن نافع (فلا تسلني)، بفتح السين واللام من غير همز، مشدد النون.
فقد ألقى حركة الهمزة وهي الفتحة على السين الساكنة، ثم حذف الهمز.
- وقرأ العجمي عن ابن عامر (فلا تسألن) بالنون المشددة المفتوحة، من غير ياء.
حكم الياء في والوقف والوصل:
- كلهم أثبت الياء في الوقف والوصل اتباعًا للرسم؛ لأنها مثبتة في جميع المصاحف.
[معجم القراءات: 5/262]
- وقرأ يحيى بن سليمان عن أبي بكر عن عاصم (تسألن) بغير ياء في الحالين. وكذا عن الصفراوي.
- وعن ابن عامر خلاف غريب:
فقد روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش والصوري، بحذف الياء في الحالين: (فلا تسألن)، وذكرها بعضهم عن زيد عن الداجوني، والداجوني عن هشام وجاءت الرواية عنه أيضًا بالحذف والإثبات، كما ذكروا الحذف في الوصل فقط.
قال بن الجزري:
(والمشهور عنه الإثبات في الحالين كالباقين...، والحذف والإثبات كلاهما صحيح عن ابن ذكوان نصًا وأداءً).
وقال الرعيني:
(والأشهر عن ابن ذكوان إثباتها في الحالين، وبالوجهين قرأت له).
وقال ابن مهران:
(ولم يختلفوا في إثبات الياء فيه وصلًا ووقفًا، لأنها مثبتة في جميع المصاحف، وذكر بعضهم لابن عامر بحذف الياء، وهو غلط لأنني قرأته بالشام بإثبات الياء، وتأملته في مصاحفهم العتيقة فرأيته مكتوبًا بالياء).
وقال مكي:
(وكلهم أثبت الياء في الوصل والوقف، إلا ما روي عن ابن ذكوان من طريق الأخفش وغيره أنه حذف الياء في الوقف والوصل، والمشهور عنه إثبات الياء في الحالين كالجماعة).
وقال أبو حيان:
[معجم القراءات: 5/263]
(وعن ابن عامر في حذف الياء خلاف غريب).
{عَنْ شَيْءٍ}
- تقدم حكم الهمز في الوقف، انظر الآيتين/20 و106.
{ذِكْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش). [معجم القراءات: 5/264]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس